البارت 13

134 5 0
                                    

"الكاتبة تارة الدليمي"

"مذكرات حرير حسين"

وجود سكان في هذا البيت فالمنزل بالنسبة للجيران منزل مهجور منذ فترة طويلة... كان طعامنا في تلك الأيام كلاسيكياً، وهو عبارة

عن الأرز الأبيض التمن» والحساء. وتوافرت لدينا الأمور الأساسية فقط، بالإضافة إلى

أدويتي بالطبع... كانت المربية تقوم أحياناً بالطبخ. وفي الأحيان الأخرى تطبخ والدتي والخالة رنا.. وفى أحيان أخرى من شدة

الضرب على المنطقة وعلى بغداد لم يكن أحد يستطيع الطبخ... كان القصف على بغداد

متواصلاً، وألقي عليها عدد مهول من الصواريخ والقنابل وقوة النيران. لم يكن أهل

بغداد ينامون ليلاً أو نهاراً. وفي أحيان قليلة جداً. كانوا يسترقون بضع ساعات للنوم في ظل هدوء مؤقت. كانت حرباً وحشية

استثنائية.... عند كل انفجار بحسب قربه أو بعده كنا نحاول تخمين المعلم الذي تم قصفه مدرسة منشأة عسكرية مستشفى مصنع... كان أغلب الضربات والقصف يركز على البنية التحتية أي الشوارع والتقاطعات المفصلية ودوائر الكهرباء والمياه وبيوت بعض الناس ب

بشكل عشوائي، كما تم قصف القصر الجمهوري أكثر من مرة. وقصف منزل خالتي حلا للمرة الثانية. كان لخالتي حلا منزل آخر ضرب أيام الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في حملة عام ثمانية وتسعين ولم تعاود السكن فيه، حيث سكنت منزلاً آخر.. كما تم قصف قصر خالي

قصي في الجادرية، وضرب منزل خالي عدي وتم تدميره بالكامل. وقصرنا في الجادرية تم

قصفه بثلاثة صواريخ أيضاً. ولكن ضرب فيه طرف واحد فقط لأنهم ضربوه من جهة

واحدة. إلا أن والدني لم تقم أصلاً بتجهيز الملجأ الموجود فيه لأن خيار البقاء فيه لم

يكن مطروحاً أصلاً لأن المجمع كله سيتعرض للقصف العنيف بحسب اعتقادها وهو الاعتقاد الذي كان في مكانه.. حيث إن كثرة القصف

لنقطة معينة قد تؤدي إلى ضغط على الملجاً رغم أنه كان يجهز وينظف بشكل دوري، وفيه كل المستلزمات والاحتياجات.. إلا أن والدتي

ألغته حيث بنت بابا له... أنت على العراق في تلك الأيام سحابة رملية ضخمة وغير مسبوقة فكثرة القصف على أرضه أخلت بالكثير من

الموازين البيئية. ومن خلف ستار المنزل كنا نشاهد الدنيا حمراء في الخارج. وبمجرد رؤية اللون في الخارج، كانت نوبات الربو عندي تتضاعف فتطلب منهم والدتي إغلاق الستائر، كما كانت حالتي تتحسن إن لم أشاهد المنظر

في الخارج... كنا تحاول تزجية الوقت بلعب لعبة الكترونية اسمها «تيتريلز» نتناوب عليها

حفيدة صدام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن