« 8 »

1.4K 64 7
                                    

ووقف يصـرخ بوجهه عمته ثُـريا ومسكها يصرخ أكثر:أمي ماماتت ، أمي حية
بكت ثُـريا لانه أصبح كالمجنون ، يهـذي ويصرخ فالكل ، يتكلم ويصرخ بشكل مع عهده من عنـاد البارد ، لكنه تعـرف ان داخله يحترق نـار بشكل كبير ، يـذوب ثليج قلبه من حـراره موقفه ، فقد الحِيله وحَيله ، وما الفقد إلا طعنة في القلب لن يتعافى منها
طوال عمره ، دخل فيـصل يسابق خطاه وخلفه ليـالي ، كانو شاهدين على المـوقف ، من فيصل الي وصلته رسالة تهديد بقتل عنـاد وأنه لازم يتوجه للموقع ، وليـالي نفس الشي ، وكلها خطه وفـخ ، عشان يشوفون ضعف عنـاد ، موته ، لكنه قدر الله أن آمال تخاطر بحياتها لاجل تنقذ حيـاة ولدها ، لكنها دمـرته أكثر وأكثر ، بكت ليـالي من منظـر عناد الي يدمي القلب ، كان مستند على سور المستشفى ، مغطي وجهه بشماغه يسـمح لدموعه بالأنهمار
-
طـاح جواله من يديه ، يلف بنظـره لعماد الجالس قدامه ، وناظره عماد باستغراب:ابوي ؟ فيه شي
رجفت عيـنه يحس أقدامه ماتشيله ، ونطق:أمك
عقد حجاجه عماد يناظره يكمل:أمك مـامـ
قطـع كلامه صـرخة عمـاد ، لانة تـوقع من ملامح ابوه الي بهتت بشكل كبير ، وركض ياخذ مفتاحه ، وركب رمـّاح بجانبه يحركون للمستشفى ، وصلو بغضون دقايق من شدة سرعة عمـاد ، نزلو يدخلون للداخل
ومسك راسـه عماد يردد بهذيان من شـاف منظر عنـاد:إنا لله وإنا إليه راجعون
طـاح مغمى عليه من فرط صدمته ، ورمـّاح الي طاح على ركبتيه ، لانه مـوقف يعجز اللسان عن الكلام
لان الفقد في الحيـاة ، مايـؤلم أنما الفقد المؤبد ، ينهش الـروح ، وخصـوصاً فقد الام ، لانه جـرح لن يشفى ولو مر عليه سنين ، رفـع راسه عنـاد يناظر أبوه ووقف يمـشي لدورة المياة يحس بتعب كبير ، نـاظر نفسه ، وسـرعان مارفع ايديه يضـرب المراية ، وصـرخ بغضب:كله بسببك انت ، كله بسببك
يـلوم نفسـه ملـيون مره ، لان الـرصاصة كانت له هو ، يتمنى مـوته ولا يعيش فقـدان أمه ، يتمنى أنه طيـر ويطير ولا يـدوس الارض وهي تحتها ، طاح على الجـدار يبكي ، لانه لازال يحس انه حـلم ، لازال يردد بعقلة أنها حيـة ، هي أبتلت في حيـاتها بمـرض تركها تزور المستشفيات بالأشهر ، لكن قدر الله ان لا تكون وفاتها بسببه ، أنما مغـدورة ، عـزام كان ناوية هو ، وألهام كانت نـاوية أمه ، جـلس لمدة ساعتين يبكي بدون تـوقف ، وبدون وعي منه ، هو يصـرخ ، يشتم نفسه بشكل يؤذيه
-
مسكت راسها بتعب كبيـر ، لان اجراءات الدفن وباقي شـوفة عياله لها ، او وداعهم الأخير ، الكل صار موجود ، من تـرف وأنفال زوجة جـاسر وعياله ، رغم زعلهم ، لكن آمال كانت بذرة خيـر عليهم كلهم ، حبوها من طيبـة قلبها ، حنانها ، عطاءها رغم تعبها ، ووقف عنـاد بتعب لانه صار وقت الوداع ، توجهو لغـرفة الـوادع ، وبكى عمـاد بعلو صوته لانهم ماعمرهم تمنو شوفة هـاليوم ، رق قلب عنـاد ، تنساب دمـوعة بشـكل كبير ، صامت ولكنه يحترق بداخله ، الـشخص الـواقف الي لازال بـذهول ، مقيد وخلفه شرطيين ، عُـدي ، الي صدم بالخبر ، أصبح كالبكم من تلقى الخبـر ، يعجز عن وصف شعوره الغريب ، نـدامة ، قـهر ، غضب ، وده بلحظة يذبح نفسه ، ورفع نظـرة عناد يناظر عُـدي ، ومسك ايدينها يقبّلها لـوقت طـويل ، ورفع راسه بهدوء للمغسل ينطق:برد ، أمي باردة دفوها
وقف يصـرخ ، يبكي بنفس الوقت:أمي ماتحب البرد
سكتت المغـسل يعرف انه بحالة يرثى له ، لانه يهـذي بشكل كبير ، ويعـرف انه فقد ضلع من ضلـوعة أو بالأصح فقد قـلبه ، أوطانه ، أمه ، الشخص الي عـزه طول حياته ، علمه كيف يضحك ، علمه كيف يقـوى ، ربّاه ، سـهر لياليه يهتم فيه ، يضيق لـ مسّته شـوكة ويبكي لـ مـرض ، فقد الام كـما لو أنك فقدت روحك ، ورفع راسه ينـاظر عُـدي يصرخ في وجهه:هاذي الي تعبتها طول حياتك ، تدري وش قالت لي أخر مره ؟
بكى يمسح على وجهه يتذكر كلام أمه
ويردده:لاتخلون عُـدي
وصرخ أكثر ، وده يحرق عُـدي بأرضه:حتى وانت أذيتها مانستك ، ماخلتك ، تعبت عشـانك
صرخ عُـدي يخرج عن صمته ، يطيح على رجلينها يبكي:تكفى خلاص
يمـوت عُـدي بأرضه ، من الندم ، من الشعور الي يموته بكل دقيقه ، وده يـرجع كل سنينه ويبرها من جديد ، لـكن وش تفـيده الندامه ، هي ماتت ، وراحت للي أرحم منه ، بكى عمـاد يقبّله بتكرار كبير ، يموت داخله ، يصرخ بكلمات مكرره:يمه لاتخليني
وكـان عنـاد يقبّل جبينها ، يودعها ، ويستنشق عـذوبة ريحة الريـحان الي تحملها ، كـانو يبـكون بشكل كبير ، ورمـّاح الواقف فـوقهم ، وأبعدو عنها يقـرب رمـّاح منها ، يقبّل جبينها ، يهمس بـ:طـيب الله ثـراك
ومـاتمالك نفسـه ، يبعد عن شدته وقوته ، تهـل دمعته تطيح على كفّها ، وأشتد الموقف على عنـاد وأكثر ، لان رمـّاح ماعمره عـز آمال بشكل يشـرف ، دايم يـذلها بتربيتها لعيـاله لو أخطو ، دايم يلومها ، قـضو ساعات طويلة يودعونها ، يبكون عندها ، لكن أنتهى بهم المطـاف بخروجهم للخارج ، ومشـى عنـاد يخرج للخارج ينقذ نفسه من ضيق كبير ، ولف على صوت الممرضة ، وتقدمت تعطيه كيس ونطقت:ذهب الوالدة
لانت ملامحه لانه قبل ثـوان ، أنتهو من الصلاة عليها ، والدفن ، صـارت تحت الثرى ، أخذه يخرج لبرا ، وفتح الكـيس ، يبكي بشكل مخيـف لليالي الواقفة بالخلف ، يضـم ذهبها بيده ، يبكي بشـكل ماعهدته ولا شافته بحياته ، يتـدمر قدام عيـنها ، قربت منه تنطق:عناد
توقـف عن البكاء ، يرفع نظره لها وسكتت لثـواني تنطق:تحـرق نفسك ياعنـاد ، تحرقها
سكت يبكي بدون صـوت منه ، وكان شخص من خلفهم معقد حجاجه ، يناظر بأستغراب كبير ، ونطقت تـرف:مين هاذي ؟
عنـد ليـالي ، أكتفت تنطق هالكلمات تمشي تاركته ، ورفع ذهبها يحطه بجيبه ، يمشي خلفها ، يدخل لداخل المستشفى ، ونـاظره عمه فيصل يجمع باقي اغراضها ، يخـرج برا المستشفى ، وتنهد فيصل يمسح دمعته الي نـزلت من المـوقف الي أنحـطو فيه ، من عمـاد الي تمالك روحه ، يـنام على سرير المستشفى من أنتهى به المـطاف يغمى عليه ، وبخروج عنـاد الي فيصل يجـزم انه مابيعود عنـاد الي عهدوه بعد هالليلة
-
مـر اليوم الاول بشكل ثقيل على الجميع ، الكل كان مـوجود ، تاركين الزعل والعدواة ، ثُـريا الي أقامت العـزا للحريم في بيتها ، الكل من البنات كان موجود
وعنـد الرجال ، كان متلثم بشـماغة ، صامت بشكل مهيب لفيصل وسلمان الي جالسين بجانب بعض ، ويعـرفون ان عنـاد باليومين الي فاتت كبر عشـرين سنه ، من شدة تأثره بالفقد ، وعمـاد الي كان يبكي بشكل كبـير ، ومحد يلومه لان المفـقود أمه ، وفقد دائم ، كان صامت بهـدوء يتأمل الناس بصمت تام ، حتى على تعزيتهم هو مايـرد ، ينربط لسـانه بشكل ترك سلـمان يخاف كثير عليه ، ويعرف انه يدمر نفسه بالصمت المهـلك هذا ، يعرف انه يـلوم نفسه مليـون مره ، ونزل نظره ليـده والجـروح الي تمـلاها ، ورفـع راسه عناد يتعلق نظـرة بسـلمان ، ووقف يـخرج بهـدوء ، لحقـة سـلمان وزفـر بضيق لانه خـرج من كامل البيت وسـيارته اختفت تمـاماً
-
لفت نظـرها له لثواني ، ورجعت نظرها بيدها تناظر الـدبلة الي تتوسطها ، تشـوفه يسـوق بأتجاه بيت أبوه
وهي لازالت غيـر مصدقة ، قبل ثـوان أبوها وصاه عليها ، قبل ساعة هي وقعت على عقـد يجمع أسمها وأسمه ، يـلعن زواجهم ، هي مسكت وثيـقة زواجهم بيدها ، وقف عند بيـت أبوه ينزل بجانبها ، وناظرته لثـوان و مسـك كفوفها يمشي لـداخل بيت هجره فترة قصيـرة فـتح الباب بهـدوء ونـزل نـظرة لجـلوس أبوه ، ولف يـناظرها ينطق:جـاهزة ؟
هـزت راسها بالايجاب تنطق بهدوء:جاهـزة
مشـى يدخل معاها ، ورفع نـظرة رمـّاح وعقد حجاجه بـذهول:عنـاد ؟
جـلس بهدوء وجـلست بجانبة ، وسكت رمـّاح بهدوء يناظرهم ، ووقفت تقـرب منه تقبّل راسة:كيفك ياعمي ؟
رجعت تجلـس بجانب عنـاد ، ونطـق عنـاد بجمـود تام:زوجـتي ، وبنت عمي
وسـع عينه بـذهول ونطق:تـزوجت ؟
