"الكاتبة تارة الدليمي"
"مذكرات حرير حسين"
المشروبات الغازية وبعض الحلوى. وبالطبع تمت مصادرة جميع الدوائر الحمراء البلاستيكية من المسدسات، وقمنا بأخذ
البضاعة المصادرة حسب الخطة عبر المصعد إلى الطابق الثاني، إلى إحدى الغرف التي
كانت بها شرفة... وجمعنا الأشياء التي كانت قابلة للكسر... وكانت مهمة مصطفى أن يهرب ما يمكن أن يكسر عبر السلم، وذلك الحرفيته
في استخدام السكيت في التزلج على الدرج... رمينا الأولى والثانية والثالثة والعاشرة حتى
تكوم جبل من الحقائب في الأسفل.. وفجأة، وجدنا جدتي ساجدة تقف بجوار الحقائب وهي في حالة من الصدمة (...) لقد كانت الحقائب تهبط إلى الأرض مثل المطر وهي واقفة بجوارها. ولكن من زاوية لم نكن نراها
منها.. نظرة جدتي كانت تحمل الصدمة وحدها. وكأنها تقول: من أي طينة خلقتم ؟!
خجلنا جداً لأن جدتي لم تبد أي ردة فعل كانت هناك عاملة بكماء. وقد راحت تصدر أصواتاً من هول الموقف، ثم قالت لنا جدتي وهي تحت
تأثير ما رأته: هل تعرفون أن هذه تعتبر سرقة ؟!... قلنا لها إن كل ما في الأمر هو أن هذه هي شنط الهدايا الخاصة بنا ولم ترغب
بحملها إلى الأسفل، لذا ألقيناها إلى الأرض من الأعلى لكي نأخذها من الأسفل... مرت العملية
على خير هذه المرة... في متزوجة واسمها بهيسة، وكانت من أبرز الناس الذين أبدوا شماتتهم المقتل عملية أخرى نوعية كانت لدى
جدتي صديقة من الأقارب، ولم تكن والدي.. لسبب أو لآخر، كنا مقتنعين بأن بهيسة تمارس السحر.. عرفنا من عمو إبراهيم خادم القصر أن
بهيسة موجودة ... كنا في مسبح منزلنا وشممنا رائحة الشواء قادمة من حديقة جدتي.
فعرفنا أن الطباخة المسيحية اللطيفة والكبيرة في السن واسمها رمانه تقوم بشي شيء من اللحوم التي يبدو أنها ستقدم ضيافة لبهيسة...
كانت عدة أسياخ من التكا اللذيذة والطازجة توشك أن تصبح عشاء طيباً البهيسة.. عقدنا اجتماعاً سريعاً.. وبدأت الأسياخ تختفي شيئا فشيئاً...
وكلما أدارت رمانه رأسها كانت تحكه مستغربة من عدد الأسياخ الباقية.. تم تقديم عدد قليل من الأسياخ في العشاء.. وتحملت رمانه توبيخاً
آخر من جدتي.. وحلفت بأنها وضعت كمية اللحم نفسها على المنقل.. ولكن، يبدو أنه لم تكن هناك بركة في اللحم اليوم لم تكن تلك معاناة بهيسة الوحيدة. ففي إجراءات أخرى كان منها أننا قمنا ذات يوم باصطياد ضفدعة
أو ما نسميه من العراقيين. عكروكه... وحين جاءت نادينا بعضنا بأن بهيسة قد جاءت.
ودخلت إلى حيث تجلس جدتي ساجدة التي ما إن رأتني حتى احتقن وجهها وهي تعلم أنني لا أنوي على الخير وسأحرجها بعدم
أنت تقرأ
حفيدة صدام
General Fictionكتاب حفيدة صدام هو كتاب مذكرات، كتبتها حرير بنت حسين كامل، احتوى الكتاب على أخبار متعلقة بحياة حرير حسين كامل وعائلتها وخاصة جدها صدام حسين وأباها حسين كامل.