P2

33 1 0
                                    

غضب ناصرْ كثيرا ، عندما رأى مجموعةً منْ الشبابِ يحاولونَ سرقةُ شجنِ وخلعِ حجابها ( يريدونَ اغتصابها ) . كسرُ ناصرْ عودا منْ فرعِ شجرةٍ وانهالَ ضربا عليهمْ لدرجةِ أنهُ لمْ يكنْ يرى أمامهُ يضربُ وليسَ همهُ بشيءٍ ، عندما رأى المعتدونَ أنَ هناكَ أناسُ آخرونَ قادمينَ هربوا خافَ ناصرْ على شجنِ كثيرا فقدْ كانتْ تبكي كثيرا لدرجةَ أنها فقدتْ الوعيَ منْ هولِ ما جرى معها . قامَ ناصرْ بحملها وذهبَ بسيارتهِ إلى أقربَ مستشفى ، دخلُ الطوارئِ وهوَ يصرخُ قائلاً : ساعدوني النجدةَ ، قامَ الأطباءُ بوضعِ شجنٍ في غرفةٍ خاصةٍ بها ، وقاموا بكلِ العملِ اللازمِ لإسعافها فقدْ كانتْ أصيبتْ بكدماتٍ قويةٍ . في اليومِ التالي استيقظتْ شجن بعدَ فقدانها لوعيها ، كانتْ حزينةً تبكي ، قامتْ بسؤالِ الممرضةِ ما الذي أتى بي هنا ، إجابتها الممرضةُ : أتى رجلٌ يحملكَ بيديهِ يصرخ لمساعدتكَ ، ذهبَ قبلَ قليلٍ . قالتْ شجنَ بصوتٍ خفيفٍ . معقول يكونُ ذاكَ الولدِ ، مستحيل قالتْ لها الممرضةُ : اليومُ بتخرجيَ ، وتمَ دفعُ كلِ المستحقاتِ . لقدْ كانَ ناصرْ هوَ منْ اعتنى بها حتى بعدِ خروجها بدفعِ ثمنِ المستشفى والدواءِ لها . عادَ ناصرْ إلى بيتهِ وهوَ متعبٌ جدا فلمْ ينمْ منذُ يومينِ بسببَ قلقهِ على محبوبتهِ شجن أتتْ أمُ ناصرْ تفقدَ حالَ ولدها ، رأتْ التعبَ في عينيهِ ، مسحتْ على رأسهِ وقرأتْ المعوذات ، بكى ناصرْ كثيرا ، لدرجةَ أنَ أمهُ تفاجأتْ ، قالتْ لهُ : ما بكَ ي ناصرْ ولدي ، ما الشيءُ الذي يتعبكَ كذا ، أرادَ ناصرْ أنْ يبوحَ لها بكلِ شيءٍ ولكنهُ اكتفى بأنَ قالَ : ولا شيءَ ي أميٍ ، عملُ ناصرْ بمقهى الحيِ لكيْ يرى شجنٌ تأتي ، كانَ مجنونا بها كثيرا . وفي صباحِ أحدِ الأيامِ ، دخلتْ شجنَ المحلِ وجلستْ في إحدى الطاولاتِ ، ذهبَ ناصرْ مسرعا ليأخذَ طلبها ، أخفى ناصرْ وجههِ تماما ، لبسُ كمامةٍ وقبعةٍ لكيْ لا تراهُ شجنٌ ، أتى إلى الطاولةِ التي تجلسُ فيها وقامَ بإعطائها قائمةَ الطلباتِ ، نادتْ شجنَ ناصرْ وقالتْ : ليهُ تختبئُ مني ي ناصرْ ، ؟ دهشَ ناصرْ كثيرا مما قالتهُ ، أتى إليها وقالَ : حمدا للهِ على سلامتكَ . شجنٌ : اللهُ يسلمكَ ، ولكنْ قلَ لي كيفَ عرفتْ أني كنتُ مريضةً ، كانَ أنتَ الولدُ الليُ اتهاوشْ معَ قروبْ الشبابِ ووصلني المستشفى ، صحَ ؟ قالَ لها ناصرْ : أيْ أنا ، م تحملتْ دقيقةً أشوفكُ تتألمينَ لأنهُ كانَ بمثابةِ ألمِ لي ، فقمتُ بالواجبِ . شجنٌ : شكرا لكَ ما أدري ايشْ كانَ بيصيرْ ليَ لوْ ما كنتُ موجود . ا ناصرْ : عفوا
شجن : ايشْ تبي مني ي ناصرْ ؟ ناصرْ : أبغي أخذُ طلبكَ . !
شجنٌ : لا أقصدُ أنكَ صرتُ موظفَ هنا فجأةٍ ، وكلَ يومٍ صرتُ أشوفكُ في الحيِ كثير . . . أتترصدني ؟ ناصرْ : لا ، لا ، بس محض صدفِة شجنٍ : قلَ لي ي ناصرْ ما الذي تريدهُ ؟ ناصرْ : إنتي .
لمُ تفهمِ شجنِ كلامِ ناصرْ وقالتْ لهُ : اشرحْ لي أكثرَ وضوحا .
قالَ ناصرْ ؛ أنا معجبٌ بكَ وما اشوفْ بنت جميلةٍ غيركَ ي شجنٌ خجلتْ مما قالهُ ناصرْ ، ضحكتْ وقالتْ لهُ :
ألا تعرفُ ماذا أريدُ أنا الآنَ ؟ ناصرْ : سأحضرُ لكَ قهوتكَ على الفورِ . أصبحَ ناصرْ يراقب شجنُ منْ بعيدٍ أثناءَ تحضيرهِ القهوةَ ، يرى تلكَ الابتسامةِ التي نجحَ في زرعها ، اطمأنَ بالهُ قليلاً حينَ رآها بتلكَ الحالِ . عادَ ناصرْ بالقهوةِ وقدمها لشجنِ قالَ لها : شغلي ينتهي الساعةَ تسعةً بالليلِ ، عادي نتلاقى بأيِ مكانِ برهِ شجن : طيب ذهبتْ شجن وظلَ ناصرْ يعمل بحماسٍ لكيْ ينتهيَ بسرعةٍ . حلُ الليلِ ، وانتهتْ ساعاتُ العملِ . قامَ ناصرْ يخبط رأسهُ قائلاً : نسيتُ أنَ أخذَ رقمها كيفَ سألتقي بها . لاحظَ ناصرْ بهاتفهِ مكالمةً فائتةً منْ مجهولٍ ، عاودَ الاتصالُ بنفسِ الرقمِ ، أجابهُ شخصُ بصوتٍ غريبٍ : تظنَ أنكَ قويٌ لكننا نحنُ أقوى ولنْ تسلمَ تعجبَ ناصرْ منْ محتوى المكالمةِ كثيرا ، لكنَ تأكدَ أنهمْ همْ نفسُ الشبابِ الذينَ تهجموا على شجنِ سابقا ؛ لأنهُ لمْ يسبقْ لهُ أنْ افتعلَ معَ شخصِ مشكلةٍ إلا همٌ . جاءَ اتصالُ لناصرْ منْ صديقهِ زيادْ ، وهوَ يبكي بشدةِ يقولُ : ساعدني ي أخويٍ

جدران الأحلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن