المُحاصَر | KAI

28 : ثوران تامبورا

#🌿 rely on nothing and no one except allah.

#تذكير: هذه الحياة لا تستحقُّ شيئًا.

-

الكثيرُ والكثيرُ مِن الملابسِ السوداء تُحاوطُ هذا القبرِ تحديدًا، حضورٌ يعجُّ المقبرةَ الخضراء، ويقفُ كاي بصمتٍ بِجانبِ زُملاءهِ، ومُنهما كانا جيسي وجاسبر، يتمُّ دفنَ المُدير ليام في تابوتهِ الخشبيّ الى الأبد، ويستمعُ الى صيحاتِ امرأتهِ المكتومة، والتي تحتضنها صديقتها مِن الجانب لتخففَ عنها، وتتدحرجُ عينُ كاي بأسىً وحزنٍ حقيقيين إليها، وجهها محمرٌّ للغاية، انتفاخاتٌ سوداء مهولة حولَ عينيها، وبالكادِ تستطيعُ الوقوفَ بظهرٍ مستقيم، وتمسكُ المنديلَ الذي تبللَ بالكامل، حتى يُزيحَ عيناهُ للأسفلِ بصمتٍ وهو يبلعُ ريقه، يشعرُ بشعورِ كآبةٍ لم تسبقهُ مِن قبل، إلّا مرتينِ في حياته ..

عندما قُتلت سيلين، وعِندما قررَ سامويل تسليمَ نفسه.

يفكرُ كاي حاليًا بسخريةِ القدر، امرأةُ الراحلِ تبكي بحرقةٍ امامهم جميعًا، بينهما هُنالِكَ شخصٌ مشبوهٌ يقفُ بوجهِ متصنّعٍ حزين، وهل يخفى القمر ؟ بالتأكيدِ انّهُ الرئيسُ غراهام اللعين، متورطٌ بلا ادنى شك، لا يأبى لأحدٍ مِن رجاله حتى، ولم يُفكر بالخطيئةِ التي اقترفها بحقّ عائلةٍ كوّنت للتو، وقام بـ تيتيمِ طفلةٍ لا تُدركُ حتى ما تعنيهِ الحياة.

يستاءُ وجهُ كاي اكثر، فبالتفكيرِ بالأمر، راحَ ليام هانسون ضحيةً ثانية لِتلك المُنظمة السريّة، والإله وحده يعلم عدد الضحايا التي تمَّ التكتم عنهم.

ترتفعُ عينا كاي للأعلى دونَ ان يرفعَ رأسه بشكلٍ مستقيم، حاجبيهِ معقودين بكآبةٍ وهو يرى الترابُ يغطّي أجزاء التابوت المدفون، وتنتابهُ تخيلاتٍ مُخيفةٍ عن انّهُ سيكونُ التالي حتمًا، انهُ التالي.

عقلهُ منهكٌ بطريقةٍ جُنونيّة، فلقد تمَّ التحقيق مع كلّ فردٍ في القسم لتبرئتهم جميعًا، مِن يقومُ بالتحقيقِ في مقتلِ المديرِ ليام هو عميلينِ مِن مُخابرات تروي وبلايموث، مع احدِ المدراء الأقسام الأخرى، وبالطبع مع الرئيسِ غراهام.

كان اسوأ تحقيقٍ نفسيّ على الإطلاق، لاسيما وانَّ تمَّ الضغطَ عليهِ هو وجيسي، كونهما لا يمتلكانِ ماضٍ جيدٍ فيما يتعلقُ بعدمِ الإنصاتِ الى الأوامر المطروحة.

لكِن بشكلٍ او بآخر، اجتازا الأمر، وتمَّ تبرئة جميع مَن في القسم دونَ الولوجِ الى استخدامِ أساليبٍ قاسيةِ كالتعذيب او مُحاولةِ ضغطهم نفسيّا اكثر، لكِن ما حدث .. انَّ تمَّ تسليط الضوءَ عليهِ وعلى جيسي اكثرَ مِن البقيّة، اعطت لكاي فكرةً منطقيّة كأن يهدأ في الوقت الحالي، فلقد انتهى التحقيق، لكِن يُدركُ انَّ هُنالِكَ اعينٌ تتبعهُ في الأيام القادمة على الأقل، وعلى العموم .. كانت هذهِ خطتهُ مِن الأساس، انتظارُ ذلِك العميل الذي يمتلكُ غموضًا في جعبته، والآن .. هُنالِكَ سببٌ يجعلهُ يقتنعُ بحظيهِ لفترةٍ مِن الهدوء دون ان يفعلَ جنونًا ويفتضحُ نفسه.