30 : السمكة

34 1 0
                                    

#🌿 if it's not broke, don't fix it

#تذكير : كُن ممتنُا.

-

فترةٌ مِن السلام الطويل ؟

- صوتِ ضحكةٍ شريرةٍ تعبرُ صداها المجرّات -

ما تكونُ هذهِ النكتةُ تحديدًا ؟ ينعمُ كاي بالسلام.

لن يحدثَ هذا بكلّ تأكيد، لكِن وفي الوقتِ الحاليّ، كان يعتقدُ انّهُ يحظى بهذهِ النكتةِ ويُصدقها بِحماقة.

يتكئُ على شاحنةِ طعامٍ بعدَ ان طلبَ غداءً لنفسه، يمسكُ بالفطيرة اللذيذ ويأكل منهُ، بينما بسلامٍ - كذبيّ - ينظرُ حوليهِ والى السماءِ الصافية، شاعرًا بإن الأجواء قد بدأت تبردُ بالفعل، بينما تنزاحُ عينيهِ ثانيةً للأسفلِ لينظرَ الى مجموعةِ الأصدقاء اليافعين الذين يصدرونَ اصواتًا صاخبةً مِن الضحكِ والأحاديث، بينما يرتدونَ ملابسًا للهالوين الذي سيحلُّ بالغد، يستمتعُ كاي بالأجواءِ الطبيعيةِ والزينِ الشبه مُخيفةِ هُنا في الأرجاء، يستطيع ان يتذكّرَ ماضيهِ قليلًا في الاحتفال بهذا العيد بالأصولِ المسيحيةِ الصحيحة، ولا ينسى بالطبع اللحظات السعيدة فيها.

يبتسمُ بغباءٍ وهو يفتحُ فمهُ على مصرعهِ كي يأخذَ لقمةً كبيرة، ويمتلأ فمهُ ليصنعَ نفخةً كبيرةٍ واضحةً مِن الخارج، ففي اثناءِ سرحانهِ، كان يُفكر بالمُفاجئةِ السخي- .. بل اللطيفة، التي قرر كاي ان يفعلها لإيلينور، وهي بجلبِ سمكةِ زينةٍ مِن نوعِ الهيبو تانج، كان يشعرُ انهُ مِن الظريف ان تحظى إيلينور بسمكةٍ كحيوانٍ أليف، بدلًا مِن الكلاب مثلًا، فتِلك السمكةُ زُرقةُ لونها مُبهجٌ للغاية، ويريدُ هو ابهاج امرأتهُ بأي طريقة.

منذُ فجرِ اليوم، وقبل طلوع الضوء حتى .. ذهبت الى المقهى للعمل، لقد بدأت تقولُ بإنّها لا تُريد ان تتقاعس كما فعلت في الفترةِ الأخيرة، ليسَ وبعدَ ان بدأ عملها يدرُّ ربحًا اكثر بمعدلٍ بسيط، لهذا يبدوا وانّها ستكونُ مشغولةً لحدّ الجحيم في الأيّامِ القادمة، لهذا قامَ بشراءِ هذهِ السمكة في الصباح - وهذا سبب له بتأخّرهِ عن العمل، ولكِنه لا يهتم -، ثمَّ عاد لمنزلهِ ووضعها على بارِ المطبخِ مع زُجاجتها وعالمها المائيّ الصغير، واسماها ساني، سيكونُ مِن اللطيف حقًا ان تعودَ إيلينور للعمل وهي مُتعبة وتبتهجُ برؤيةِ ساني.

ولكِن عبُسَ كاي سريعًا، لقد تذكرَ للتو انَّ صاحب متجرِ الاسماكِ ذلِك .. اخبرهُ ان عليهِ ان يطعم السمكة لأنه لم يفعل بعد.

يا إلهي، هل ستموت بهذهِ السرعة ؟ بينما شعر باهتزاز هاتفهِ الذي يقبعُ في جيبِ بنطالهِ الخلفيّ، وهذا ما جعلهُ ينسى قليلًا جدًا امرَ السمكة المسكينة، حتى ببساطةٍ ابعدَ مؤخرتهُ عن الشاحنةِ وسحبَ بيدهِ اليُسرى الهاتف، ويتعجّبُ بالاسمِ الذي يُنيرُ شاشةَ هاتفه، انّها زميلتهُ بيبر مِن القسمِ ذاته، ورغمَ تعجّبهِ الشديد مِن اتصالها المُفاجئ، إلا انّه ردَّ دونَ ان يشعر بوجودِ شيءٍ خاطئ.

المُحاصَر | KAIحيث تعيش القصص. اكتشف الآن