P5

18 1 0
                                    

زميله بالمدرسة، أحمد، أخبره بأن صديقه زياد تدهورت حالته مجددا، ودخل العناية الفائقة، لم يكمل ناصر المكالمة، اقفل الخط بوجهه، وانطلق بسيارته بسرعة جنونية، إلى المستشفى الذي يرقد فيه صديقه المفضل.
دخل ناصر المستشفى كالمجنون، سأل موظفه الاستقبال من اسم المريض.
قالت موظفة الاستقبال:
مرحبا كيف يمكنني مساعدتك؟
قال ناصر:
أريد معرفة غرفة المريض زياد، زياد محمد.
موظفة الاستقبال: حسنا املأ هذه الاستمارة أولا.
صرخ ناصر في وجهها قائلا:
ليس لدي وقت لهذا الكلام، أخي بين الحياة والموت.
قالت موظفة الاستقبال:
حسنا حسنا، دقيقة واحدة.، أجل أنه في غرفه العناية المركزة، رقم 501.
ركض ناصر كالمجنون نحو غرفه صديقه زياد، وجد أهل زياد ينتظرونه بالخارج على أمل أن يعود لهم ابنهم بالسلامة.
كانت الدعوات تتلى من الجميع على أمل أن يعود زياد إليهم، ولكن يشاء القدر أن يخطف منهم المحبوب زياد. خرج الطبيب من غرفه العناية، وأخبرهم بأن يصبروا ويدعوا لابنهم بالرحمة. فقد توفى
انقلب الممر كله صراخ وبكاء، حزنا على فقيدهم. وتلك المسكينة أخت زياد تفقد الوعي من هول الموقف،
وذاك ناصر يقف حائرا يصرخ قائلا:
لا لم يمت أنتم تكذبون، لم يمت صديقي، صحيح أيها الطبيب، أنت لم تتأكد بعد، أرجوك قل لي أي شيء غير هذا الكلام، حزنت أم زياد كثيرا لدرجة أنها كانت تندب على ولدها قائله:
يا فلذة كبدي، ي روح روحي، ي أطيب الرجال، رحمك الله. إنا لله وإنا إليه راجعون.
ذهب ناصر مع صديقه زياد ولكن هذه المرة في سيارة الإسعاف. ذهب به إلى المقابر، قام الجميع بدفنه، والدعاء له بالمغفرة وقراءة الفاتحة على روحه. الكل مضى في طريقه.
بقي ناصر جالسا بجانب صديقه، يبكي بشدة، يتحسر على ما حدث، وأثناء جلوسه تحدث ناصر:
سامحني ي صديقي، لقد كان أنا السبب في موتك، أرجوك سامحني، لم يكن لك إي ذنب فيما جرى لك، ي ليتني كنت أنا بدلا عنك، ي ليتني لم أدخل في شجار من الأساس، رحمك الله ي أخي وأدخلك الجنة.
عاد ناصر إلى بيته، وهموم الدنيا كلها أصبحت على كتفيه.
دخل ناصر غرفته، دون أن يكلم أي شخص. جاءت ليان لكي تتفقد حال أخيها، طرقت الباب ولكن ناصر لم يكن يرد.
أتت أم ناصر، طرقت باب غرفته
قال ناصر: لا أريد أن أكلم أحدا، دعوني وشأني.
ردت أمه قائله:
هذه أنا ي ولدي، افتح الباب، لن يهدأ لي بال حتى اطمئن عليك
فتح ناصر الباب لأمه بسرعة،
قالت له أمه:
اعلم ما حدث لصديقك، إنا لله وإنا إليه راجعون ، اصبر ي ولدي.
بكى ناصر في حضن أمه حتى نام، كطفل رضيع. يشكو من تعبه إليها.
قرأت أم ناصر المشعوذات ومسحت بيدها على رأسه، وتركت ابنها قرة عينها ينام.
أتى الصباح، وكان أول يوم في الأسبوع، من المفترض أن يذهب ناصر إلى المدرسة لكنه غاب عن اليوم الدراسي، وعن العمل أيضا، لم يكن له طاقة يتحمل بها أي شي، فقضى يومه كله في غرفته مستلقيا على السرير.
وفي الليل، بعد أن عاد ناصر إلى بيته من صلاة المغرب، وجد مكالمة فائتة من رقم غير مسجل. عاود الاتصال بنفس الرقم، وما هي إلا لحظات ويسمع ناصر صوت فتاة تقول:
السلام عليكم ناصر، أسفه عما حدث معك، البقاء لله وحده،، اصبر  ي ناصر، وأشكرك أيضا على الهدية.
لم يكن ناصر بكامل تركيزه، فقال:
من معي وأي هدية؟
قالت شجن:
هذي انا ي ناصر،، ما عرفتني؟!
قال لها ناصر : إنتب شجن؟!!
ردت عليه قائله:
نعم. إنها أنا.
قال ناصر:
آوه!، أسف لم أكن أركز... أمم عفوا عفوا،
سألت شجن  ناصر:
وجدت ورقة كتب فيها رسالة مع الهدية، قل لي ي ناصر ماذا تقصد.
قال ناصر مع نفسه:
يا لها من من فتاه غبية، أيحب علي شرح كل شيء.
ناصر:
قولي لي، كيف جبتي رقمي؟
شجن: من اللي أرسل الهدية ي الغبي!
ناصر: هذه أمزح معك
شجن: لا تغير الموضوع،
قال ناصر:
حسنا ي شجن  أنا معجب بك، منذ اللحظة التي رأيتك فيها،   وقع العالم كله من عيني.
استحت   شجن من كلام ناصر. وقالت له:
أنا أيضا معجبة بشخصيتك وصفاتك، أنت ولد لطيف
وهكذا مضت المكالمة بين شجن وناصر، ارتاح ناصر كثيرا بعد مكالمته مع شجن.
بعد لحظات، سمع ناصر صوت شخص غريب قادم من غرفة المعيشة، ولكن من هو هذا الشخص؟

جدران الأحلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن