« 1 »

5.5K 114 7
                                    

« يظل الإنسان في هذه الحياة مثل قلم الرصاص تبريه العثرات ليكتب بخط أجمل ويكون هكذا حتى يفنى القلم وﻻ يبقى له إلا جميل ما كتب »

- 1 - 1 - 2024 -

وسّط ملـيان حشـود من المناصب العليـاء وعالم أخر تماماً ، جالس وبيده بشته يناظر أبوه الي واقف يسـولف مع أحد العمداء ، نـاظر أخوانه الي جالسين بملل وعرف ان الجّـو الي يجبرهم أبوهم عليه ماناسبهم من وجهيهم الي مكتفيه بابتسامه باهته ، لـف بابتسامه وهو يسلم على العميد راكان الي ماسكه:أرحب
ابتسم العميد راكان وهو يسلم عليه:ماهقيت ألاقيك
رفع عينه لابوه وناظره راكان يفهم ان جاء بسبب أبوه ، ونطق راكان بابتسامه عريضة:الناس تعرفك ياعـناد لاحظت من دخولك والناس تتلفت لا مـريت
اكتفى يناظره بهدوء ومشى راكان بعد ماودعّـه وهو يروح لـرمـّاح يلقي عليه السلام ، وكانو في ملتقى مع أحد العمداء السابقين جامع فيها أصحاب المهنه والي تقاعدوا وكان هو من ضمنهم ، وأندعى رمـّاح بحكم أنه كان عميد سابق ، ولأن الدنيا هَدت حيله ولوت ذراعه بتعب زوجـته وملاذه ، ترك وظيفته وكَـرس وقته يهتم فيها ويراعيها ماتمّس شي ثقيل عليها ، وهي مصـابة بمرض ينتهش من خلاياها ويحـرق جوفها ، وش غيـره قاتل الأرواح مريضة سـرطان من سنين طـويلة ، ولكنها أقوى محاربة بعيون رمـّاح وعيون عيالها الي يقومون الدنيا ويدنونها لاجل ترضـى آمال حياتهم ، لف بنظـره وهو يمشي لإخوانه ونطق بهمس وهو يعّض شفته:تعدلو
ارتسمت على وجهيهم ملامح هاديه ، وأبتسم رمـّاح من بعيد وعناد جاء على مطَلبه وهو يشوف عياله وعيونهم الي توضح الضيق الي الأغلب لاحظه ، كان ودَه يروح ويهَد فيهم الدنيا وكأن عناد فهمه من نظراته الي متوجهه لهم وهو يمشي ويعدل نظراتهم بهدوء غير ملاحظ كعادته ، أنحنى يسلم على بقية العمداء وهو يناظره أحدهم الي نطق:خذ سيفي ، يزهاك
عـناد وهو يرجعه لظهره:عز الله مقامك ، ما زان إلا عليك
رفع نظره للأصوات الي بدت تعلى بالعـرضة النجديه وناظره العميد يصّر عليه وأكتفى بالهدوء وهو يـاخذه منه ويمشي يتـوسط الساحة وزي ماقال راكان ، تلفت كل الحـضور يناظرونه بأنبهار وأكتفى رمــّاح بالابتسام بفـخر كبير وذهول من مهارات ولده الي يكتشفها بكل مره بالسَر ، من شدة خفاء عـناد وشخصيته الغريبة والجديدة عليه من كان عماد أبنه الأكبر واضح جداً وصريح ، وعُـدي الي نظراته تفضح باطن خفاه ، عنـاد انولد عكسهم ، يستّر همومه ويكشف وجهه المرتاح ، الي لوته صواديف الايام القشرا ، وأبوه أشد معرفه منه لنفسه ، عناد يراعي ويحّب يهدي واوقات تغلبه الانسانيه ويواسي ، ولكن ماعمره سَمح لأحد يضمد جروحه ، ويطفي لهيب مشاعره ، كان يناظر عناد الي يلوح بالسيف ويزيد من هـيبة أسمه هيبة كبيرة تزيد رمــّاح عز وفخر ، لف بنظره رمــّاح ولانت ملامحه يناظر الشخص الي بالطرف الاخر وهو كذلك يناظره بهدوء وملامحه توضح حزن داخله ، صد بـنظره بضيق وخوف من رهبة شعوره ، مشى خارج وارتخت ملامح عناد يمشي يرد السيف لصاحبه ويخرج خلف أبوه وعماد وعُـدي الي حتى ما أنتبهو لخروج أبوهم وأنما كانو يتناقشون بمواضيع تافهه تبعدهم عن الجو الي ماناسبهم ، خرج عناد يناظر أبوه الي ماسك راسه وقرب منه ينطق:يبه
لف رمــّاح وهو يرجع يصّد :عناد أرجع مكان ماجيت
عـناد وهو يهز راسه بالنفي:قل لي وش ضيق خاطرك ، اروح أهده الحين وأشتري رضى خاطرك
رمــّاح وهو يجلس على طرف الرصيف:عناد أمش
هز راسه بالنفي ووقف رمــّاح يصرخ بوجهه:قلبي الي يحترق ، ودك تهده؟
ناظره بهدوء يستوعب حجم صرخته ، ماهمته صرخته كثر ماهمه خاطر أبوه ودفنه لمشاعره ، مشى تاركه وهو يركب سيارته يحرك بأقسى سرعته يوقف عند المركز ونزل يناظر حارس الامن وهو يرفع بطاقته ونطق:معروف الله يطول بعمرك ، مايحتاج
دخل ووقف سلمان:عناد ، وش جابك؟اليوم اجازة
دخل بدون رد وتنهد سلمان وهو عرف ان فيه شي مضيق خاطره وعناد لا ضاق دفن نفسه بين الاشغال لاجل يلتهي وينسى كل شي ، نادا العامل الي يشتغل وهو ينطق:كوب قهوه ووده لعناد
هز راسه بالايجاب وسرعان ما انتهى من تحضير القهوه ، ودخل على عناد بعد ماسمح له بصوت هادي ، نزل الكوب وهو يمشي خارج ، رفع نظره عناد يناظر الكوب وتنهد يعرف انه من سلمان لاجل يرضي خاطره الزعلان ، وهو يعرف ان القهوه صديقة عناد وتعدل مزاجه بأقسى لحظات انغماسه بالضيق ، اخذ الكوب وهو يحس بحرارته وكان ساكن تماماً ما نزل الكوب الي بخاره الكثير يدّل على شدة حرارته ، خلص من الكوب برشفتين متواصلة وسرعان ماشّد على ايديه وهو يرميه بغضب وناظره من تهشم اجزاء ودخل سلمان بفّزع وهو يشوفه ساكن تماماً يناظر الارض بدون أي ردة فعل ، ركض وهو يمسك ايديه الي تلونت باللون الاحمر وعروقة الي برزت بشكل مخيف ، سحب ايديه من سلمان وهو ينطق:بضّمد نفسي
خرج سلمان من شاف رغبته وأنه مستحيل عناد يقّبل أحد يلمس جروحه سواً داخليه او خارجية واضحه للعلن ، وقف وهو يفتح الدرج وهو ياخذ الضماد ويضمد أيديه بخفه وخرج من شاف الوقت يميل للخامسة فجراً ، ركـب سيارته يمشي لبيتهم وهو يناظر شروق الشمس الخفيف ، نـزل مع المصلين يصلي بأول الصفوف ، سجد يمحي شتات قلبه بالدعاء وسّلم من خلص لف يناظر ابوه واخوانه الي بجانبه ، تنهد يوقف وهو يمشي راجع للبيت ودخل البيت وسرعان ماركض:لا يابعد كل الأوطان لا
ناظر أمه الي تشيل أشياء ثقيلة وهو حتى من هبّ النسيم يخاف عليها ، آمال ابتسمت:ماعليه ياحبيبي مايصير بآمال الحياة شي لو اشتغلت شوي
عـناد بغضب مكبوت:ياميمتي وين العاملة ماتجي تنظف ، انتي ارتاحي
آمال:تعبت من البيت وودي أرفه عن نفسي شوي
عناد بخفوت وهو يجلسها بجانبها ويرفع كفوفها يقّبلها:لا تتعب آمالنا وان كان ودك اشتغلت أنا
ابتسمت وهي تشـوف دلال عناد لها ، وهـو غير عن كل عيالها ، يداريها أكثر من نفسها عليها ، وحنيـته الخافية عليهم والبيّنة لها تعجبها ، ناظرت تمسك كفوفه وتنطق:ودي أشوفك عريس ، ماتدري يمكن أفارق دنياني قبل أشوفك وأزفك ببشتك ياوليدي
عناد بخوف:لا تقولين كذا ، الله يطول بعمرك
لفو على دخول رمــّاح وعياله ، وقف عناد وهو مايبي يجادل أبوه الي علاقتهم أخر فترة متوترة كثيرة ، صعد لغـرفته يفتحها ويناظر هدوء ألوانها وشـراحتها أبتسم بخفوت وهو متأكد ان أمه مرتبتها له ، اخذ روبه وهو يدخل يتحمم وخرج من خلص بعد ساعه قضاها تحت المويه ، يجمع نفسه ويهدي روعه أفكاره وهواجيسه ، بدل ملابسه وهو يرتمي على سريره ينام بعد يومين قضاها بالسهّر وهو نوم الليل يجافيه ، دخل بعمق نومته من شدة تعبه وأرهاقه
-
كانت تلبس عبايتها واعتلى صوتها وهي ترد على أمها:جاية يا أمَي
خرجت بسرعه وهي تنزل بعجلة ونطقت:مايمدي افطر ، مشينا
هزت راسها بالنفي:والله ماتطلعين وانتي جوعانه ، اجلسي
زفرت بضيق:أمي محاضراتي بتروح عّلي
ثُـريا وهي تنزل الطاوة:أفطري أفطري
نزلت شنطتها وهي تجلس بجانب امها ونطقت:متى بنروح لبيت خالي رمــّاح؟
زفرت ثُــريا من الطاري:مادري بس ماهو الحين ، خلصي الاختبارات بالأول
تـرف:أمي لو ملاحظه ، اليوم أخر فاينل لي !
ثُـريا ناظرتها وكملت ترف:يتـوجّب نزور عمي اليوم
ثُـريا وهي تنزل الخبز وأنسدت نفسها تلقائيا وهي تنطق بغضب مكبـوت:أبفهم وش أصرارك على بيت رمـّاح؟وش الممتع يعني
تـرف بتردد:شدعوه أمي مشتاقه لخالي ، يعني بشتاق لعياله مثلاً !
ناظرتها ثـُريا وهي توقف بتغيير لموضوعهم:مشينا
تـرف وهي توقف:ترا مابنسى الموضوع أمي
ثُـريا:أمشي أمشي
خرجت ثُـريا تناظر الشمس الحارة وهي تزفر بضيق وقلق من الجاي وحتى الي فات ، ركبت سيارتها وهي تناظر ترف الي ركبت بجانبها ، تنهدت وهي تحرك ، زوجها توفى قبل سنين كثيرة ، بعمر الشهرين لترف ، حتى ماحصل لها شوفته ، كانت تـرف تجهل أبوها أنما بس بالصور تشوفه ، وصلت جامعتها وهي تنزل بعد وداع ، مشت تحرك لدوامها وهي تسّـرح بهواجيسها ، حتى أستوعبت وصولها لدوامها ، نزلت وهي تمشي تدخل مع بوابة الموظفين وهي تبصّم ، حركت تدخل المستشفى وناظرت المراجعين الكثير ، مشت تصعد المصعد لقـسم صارت زياراتها له يومياً ، قسـم يوجعها ويفرحها ، دخلت تمشي بخطاها لغرفة حافظة رقمها من قلبها وهي توصل ، دخلت بهدوء وهي تمشي تناظر النائـم من وقت طويل يتوسط السرير ، والأجهزة من حواليه ، لا شعـوريا هّـلت الدمعه بخوف وتعب من مصارع الحياة الكثيرة ،
شعور الشتات الي تحسه من سنين طويلة ، شعور الندم والخذلان من نفسها ، شعور الإحساس بالندم يؤلم روحها ، أنحنت ترفع ايديه لها وهي تبكي بعلو صوتها بأنهيار تام ، دخلت الممرضة وهي تهديها وهي تعودت هالحاله يومياً ، وقفت تخرج ثُـريا وهي تمسح دموعها وتمشي لمكتبها الخاص فيها ، دخلت ممرضتها الخاصة وهي توريها المواعيد الي عندها اليوم وعدد المرضى ، مشت تراجع مع الحالات وابتسمت تشوف كبيرة بالسن ومعاها ولدها:أهلا ، تفضلو
دخلت وهي تمشي بكرسي متحرك ، دخلها ولدها وهي يمشي يجلس ونطق:تعنينا من جدة يادكتورة لأجلك
ثُـريا ابتسمت؛يارب ما أخيب هالرجوى
الكبيرة بالسن:والله شوفة عينك رجيلاتي تعورني من زمان وماقدر أمشي ويقولون أنك تسوين عمليات تنفع
ولدها:وأحنا ماودنا غيرك يسوي هالعمليه يادكتورة
ناظرتهم بهدوء وهي تحاول تبلع غصتها وقفت وهي تنطق:بس أنا وقفت عمليات
:يادكتورة أنقذي حياة امي واسعديها ، ولو تبين كنوز الدنيا ماترددنا بس أهم شي أشوف امي تمشي وبصحه وعافيه
ثُـريا بتوتر يبان على ملامحها:وقفت من سنين طويلة ، أعتذر
:يادكتورة تكفين
ثُـريا وهي ترجع لمكتبها وتحاول تشغل نفسها بأي شي ونطقت:أنا ماني بطلة لاجل أنقذ وأحيي الناس ، مره تصيب
نزلت عينها بضيق:ومرات تخّيب
ناظروها ونزلت عينها بضيق من شافت نظرات الرجاء والأمل منهم لها ، ونطق ولدها وهو يوقف:بنجيك وقت ثاني يمكن ذهنك ماهو صافي ، تكفين فكري اعتبريها بحسبه أمك
خرجو تاركينها في حيرة وشتات وخوف وقلق ، تنهدت توقف وهي تسكر بابها وتأخر مواعيدها لفتره تجمع فيها نفسها وترجع بنفسية تسمح لها العمل ، تنهدت تتمد على الكرسي الخاص فيها وهي تغمض عينها ودموعها تنزل تلقائيا ، غفَت لثواني من شدة تعبها وسرعان مافزت من زارها بالمنام ، فزت من نومها بخوف وهي شافت طيفَه يمشي قدامها وبخير ، بكت من أستوعبت واقعها ، وقفت وهي تحاول تشغل نفسها بأي شي ، رجعت تمارس مهنتها بهدوء وهي تحاول تنسى الموضوع الي يطري بكل ثانيه بحياتها

يـحـيّي فـؤاد الـمغربـل شـوفتك يـا لـيـالي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن