وَرقَة انتهَى فَصلُها

282 23 32
                                    

عَينَاي تُطارِد عقَارب السّاعَة مُنذ دقَائِق حتّى شعرتُ بالضّجر، عَند عَودتي وَجدتُ المَنزل فَارغًا.

لم تَذكُر لي أمّي غيَابها عنهُ!

فَصلتُ ظهرِي عن السّرير أُطالِع أرجَاء الغُرفَة بتملُل.
ماذا سَأفعل الآن؟ لا أرغب بالجلُوس دُون فعل شَيء.

لِيزي!

سأََذهب و أتفقَد حالهَا، لحُسن الحَظ لم أُغير ملابِسي بعد جرَاء تعبِي فلقَد كان الطرِيق طوِيل، رسمتُ مسارًا بقدَمايّ إلى مَدخل البَاب أخَذت فردتيّ حذائي من الرَف انتَعلتهُما و هَممت بالخرُوج دُون أن أَنسى حقِيبتي.

النشَاط بكَثرةً اليوم في الخارِج للجَو المُشمس رُغم برُودتهِ لكنّهُ يكفِي ارتدائِك لملَابس ثقَيلةً تحَاربهُ بها.

دَفعتُ الباب ألجُ لتنسَل رائِحةُ المخبُوزاتِ لأنفِي و أُمتع بَصري بتَصميم المخبَزة البسِيط و جدرانهِ المُلطخَة بالنِيلي لطَالما أُعجِبت باختيارهَا لهُ.

كان يُوجد زبائِن لا بَأس بهُم لحُسن حظِي! ستتِيح لي الفرصّة للدردشَة معهَا قليلًا.

-ماطلبكِ يا آنسَة؟

كنتُ ألقِي بحدقتَاي بحثًا عن المنشُودة لدرجَة عدَم ملَاحظتَي للواقِف أمَامي.

-أنَا أبحثُ عن.

خُطفَت ما تبقَى من كلمَاتي و استُبدلت بخاصّتهِ.

-بعدَ خمسَة أمتَار من السّير مُباشرةً التفتِي على يمينكِ.

هذهِ الإتجاهَات إن تتَبعتُها ستقُودنِي لخَارج المَتجر!

-عفوًا!

تبسّم لِي رُغم أنّ عَينيهِ تعكسَان ضَيقه.

-مَركز الشّرطة! هنا مَتجر للبَيع و الشّراء ليس لتلبيّة استنجَاد المَدنيين و أنا قَدمتُ لك الإتجاهَات الصّحيحة إليهِ في حَال كُنتِ سيئة فِيهم.

عَكفتُ حَاجباي بانزعَاج بسَبب حدِيثه لم يترُك لي المجَال لمزَاولة كلَامي و قفَز لإستنتَاج فورًا، دُون التّأكَد من صحتهِ من ملبسهِ يبدُو مُوظف هُنا.
لم أرَاه من قَبل أي أنّهُ جدِيد!

كيف وَظفتهُ ليزي؟
بعيدًا عن كونهِ خَبَرْنَج إلاّ أن مُستوَى أَخلَاقهُ لا يخولهُ للتّعامل مع أيُّ بشرِي كمَا هُو ظاهِر.

اهدئي دِنَاليا! اهدئِي و تجاهلِي ما فاهَ بهِ.

تبَسمت لهُ.

-هَذا لطفٌ منكَ و لكن لستُ سيّئة في الإتجاهَات أتيتُ للمَكان المرَاد.

مَالت شَفتيهِ يمينًا و يسارًا في ابتسَامة مُبالغَة شعَرت بالتشَنج مكانهُ.

-إذًا ما طلبكِ؟

عليّ فقط أَخذ المُعتاد ثّم الإتصَال بليزِي إن كَانت هُنا.

حواس مغلقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن