17 : الكثيرُ مِن سوء الفهم

37 5 0
                                    

#🌿 When people talk about their pain you don't talk about yours. you listen.

#تذكير : مُحادثة قصيرة، او بسيطة، بإمكانها ان تصلح الكثير.


-


يشعرُ باهتزازاتِ هاتفهِ الجنونيّة في جيبِ بنطالهِ الخلفيّ، وهذهِ المرة، كان اقلَّ تكلّفًا في رداءه، نوعًا ما .. يا رفاق.

لم يكُن يرتدي ملابسًا رسميّةً كالعادة، فلقد اختار هذهِ المرة ارتداءَ بنطالٍ جنزيّ ابيضِ اللون مع حذاءٍ ابيضَ اللونِ كذلِك، وقميصًا صيفيًا اخضر اللون، بنقشٍ نباتيّ ذات الوانٍ باهتة، وكانت هذهِ مِن احدى التشكيلات الفاخرة مِن غوتشي من الصيف الماضِ، وعلى ما يبدوا .. هذا الصيف، كاي منشغلٌ في امورٍ اكثرَ اهميةٍ مِن " المجموعات الصيفية الجديدة مِن الماركات الشهيرة لهذا العام ".

لا يزال يبدو متكلّفًا، اصغرُ شيءٍ يرتديه .. مِن اكسسوارات، تساوي راتبَ ثلاثةِ اشهرٍ او اكثر، ولكِن هذهِ المرةُ الأولى له ان يظهرَ بمظهرِ - المواطن الطبيعي - امام إيلينور، يطبطبُ قدمهُ بتوترٍ على الأرض، ينتظرُ امامَ بابها بعدما رنَّ الجرس، ويحملُ بينَ يديهِ باقةٌ مِن ورودِ الروز الورديّة، يرفعُ رأسهُ وهو يشدُّ شفتيهِ للداخل، وما ان فتحت البابَ اخيرًا بعدَ دقائق .. سقطت عيناهما لثوانٍ لبعضهما البعض، وتسقطُ عيناها بعدَ ذلِك للباقةِ الورديةِ التي كانت ضخمةً بطريقةٍ للافتةٍ وجميلةٍ للغاية.

" هل .. اخطأت في الموعد ؟ "

" لا لا ! آسفة .. تفضل بالدخول "

كانت مُندهشةً مِن منظرِ كاي المُتكلف والذي مِن المُفترض لا ينبغي ان يكونَ كذلِك ان كان سيقضيان ليلةً لمشاهدةِ الأفلامِ سويًّا في منزلها، والشيء الآخر الذي تركها مُندهشةً وهي تقفُ كالحمقاء .. هي باقةُ الورد الكبيرة، تُغلقُ الباب وهي تُخفي ابتسامتها الكبيرة، ويرتجلُ كاي ببطؤٍ وهو ينظرُ حوليه، المنزل كما كان يتذكرهُ في تِلك المرة، لا تغييرات او اشياءً جديدة.

تسقطُ عيناهُ على الأريكةِ بنظرةٍ خاطفة، الأريكةُ التي تحملُ اسفلها جهاز التنصّت الذي لم يتوصّل الى اي معلومةٍ قيّمة منه، ويلتفتُ لها، وهي تقتربُ ببطؤٍ وتبتسم، يُلاحظُ مدى بساطةِ ملابسِها كالمُعتاد، ترتدي بنطالًا جنزيًّا ضيق وداكن اللون، مع قميصٍ حريريّ برتقاليّ منقوشٌ بنقشٍ باللونِ الاسود، بلا اكمام، وتضعهُ طرفهُ اسفلَ بنطالها، تركت شعرها المُجعّد الطبيعيّ الطويل ينسدلُ براحةٍ وهذا ما جعلَ كاي يسرحُ قليلًا فيها، هل يجدرُ عليهِ ان يُخبرها : " ارجوكِ ارجوكِ اتوسلُ اليكِ اتركيهِ دائمًا ينسدلُ بارياحيّةٍ عليكِ " ؟

لا، سيبدو كمهووسٍ مُريب.

" لقد جلبتُ هذه - .. " يقولُ وهو يشعرُ بالغرابةِ مِن الصمت الذي دام، ينظرُ للباقةِ التي بينَ احضانه، وسُرعان ما تقتربُ منه وهي تمدُّ يداها وتقول :

المُحاصَر | KAIحيث تعيش القصص. اكتشف الآن