هز راسه بالايجاب وضحك رمـّاح بسخرية:جاي تعلمني ؟ بعد ماتزوجت وخلصت
هز راسه بالايجاب:جاي أعلمك ، لاني ماطلبتك موافقتك
ضحك رمـّاح بسخرية ورفع نـظرة لليالي:رضيتي في عاق بأبوه ؟
نـزلت نظرها لعناد ، ورجعت توجهه
لرمـّاح:بّر بما فيه الكفاية ، لكنه مايشـوف منك بّـر
نـاظرها رمـّاح وكملت:فيه بّـر بالأولاد لو ماتعرف
سكـت رمـّاح ووقف عناد يرجع يمسك كفوفها:جيت أعطيك خبر ، ما أنتظر موافقتك
وخـرج برا معها ، وركبـو السيارة يحـركون ووقف عند بيته الجـديد ، ونـزلت بجانبه تـدخل للداخل ، وأبتسمت بهـدوء لان ابوها وأمها ارسلو كل اغراضها لبيته ، دخلـت تشـوف ديكـوره الي يختـلف تماماً عن ذوقها ، بعـشوائية تامة كان أثاث البيت ، وتجـزم انه ماهو الي أثثه ، خرج من غـرفته يناظرها لثـواني ، يشـوفها باقية بعبايتها ، ونطق وهو ينـاظر في جـواله:خذي راحتك
ناظرته ليـالي تنطق:ماخذتها ، لاتخاف
رفـع نظره يناظرها وكملت:البيت بيتي
سكت يناظـرها ولكنه أردف:وبتجلسين بعبايتك طول الوقت ؟
هـزت راسها بالنفي تمشي للغرفة ، ودخلت تنـزع عبايتها وزفـرت تسمع صوت الباب ، وجـلست على كرسي المراية ، تمسـح الميك آب ، ترفع شعـرها لفـوق ، ولفت لجـوالها تناظر أتصال ريـوف ، ردت عليها وابتسمت ريـوف:عـروستي
أبتسمت بهدوء تفتح الكاميرا ونطقت:ما أعتبر عروسة ترا
ريـوف:كان لازم نحتفل فيك ونسوي أكبر زواج
ليـالي:ماهو هذا مطلب هالـزواج
سكتت ريـوف وكملت ليالي:مطلبنا هو راس عـزام
ريـوف رفعت ايديها تلاعب شعـرها ونطقت:تخوف جديتكم بالوضع هذا ، لاتتهورين ليالي مع هذا عناد
رفعت حجاجها بسخرية:عـزام أذى كثير ، يحتاج يتأذى
سكتت ريـوف تناظرها وكملت ليالي:بعدين أبوي ماسماني متهورة على الفاضي
ريـوف:وكيف بتعيشون أنتم الحين ؟ متخيلة تزوجتو بساعات بسيطة
ليـالي:بنعيش طبيعي ، كيف بنعيش يعني ؟
ضحكت ريـوف:ياخوفي نهاية هالزواج شي ثاني
شـالت الجوال تطير عيونها لانه كان واقف عند الباب ، وسكرت بسرعه تشتم ريـوف ، وتتسأل هو متى لحق يرجع ، ورفع نظـره يناظرها بدون عبـاية ، بلبس رسمي تماماً ، رافعه شعـرها وواقفة تناظره ، مشى تاركها ينزل لمكتبه ، يدخل يجلس على المكتب ، وفتح ملف يحمل صور لعـزام وعض شفته يقطعها بيده ، كل مره يتجدد قهره وألمه بشكل كبير ، ووقف يخرج لبرا يركب سيارته يحرك لمكان هو من زوارة يومياً
مشى ينزل لـداخله ، يحفظ مكانها بين جموع القبور ، وكيف ينساه وهو تـرك روحه هناك ، مشى لجانبه يرش عليه مـويه ، وجلس بجانب قبرها ينطق:آه يا أوطاني
سكت لثـواني ولكنه كمل:مرت ست شهور ، وكل مره يتجدد قهري وندامتي ، كل دقيقة وثانيه تمر بدونك كأنها سنين ، رحتي وتركتني يايمة
سكت لثـواني يمنع دمـوعه ، هو بست شهور تغير على الكل ، صار يعصب بشكل كبير ، يتجرد من بروده لعصبية كبير ، يخطط بشكل مهيـب للانتقام ، أختفى عن المدينة شهرين فقط ، قضاها في مكان منعـزل عن كل ناسه ، يتـألم لوحده ، ويحرق روحه ، وهو أدرك ان في دنياه كلها مافيه شخص غيـر أوطانه كان ، يعـزه ، يهتم فيه ، يسأله أكل او لا ، يتطمن عليه ، يخفف عليه ، يدعي له بصدق ، هو أدرك ان ماصبره على دنياه وطفولته وكل شي عاشه غيرها هي ، خـانته دمـوعه تنزل ونطق بحرقة لانه تـذكر كيف طاحت قدامه تغرق بدمها:والله لا أدمر عـزام يا أوطاني
رفع نظره لعماد الي نطق:عناد ؟
سكت عنـاد ونطق عماد:وش جابك هنا ؟
ناظره عنـاد يـوقف يمشي تاركه ، وزفر عماد لانه غاب عنهم وقت طـويل ، وتركهم بشكل قاسي ، لكنه مايـلومه ، هو وده يسـوي نفس الشي ، لكنه صابر عشان أبوه ، عشان يرعاه ، يشيل عنه همه ، وجلس عماد بجانب قبر أمه ينطق:عُـدي حكمو عليه بخمس سنين ، عشانه كان يروج ، صار عاقل ورجع لربه ، يموت من قهره كل يوم ، يمكن هو مابرك بدنياك لكنه دايم يحرصني أتصدق عنك وأدعي لك دايم زي مايوصيني هو
سكت لثـواني:الي سواه قليل ، مايغتفر ، لكني أعرف اني مادعيتي عليه ولو مره ، أعرف حنيتك وطيبتك
أجهش بالبكاء لان أمه ماتت بعمر صغير ، ماشافتهم معاريس ولا شافت احفادهم الي كانت تتمانهم
وكمل وهو لازال يبكي؛أنا أسف ياميمتي اني ماحققت أمنيتك وتزوجت وخليتك تشوفيني عريس ، أسف
قضى وقت طويل يبكي ، ووقف يمشي خـارج المقبرة وكان كل المنظر تحت أنظـار عنـاد الواقف ، الي ضل الست شهـور بعيد عنهم ، لكنه يراقبهم من بعيد لبعيد ، ماسـمح لاحد يشـوف كسره ، سوا أبوه او اخوانه ، شخص واحد فيهم شهد كل هذا ، وهو جالس في بيته الان ، كل خططه بتبدأ بالتنفيذ من اليوم ، من ساعة زواجه هو كل الأفكار تداخلت بباله ، ووده يجي صبـاح بكره ، وده يمسك عـزام ، يهلكه ، يدمره ، ولو أزداد غضبه ، بيرديه قتيل بين يدينه ، حرك بسيارته من شاف عماد غادر المكان ، ومشى للمركز ، ونـزل يدخل لداخله ووسع عينه سلـمان بذهـول:يارب أني ما أحلم
سكت عناد يناظره وركض سلمان يحضنه ، وكان جمود عنـاد طاغي على الموقف ، وأبعد سلـمان ينطق:شهـور ماجيت ، وش طرا عليك اليوم ؟
عض شفـايفة بغضب بداخله:جاي أحرق الدنيا ، أحرقها
وشد على ايديه ، ودخل فيصل يبتسم:عناد أبوي
لف عناد يسلم عليه ، ومشى لمكتبه يشوف غبـرته من هجره شهور طويلة ، هو عاد ، ورجع ينتقم بشكل كبير ، ينتقم عن روح أمه الي راحت بسبب أشخاص خبيثة ، بين شهـوره الي راحت أنهيار وهلاك ، كل دمعة طاحت منه ، هو بيرجعها عشـر ، وكل ليلة هو فكر بلحظة لقـاة مع عـزام ، هو بدأ بكل شي مع ليـالي ، وبدا مجد أنتقاهم الاثنين ، بيحـرقون دنياهم سوا ، ودخل سلـمان يجلس يناظر وجهه عنـاد الي تغير كثير عن آخر لحظة شافه فيها ، جسمه الهـزيل ، وعرف تماماً ان مـوت أمه هزه بشكل أثر عليه ، أهلكه
يلاحظ عدم تـوقفة عن شدته على أيديه ، ورفع نظـره عناد يناظره ، ونطق سلمان:وش علـومك
سكت عناد وزفر سلمان؛بقعد أسولف لنفسي أنا ؟
ناظره عنـاد ينطق بـسخرية:وش تشـوف من أحوالي ؟
سكت سـلمان يسـتوعب جوابه ، لانه فعلا كل شي واضح عليه ، من شكله ، لـوجهه ، لكل حاجه فيه
ووقف عنـاد يخرج ، هو جاء بس يشوف المركـز ومكتبه ، ياخذ كم ملف ويخرج لبيته بس ، يشـوف وش سوت بالساعات الي غابتها ، ودخل يعقد حجاجه يسمع صوتها:خلّـه هنا
دخـل يناظر وقوفها مع شخص هو يعرف أنه سـواق بيت عمه فيـصل ، ولف نظـره للشي الي كانت تأشر عليه ، يشـوف بيـانو كبير يتـوسط صالة بيته ، وحك جبينه لانها فعلا سيـطرت على البيت من اول ساعاتها فيه ، لفت تناظره ونطق:وش هذا ؟
ليـالي:وش تشـوف أنت ؟
مشـت من جنبه تصـعد لغرفتهم ، وبدلت ملابسها تلبس بجامتها تشـوف حلول الليل ، وهي تعبت لانها من أمسها صاحية ، دخلت تتمد بالسرير ، وسكتت بهدوء تحس بحـركة بجانبها ، وتعرف أنه بينام ، شدت اللحاف تنام بهـدوء ، وكان يحـاول ينام لكنه كل ليله يروح تفكير وأفكار ماتنتهي وكل مره ينهلك عقله ، لانه يقضي يومه هـواجيس ، لكنه أنتهى به اليـوم نايم بهدوء متجاهل وجودها بجانبه
-
دخلت تناظر أمها وابتسمت ثُـريا:ترف يمه
ابتسمت تـرف تتقدم تحضنها ونطقت ثُـريا:جهزي نفسك بنروح لبيت خالك رمـّاح
هزت راسها بالنفي؛مشغوله ، ماقدر
عقدت حجاجها ثُـريا؛قبل تموتين وتترجيني نروح ، وش الي تغير ؟
تـرف:بعد خاله آمال ماصار فيه حياة
تنهدت ثُـريا تنطق:اي والله صادق ، آمال كانت روح البيت
تـرف جلست بجانبها؛كيف عناد ؟ وعيال عمي
ثُـريا؛مهـلوكين كلهم ، الله يعينهم ويصبرهم
تـرف ناظرتها وكملت ثُـريا:بكلمة بكره وبزوره وين ماكان
تـرف:خذيني معاك ماما
ناظرتها بطـرف عينها تنطق:ووش تبين انتي ؟
رفعت كتـوفها بعدم معرفة:مادري ، بغير جو
نـاظرتها ثُـريا:هالفتره فيك شي غريب ، لكن مصيري أعرفه
زفـرت تـرف تنطق:يعني كل مابغيت أسوي خير ، قلتي وراك شي ؟
ثُـريا:تسألين عن عنـاد كثير تراك
وسعت عيـنها تـرف:ماما ركزي ! أمهم ماتت اكيد بسأل عنهم
ثُـريا:وعماد ؟ عُـدي ؟ ، ولا مافيه إلا عناد
سكتت تـرف وناظرتها ثُـريا لثـواني تركز نظرها بتوترها ، ومشـت ترف توقف تاركتها تتهرب منها ، وتنهدت ثُـريا:الله يهديك
نـاظرت رسالة ورد " عميمة تراك للحين ماجـيتي بيتنا " ، زفرت تكتب لها " أخر مره كنت بجيكم ، صار الي خفناه كلنا " ، ارسلتها توقـف تاخذ عصـير تخرج تركب سيارتها تمشـي لـدوامها ، دخلت تبصم وابتسمت تنطق:دكـتور تميم
رفع نظـره:دكتورة ثُـريا
ثُـريا:كيف الدوام والمناوبة عندك ؟
تميـم:زينة يارب لك الحمد تساعدني فيها ورد
ابتسمت ثُـريا:هالشهر دور ورد ؟
هز راسه بالايجاب ونطقت:محظوظ دكتور تميم ، ورد تشتغل بذمة وضمـير
أبتسـم ينطق:ماتقصر ورد
لفو على صوتها تنطق:وش فيها ورد ؟
ابتسمت ثُـريا تلتف تسـلم عليها وناظرهم تميـم ، ونطقت ثُـريا:نمدحك ياورد لاتخافين
عقدت حجاجها تناظر تميم:انتِ ودكتور تميـم ؟
ضحكت ثُـريا وتنحنح تميـم يمشـي تاركهم ، وسحبت ثُـريا تنطق:عميمة تكفين وش حكيتو عني ؟
نـاظرتها ثُـريا بغـرابة:ليش خفتي كذا ياورد كنا نمدحك صدق
ورد:فشـلة عميـمة قدامه
لفـت على صوته يناديها ، وودعت ثُـريا تدخل لجهـته ونطق:رحتي لأبوك ؟
هزت راسها بالنفي ونطق تميـم:تعالي
وقف يمشي ومشـت من خلفه ، وصعدو لاعلى دور يمشون لغـرفة جاسر ، ودخلت تشـوف أبوها تتجاهل وجود تميـم ، تحضن كفـوف أبوها:ياحبيبي
نـاظرها يأخذ منظارة يقرب من جـاسر ، يفتح عينه الاولى يركز المنظار فيها ، وشهقت بـذهول تنطق بفـرح:تميـم !
رفع نظـره وتجاهلت منادتها له ، بدون رسميات تناظر بلهفه تحملها عينها:حرك أصعبه بيدي ! تميم
ابـتسم بهدوء يمشي للجهه الي كانت فيها ، يمسك كفوفه ونـاظرت يتأكد لكنه ماحس بشي ، وضحكت بـذهول ، تنطق:والله حرك أصبعه بيدي ، تميم صدقني
أبتسـم بأستغراب لانها من شدة فرحها ، هي نـاسية أنها تتكلم مع دكتورها ، ونـاسية كلـمة " دكـتور " ، تناديه بأسمه فقط ، لكنه ما أعـترض يسمح لها تفرح ، ويسمح لها تناديه بمفـرد أسمه بدون أي مسمى يسبقة ، وتنحنحت بهـدوء لانها ركزت بنـظراته الي تركـزت عليها لـوقت طويل ، ونطقـت بأستعجال كبيـر تقرب من أبوها من الجهه الثانيه تبعد عنه:معليش
هـز راسه بتفـهم ، ومشـى خارج تاركها براحتها مع أبوها ، ولفت بلهفه تحضن كفوفه:الله يجيب الـيوم الي أشوفك فيه واقف ، تمشي ، بصحتك
أبتسمت تحضن كفوفه ، وقبّلتها توقف تكمل شغلها تحاول بقـدر الإمكان تتهرب من تميـم ، لكنها فشـلت تماماً ، لان هالشهر هي الممرضة الي بتسمك معاه طول الشـهر
-
فـتح عينه وعقد حجاجه يسـمع أزعاج ، ووقف يمسح على وجهه يـزفر بضيق:يالله صباح خير !
لف على الجهه الثانيه يـناظرة مـرتب وكأنها مانامت بجانبه ، وقف يخرج لخارج الغـرفة ونزل للدور الأرضي ، يسـمع صوتها تغني ، وأتجة لناحية الصـوت يشـوفها تحط القهوه بالأكواب ، تغنـي وتتمايل على أنغام المـوسيقى الي مشغلتها ، لفت من حسـت بحركة خلفها ، ناظـرت وقوفها تنطق:متى جيت ؟
سكت يـداخل لداخل المطبخ ، وأخذ الكوب من يدها يـرتشف منه ، وأخذت الكـوب الثاني ترتشف منه تستند على الدولاب ، تنـاظـر وقوفه قدامها ، ومشـت تصعد لفـوق ، وأخذ الزجاجة الي خزنت فيه القـهوة ، مايـمل من قهوتها يشـرب كـوب ثاني ، وصعد لغرفتهم ينـاظر وقـوفها قدام المـراية ، تعـدل العقد على عنـقها تلاحظ دخـوله ، ودخل لدورة المياة ، وزفرت لانها تـوترت للحظات من نظـراته الغـريبة وهمست:هالشعور ما أحبه
خرج من دورة المياة ومسح شعره ، بدل ملابسه ودخلت الغرفة لانها خرجت قبل خروجه لتحت ، ورفعت نظـرها لسـواد لبـسه الي يطابق سـواد لبسها ، ووقفت عند المـراية ووقف من خلفها ، الاثنين لابسين أسـود يوصفون شعـورهم فيه ، رفـعت شعرها لفوق ، ومشـت تـلبس عبايتها وخرجت لتحت ، نزل يناظرها تتابع جوالها ، ووقفت من شافته تدخل يدينها بذراعه ، ورجع يكرر سـؤاله بالامس: جـاهزه
هزت راسها بالايجاب تنطق بكل وضوح:دائما
مشى يخرج للخارج وركبو سيـارة عنـاد ، ووقف عند السـجن ينـاظرها ونطقت:لاتوترني ، حفظت كل شي
عنـاد ناظرها ينطق:واثق فيك
نـزلت تمشي تداخل لداخل ، ووقفها الشرطي ونطقـت:أبغى أقابل ألهام **
وقف الشـرطي ينطق:محاميتها أنتي ؟
هزت راسها بالنفي ونطق:أجل أعتذر ماقدر أدخلك ولا فيه صلاحية زي كذا ، تبغين كلمي المركز أو بالأخص الاستخباراتي عنـاد
نـاظرته تحط عينها بعينه تنطق:معاك زوجة الاستخباراتي نفسـه ، وبحكم أني الي مسكت قضية المغدور فيها ، آمال بنت نـاصر ، يحق لي أشوفها
الشـرطي:وش يثبت لي أنك زوجته ، ماسمعناه تزوج
قبل لاترد أو حتى تفـكر في رد ، أعتلى صوته من خلفها ينطق:خلها تدخل
هـز راسه الشــرطي وبدون ما تلتف هي حست بوقوفه خلفـها ، ودخلت تمشي بدون ماتلتف للخلف
ودخلت الغرفة ، وثـواني وخرجت ألهام وخلفها الشـرطية الخاصة بقـسم السجينات ، ونـاظرتها ليـالي تغيـرت كثيـر عن أخر مره شافتها فيها

-
لاتنسون النجمة 🤎

يـحـيّي فـؤاد الـمغربـل شـوفتك يـا لـيـالي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن