البارت 9

149 5 0
                                    

"الكاتبة تارة الدليمي"

"مذكرات حرير حسين"

كامل وصدام حسين كما كان قربه من صدام حسين وشجاعته اللافتة للأنظار سبباً آخر للحسد... كان من الصعب الكذب على جدي، أو

ادعاء الإمكانات أمامه ما لم يكن المدعي يمتلكها فعلاً. فلدى جدي صدام حسين القدرة

على اكتشاف الكذب والخداع في الشخص الذي أمامه بشكل كبير واستثنائي، بل وحتى على مستوى البلاد. ألا يفكرون كيف فشلت أكثر من ثلاثين دولة في اختراق نظامه الأمني؟ حتى إن والدي نفسه اكتسب هذا

الحس العالي أمنياً بمخالطته الطويلة الجدي.... يذكر من قصص حسه الأمني العالي

أنه وعمي «صدام كامل كانا عند حيث كان السائق الأول الذي يعرف جزءاً من الطريق يذهب ! إلى الضيف يف، ويقود به عكس السير أيضاً إلى حد نقطة معينة، ثم يقوم بـ بالتبديل مع السائ سائق الثاني الذي كان

بدوره يعرف جزءاً من الطريق. ثم يتم التبديل مع سائق ثالث: وهو الوحيد الذي يعرف المكان

بالإضافة إلى تغيير مكان نومه يوميا.. لم يكن يشبع من نومه لكي ينام العراقيون باطمئنان... وقد قال لنا جدي نفسه ذات يوم إنه ينام أربع ساعات يومياً فقط .. ثم يبدأ يومه باستقبال

المواطنين عند الساعة الخامسة صباحاً لعرض مطالبهم عليه.. وهي الممارسة التي كانت

تسمى شكاوى المواطنين أخذ الكثيرون منا الحس الأمني من جدي. وكنا حتى ونحن صغار نتجنب الاستخدام المفرط للهواتف ونكتفي بالقليل. ونستخدم الهاتف الداخلي

ين... الخاص.. كما كنا نستخدم الكثير من الشيفرات في الحديث، ويندر أن نستخدم

جملة عادية أثناء الحديث.. تماماً مثل أبي الذي بدأ حسه الأمني بالتشكل منذ صغره... فقد أخذ جدي والدي وعمي صدام لحمايته

وهما في سن صغيرة: وهذا الأمر هو الذي لم يسمح لوالدي حسين كامل باستكمال دراسته.. فهو لم يذهب

لوقت كاف للعوجة أصلاً لزيارة أهله لأنه كان مرتبطاً يجدي طوال الوقت أو أغلبه... عمل والدي في بداياته كمرافق الجدي، كما كان يرافق جدتي ساجدة في جميع رحلاتها إلى

الخارج في السبعينيات والثمانينيات ولم يكن جدي صدام حسين يعطي الصلاحيات دفعة واحدة، بل تدريجياً. وكلما أثبت والدي كفاءة في مجال أعطاه جدي المزيد من

الصلاحيات... يعرف والدي بأنه أكثر من عمل
مع صدام حسين جرأة، بالإضافة إلى عدد آخر

من الرموز العراقية. وقد كان ينأى بنفسه عن الملذات والسفاسف. فرغم أنه عمل مع جدي وهو في عنفوان الشباب، إلا أنه لم يعرف عنه حبه للسهر أو الشرب، ولم تكن لديه علاقات

حفيدة صدام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن