16 : شكرًا، لكِن لا

28 5 2
                                    

#🌿 Its about who proved not who promised.

#تذكير : ما هو قادم افضل مما مضى.


-


ينظرُ كاي حوليه للمنطقةِ المُرتفعةِ المليئةِ بالزرعِ والأشجار، يأخذُ نفسًا غير ملحوظ، ويتوترُ قليلًا مِن المكان الذي مِن المفترضِ ان يكون - المقر الرئيسيّ للرئيس العظيم كاي -، لا يعلم كيف فعلها جاسبر الوغد، ولكِنهُ وضعَ جهدًا ملحوظًا في ايجادِ مكانٍ منقطعٍ عن العالم في ضواحي ديترويت، يتميّزُ بهذا الطابع الذي لن يتم وصفهُ حتمًا بكلمة " متواضع " بأيّ شكلٍ مِن الأشكال.

عادت الذكرياتُ الى عقلِ كاي، فهذا المكان كان يشبهُ نوعًا ما المكان الذي قضى فيهِ ذكرياتهِ السابقة، قصرُ سامويل، وتِلك الحياة المليئةِ بالرفاهيةِ رغمَ الوجود الكثير مِن الأمور التي تُهدد مِن حياتهما.

يأخذ كاي منعطفاتٍ للوصولِ الى القصر الذي يقبعُ فوقَ منطقةٍ مُرتفعة، وترمشُ إيلينور وهي تُحاول ان تُدرك ما تراهُ الآن، فآخرُ ما توقعتهُ هو ان يكونَ مقرَّ حبيبها الزعيمُ العنيف بهذا المظهر المخمليّ الخاصّ بفاحشي الثراء، كل ما تخيلت في عقلها عندما قال لها " سنذهبُ لمكانِ عملي " كما وعدها سابقًا، هو مكانٌ اشبه رُبما بـ ..

مزبلة.

مكانٌ متصحّرٌ وكأنّهما في تكساس، والمقرُّ يقبعُ في صحراءٍ مهجورة بداخلِ حاوياتٍ مُتعددة.

كاي مُتفاجئٌ بقدرها، ولكِنهُ ظلَّ يحاول ان يخفي دهشتهُ وقد فلح في نهايةِ الأمر.

ترجّلَ بسيارتهِ الرياضيّة للداخل، تسقطُ عينا إيلينور المُتسعة بإعجابٍ للمنظر، للساحةِ الخضراء الواسعة، وللنافورةِ التي تقبعُ في المُنتصف، والى القصرِ الأبيضِ الحديث والذي تمَّ بناءهُ بطريقةٍ عصريةٍ غريبة، وذلِك المسبحُ الأزرقُ الذي يلمعُ تحت شمسِ الصيف الحارقة وقد بدى مغريًا للولوجِ إليه بسببِ الحر الشديد الذي طرأ فجأةً على طقس ديترويت هذه السنة، كان الأمر يفوقُ تصوراتها تمامًا، حتى اتسعت ابتسامتها، وهي تُلاحظُ العديدِ من الرجال المُسلّحين الذين يرتدون ملابسًا رسميّة.

لا يعلم كاي ما اللعنة، ولكِن اخبرهُ جاسبر عن انَّ المكان جاهزٌ تمامًا له، بكل المُتطلبات اللازمة، ويستطيع ان يأتي لهِنا في الغد .. وهو اليوم والآن، ولكِن ما اللعنة ..

ينظرُ كاي بأعينٍ متسعةٍ قليلًا الى هؤلاء الرجال المسلّحين، أليسَ مِن المفترضِ ان يكونوا هؤلاء هُم رجالهُ المخلصون ؟ تسقطُ عينَ كاي في احدِ رجالِ الاستخبارات الذين يعملونَ معهُ في نفس المبنى الرئيسيّ، هل الأحمق جاسبر استعانَ برجالِ استخباراتٍ اقلّ خبرةٍ منهما ؟

المُحاصَر | KAIحيث تعيش القصص. اكتشف الآن