#مُعــاويــة
:: 1 ::
أنا اسمي معاوية من 25 سنة طلعنا رحلة جبلية انا وأسرتي .. عايلتي كانت كبيرة متكونة من 4 بنات و3 ولاد ترتيبي كان ماقبل الاخير .. وقتها كان عمري 4 سنوات وأختي صغيرة عمرها عام ونص مقعمزة في الكرسي القدامي مع أمي .. كنا فرحانين ممكن هديكا الفرحة كانت الاخيرة بالنسبة ليا .. وبما أنها رحلة جبلية في شرق البلاد .. كانت الطريق ضيقة وعالية ماكنتش ندرك وقتها كمية الخطر يللي كان فيه بوي لما يسوق بينا متشنج ويسوق بدقة أكثر .. خوتي الاكبر مني ماوقفوش عراك كل مرة ع حاجة .. فجاءة وبدون سابق انذار زحفت بينا السيارة من فوق الجبل معاش نذكر في التفاصيل بس اللي نذكره كلمة أمي ( يارب تقي ع صغويرتي ) بس مافيش حد نجي من هالحادث الا أنا .. ربي سبحانه كتبلي عمر جديد .. كبرت مية عام ف هديك اللحظة .. مش فاهم شي الناس التمو علينا واسعاف ودنيا وانا كنت نلف ع السيارة نبي امي وبوي وخوتي حتى بعراكهم نبيهم .. وين مشو وخلوني ولمن اصلا خلوني ؟
كبرت شويا شويا وبديت ننسى في تفاصيلهم وملامحهم .. وبما أني ولا حد من العيلة تبناني عنده وكل حد بمسؤوليات تختلف عن الثاني لقيت روحي في دار الايتام .. اللي فقد امه وبوه فعلا مكانه دار الايتام صعب حد يتحمل مسؤوليته .. تقريبا قعدت فيها شهر لين جاني بوي خيري .. بوي خيري إسم ع مسمى .. تاجر كبير وحالته المادية ممتازة وكافل لليتيم .. مسمين حوشه دار اليتيم .. قبل كان يكفل في الايتام مادياً بس بعد الظرف يللي صارله كفلني انا وخوتي .. خوتي !! .. الظرف الصعب يللي يخليك تشوف للحياة من منظور تاني .. من قال يللي ماعنداش خوت مات في الحياة ! .. كان صادق في كل حرف .. الخوت اللي عندي من رحم الظروف ومن صلب الخير كبرنا وتربينا ..
كنا 4 شباب تقريبا قراب من العمر عدا واحد فينا كان صغير وتبناه بوي خيري من غير مايعرف قصته ولا ولد منو يكون ؟ .. بينما الثانيين كلهم ولاد معروفين الاصل بس الظروف يللي جبرتهم ع اقامتهم في دار الايتام .. انتقالاً لحوش بوي خيري ..
كل واحد في غرفته وعندنا شغالة اضم وترتب ورانا .. تعب بوي خيري هلبا باش كبرنا .. كل واحد وطبعه وظروفه وحياته
غسان بوه الفعلي حي بس تزوج من اجنبية وهج برا البلاد تبناه بوي خيري وهوا عمره عامين .. أما حذيفة فـ والديه توفو تحت القصف .. وكان وقتها رضيع وربي تقى عليه ونجى من تحت الانقاض والحمد لله .. كِنان هذا الصغير وعمره حاليا 16 السنة مش معروف أصله من فصله بوي خيري لقاه ع باب الجامع وقرر يحتويه رغم اعتراضه سابقاً ع تبني حد هكي .. بس لقي معاه ورقة مكتوب فيها اسمه والواضح انه عروقه مش ليبيات .. يعني نقشه ملامحه توحي انه عنده عرق براني والله اعلم .. تربينا كلنا تحت سقف واحد ماحد يحاسب في حد ولا حد يكره حد .. كلنا خوت حرفياً ومرينا بنفس الموقف باختلاف التفاصيل ..
نذكر مرة كنا مقعمزين ع طاولة الاكل وقت غسان قطع سكوتنا وسأل بوي
غسان: بوي خيري بنسألك ؟
خيري: تفضل ياولدي
غسان حط الكاشيك وشبحله: علاش ماتزوجتش لتوا رغم انه عندك فلوس وحوش ورزق ودنيا ! وقادر تتزوج اربعة مش غير وحدة ؟
ضحك بوي وحط ايده ع ايد غسان وطبطب عليها: ومن قالك ماتزوجتش ؟
غسان تلفتلنا باستغراب: كيف صار متزوج بالدرقة علينا ؟
ضحك بوي: ياودي لا مش هكي .. انا تزوجت من سنين فاتو بس ربي مارزقنيش بصغار .. وبعد الفحوصات والكشف طلعت عقيم ف طلقتها وخليتها تمشي في حال سبيلها بالك تتزوج غيري وربي يرزقها بصغار تقرّ عينها بيهم
اضايقت ع بوي : سيباتك وانت محتاجها ؟
ابتسم وتأتر: لا ياولدي .. انا طلبت منها تشوف نصيبها .. مانبيش نربطها بيا ونحرمها من الصغار .. انا مش أناني وبعدين أهو الحمد لله ربي رزقني بيكم
حذيفة: بس احني مش حاملين اسمك ؟
ضحك بوي وكمل ياكل: حاملين طباعي وسيرتي .. في الشارع شن ينادو فيكم ؟
ضحكت وقلتله: ياولاد خيري
خيري: خلاص انا بوكم ومش ح نتخلا عليكم .. هآ شوفو مابهانا عايشين بلا نساوين وامورنا مستفة
غسان: ربي يحفظك
كنان كان طبعه هادي وديما ساكت .. وقنوع باي شي وطيب هلبا .. مايشاركش في أي حديث .. بوي دينا يوصي فينا عليه .. ويقول ( ع موت والا حيي خوكم الصغير ماتسيبوشي ) ..وهذا يللي ماشيين بيه .. كنان في عيوننا
…………….
يومنا معبي وكل شي كان سباق بالنسبة لينا .. خشوش الحمام والصلاة ومشي للزاوية القرآنية .. ومرات نطّرو نديرو ( سليكة ) من يخش الاول او من يطلع الاول .. هذا الكلام ينطبق علينا احني الثلاثة بس غسان ومعاوية وحذيفة أما كِنان يخش أمير ويطلع وزير كل الاحكام تسقط في حضور جلالته .. كان قريب من بوي خيري هلبا ويحبه اكثر واحد فينا .. ديما يقول ( هذا ماعنداش غيري ) هوا في الواقع كلنا ماعندناش غيره لكن منطقياً صح كِنان الوحيد ماعنداش أهل .. هوا أي طفل في هالدنيا نتج عن تزاوج مرآءة ورجل وهم بكامل قواهم العقلية .. باه ! مادامكم مش قد هالحمل ليش من الاول تجيبوه واطلعوه ع الدنيا باش ترموه ع باب الجامع ؟ .. كيف يهون لحمك ودمك ترميه ؟ .. او تحطه لعابر سبيل شن عرفك هالعابر يصونه ويحميه مايكونش ذيب وينهش لحمه ؟ .. كلنا كنا شايفين كِنان غيرنا بس فعلياً نحبوه وبصدق وعمرنا ماحقدنا او حسدناه ع الحب المفرط من بوي .. كِنان شخصيته ضعيفة وديما يتجنب في المشاكل حتى مع زملائه في المدرسة حتى معانا اول ماتصير مشكلة بينا في الحوش تلقاه يشد داره ويرقد .. مايحبش يخوض في النقاش طويل .. تحسه من داخله طفل مازال مانضجش معتمد اعتماد تام ع بوي في كل شي ..
الدادا مديحة كانت متكفلة بيه لبس وأكل ورعاية شخصية بحكم انه جي لهالحوش طفل صغير .. ف صعب بوي خيري يعتني بيه زي مااعتنى بينا لان احني كبار شوي لما تكفل بينا .. بس توا بعد كبر معاش جتنا للحوش بس متكفلة بوجبتنا الغدي غالباً .. بوي خيري مش مقتنع بالاكل الجاهز ولا اكل المطاعم ف كلفها اطيبلنا وتبعت لزمن طويل المدى تقدرو تقولو .. وعنده ثقة كبيرة بيها وكلنا معتبرينها زي أمنا بطيبتها واسلوبها الكويس معانا
………………
غسان طالع يجري يلبس في شخشيره وهوا مستعجل .. كيف طلعت من المطبخ خش فيا
مُعاوية: خير دعوتك تجري ؟
يلبس في سبيدروه: عندي امتحان ياراجل وتأخرت
ضحكت عليه: مسكين قاعد يقرا
غسان: تو نشوفو من يضحك في الاخير ياهوايات انت
ضحكت وكملت طريقي لدار حذيفة .. طقيت الباب سمعت صوته يكبر فتحت الباب وقعمزت ع سريره
حذيفة كمل الصلاة ويطبق في الصلاية
حذيفة: شنو جاتك فكرة شكله ؟
ضحكت: كيف عرفت ؟
حذيفة قعمز جنبي ع السرير: خشتك متاع واحد عنده موضوع طويل .. ( ابتسم ) هي قول
معاوية: قلت في نفسي هكي علاش مانصورش حفلات تخرج او عزومات .. قعدت نصور في الهوا وخلاص مافيش حد متابع
حط الصلاية ع جنب: انت علاش تبي تخدم ؟ .. يعني شن الغرض من خدمتك هادي ؟ .. مش عاجباتك الورشة ؟
معاوية: لالا مش قصة مش عاجبتني .. لكن هوايتي التصوير قلنا نجدد نشاطي ونغير بالك نلقى من يتابعني مانبيش فلوس انا
حذيفة: اها .. والله ماني عارف أسأل بوي
معاوية: شن بنسأل بوي بيقولك انا فاش مقصر معاك وو .. يحسابني نفكر فيها مادياً
حذيفة ابتسم: والله يامعاوية ماهاين عليا توقف قرايتك وتخش هالمخاشيش يللي مافيهاش فايدة
اضايقت: تو معقولة نقولك انا نحب التصوير تقوللي مافيشي فايدة ؟
وقف حذيفة وفتح دولابه وبدي يطلع في حوايجه
معاوية: عارفك مش مقتنع لكن سايرني
حذيفة ضحك: في شن تبيني نسايرك قول ؟
وقفت وقربت عليه: خليني ناخدلك لقطات ع البحر
ضحك بصوت عالي: شن تشوف فيا مودل ؟
معاوية بأمل: اي وشن ناقصك .. انت احلا واحد فينا وتنفع تكون مودل الخاص بيا
حذيفة: تي برا تربح اطلع من راسي
خدي حوايجه وماشي للحمام وانا لاحقه نقنع فيه
معاوية: ناخدلك لقطات بالعربي شن رايك ؟
حذيفة: وين لاحقني خوي بتخش معاي ؟
وقفت في مكاني وعرفت انّي اتعب في روحي : برا ع حالك ترا
ضحك وخش للحمام وعلّا صوته: خود كِنان ولبسه زبون مازال احلا مني يطلع .. والا نقولك برا خود الحاج ميلود خودله لقطات مع دكانه المصدي
معاوية: زيد تسهوك .. ( عليت صوتي ) العبرة في الاخير ياقنين
نازل من الدروج لقيت بوي خيري يتكلم مع الشغالة بالانجليزي اللغة يللي مستحيل نتفاهم معاها بكل .. نحسها مادة زايدة عن الحاجة ومش ضروري بكل تكون في منهجنا احني كـ عرب .. هذا تفكيري ومايشملش الجميع .. بعد كمل كلامه تلفتلي
خيري: خيرك مامشيتش للورشة ؟
معاوية: ماشي توا
خيري: وعلاش الكاميرا رافعها معاك !
قلبت الكاميرا وابتسمت: بالك تقابلني لقطة ونصورها
ضحك بوي : باه ربي يعاونك ورد بالك ع روحك
ابتسمت: حاضر
وطلعت لسيارتي وفي طريقي للورشة .. هادي الورشة دارهالي بوي خيري لما سيبت قرايتي واتجهت لميكانيكا سيارات كان شغفي وحبي للسيارات كبير مافيش مشكلة الا ولقيتلها حل .. وبهكي انتشرت ورشتنا وبدت معروفة نوعا ما
وصلت للورشة بدلت حوايجي ودرت كرسي ع باب الورشة وقعمزت .. جاني زميلي طارق
طلع من جيبه الدخان ومدلي: ادخن ؟
معاوية بتذمر: سبعين مرة قلتلك ماندخنش .. مصّر بتعلمهولي ؟
طارق حط في فمه الدخان وولعه: خلاص فهمنا .. شن جو غسان معاش قابلني !
معاوية: لاهي في قرايته .. توا امتحانات وانت شن صار فيك ؟
طارق ضحك: احني حتى النتيجة طلعت
تلفتله فرحان: بشّرنا !
طارق ضحك بالقوة: صفيت وحدة بس .. ياراجل موادي انا نشح من جيهة والدكتور من جيهة وف الاخير نصفي وحدة بس
طبطبت ع رجله: عادي عادي المهم ماتسيبهاش
طارق: علاش نادم انت لانك سيبتها ؟
طلعت تليفوني نتصفح: لا .. انا حمار قراية هكي من يومي مانحبهاش
طارق: احمد ربي اللي بوك عنده الرزق كان هذا راك تطوطح من تركينا لتركينا
ابتسمت: اي الحمد لله .. ( قمت راسي لقيت سيارة بدرس ) آهو اول زبون اليوم افتتاحية مباركة
ضحك طارق وناضله .. اتصلت بغسان مرتين ماردش .. الثالثة رد : خير دعوتك ماتردش ؟
غسان: ياغبي باش تفهم انت كنت في الامتحان وفي جرايرك طلعوني حالة غش
ضحكت بالقوة: معليشي تكبر تنسى
غسان: ننسى عينك ماشي للدكتور بنلخبطه سكر ومعاش دورني تربح خليني في همي
معاوية: ماشي ماشي بنطمن عليك بس
غسان: ياكبير ياعاقل ارتاح بس معاش ادورني
معاوية: باي
سكرت الخط عليه وانا نضحك .. فعلا رغم انه اكبر مني بس انا واخد دور العاقل فيهم والكبير .. جيت بنتصل بحذيفة قلت اكيد في المحاضرة مش ح يرد ..
………………
روحت من الورشة بكري .. لقيت بوي متكي قدام التلفزيون لكن سارح لان ناديته مرتين ماردش .. قربت عليه وقعمزت مقابله
معاوية: هآ ياحاج تتهنى يللي تفكر فيها
ضربني برجله بالخفيف: تحشم يافرخ
معاوية: عاد كلمتك مرتين ماتردش
خيري: بساطات الحوش يبو الغسل .. نفكر نجيب شركة تغسلهم لكن مش ضامن نظافتهم
معاوية: وليت ست بيت حق .. قعادك في الحوش بدي يأثر فيك ره
ضحك خيري: احترم نفسك ياولد .. قبل ماكنتش نقولك انت .. كنت نقول لمديحة تجيب في بنتها وولدها وتغسل فيهم وتنشر تاني يوم نلقاهم مفرشات .. لكن مديحة بتزور اماليها اليومين الجايات مانبيش نشغلها
خططت في عقلي: ااه مادور شي ياحاج تو تروح وتغسلهم
قلب عيونه: باهي اللي قلتلي .. معلومة قيّمة ( حط عيونه ع التلفزيون ) شنو امور الورشة ماشية ولاه ؟
تكسلت وعدلت تقعميزتي: عال العال .. شن رايك تجي تقعمز بحداي وتشوف بعيونك ومنها تغير جو
خيري: لا ياولدي يادوبك نشرف ع التوزيع انا .. انا مأمنك عليها الورشة وعارفك تهني
طبطبت ع رجله: كون هاني .. تبي شي تعبان ونبي نرقد
خيري: ماكليت شي ولاه ؟
ابتسمت وفرحت : ربي مايحرمني منك بوي
بوست ع راسه قاللي: سلم ولدي
ركبت لداري وفتحت قروبنا ع الماسنجر انا وخوتي ( افزع اانت وياه )
غسان ( مادامك تكلمت انت معناها في فالطة )
حذيفة ( غسان جاوبت ؟ )
غسان ( أسال المريض اتصل بيا وطلعوني من الامتحان ماصار شي )
حذيفة ( من هوا ؟ )
تعصبت ( انت وياه انا ناديتكم باش نقوللكم شي )
كِنان ( مروح من المدرسة .. نخطم عليك معاوية ؟ )
معاوية ( لا انا في الحوش )
متعود كنان كل مايروح من المدرسة يخطم عليا في الورشة بحكم قريبة ع مدرسته ولو مالقانيش ياخد تاكسي ويروح .. او يكمل الطريق ع رجليه بس بعيدة شويا ع الحوش .. غالباً يروح مع ولاد شارعنا
كِنان ( شن في ؟ )
معاوية ( بوي يبينا نغسلو البساطات )
غسان ( شنو قدامك حنان وكميلة وغرسة ؟ )
معاوية ( بلا تسهويك .. نتكلم بجديات )
حذيفة ( من امتى الضمان للبنات بس غسان )
غسان ( بدينا عاد )
معاوية ( نراجي فيك انت وياه ووياه )
…………….
خلينا بوي خيري رقد في داره وبديت انا وكِنان نركبو بالواحد .. لحق علينا حذيفة وركب معانا
فتحت طوبو المية وبدينا في الاول .. كِنان يتفرج ع الشارع من فوق كأنه طفل صغير .. برئي ماتلوتش بالدنيا مازال .. حذيفة كان يحكيلي ع اللي صار في يومه .. بحكم إني سمّيع العيلة ف كلهم اسرارهم تصب عندي .. خش غسان مصدوم
غسان: تي هونا ريتّا لوطة خيرنا احني بنغسلوهم ؟
بتذمر قلت: زمر هذا مايعرفش يخدم وهوا ساكت
حذيفة: بوي مش ضامن تنظفهم باهي
غسان يحول في شخشيره وقعد حفيان: هوا مش واثق فيها يللي ليها عمر عندنا وتنظف ورانا وواثق فينا احني يللي طاسة مانعرفوش نغسلوها ؟
حذيفة رشه بالمية: دير وانت ساكت
غسان عيط: تي خير بلاك تليفوني في جيبي
فكيت الطوبو من حذيفة ورشيت عليه اكثر ناض ينقز زي الفروج ويعيط واحني نضحكو
تلفت كِنان وجانا يجري يزلق في الصابون ويطيح ضحكنا عليه بعد تأكدنا من سلامته .. اليوم هذا كان من احلا ايام حياتي .. لحظة مع كِنان تنشرى بالدنيا
سمعنا باب السطح انفتح لقيناه بوي خيري .. واحني كلنا مبلولين والبساطات كل واحد مبلول شويا شويا والصابون متبزع .. تقريبا كملناه ع الارض .. وسبيدرو وشخشير غسان ملوحات ع جنب الباب .. راقب الفوضى كلها بهدوء وفنص فينا .. لحظتها كلنا تجمدنا عن الحركة .. بوي ماكانش شرس ولا عصبي ولا كان من نوع الجاف بس نظرة حادة منه تخلينا نيبسو في مكانا .. فجاءة بدي يضحك وقال: ياعليك ولاد وخلاص .. عبيت عليكم تو بالله هكي البساطات ينغسلو ! .. فلستو بيا وصرفتو امية هلبا باش ادوشو لبعضكم ( فك مني المكنسة ) صب امية حذيفة
خدي حذيفة الطوبو وحطه ع البساط ..
خيري: غسان تعالا وانت تقول فلوس مبلول .. جيب السطل وخلط فيه صابون وامية
ودار ماقاله بوي .. وصبه ع البساط وبدي بوي يحك فيه بالمكنسة بجهد جهده .. وبعدين مدلي
خيري: هي ورينا يافالح ياصاحب الافكار السودا
ضحكت وخديت عليه حكيت وكملنا البساطات كلهم بالطريقة هادي .. وبعدين نزل كِنان دارلنا قهوة وركب .. ظلمت الدنيا صلينا المغرب جماعة .. واللي صلّى بينا حذيفة .. قدّمه بوي علينا وقاله ( صلي بينا ياشيخ ) فرح بيها الكلمة حذيفة ووقف صلى بينا .. كان صوته في القرآن لا يوصف .. وتلاوته تخشع ليها القلوب ..
مقعمزين كل مرة نذكرو الموقف ونضحكو .. لين بوي نطق كلمة نزلت زي الصاعقة ع روسنا كلنا
خيري: قررت نفصل ريتّا عن العمل
غسان أول من تكلم باندفاع: اييح علينا عاد
خبطته ع كتفه: سكر فمك .. ( تلفتت لبوي ) علاش بتفصلها ؟
خيري: باش نوريكم كيف تعتمدو ع رواحكم
غسان يعدل في شعره بكاميرا تليفونه: اطمن .. غدوا تو نتزوجو وناخدو نساوين معتمدات ع رواحهم ويقيمونا
حذيفة: ع اساس في من ترضى بيك انت
ضحكنا انا وكِنان وبوي
غسان فنص فيه: والله ؟ .. درت لسان شيخنا !؟
خيري: خلاص انت وياه .. حسيت لازم نديرلكم هكي باش تقدرو تكملو حياتكم
غسان قابل بوي ويشرح بايديه: تو يابوي من كل عقلك بتعلمنا الضمان والتطييب وحوسة الحوش ؟ .. بالك متلخبط احني معشر الرجال مانضموش يضمو ورانا .. وبعدين انا شاب جامعي هكي بتشغلني ع قرايتي ره
خبطه بوي ع جبهته: اللي يسمع جايب من الاوائل .. كلامي قلته .. بالك بعدين تتعلم كيف تغسل بساط .. انا زمان
قاطعه غسان: نعرف نعرف يابوي .. زمان كنتو تغسلو في بساطات الجيران وترفعو في صفر الكعك للكوشة .. امالا المدرسة تمشولها ع رجليكم وتتجاوزو في الجبال والوديان ومرات يطلعلك اسد ومرات ذيب .. وانت عاد رمّاح مليح كنت تصطاد في الضباع .. حفظناها الدسكة
ضحكنا كلنا .. تعصب بوي وضربه ع ظهره: ماهو كانك فالح راك جيت في زمانا .. لكن انت وجيلك جيل خايخ ماعارف مصلحته
غسان يضحك: باه علمني كيف نصطاد قطوسة ؟
معاوية: غسان ياسر
غسان ومستمر في الضحك: والله بجديات في قطوسة متاع جارنا مسعود مدرهتلي كبدي ديما نلقى فيها راقدتلي تحت السيارة وتعيط
بوي بهزوة: ع اساس انت عندك كبد باش ادرهالك الزويّلة
غسان قام راسه بغرور: تو نتزوج وندير كبد .. قريبا
حذيفة: شن يعني قريبا يامعاوية ؟
ضحكت : معناها عنده مخطط
كِنان: اي اي غسان خاطرنا في عرس هكي ونهيجو
غسان: قول يالله ووتو روحكم اشرو البدالي
بوي مصدوم في وقاحته: ووين بتسكنها ؟
غسان: خير الله وبعدين بوي ربي يمدلي بعمره عاطينا دويرات يلهد فيهم الخيل
معاوية: بيفتح داره ع الشارع شوره
كِنان: لالا خود داري اكبر وقريبة ع الحمام افصلهم بروحهم زي الجناح هكي
غسان بجدية: والله فكرة .. ونقدر ناخد من دار حذيفة شويا ندير نظام كوجينا بار وهكي نستقل
بوي مصدوم مازال: ومخطط حتى وين بيسكنها ؟ .. نوض بالك رزقك هوا باش تتبطح فيه
حذيفة: لا ويخطط ع داري زيادة .. برا دير حوش بروحكم انت هكي وحاصلين فيك يابال تتزوج كنا في واحد نبدو في تنين
ضحكت ع نقاشاتهم: عام تاني ونولو في ثلاثة ياحذيفة
غسان بنرفزة: خلاص انت وياه هي ( جبد كِنان لصدره ) اهوا وخيي الوحيد .. وقت تستحقوني ماتلقوني تو تشوفو
ضحكنا كلنا .. ضحكتنا يللي ديما ندعي يارب يدومها علينا ..
…………
ليلتها كنت مقعمز نتصفح لما خش عليا كِنان مضايق .. حذف الكتاب جنبي وقال: معاوية اشرحلي اقسم بالله قريب نسيبها القراية زيك
حطيت التليفون وعدلت تقعميزتي: جاي للشخص الغلط وبعدين تعالالي جاي شن تسيب ماتسيب قعمز وهني روحك
كِنان: آهو انت مسيبها وماشا الله عليك
معاوية: ياملّا قدرة خديتها في حياتك ( خديت الكتاب نقلب فيه ) شن تبيني نشرحلك في الرياضيات ؟
كِنان فتح ع الصفحة وأشر ع مسألة: هادي
ضحكت: برا لغسان يفهم في الجو
كِنان بنرفزة: غسان ذكي صح لكن خلوقه في حكة .. كان نقوله مافهمتش يهبكني بالكتاب
ضحكت وضربته ع كتفه: تعالا معاي نمشو لحذيفة
نضنا انا وياه ومشينا لحذيفة .. حذيفة سلسل التعامل خير حتى مني .. ويعتبر الحنون فينا كلنا
كِنان كان مركز مع حذيفة وهوا يشرحله .. وعطاه مسألتين تلاتة حلهم صح .. كانو مقعمزين ع السجاد تاني ركابه ويشرح بتركيز .. وانا مقعمز ع كرسي المكتب ونتصفح في النت ..
حذيفة: خلاص هكي انت مية مية
كِنان فرح: خلاص يعني مانستحقش نراجع
سكرله كتابه وكراسته ومدهوله: لا ربي يفتح عليك
خدي كتاباته ووقف: خاطري في شواء شن رايكم !
ضحكت انا وحذيفة وقلتله: قول لغسان يجيب معاه دجاج وحاضر
فرح كِنان .. طلع وسكر الباب
تلفتلي حذيفة وربع رجليه ع السرير: اسمع شن رايك نحفظه القرآن
سكرت تليفوني وحطيته جنبي: اي عادي قوله
حذيفة: تعرف دماغه مش عادي
معاوية: اي الله يبارك
حذيفة بحسرة: بالك يولّي إمام خير مني ومنك ومن غسان
معاوية: وخيرك انت آهو تقرا وتصلي بينا في الجامع
حذيفة: نبي نكون إمام في الحرم
ابتسمت وقعمزت بحداه: قول ان شا الله اللي عند ربي مش بعيد
حذيفة ابتسملي: يارب
………………
ودرنا شواء واستمتعنا كلنا بالشي الانجازي في حياتنا الاجتماعية هدا .. غالبا او اغلب العائلات تفرح بالشواء مش لانه لحم او اي شي .. بس لانه العيلة تجتمع وكل واحد يدير حاجة وتتقدس الليلة وتنحفر في قلوبهم .. زيه زي جلسات العالة يللي فاقدينها انا وخوتي بحكم لا وجود لعنصر نسائي في حياتنا
ع سيرة العنصر النسائي ولا مرة نتفكر أخت من خوات بوي زارتنا او ذكر هوا وقال عندي خوات .. ولا حتى هدرز عليهم وقت كانو صغار .. معقولة ماعنداش خوات ؟ .. كل يللي نذكره من وانا صغير وجود الدادا مديحة وشغالتنا العزيزة يللي فقدانها اكيد بيكون مرّ علينا
غسان يمروح ع الشواية: تربح يابوي فوته الموضوع
بوي كان يضحك ويستفز فيه: قرار خديته من امتى نتراجع عليه ؟
كِنان: عادي تراجع ع خاطرنا
حذيفة يقرض في السلاطة المشوية : انا ماعنديش مشكلة في قرارك يابوي اللي تبيه انا فيه
حذف غسان عليه المروحة: ضم فمك ياراضي الوالدين انت
حذيفة تخطاها الحذفة ويضحك: شوف ها مافيش حد ينقرز غيرك ع الموضوع
غسان: معاوية مات شوره !
ضحكت .. وقتها كنت شاد الكاميرا ونصور فيهم بالواحد وناخد لقطات عشوائية
غسان: ياراجل سيب من ايدك واهتملنا بالموضوع
نعدل في الكاميرا ولاهي فيها: ديرو ماتبو عادي انا
غسان تعصب ووقف: راهو بعقلك انت وياه ؟ .. بنغسلو الاماعيين وبنغسلو الدبش وبنكنسو و
قطع ع كلامه بوي : ماتخافش بنديرلكم جدول
غسان جي قعمز بحدا بوي وقعد يبوس في ايده: الله يربحك ياوبيي الغالي .. يااغلا ماعندي .. والله لو تكركبها الشغالة تقعد تتمنى الموت وانت حي من كتر الخمر يللي ح تشوفه ( باس ايده مرة تانية ) مخمخها كويس تو تزبط
شده بوي وتغمره وهوا يضحك: حاضر نصلي استخارة .. رغم اني صليت وحسيت الامور متيسرة
ناض غسان من حضنه: كيف عرفت متيسرة ؟
بوي يضحك: اهو انت تشوي وحذيفة فالح في السلاطة وكِنان غسلهم الاماعيين ولتوا ماحدش فيكم ناداها الشغالة
ضحكت انا بصوت عالي .. كلنا ضحكنا الا غسان تعصب ورجع يشوي وقال: فكوني ترا
بوي عارف نقطة ضعف غسان .. استفزه بس ح يضايق ويقعد قالب وجهه اليوم كله
بوي اتكى ع الكرسي : الحمد لله شبعة والله .. شنو ياولاد ؟
كِنان مازال مستمر في الاكل: حسيته مش طايب كويس !
غسان خبط فخدة الدجاج ع الصونية بقوة: برا عاد
ضحك كِنان: ياودي قلنا الحق ياسيد نرفوز
غسان كمل ماكلته: باين عليك من امبكري تاكل قريب تاكلني حتى انا
حذيفة: هوا تبي الحق يابوي لازم تخلي دور غسان ديما التطييب .. لانه نفسه حلو ولاه !
ضحكنا
غسان كان مقعمز جنب حذيفة نخصه ع جنبه: شنو ياغالي بديت تخفف في دمك !
حذيفة وهوا ياكل: من زمان وحياتك .. غير انت وقتها ادير في شكشوكة
معاوية: ياسر مسكين لبستوه هلبا اليوم
غسان قلب عيونه وكمل ياكل: خليهم خليهم يجيهم يوم ويندمو ( تلفت لبوي ) هكي عاجبك طيحتلي قدري قدام المفرخ
معاوية: اي اي ياكبير انت
غسان: انكر اني اكبر منك بعام ونص هي ؟
ضحكت وخديت حكة المشروب شربتها كلها في مرة: نحسبو بجيتنا لهالمكان .. انا اكبر
غسان: ايح لما انت جيت كنت وقتها قريب نسكر ستة سنين
بوي يضحك: الكبر مش بالعمر انت وياه .. بالعقل
ناض بوي للاوندينو يللي بحدا جلسة الشواء يغسل في ايديه: ياما منهم شيابين وعقولهم عقول صف اول ( نفض ايديه من المية وخدي فوطة ع الجنب ) وياما من صغار عقولهم يوزنو بلاد
غسان يحط في العظام في الكيسة: المعنى ياحويج
حذيفة: واضحة ياخوي غير انت تستعبط
غسان ربط الكيسة وحذفها عليه: الساليطة عليا اليوم والله ماني قاعدها معاكم
ضحكنا كلنا .. غسل ايديه وخش للحوش نادى ريتّا وقاللها ( حدديلي سوريتي البيضاء غدوا عندي موعد )
بوي رجع قعمز في كرسيه: الولد هذا عمري كله نفكر غير فيه
معاوية باستغراب: علاش ؟
بوي بضيق: اهوج مايعرفش يتصرف .. مش متحمل مسؤولية شي
كِنان خدي حكته وناض يغسل في ايديه: اهو جابلنا دجاجات شويناهم .. ( مسح ايديه ) بارك الله فيه
خيري: لا ماقلنا شي .. لكن عقليته صعبة .. يبي كل شي يمشي زي ماهوا يبي
سكرت الكاميرا وحطيتها ع جنب : كلنا هكي نبو
حط رجل ع رجل بوي : اي لكن نتقبلو اخطائنا وعثراتنا لكن غسان لا
كِنان رجع لكرسيه: صح يومها وقفت بيه السيارة ناض يخبط ويعيط ويقول حظي ونعرفه
حذيفة: لا حول ولا قوة الا بالله.. هذا غلط .. ( قام عيونه في بوي ) كانه يحاسب في ربي
خيري بحزن: مامرّش باللي مريت بيه .. كان هذا راهو حامد ربي وشاكره
حذيفة بحزن اكتر: بالعكس ح ينقم ع حياته اكتر
معاوية باستغراب: من زمان خاطري نسألك علاش طلقتها وعلاش قررت تكمل الحياة بروحك رغم انه ياما منهم مايجيبوش في صغار لكن عاشو مع بعض لاخر العمر
خيري حط راسه لوطة وبحزن: لاني نحبها#Dudu