P6

14 0 0
                                    

سمع ناصر صراخا، كانت أمه تتحدث مع شخص ما، تعجب ناصر من وجود رجل غيره بالمنزل، أخذ سلاح وتوجه لغرفه المعيشة، وجد رجلا واقفا يتحدث مع أمه وليان ، أراد ناصر أن يطلق النيران على الرجل ولكن سرعان ما وقفت أمه حاجزا بينهما، صرخ ناصر قائل:
ابتعدي ي أمي لا أريد أن أؤذيك.
ردت عليه أمه قائله:
لا ي ولدي توقف واستمع إلى،
قال لها ناصر: حسنا ، من الرجل، اشرحي لي الأمر.
أجابته: ي ولد، أبوك احترمه
رد ناصر  غاضبا:
أبوي!؟، تقولين  الرجل الواقف أمامي هذا هو أبوي، كيف أصدقك، قلت لي إن أبوي مات منذ سنين وأنا طفل صغير، كيف اصدقك الحين، وإن كان هو فعلا، وين كان كل هذه المدة، وين كان لما احتجت لك ، ويين
قالت له: من كان يدفع تكاليف دراستك، من كان اللي  يدفع المال للأكل والشرب، والملابس التي تلبسهاالحين. كان الرجل اللي يقف أمامك ولكننا انفصلنا من مدة طويلة، ولا ادري ايش جابه الحين
قالت أم ناصر هذا الكلام وهي تعلم بداخلها أنه لن يأتي يوم وتسامح هذا الرجل، ولكن دعتها الحاجة فقط لكي لا تسوء الأمور كثيرا.
لذا؛ لماذا عاد أبو ناصر بعد كل هذه المدة؟
جاء فقط ليخبرهم أنه تزوج بامرأة أخرى وأنجب منها ولدين، ويريد أن يعيشوا كلهم تحت سقف واحد. يريد أن يعيد الأمور كما كانت.، يريد أن يعيد أم ناصر إليه.
كان الكلام غريبة بالنسبة لأم ناصر، أما بالنسبة لناصر فقد وقع الكلام عليه كالصاعقة، وصاح غاضبا كالثور الهائج قائلا:،
لما إذا ، لما تأتي بعد كل هذا الوقت لتقل  كلاما بغيضا مثل هذا، اخرج من هنا، لا أريد رؤية وجهك مجددا. كان ناصر أول مرة يرى أباه وليس آخر مرة أيضا.
خافت ليان كثيرا وبكت، فقد انصرمت من الموقف كثيرا،
ولأنها كانت أول مرة ترى أخاها بهذه الحال.
اكتفى أبو ناصر بأن يقول لولده: فقط اعلم أني آسف جدا،   ولك العتب حتى ترضى ي ولدي. سامحني أرجوك.
لم تؤثر الكلمات ولو قليلا في ناصر لم يرد على كلام أبيه بحرف واحد واكتفى بقول: أخرج من هنا.
غادر أبو ناصر.
أخذت أم ناصر بنتها إلى غرفتها، وعاد ناصر إلى غرفته.
اغلق الباب بقوة. جلس يفكر في الموقف الذي صار معه.
ما فعله ناصر كان صحيحا، لكنه لم يستمع لكلام قلبه، ففي نهاية الأمر، أنه أباه الذي أنجبه، لذا؛ كان يجب عليه أن يسامحه
بعد ساعة من التفكير بما حصل، قطع اتصال من شجن حبل أفكار ناصر. وجرت محادثه بينهما.
شجن: مساء الخير ي وسيم.
ناصر: هلا حبيبتي
شجن: اشتقت لك
ناصر: وأنا كمان، مرا مشتاق لك
شجن: أبش قاعد تسوي
ناصر: جالس أكلمك
شجن : هههههه يا الغبي أدري أنك تكلمني، ولكن أقصد ايش اخبارك.
قال لها ناصر: مافي شيء جديد بس المشاكل الصغيرة، لا تهتمي
قالت شجن: لماذا أشعر أنك لست بخير؟!، كلامك اليوم ليس كالعادة.
أجابها ناصر: وما الجديد في ذلك.
شجن: ليش تقول كذا ؟
قال ناصر: اسف بس، أحس بالتعب شويه،، ولكني بخير لا تخافي حبيبتي
قالت شجن: الحمد لله أنك بخير،اطمأن قلبي الحين
ناصر: الله يطمنك، بنام الحين. معسلامه
شجن: تصبح على خير ي ناصر.
قال ناصر: وأنت من أهلي.

وهكذا نام ناصر  هادئ البال، كأنه لم ينم من قبل.

جدران الأحلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن