19 : الأُم القاسية

40 5 0
                                    

seek respect not attention, it lasts lonnger.

#تذكير : دائمًا اختر المسافة، على عدم الاحترام.


-


" ريكي، ألا تسطيع ان تُغلق فمَكَ لدقيقةٍ واحدةٍ يا رجل ! انا الآن غاضبٌ ومستاءٌ لإنّي لم اقضي اجازتي بفعلِ شيءٍ ما، وانتَ هُنا تُثرثرُ فوقَ رأسي " يتحدثُ سامويل باستياءٍ وتذمرٍ كبير، يضعُ قدميهِ فوقَ طاولتهِ الخشبيّة في مكتبهِ الأساسيّ، بينما يقفُ حفنةٌ مِن رجالهِ امامه، يقفونَ بِلا حركاتٍ ولا كلمةٍ وكأنّهم مِن الجُنود، وريكي .. مُساعدهُ الأول الموثوق يقفُ الآن امامهُ ويُثرثرُ منذُ مدةٍ بقلقٍ على قرارِ رئيسهِ المُفاجئ والطائش.

ينظرُ ريكي للخلف، الى الكُرسي الذي يقبعُ بِجانب الزاويةِ التي يضعُ فيها سامويل نبتةً كبيرة، الكُرسي الذي يحملُ الطفلَ كاي، قدماهُ الصغيرتان مُعلّقتانِ بالهواء، يرتدي هندامًا مُختلفًا وجديدًا قد طلبهُ سامويل مِن احدِ رجاله لجلبهِ له، يمسكُ الطفلُ الهزيل والمُصاب بالكُرسيّ وهو ينظرُ بصمتٍ لهما، قليلُ الكلام، ولا يُظهرُ ايَّ ردةَ فعلٍ الا عندما يتمُّ التفوه باسمِ والديه، يصبحُ مذعورًا.

قد يكونُ بالفعل طفلًا حظيَ بحياةٍ سيئة، ولكِن ريكي ينظرُ لعيناهُ الداكنتين بِذاتِ نظرات القلق، فهو لا يرى ايَّ حسّ اجراميّ او انتقاميّ في عينِ الطفل، كان بريئًا اكثرَ مِن اللازم، ما الذي ينوي سامويل الأرعن فعلهُ بحقّ الجحيم ؟

ينظرُ لرئيسهِ ثانيةً، الذي كان يحملُ على ملامحهِ التذمرَ هوَ الآخر، ينظرُ للنافذة، ويمدُّ شفتيهِ للخارجِ ولا يشعرُ بالإعجابِ الى حديثِ ريكي.

" سيدي، انهُ طفل .. ما الذي تنوي فعله به ؟ هذهِ ليست حضانةٌ او ما شابه، استطيع اخذهُ الآن الى ايّ دورِ رعايةٍ .. سيستقبلونهُ دونَ مطالب او مشاكل ! "

" اصبحتَ طويلَ اللسانِ في الفترةِ الأخيرة يا ريكي، ولكِن المُشكلةُ انني احبُك " يشيرُ له سامويل بطرفِ سيجارتهِ الجديدة، وتحت نظرات رجاله، قامَ بلفّ كرسيهِ المُكتبيّ نحوَ الطفل، ينظرُ له .. ليجدهُ ينظرُ له بِدورهِ كذلِك، فأشارَ له بإن يقترب، ليستجيبَ كاي ويقفُ مِن على الكُرسي، ونظراتُ ريكي كانت تزدادُ قلقًا على غباءِ سامويل الذي يزدادُ في كلّ مرة، فهل يعتقدُ حقًّا انهُ سيتحمّلُ مسؤوليةَ طفلٍ هزيلٍ كهذا ؟

لا يعلم ريكي ما الذي يُفكرُ فيهِ سامويل، ومِن الصعب التنبؤ بتصرفاتهِ، مِن المستحيل معرفةُ ذلِك مهما كنتَ قريبًا منه، لطالما كانت رجلًا غريبَ الأطوار بالفعل، واتخاذ القرارات المُفاجئة والغير متوقعة والتي تحتضنُ الجميع بالصدمات .. هي هوياتهُ المُفضّلة، يستلذذُ بفعلِ ذلِك.

المُحاصَر | KAIحيث تعيش القصص. اكتشف الآن