#مُعــاويــة
:: 23 ::
فنصت فيه: تحشم بلا برادة
( انت اسمك غسان ولاه ؟ )
تلفتنا الزوز وكان رجل في نهاية الخمسين من عمره واقف يشبحلنا والدمعة في عينه .. استغربنا فيه
غسان: اي من حضرتك ؟
عيوني يحوسو ويجولو بين غسان والراجل
مد ايده سلم عليا ووقف مقابل غسان كان لهجته غريبة او تقدرو تقولو مستصعب العربية
الراجل: انا الهادي .. انا بوك ياغسان
غسان ضحك بهزوة من الصدمة وقعد يشبحلي: خيره اهوا ؟
الهادي: انت غسان ولد انا
غسان: بنقلاديشي خونا ؟
شديت ذراع غسان وهمستله: اسكت شويا خلينا نفهمو
الهادي شبحلي بحزن: انت فريند ؟ ( أشرت عليا وعليه )
غسان ضحك بصوت عالي: هذا خوي
شبحله ومصدوم: انت ولدي انا .. انت تتكلم انجليزي ؟
غسان شبحله وضحك بهزوة ومشي .. شبحت للراجل يللي بدوره كبش في ذراعي
ويقوللي : قوله قوله انا بوه
فكيت ايدي منه ومشيت لحقني لبرا المول: ياولدي ياولدي
شبحتله باشمئزاز: شن تبي منا ؟ .. شن جاي تبي منه توا ؟
الهادي: انا سألت في الدار ماعرفوه
استغربت وقربت منه: مافهمتش
الهادي كان يتكلم بايديه اكتر من لسانه .. بحكم انه رزين في اللغة العربية والباين انه ناسيها بعد سنين طويلة في الغربة شن رده اليوم بالتحديد ؟
مدلي ورقة وكتب فيها رقمه: اعطيه
ملامح وجهي جمدو وماقدرتش نلملحه بالسعادة او الانبساط والشرف اني تلاقيت معاه .. لوحت بايدي ولحقت غسان للسيارة
ركبت: خيرك سيبت بضاعتك ؟
غسان: برا لمحل تاني طارت النية
ضحكت: تو من عقلك بتصدق الاهبل هدا ع انه بوك ؟
شبحلي : مش قادر نصدق ولا نكدب لانه في شبه كبير بيني وبينه مالاحظتش ؟
ولعت السيارة: شبه شنو يامتخلف .. نمشو للمحل يللي جنبنا عطلت ع البنت
استغرب: وين هيا ؟
نتلفت بعناية للطريق: في الحوش .. بس بتمشي لخالتها بعد العصر
هز راسه: اااه
…………….
سكرت الباب: رغودتي .. يارغد
دورتها في المطبخ مالقيتهاش .. مشيت للدار لقيتها تصلي .. فرحت قولو قلبي طار من الفرحة .. ظلمتها بكلامي وقتها .. معقولة انا ظالم للدرجة هادي
اول ماسلمت قربت منها بوست راسها وقعمزت بحداها ..
ابتسمت : الحمد لله ع السلامة
ضحكت: هو فعلا صار موقف يستدعي السلامة منه
وقفت حولت بدلة الصلاة .. اول ماوقفت رفعت السجادة اطبق فيها: شن صار ؟
قعمزت ع كرسي الشكماجة: مش مهم
قعمزت مقابلتني ع طرف السرير وفي حضنها السجادة: سر يعني ؟
ضحكت: لا لكن شي غريب مايتصدقش
هزت راسها: اها ماتبيش تحكيلي ؟
ابتسمت: احكيلي انت الاول .. شن هالتطورات ؟
استغربت: تطورات شنو ؟
غمزتلها: ع الصلاة
تنهدت: لان الوضع اللي انا فيه يستحق الصلاة فعلا
قرنت حواجبي باستغراب: شن قصدك ؟
رغد رفعت عيونها فيا: صليت باش نشكره ع وجودك معاي معاوية .. لطالما حلمت بيك وقعدت نستنى سنين تشوفني وتحس بيا بس
ضحكت: يعني انتي تصلي لما ترضي بس ؟
تنهدت: اي اكيد
اضايقت: بكل صحة وجه تقولي فيها ؟
رغد وقفت : شن تبيني نقول ؟
وقفت مقابلها: مهبولة انتي ؟ .. الناس تصلي لما تلقى حالها باهي ؟ وراضية ع حياتها ؟ بس هذا السبب ولو لقيتي السو معاش تصلي ؟
دمعت عينها وعلي صوتها شويا: كنت نصلي وقت كنت صغيرة وماعمري سيبت فرض وكنت ديما ع قناعة انه ربي معاي ومايخذلني لين ( سكتت واستنشقت هواء بصعوبة ) صار موقف وقتها حسيت دعواتي وصلاتي ماليهاش لزمة
ضربتها كف .. ماقدرتش نتمالك نفسي ونشد اعصابي لحظة وقوع الكلمة ع راسي زي الصاعقة .. ماليهاش لزمة كيف يعني ؟
شديتها من شعرها ورفعتها ليا وكانت تبكي : انتي مستوعبة اللي تقولي فيه؟
عيونها شلّال ع خدودها
استدركت الموقف وحبست نفسي لثواني وزفرت .. رخيتها بالشويا وتنهدت: مش قصدي نمد ايدي عليك يابنت مسعود .. بس استفزني كلامك انتي قربتي ع الشرك راك
رغد انهد حيلها ع السرير وحطت ايديها ع عيونها وتبكي .. جثيت ع ركابي وطبطبت ع رجلها
رفعت عيوني فيها: قوليلي شن الموقف احكيلي ؟
مسحت دموعها: انا ي .. م .. عاوية
غمضت عيوني بضيق وفتحتهم: عيون معاوية
لمعة عيونها نبض قلبها المتسارع .. كله اختفى مجرد ماتغزلت فيها .. مسحت دموعها بالقوة
رغد: توعدني الكلام يقعد بينا ومايطلعش لحد
قعمزت جنبها وابتسمت: اي وعد
اتكت ع كتفي: انت اغلا شي عندي في الدنيا مانبيش نخسرك لموقف صار وانا صغيرة
حضنتها بذراعي اليمين وحطيت راسي ع راسها: احكي
رغد: انا كنت زمان نمشي للجامع بروحي .. كان عمري وقتها 6 سنوات نمشي في الظهرية نقرا ونكمل نروح .. في يوم من الايام تعرضلي شخص كبير في العمر بس كان حقير لابعد حد
اندفعت وبعدتها: اي وبعدين ؟
رغد بخوف: لو بتضربني او تحاسبني معاش بنحكيلك
انا بقلق كبير: تي تكلمي هيا والله ماني مدايرلك حاجة
ابتسمت بوجع: في الاول قعد يزلبح فيا خودي حلوة خودي كيكة وبما اني ماعنديش من ينصحني كنت نتبع فيه ومش قاصدة شي .. في يوم تحرش فيا بس تحرش بسيط يعني ماتعمقش ( رفعت راسها ) فهمتني معاوية ؟
كانت نار داخلي والعة وقلبي بيطلع من مكانه .. نفسي انقطع وحواجبي لااراديا انعقدو .. مش حاب نكمل نسمع قصتها نبي نضربها نلزهل نحرقها حرق بنار قلبي اللي ماتنطفى الا بدم .. دم اللي ينهدر للشرف للعرض .. لشي يخصك ويعنيك للعذرية الكاملة .. للعفة الابدية
بعدت من عليا ووقفت قدامي .. حاس روحي كارهها .. نادم اللي سألتها وضغطت عليها تحكيلي .. نسيت موضوع الصلاة ومايجي منه .. نسيت تماديها ع خالقها .. نحس بحقارتها وذنائتها قاعدة توضح قدامي .. حطت ايديها ع وجهي يللي بدوره نفضها .. تلفت ع الجهة التانية لا ارادياً .. مات لساني .. وجسمي انشل وماعاد فيا حيل بنطق حرف واحد
استرسلت كلامها: ماتخافش انت شفت بعينك انا بنت بنوت وماعمره واحد تعدا عليا ولا لمسني .. الموضوع ومافيه اني كنت صغيرة ومانعرفش وتحرشه كان خارجي بس .. ومهددني لو نقول لاماليا ح يقتل بابا وانا كنت نخاف عليه
لفتت وحهي ليها وبعيوني شرار بناكلها بناكلها لا مفر .. بكل بساطة تقوللي ماتخافش ؟ .. بكل حقارة .. شديتها من ذراعها وتمالكت اعصابي ع المرة نفضتها بالقوة وخديت مفاتيحي وطلعت
مش حاب نسمع باقي الخرافة ..
طلعت للجنان لوطة وقعدت نلف في مكاني بنعيط .. لو نطلق العنان لصوتي ح يزلزل الارض .. فتحت ذراعيا ولفيت ونتفس بسرعة .. حاس الاكسجين شويا وبيختفي من العالم .. وقفت وكنت خاس بدوخة شفت للحوض حسيت المية ممكن تهديني ممكن تطفي نار غضبي .. علاش يارغد ؟ .. علاش تغشيني فيك ؟
لوحت روحي بثقل جسمي في الحوض ونغطس ونرفع ونغطس ونرفع نبي نهرب من الواقع .. نبي نقعد تحت المية .. لو نرفع راسي ح نشوفها في الروشن .. يارب هونها عليا
…………….
مقعمز ع حافة الحوض والدنيا ليلت والدموع واخدة فيا حصة .. تحرق في خدي حرق .. وقف حذيفة ومعاه بوي
بوي: معاوية ياولدي صقع ؟
تلفتت لبوي ووقفت: بوي
صوتي مبحوح .. مجروح .. خشيت في حضنه وبديت نبكي ..
حذيفة طبطب عليا: اسم لله عليك خيرك ؟
خششني للحوش وطلعلي حوايج: خود البس رغم اني مستغرب علاش بترقد هنا ومخلي مرتك
خذيت الحوايج: تصدق ماصليتش ولا ركعة !
انصدم حذيفة: خيرك علاش ؟
تنهدت: تعبان بس .. بنوض نقضي صلاتي
تنهد حذيفة: ربي يهديك
صليت مافاتني من صلاة .. وخشيت لقيت بوي يتفرج ع التلفزيون وياكل .. حطيت راسي ع فخده وتنهدت .. قعد يمسح ع شعري ويقرا عليا
وقتها الشيطان يللي كان يدرّس عليا طول اليوم اختفى .. وبديت نحس بالهدوء والسكينة .. وغفيت في اكتر مكان نرتاح فيه .. مع اكتر شخص حاس بيا رغم النسيان الا مشاعره وحبه ماسيطرش عليه الزهايمر ..
وعيت الصبح ع صوت منبه حذيفة للفجر .. رفعت راسي لقيت بوي راقد هوا مقعمز .. مسحت وجهي وقعمزت غطيته .. وخشيت للكوجينا درت بكرج قهوة ع النار وتكسلت .. خشيت للدار نوضت حذيفة
فتح عيونه: انت ماروحتش ؟
ضحكت: الناس تقول صباح الخير
تكسل وسند ظهره: بوي سكر راسه ماباش يخليني انوضك تروح
ابتسمت : بوي هذا عاد
حذيفة: صليت ؟
هزيت راسي بالنفي
حذيفة: بتمشي معاي للجامع ؟
رفعت عيوني للصالون ورجعتهم: وبوي ؟
ضحك: كل يوم نرفع فيه معاي يصلي يافالح
استغربت: الله وكيف ؟
وقف ينفض في فراشه: نعطي فيه في مصحف يقرا منه .. ومرات يوقف يصلي معاي خلاص اهل الجامع تعودو عليه
ابتسمت: قداش مابتحصل اجر بسببه
طبطب ع كتفي: هذا جميله عليا نردله فيه
فرحت بمواقف حذيفة مع بوي .. انا هالايام التهيت برغد النصابة ونسيت بوي الحنون .. قلت نصابة انا ؟ .. تنهدت وماحبيتش افكاري تسرح .. حركت راسي طيرت الوساويس .. ومشيت صليت في الجامع