P9

10 1 0
                                    

ظل ناصر يشاهد الفيديو مرارا وتكرارا ، يريد ان يتأكد اذا ما تراه عيناه صحيحا ، كاد الا يصدق ، لم يخطر بباله يوما ان شجن قد تفعل اشياء كهذه،
قال ناصر :
هذه ليست شجن التي اعرفها ، شجن فتاة محجبة ومحترمه جدا وما اراه فتاه ترقص كاشفة عورتها ، لماذا كانت تتصنع الادب والاخلاق العاليه لا استطيع التحمل اكثر .
كاد ناصر ان يكسر الهاتف لما رآه . غضب كثيرا ، اتصل بشجن ولكن رقمها كان مفصول من الخدمه ، علم انها قامت بحظره . ارسل لها رساله ، مر وقت طويل ولم تقرأها . فكر قليلا وقال : سأذهب الى ليان فقد يمكنني ان اتواصل مع شجن بجوالها. ذهب ناصر لغرفة امه ، لم يجد ليان ، ذهب الى غرفتها ،وجدها تبكي ، قال لها ناصر متحيرا : لك اسبوع وانتي بهذه الحال يضايقك امر انا لا اعلم به ، اخبريني ما الأمر ؟ .
قالت ليان وهي تبكي : انصدمت كثيرا عندما علمت ان صديقتي شجن صديقه سوء ، او بمعنى اكثر وضوحا ، فتاة سوء . لم اكن أعلم اني اقضي وقتي مع فتاه مثلها ، لكنها لم تخبرني قط فقد كانت تتصنع الاحترام امامي بحجابها ، كانت فقط تكذب ، وانا الآن ابكي ندما على نفسي ، انني كنت صديقه لفتاة سيئه ، لا عجب ان البنات في المدرسه كانو يكرهونني بسببها. فكنت انا الوحيده التي لا اعلم حقيقتها.
جلس ناصر يواسي اخته الصغيره قائلا : لا تشغلي بالك بأمرها كثير،  فقط امسحيها من الوجود ، فالتنسي ان لك صديقه اسمها شجن، فالعالم ما راح ينتهي بمفارقتها فهي مجرد حثاله، فهمت ليش كنتي تصرخين ذاك اليوم ، شفتي الفيديو م شفت شبح ولا اي شي ، سويتي كذا عشان ما ادري  ، ولكنني علمت وتأكدت انها هي من كلامك ، لاني شفت  المقطع اللي كانت ترقص فيه شبه عاريه . حتى انا ندمان ي ليان اني كنت انوي خيرا تجاه فتاه ليس بنيتها الا الشر . الحمدلله اني لم اكن اكلمها لمده ، فقد كان بالإحتمال اني لن اشعر بخير ابدا .
شعرت ليان بعد كلام أخيها بتحسن ، فقد كانت تريد ان تتحدث مع شخص بخصوص هذا الأمر ، ووجدت الشخص المناسب جدا ، وهو سندها ، ناصر .
ترك ناصر اخته وذهب ليجلس مع امه قليلا ، فلم يعد يريد اي طريقة تواصل مع شجن او ما يمد لها بصلة قرابه.  ولم يعد يتحمل ما يحدث معه من اشياء سيئه فقرر ان يجلس مع امه يبوح لها ما بخاطره فذلك يجعله يشعر بتحسن كبير .
قال ناصر : أمي ، عادي ادخل ؟ . لم تجب ام ناصر ، ظل يطرق الباب كثيرا ، ظن انها قد تكن نائمه ، ولكن مازال الوقت مبكرا على ميعاد النوم .! توتر ناصر ، ظل يطرق بشده ثم قال :
، امي ، افتحي الباب ، لا اريد الدخول بلا اذن ، امي ليه ما  تردي علي ، اأنتي بخير . ؟ امي!
ردت امه : يا ليل من ناصر الغبي ماذا تريد ، اوقف صلاتي وافتح لك الباب ، يا لك من ولد مزعج . نسيت ان الباب مقفل ، لا اعلم لما اغلقته من الأساس . فتحت امه الباب ، كان ناصر يضحك وعيناه كلها دموع كان خائفا ،ظن ان امه ليست بخير .
قالت له :  ما الأمر ؟ ولما وجهك يبدو شاحبا هكذا ؟ ، انت بخير؟
قال ناصر: امي لا اشعر اني بخير ، اشعر بحمل الجبال كلها في صدري .
قالت ام ناصر : بسم الله عليك ، تعال ، احكي لي كل الي بخاطرك انا معاك الى ان تشعر بتحسن .
جلس ناصر مع امه, تحدثا طوال الليل ، لم يشعر ناصر بالوقت مع امه ، لاحظت ام ناصر ان ولدها يشعر بالتعب الشديد ، فقط كان يبكي في حضنها وهو يفضفض لها ، تركت رأسه فسقط نائما ، ثم ذهبت لتنام مع بنتها ليان لتتفقدها الأخرى ف كانت هي ايضا ليست بخير .
.....
كانت ليله طويله بالنسبه لأم ناصر، ليلة انتهت بمواساة اولادها بكلام يطيب الخاطر .  ويجعلهم يشعرون براحة وأمان .

جدران الأحلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن