P3

18 1 0
                                    

زيادْ يبكي بشدةٍ ، قلقُ ناصرْ على صديقهِ كثيرا ، قالَ لهُ : ما بكَ ي زيادْ ما الذي يحدثُ لكَ ، لمْ يستطيع زياد أنْ يتكلمَ بسببِ أشخاصٍ يمنعونهُ منْ التحدثِ ، والغريبَ في الأمرِ أنَ زيادْ وقعَ ضحيةَ الخطفِ ولمْ يفعلْ شيئا ، ولكنْ لأنهُ صديقُ ناصرْ المفضلِ ، أرادوا أنْ يؤذوا ناصرْ في صديقهِ ، قالَ لهمْ ناصرْ : ما الذي تريدونهُ مني ؟ أجابهُ المتصلُ : البنتُ ما لقيناها فقررنا أنَ نخطفَ صديقكَ ، نبغاكَ أنتَ بسْ . ما نبيُ فلوسٍ قالَ لهُ ناصرْ : وأنا لكمْ فقطْ اتركوا صاحبي . قالَ لهُ : إذا تظنَ أنكَ صاحبٌ خدعَ وحيل فنحنُ ناسٌ لا يخفى عنا شيءٌ . فهمتْ . اقفلْ ناصرْ الخطِ في وجههِ ، كانتْ حركةٌ قويةٌ منهُ تدلُ على أنهُ ليسَ خائفٌا منهمْ . فكرُ ناصرْ قليلاً ، هؤلاءِ أشخاصٌ يريدونني ميت . ولكني سأريهمْ . اتصلَ ناصرْ بنفسِ الرقمِ ولكنَ المجهولَ لمْ يجبْ . انتظرهمْ لكيْ يتواصلوا معهُ مجددا ، أخبروهُ بالمكانِ المحددِ . أجابهُ ناصرْ : أنا آتيكمْ . اتصلَ ناصرْ بأصدقائهِ الذينَ معهُ بالفصلِ ، عشرونَ شخصا وكانَ ناصرْ قائدهمْ . . . أخبرهمْ ناصرْ بكلِ التفاصيلِ ، وافقوا لأنَ زيادْ شخصٍ طيبٍ ومحبوبٍ بالمدرسةِ . اتفقتْ المجموعةُ على أنْ يذهبَ ناصرْ أولاً لوحدهِ . وأنْ يحيطَ الباقي بالمكانِ . في الخفاءِ . كانَ مستودعٌ مهجورٌ في حيٍ بعيدٍ . أصدقاءُ ناصرْ كانوا ينتظرونَ إشارةٌ منهُ وكانتْ هيَ ( لنقلبْ الطاولةَ ) ، وقفُ ناصرْ أمامَ ما يقاربُ الثلاثينَ ، رأى صديقهُ زيادْ في وسطهمْ وكلهُ دمٌ . غضبُ ناصرْ كثيرا . صرخَ قائلاً . زيااادْ . . . يا كلابُ قلتولي أنكمْ تريدوني ولنْ تلمسوهُ ، نظروا إليهِ وقالوا : منْ الوغدِ يا ورعٌ . ؟ أجابهمْ ناصرْ : حسنا ، ما رأيكمْ أنْ نقلبَ الطاولةُ سويا ! ؟ تعجبَ الجميعَ مما قالهُ ناصرْ ولمْ يفهموهُ . وفي ثوانٍ انهالَ جميعُ أصدقاءِ ناصرْ عليهمْ بالضربِ المبرحِ القويِ . أحدُ أصدقائهِ حملَ زيادْ وقامَ بتوصيلهِ للمستشفى . كانوا عشرينَ ، في مواجهةِ ثلاثينَ شخصا . دائما ما يقالُ إنَ الكثرةَ تغلبَ الشجاعةَ ، ولكنْ هذهِ المرةِ شجاعةَ ناصرْ وأصدقائهِ غلبتْ كلَ شيءٍ . هربُ الجبناءِ بعدَ أنْ تأكدَ ناصرْ أنهمْ لنْ يمسوهُ بسوءِ مجددا ، سواءَ فيهِ أمٌ في أصدقائهِ . ذهبَ الجميعَ إلى المستشفى لكيْ يطمئنوا على زيادْ ، سألوا موظفةُ الاستقبالِ عنْ غرفةِ زيادْ . أجابتهمْ : غرفةُ 501 الطابقَ الثالث . ولكنها لمْ تسمحْ إلا بوجودِ 3 أشخاصٍ فقطْ معَ المرافقِ والذي كانَ هوَ أحمدْ الذي أتى ب زيادْ إلى المستشفى . وافقَ الجميعَ على أنْ يذهبَ ناصرْ ومعهُ ريانْ ورياضٌ . لأنهمْ كانوا الأقرب إليهِ . أما الباقي ينتظرُ خارجَ الغرفةِ . دخلُ الثلاثِ رفاقِ الغرفةِ التي يعالجُ فيها زيادْ ، حزنُ ناصرْ على صديقهِ كثيرا ، كانتْ أولَ مرةٍ يرى فيها صديقهُ بهذا الحالِ ، سلمَ عليهِ في رأسهِ واعتذرَ منهُ كثيرا ، م ا كنتَ أدري أني بكونِ السببِ في كلِ الليِ يحصلُ لكَ الآنِ ، أنا آسفٌ ي زيادْ سامحني أرجوكُ أنتَ شخصٌ طيبٌ ، ما ذنبكَ منْ كلِ هذا ، قالها ناصرْ مستاءً . لمْ يفهمْ زيادْ لما قالَ ناصرْ كلَ هذا ، ولكنْ سامحهُ . أما بالنسبةِ لرياضٍ ، وذهبَ ليأتيَ بشيءٍ يشربهُ الجميعُ . بقيَ أحمدْ في الحساباتِ ليدفعَ مستحقاتِ العلاجِ كلها خرجَ زيادْ بعدَ مكوثهِ بالمستشفى بثلاثِ أيامٍ ، فاجأهُ جميعُ أصدقائهِ خارجَ أبوابِ المستشفى ، الجميعَ كانَ يصفقُ لعودةِ صديقهمْ لتمامِ العافيةِ ، أولهمْ كانَ ناصرْ . عادَ زيادْ إلى بيتهِ ، وذهبَ الجميعُ ، وعادَ العاشقُ إلى عالمهِ ، معَ أنهُ مرَ بالكثيرِ منْ الأحداثِ المتعبةِ ، إلا أنَ التفكيرَ بتلكَ الفتاةِ ، يشردَ بذهنهِ ، ويجعلهُ مرتاحا قليلاً .

جدران الأحلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن