أعزُوفَة جمِيلة

180 13 47
                                    

أَرغَبُ بإنكَارِ الأَمر و نَسبهِ لكَابُوس رَوادنِي فِي نومِي لكن لسعَات قلبِي المُضطربَة رفضَت و أنفَاسي المُتشدقة أنكرَت، عقلِي اليقِظ يرشِد كل جُزء منِي إلى واقعيّة الحَدث.

أنّنِي كُنت على وَشك المَوت!
كَادت سيارة تَرمِي بجسدِي إلى حُفرة المَوت.

مُتيقنَة من شحُوب وَجهِي و جفَاف شفتَاي، بصعُوبة بالغَة أُحافِظ على شمُوخ طُولي و عدَم افترَاش جَسدِي الأَرض.

-ليسَت مُبالغَة منِي إن ظننتُ أنّك حاوَلت قتلِي سيد ماسيُو! فقَد كدَت أن تدهَسني لتوِك!

هذَا ما خرَج من ثغرِي بصَوت ضعِيف تتخلَله رُجفَة نتيجَة الذُعر الذّي اتخَذ مني مَسكنًا مؤقتًا.

-أُحاوَل قتلكِ! لمَا سأفعَل ذلكَ لكِ آنسَة دناليا؟ هل أبدُو لكِ من النّوع الذّي يسلُب الأروَاح؟

لما لَن يزاولنِي الظن بأنّه من ذلكَ النّوع؟ خاصّة بعدَ البشَاعة التّي كُشفت لعينَاي، أتوَقع كُل شيء يُنافر الإنسانيّة من هذهِ العائلَة و خدمِها.

-اضطُرِرت لفِعل هذَا لحمَايتكِ.

حمَايتِي!

ما هذَا الهرَاء الذّي يُخرِجه فاهِه؟ كيفَ لتصرِفه المُتهور هذَا أن يحمِيني؟ و أصلًا ممَّا يُحاوِل حمَايتِي!

رُبما اختلَط عليهِ الأمر عوَض قَول كلمَة قتلكِ استُبدلهَا بكلمَة حمايتكِ، لتبرأَة نفسهِ أمامِي لكن من المُستحِيل أن تنطلِي مثلَ هذهِ الكذبَة الركِيكة عليّ.

-كُنتِ ملاحَقة.

استَحوذ علَى تركِيزي مرَة أُخرى بجُملته لأسجُن صُورتهِ بعينَاي.

-شَخصٌ مَشبُوه، كَان يلَاحقكِ منذ ترجلِّك من الحافِلة.

قبَضت على حمَالة حقيبتِي بقُوة و اضطُربت أنفاسِي، ترصّدت أن بصرهُ متمركِز لما خلفِي و بتردُد استدَرت، لألمَح جسَد تُخفيهِ ملَابس شتويّة ثقِيلة و قُبعَة رَماديّة تحجُب ملَامحه عَن الأعيُن.

كَانت يمنَاه تعبثُ في جَيب سروَالهُ بعشوائيَة، منَ الواضِح أنّه يحدِق اتجاهَنا و هذا جعلنِي أبتلِع ريقي بتَوتر، لمحت ابتسَامته و هذَا دّب الذُعر في كُل خليةٍ من جسدِي.

سُرعان ما رُكنت سيارة الشُّرطَة ليترّجل منهَا شُرطيَان لأشعُر بالسّيد ماسيو، يتحرَك خلفِي يتجِه ناحيتهُما بينما أنَا لَم أسقِط بصرِي من مجهُول الهويَة ذاك.

حواس مغلقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن