-
« الحاضر »
أشعة الشمس وقت الغروب تداعب وجهها وشعرها بشكل دافء ولطيف ، شعور الدفء اللي فقدته من قبل خمسة عشر ساعة ، رفعت عيونها للشباك من سمعت صوت هطول المطر ، وقفت على حيلها تتوجه للشرفة وتفتحها كاملة ، شهقت تضحك من ضرب المطر وجهها وتبللت بالكامل ، خرجت للشرفة تقفل باب غرفتها لأجل ما تنحاس بالأمطار الغزيرة ، تقدمت تتمسك بجدار السور تراقب عيسى اللي يركض خلف العم صلاح لأجل يدخلون من المطر ، أبتسمت من شافت مزنه جالسه ومترك بجانبها ، زفرت تصدّ عن مترك من لاحظ وجودها ، مسح وجهه ينزل فروته ويغطي مزنه فيها ، قبّل رأسها ينطق بهمس : وهج فوق ناديها أنا بمشي
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : ليه ما تناديها أنت
زفر مترك ينطق يصدّ عنها وينطق : مالي وجه
عبّست بملامحها تراقبه وهو يمشي خارج القصر ، رفعت عيونها تآشر لوهج اللي ركضت من تأكدت إن مترك رحل ، كبست زر السلم وطاح للأرض ، زفرت مزنه تنطق : يا بنتي ذا حديد أنتبهي من الصواعق !
ضحكت تنزل بشكل مستعجل وتركض لجدتها ، ضحكت مزنه من ارتمت وهج بحضّنها ، سحبت الفروة تغطي حفيدتها وتنطق بإستغراب : من أنتي وريني وجهك ؟
أبتسمت وهج ترفع وجهها لجدتها ، هي تدري إنها تعاني من الزهايمر وبكل مره تسألها مزنه هالسؤال تكسر ضلعٍ من ضلوعها ، عضّت شفايفها من صبّت دموعها مثل صبّ المطر ، تلطخت دموعها بالمطر وظلت تراقب نظرات جدتها المستغربة ، حاوطت وجنتيها تنطق بتساؤل : ليه زعلانه ؟
مسحت دموعها بسرعه وأبتسمت بخفه تنطق : أحد يزعل وهو مقابل حسن وجهك ؟
أبتسمت مزنه توسع من عيونها وتنطق بلهفة : وهجي
ضحكت وهج تحضّنها وتنطق : ضلوعها لبيك يا أمي
مسحت مزنه على ظهرها تنطق : أنتي تبكين !
زفرت تبعد عنها وتنطق : لا يا حبيبتي هذا المطر
أبتسمت تهمس بـ : ايه أشوى
وأبعدت وهج عنها توقف من الكرسي وتفلت فروة مترك من عليها ، نزعت شيلتها تحت ضحكات وهج المصدومة ، تقدمت تنطق بضحكه ساخرة : تعالي لاعبيّني وأنتي تضحكين
وقفت وهج تركض لجدتها وتتمسك بكفوفها ، تارة يدورون بمكانهم وتارة يراقصون بعد وتارة أخرى يلعبون غميضة ، ضحكت مزنه بتعب تجلس تحت النخل وتنطق : زين ما فيه غيرنا ويه يالفشله لو أحد شافنا !
ضحكت بصوت عالي تجلس بجانب جدتها وتنطق : ينقلعون ولا يهمك أحد أساسًا معاد فيه شيء يصبرني على هالقصر إلا أنتي يمه
أبتسمت مزنه تسحب وهج لصدرها وتنطق : يعقب اللي يضيق صدرك وأنا حيه ودقي على زوجك خلينا نتقهوى تحت غيث المزون معه ومنها أنشد عنه
أبتسمت بضيق ترفع أكتافها بقلة حيلة وتنطق : ما أقدر أدق عليه جوالي خربان
آشرت مزنه على جوالها الموجود تحت فروة مترك تنطق : خذي جوالي بسرعه يا بنتي !
أبتسمت توقف وتركض للجهة اللي يتواجد فيها جوال مزنه ، سحبته من تحت الفروة وركضت للمجالس الخارجية ، آشرت لمزنه اللي هزّت رأسها بالإيجاب وأبتسمت تفتح جوال جدتها القديم وتسجل رقمه اللي تحفظه عن ظهر قلب ، زفرت بتوتر تضغط على زر الإتصال وتقربه من إذنها ، عضّت شفايفها من مسك الإتصال ترفع رأسها للأمطار الغزيرة ، فزّت من وصلها صوته وهو يقول : مرحبا ؟
ألتفتت بصدمة على مزنه اللي تقدمت لها تسحب الجوال منها ، هزّت رأسها بالإيجاب من نطقت مزنه : رد ؟
أبتسمت مزنه تنطق بربكة : الو ؟
ميّل رأسه مستنكر الصوت ينطق : أمي الجوهرة ؟
هزّت رأسها بالنفي تدّعي إن نجم يشوفها تنطق : لا يا أمي أنت نجم ؟
أبتسمت وهج تقرّب إذنها عند جدتها اللي ضحكت من حركة حفيدتها ، عدّل جلسته ينطق بإستغراب : ايه طال عمرك نجم ، سمّي وش بغيتي ؟
مزنه : أنا مزنه بنت مانع آل ساير
كان مستنكر الأسم لكن من وصلت للقبها وسع عيونه بصدمة ينطق بحدة : أرحبي
أبتسمت وهج بوسع ثغرها وسرعان ما شهقت من نطقت مزنه بضحكه ساخرة : أرحبي لي ولا للي ملصقه إذنها تسمع صوتك ؟
زفرت بخجل ترفس الأرض وتنطق : أمي !
أبتسم من سمع صوتها ينطق بسخرية : لا أما هي لها ترحيبة خاصة ومكانه داخل الضلوع جعلني والله أفداها
خبطت ظهر وهج تنطق : تعالي أسمعي وش هو يقول
هزّت رأسها بالنفي تنطق بربكة : أعرف ما يحتاج أسمع
زفرت مزنه وتقدمت وهج تنطق بهدوء نبرتها : نجم أنت قريب ؟
فزّ واقف على معكازه من سمع صوتها ينطق بحدة صوته : أقرب لك من هدَب عينك لباك
عضّت شفايفها بخجل تنطق بربكة : طيب أسمع ترا يمه عازمتك تعال وأستعجل قبل يرجعون مترك وأمير وزوجته !
ضحك يمسك صدره وينطق بحسرة : نعى وجهي يا عذب الطبايع مزعلينك ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تدّعي إن نجم يشوفها وسرعان ما لاحظت رجفة ثغرها وهي تنطق بـ : ايه
نجم : جايك على وجهي خليك قريب من الجوال عشان لو وصلوا قبلي تعطيني خبر
شّدت على قبضتها تكبح دموعها وتنطق برجفة صوتها : أنسى مستحيل أرجعك وأنت جاي أدخلك بطريقتي !
أبتسمت مزنه تنطق بسخرية : القصر قصري دخلي وطلعي منه اللي ودك يا بنتي أهم شيء يضحك حجاجك
أبتسمت من كلام جدتها وسرعان ما ضحكت بصدمة من نطق نجم : جايها وبحبّ فوق رأسها على ذا الكلام اللي يثلج الصدر
تقدمت مزنه تنطق بعجلة : قفل ؟
هزّت وهج رأسها بالنفي تنطق : لا ليه سألتي ؟
سحبت الجوال من حفيدتها تنطق بربكة : أدري إنها قلة حيا يوم أطلبك..
فزّ بصدمة ينطق بجدية : لا والله محشومه وآمريني !
مزنه : تجيب جدتك الجوهرة معك عشان أشغل عمري معها وأنت تأخذ راحتك مع وهج
أبتسم يأشر بإصبعه على خشمه وينطق : والله على هالخشم
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : عليه الطيّب يا أمك ، ودعناك ربي وأنتبه تسرع مع هالأمطار
أبتسم بخفه ينطق : أبشري
قفلت الجوال وزفرت وهج تنطق : يمه ليه قفلتي كنت بودعه
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : بنت أعقلي بيجيك هالحين وشو له تودعين الله لا يجيب طاري الموادع !
أبتسمت تدخل ذراعها بذراع جدتها وتمشي تحت زخات المطر الهاديه يتوجهون للداخل لأجل يبدلون ثيابهم المبلولة ..
« المستشفى ، غرفة سبعة وأربعين »
دخل يمشي بهدوء وبيده باقة ورد ، رفع نمر عيونه بصدمة ينطق : حيّ أبو رماح وحيّ طاريه !
أبتسم ينزل الباقة على الطاولة ويتقدم لنمر اللي وقف بصعوبة على شانه ، دخل بحضّن خويه وهو ما يحب هالنوع من السلام إلا مع من يغليها لكن غلبه الشوق ، قبّل كتفه وأبعد يسلم على خشمه وينطق بحدة : خطاك الشر يا عين نجم !
أبتسم نمر يجلس على طرف سريره وينطق : جعله ما يجيك يا عضيد نمر
جلس على الكرسي مقابله يبعد معكازه وينطق : علوم جديده أخبار يا أبو سعود ولا ؟
خزّه نمر ينطق بسخرية : صاحي أنت والله ظنّي من يوم رجعنا من المهمة وأنا يا أخوك مقابل هالجدران والأجهزة
بلل شفايفه ينطق بسخرية : أحمد ربك أقلها تمشي !
ضحك نمر ينطق : لا جد اسأل وش صار لكم بعد ما هاجمونا عيال الحرام ؟
نجم : صار اللي صار وشوفة عينك محروم من المشي أربع إلى ست أشهر
أبتسم نمر يخبط فخذه وينطق : سهالات يالنجم وراجع أقوى ومبروك الترقية تستاهلها لكن وقف لا تلحقني !
ضحك بسخرية ينطق : الله يبارك فيك ولاحقينك خير ولا شر !
رفع نمر عيونه على الباب من أنفتح ودخلت ليلى تدفع عربية الأكل له تاركه العاملة المخصصة بالأكل خلفها ، أبتسمت بخفه تنطق : معليش بس بعطيك دواء قبل الأكل وودي أحرص وأشوفك تأكل
أبعد نجم بخفه وفزّت تنطق : أستريح أخوي
عدّل جلسته وألتفت على نمر اللي نطق بربكة : متى راجع للميدان ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : تسوقها ؟
مدّ نمر يده بهدوء يضرب ركبة نجم المصابة وفزّ نجم ينطق بهمس : لعنه وش علّتك !
زفر نمر يأشر عليها بعيونه وطارت عيون نجم بصدمة من فهم خويه ، أبتسم نمر من تقدمت ليلى له تنطق : أمسك وسمّ بالله
أخذ الحبة منها يأكلها ويدفعها لجهازه الهضمي بالماء اللي مدّته ليلى له ، مسح وجهه وشنبه يوقف وينطق : وراي مشوار يا أبو سعود بغيت شيء ؟
أبتسم نمر ينطق : بغيت سلامتك نفدا خشمك
شّد على معكازه ينطق : أجل ودعناك الله
نمر : في أمان الله يا نجم
توسعت عيونها بصدمة من عرفت الشخص الموجود قبالها طوال فترة تواجدها بينهم ، تنطق بصدمة : نجم !
وقف عند الباب وألتفت عليها مستنكر ينطق : نعم ؟
شهقت تغطي ثغرها بصدمة ، رفع نمر حاجبة بدهشة ينطق : تعرفون بعض ؟
طارت عيونه بصدمة ينطق بحدة : لا والله إما ذلحين أن تجيك الزبيرية تمشي طبالين يا صبي ! أستح
هزّت رأسها بالنفي بصدمة تنطق : لا لا بس أنا بيستي وهج
ألتفت عليها بصدمة ينطق : أخوك يا صبي لا تقولين إسم محارمي قدام الرجال !
ضحك نمر بسخرية ينطق : أمحق إسم زوجتك بستي ؟
توسعت عيونها تضحك بصدمة ، ألتفت على نمر ينطق بإستغراب : جد وش ذا بستي ؟
غطت وجهها تصدّ عنهم وهي تضحك ، أبتسم نمر ينطق بخفه : دايمه دايمه
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أعقل يا أبو سعود ما هقيت إنك رهيف
ضحك نمر يتأملها وزفر تجم يتقدم للباب وينطق قبل يخرج : أنا ماشي أخرتني
خرج من عندهم وتقدمت تمسح دموعها وتنطق : قهر ما سألته عن وهج..
شهقت تغطي ثغرها بصدمة من نطقت بإسمها ولاحظت إستنكاره لحركتها ، تقدمت له تهمس بـ : ما بيرجع صح ؟
توسعت عيونه يضحك وينطق بسخرية : وإذا جاء أنتي في وجهي
أبتسمت تدفع العربة ورجعت أنظارها على نمر اللي نطق بجدية : تعالي وش معنا الكلمة اللي قلتيها ؟
ضحكت بسخرية تنطق : يعني أقرب صديقة لها
رفع حجاجه من فهم ينطق : اها طيب أسمعيني أنا بديت أحس بخمول طبيعي صح ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : أرتاح بجيك الصباح
هزّ رأسه يغمض عيونه ومشت تقفل النور وتخرج ، قفلت الباب وراها ورفعت لافته « الرجاء عدم الإزعاج » ، أبتسمت تغادر المكان وتتوجه لمكتبها ..
« قصر مترك ، بعد العشاء »
جالسة مقابلة لجدتها المشغولة بالجريدة ، زفرت ترفع ساعة معصمها وتنطق بهمس : يمه تأخر صح ؟
زفرت مزنه تنطق : اي والله وأنا بردت
توسعت عيونها بخفه توقف وتنطق : أشغل النار ؟
هزّت مزنه رأسها بالإيجاب وتقدمت وهج للحطب ، ألتفتت بصدمة من نطق عزيز : خليه علي
أبتسمت ترفع ذراعيها وتحاوط رقبته ، أبتسم يمسح على ظهرها وينطق : الله يجعلها دايمه هالبسطات
أبعد عنها ولاحظ صمتها وإبتسامتها الهاديه ، أبتسم بخفه يقبّل جبينها وينطق : لا تسولفين يكفيني ما أشوفك بحالة مثل حالتك البارح تكفين
هزّت رأسها له وتقدم يسحب من الحطب ، جلست وتقدم عزيز يقبّل جبين مزنه وينطق : وش فيك بردتي يا بعد كل الأوطان ؟
ضحكت وهج بخفه وزفرت مزنه بسخرية تنطق : خلك بشغلك يالفصعون
أبتسم يشّب النار وينطق : الله يسامحك يا جده
رفعت عيونها له تنطق : أسمع
ألتفت عزيز لها ينطق بهدوء نبرته : لبيه ؟
مزنه : أمير وهنادي وينهم ؟
عزيز : ما قالوا لكم ؟
رفعت حاجبها بصدمة تنطق : سافروا ؟!
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : تقول يمه هنادي إن جدي تعب البارح بعد وهج وجاء لعندها ولقاها مقفلة على نفسها وبعدها معاد قوى يقابلها وحجزوا علطول وسافروا
ضحكت بصدمة تنطق : كان يقدر يتكلم ويصحيني من نومتي تدري ليه لأن كنت بسمع له وبحضّنه وببكي بين يدينه نفس قبل لأني أشتقت لبابا قبل يوم إنه كان يحاول فيني لكن الحين لو أموت ما أرخيت سمعي له !
زفرت مزنه تنطق بهدوء نبرتها : طويل العمر بدال ما يرضيك ويسفرك سافر يتهرب منك ؟!
ضحكت بسخرية توقف وتصدّ عنهم ، لفحات الهواء الباردة تصافح وجهها الندي ، عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ، زفر عزيز يجلس وينطق : تنتظرون أحد ؟
هزّت مزنه رأسها بالإيجاب تنطق : صديقتي الجوهرة
ضحك بسخرية ينطق : أقعد والصداقه !
ألتفتت عليه بغضّب تنطق بحدة : ورع !
ضحك بعلّو صوته ينطق : لبيك لبيك
زفرت تصدّ عنه من تقدم يقبّل كفوفها ، أبتسمت بخفه تحاوط رأسه وتنطق بهمس : أمك العوبا وينها ؟
ضحك بصدمة ينطق : مستانسه مع الدكتور نيار
زفرت مزنه تنطق بهدوء نبرتها : دق عليها خلها تجيني تسلم علينا وتسمر معنا
أبتسم يسحب جواله ويأشر بإصبعه على خشمه وينطق : على خشمي
أشرت له تنطق بعجلة : عجل عجل
ضحك يرفع جواله ويتصل بأمه ، مشى يغادر المكان ووقفت مزنه تتقدم لحفيدتها ، حاوطت أكتافها تقبّل شعرها وتنطق بإبتسامة عريضة : مسك يا بنتي مسك
أبتسمت وهج ترفع رأسها لجدتها وتنطق : يمه ما أدري كيف برجع أتقبل ماما وبابا مره مزعليني وشرهانه عليهم كثير وبرضو مترك حقك ذا !
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : ما هو حقي دامه زعلك وأشرهي عليهم حتى يراضونك ويرضون غرورك ودلالك بنتي يا وهج !
أبتسمت بهدوء تنطق بحزن : تدرين وش سوا فيني مترك !
ميّلت رأسها بعدم فهم تنطق : من مترك ؟
عضّت شفايفها تغطي وجهها بكفوفها تمنع دموعها ، تركتها مزنه ورجعت بخطواتها للخلف تنطق : وش جابك يا بنت هنيا وين أهلك !
شّدت على أسوار الجلسة الخشبية ، ترفع عنقها وتبعد السكارف منه تسمح للهواء يدخل لداخلها ، ألتفتت بضيق على مزنه اللي نطقت : تعالي معي نتصل على أهلك
زفرت تمسح على صدرها وتنطق : يمه أدخلي داخل تعبتك معي والواضح نجم ماهو جاي
تقدمت تحاوط أكتاف مزنه اللي تناظرها بإستنكار وتنطق بهمس مسموع قريب من وجهها : ماشاءالله تبارك الرحمن من أنتي عليه ؟
تقدم عزيز لهم ينطق : أما عاد كنسلتوا ؟
مدّت ذراعها تسحب عزيز وتمسكه بمزنه ، تمسك بجدته العودة وألتفت على خالته ينطق : وهج وش صاير ؟
قطرت دمعة سريعة ومسحتها بشكل أسرع تنطق ببحة صوتها : دخلها تعبانه وقول لروزا تعطيها أدويتها
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق بحدة : وش هالنبره ؟ راجع لك
تقدم يساعد مزنه يدخلون للقصر ، ألتفتت على الجلسة والنار المشتبّه ، تقدمت تجلس على الكرسي اللي كانت جالسه فيه سابقًا ، سحبت معصمها تشوف الوقت اللي ركض فيهم بدون حضوره ، رفعت عيونها على القبة الزجاجية والنجوم الواضحة بالسماء ، أنسابت دموعها على حرير وجنتيها لأجل تسقي مشتلها ووردها ، عضّت شفايفها من أدركت إنها قاعدة تحرق كل بساتينها بدموعها المالحة الحارة ، مسحتها بهدوء وزفرت ضيق صدرها تنطق : يارب أستودعتك روحي يارب تعبت والله أهلكت روحي..
قاطع دعائها صوت البوابات من أنفتحت ، فزّت علطول ترفع السكارف على أكتافها العارية ، حيث إنها كانت تتزيّن بـ توب عنابي قاتم وجينز بني ، توسطت الحوش وارتخت ملامحها من دخلت سيارة نيار ، زفرت تصدّ عنهم وترجع للجلسة المحاطة بالأشجار من كل مكان تتخبى وسطها ، جلست على كرسيها تسمع أصوات ترحيب عزيز بعائلته الصغيرة وضحكاتهم سوا ، أبتسمت بضيق تقلبّ الجمر قدامها وتنتظر خبر منه ..
« حلّة سهيل ، الثامنة مساءًا »
دخل للأسوار وتقدم بركات يقفل البوابات ، قفل موتره ينزل منه ويسند نفسه على معكازه ، تقدم متوجه لبيت سهيل لأجل يكلم الجوهرة لكن أستوقفه صوت سهيل اللي نطق بعلّو صوته : هذا صوت موتر نجم
ألتفت وطاحت عينه على عيون سهيل اللي نطق بإبتسامة عريضة : أرحب يا نجم سهيل !
زفر بغضّب من لاحظ إبتسامة سهيل اللي تدل على الشماته ، تقدم بهدوء يدخل للمجلس وينطق بهدوء نبرته : الله يبقيك يا سهيل
رفع سهيل كفه لحفيده وسرعان ما تناولها نجم يقبّلها ، أبتسم يسحب كفه من نجم لأجل يقبّلها بعده ، زفر رماح من لاحظ التوتر بالمكان ينطق : أبوي متى نسوي العشاء ؟
أبتسم سهيل يأشر على المكان بجانبه وينطق : أجلس يا نجم
زفر يفتّل شاربه وينطق : مستعجل..
قاطع كلامه سهيل وهو يقول بغضّب : أجلس يا أبوك أجلس
مسح شاربه وتقدم يجلس بجانب سهيل ، ألتفت عليه من ضرب المركى ينطق : بكره ماشين للخيام وبنبات فيها ثلاث ليالي
تثاوب بملل يصدّ عنهم وينطق : لا تحسبوني معكم مشغول بالرياض
رفع حاجبة بدهشة ينطق بسخرية : ما بتحضر عشاك ؟
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : عشاء ؟ لإيش !
سهيل : سلامتك وترقيتك
رفع ذراعه على صدره ينطق : ما تقصرون لكن محتاس بشغله ومطول لا تنتظروني
سحب سهيل ذراعه ينطق بجدية : لا بتجي وأقصر الشر يا نجم تراني متغاضي عن حركاتك البارح عشان خاطر رماح !
سحب ذراعه من سهيل ينطق : أعذرني مشغول مع مرتي ندور بيت وإن قدرت ألحق أبشر بجي
طارت عيونهم بصدمة من كلام نجم ، مسح شاربه وأبتسم بخفه ينطق : أنا استأذن
وقف يخرج من المجلس تحت صدمة سهيل وعياله وأحفاده ، هو رمى بدعوتهم عرض الجدار وبدأها عليهم كلهم ، بلل شفايفه ينطق بسخرية : والله الورطه ذلحين بشتري لها بيت
دخل بيت سهيل وأبتسم بخفه يكمل : أصلاً ما طرى علي أخليها تسكن فالحلّة وتستاهل والله اللي طلعت من قصور تسكن بقصور !
أبتسمت ريمان بصدمة تنطق : تكلم نفسك ؟
ألتفت عليها بصدمة ينطق : إيش ؟
ضحكت بعلّو صوتها تحتضّنه ، حكّ رأسه بفشلة يحاوط أمه ، أبتسمت تبعد عنه وتنطق : وش بغيت هنا ؟
ألتفت من أستوعب أصوات البنات والحريم ، هو كان يفكر فيها وباله معها لأجل كذا ما أستوعب ، زفر ينطق : وين الجوهرة ؟
ميّلت رأسها بإستنكار تنطق : أناديها ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : ونادي بنت رماح معك ما سلمت عليها زيّن
أبتسمت تدخل للمجلس ، تقدمت للجوهرة تهمس بإذنها وتنطق : حفيدك يبيك
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : أجيه يسلم رأسه وشلون ما أجيه
أبتسم من سمعها ينطق : لا عدمتك يا أم رماح !
وقفت تتقدم للباب وآشرت ريمان على نجد اللي أبعدت رأس أسيل من حضّنها ووقفت تخرج مع جدتها ، قبّل جبينها وكفها ينطق : تخاويني يا بنت عبدالكريم ؟
أبتسمت تشّد على كفه وتنطق : أخاويك لأبعد مدى ولنجم سهيل أخاويك !
ضحك بخفه ينطق : أجهزي وأنتظريني بموتري
هزّت رأسها بالإيجاب وألتفتت بصدمة على سهيل اللي دخل البيت ينطق بحدة : مالك لزوم في الجوهرة وأنتي والله ما تعدين عتبة الباب وراه !
رفعت حاجبها تنطق بضيق : ليتك ما حلفت يا سهيل ما صدقت يدلعني نجم ويطلعني معه
ألتفت على جده ينطق بحدة : وش قومك عليها خلها تطلع وتستانس
ضحك بسخرية ينطق : كان طلعت نجد تستانس ؟
شّد على معكازه ينطق بحدة : لا تدخل نجد..
قاطعته الجوهرة من نطقت بهمس : عوضني بعدين يا ولدي وأساسًا مقدر أخلي حريم أعمامك بمجلسي وأمشي
زفر بغضّب يهزّ رأسه لها ومشت ترجع للمجلس ، ألتفت على نجد يمسك كفها ويسحبها وراه ، شّدت على كفه تنطق بهمس : بشويش يا أخوي !
عضّ شفايفه بغضّب ينطق : ما بعد أوجعتك يا أختي !
توسعت عيونها بذهول تنطق : وش قصدك ؟
دخلوا بغرفة الحريم وألتفت يقفل الباب وراه ، رجع يلفّ على نجد وينطق بسخرية : وش قصتك أنتي والشجاع ؟
توسعت عيونها بصدمة تنطق بربكة : وش قصته !
رمى معكازه قدامها بغضّب ينطق بحدة : نجد يا ويلك تلفيّن يمين يسار تكلمي قبل أكسر رأسك !
تكى على الجدار بغضّب وزفرت تنحني وترفع عكازته ، تقدمت له تمدّها له وتحتضّن ذراعه ، تمسك فيها يسمح لها تساعده وزفر ينطق : ورد وحركات ذكور ماهي حركات رجال لو يبيك طق الباب وطلبّك على شرع الله وسنة نبيه !
عضّت شفايفها تساعده يجلس على الكنب وتقدمت تجلس بجانبه ، رفعت عيونها له تنطق : طلبني يا نجم
رفع حاجبة بدهشة ينطق : بنت !
فزّت تنزل عيونها عنه وزفر بغضّب ، كان يظنها تقصد ليلة الخيام وهذا بالنسبة له ما هو طلب كثر ما كان شجاع يشرح رغبته فيها ، شّد على عكازه ينطق بحدة : إي طلب تسمين ذاك طلب !
عضّت شفايفها بهدوء تنطق : طلبني من أبوي ووافق
ارتخت عيونه بصدمة من سمعها ، مسك فكها يلفّها عليه وينطق بصدمة : متى يا نجد ؟
بلعت ريقها بقلق تنطق : ما أعرف بس أنت كنت بمهمة
ترك فكها يصدّ عنها مصدوم ، كانت تسمعه يتمتم وينطق بغضّب : يعني زوجوك وأنا بعيد !؟
توسعت عيونها بصدمة تتمسك بوجنتيه وتنطق بصدمة : لا يا نجم لا ما تزوجته حتى خطوبة ما حصلت ومستحيل تحصل وأنت مو موجود ومستحيل أسمح إلا و ذراعك بين ذراعي وتوصلني له
نظر داخل عيونها ينطق بهدوء نبرته : أخاف عليك يا بنتي
ميّلت رأسها بربكة تفلت يدينها وتنطق : من إيش تخاف ؟
نجم : شجاع ما يناسبك
ارتخت عيونها بضيق تنطق : ليه ما يناسبني ؟!
زفر بغضّب ينطق : أنا ما أبيك تأخذينه يا نجد !
ضحكت بسخرية تنطق : بس كذا تحسب الموضوع بالبساطة ذي ؟
مسك كفها بين كفوفه ينطق بجدية : ايه الموضوع بالبساطة ذي شجاع ولد عمنا ونعم والله فيه ما أقول شيء لكنه عسكري راتبه ما يكفيه وأنتي دلوعه وطلباتك ما تخلص وتزعلين لو ما أحد جاب لك اللي تبينه !
ضحكت بصدمة تنطق : نجم !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : الصدق ولا ؟
زفرت تصدّ عنه وأبتسم ينطق بهدوء نبرته : هذاك زعلانه عشاني رفضته وأنتي تبينه
ضحكت بعلّو صوتها وأبتسم يحتضّنها ، حاوطت ظهره تنطق بإبتسامة : أنت محد قدر يوقف بوجهك لما طلبت وهج وأنا يا أخوي ما أبيك توقف بوجه شجاع
ضرب ظهرها بخفه ينطق بسخرية : أروح أقطع إذنيه ذا الكلب وش مسوي فيك يا بنتي وش هالمحبة !
أبتسمت بخجل تنطق بربكة : أهم شيء توافق عليه قبل أستخدم سلاحي عليك
أبعدها عنه ينطق بضحكه ساخرة : إي سلاح يا نجيد ؟
ضحكت بخفه تنطق بهمس : وهج
رفع حاجبة بدهشة يوقف ، أبتسمت توقف معه وتنطق : شكله نفع وافقت ؟
ألتفت عليها ينطق بسخرية : لا طبعًا وباقي بنتكلم عن الموضوع وعن سلاحك الفتاك يا بنت رماح
ضحكت بسخرية تنطق : طيب ما يصير إلا اللي ودك فيه بس علمني وين رايح ؟
حكّ طرف شاربه ينطق بحدة : بروح ألعن شكل سلاحك وأرجع
رفعت حاجبها تنطق بضحكه ساخرة : ليه تلعن شكله ؟
عضّ شفايفه يضرب صدره وينطق : لأني أنا الجاني بسلاحٍ رفعته على صافي جبينه لكن الله يعلم كيف أصبحت المجني عليه
أبتسمت بدهشة تنطق : تستهبل رفعت السلاح عليها !
فتّل شاربه ينطق بسخرية : ومرتين لكن أخوك رخمه قدام حضرة جنابها
ضحكت بصدمة تنطق : مستحيل وش هالحب كله !
رفع أكتافه يتقدم للباب ، فتحه ونطق بجدية : أرجعي للبيت مع أمي لا تروحين لحالك
أبتسمت تهزّ رأسها بالإيجاب تنطق : أنتبه لنفسك
سحبها يقبّل جبينها وينطق : لا تقطعين هالعاده عني فقدتها يا نجد العذيّه !
أبتسمت تقبّل خشمه وتنطق : لا تخليني معلقه بين مراح ورجعه فقدت وجودك الدايم يا نجم سماي !
أبتسم بضيق يحتضّنها لصدره ، توجعه كلماتها ويدري إنه بالحيل مقصر لكنه ما يشك ولا ذرة بغلاته عندها ، انحنى يقبّل كتفها وينطق : ودي ألحق على بنت أمير ، ودعتك الله
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : في حفظه ورعايته
خرج من البيت يتقدم لموتره ، ألتفت على شجاع اللي نطق بصدمة : تعال وين رايح ؟!
زفر بملل ينطق : يا أخوي وش تبغى ؟
شجاع : أنت صاحي بتشتري بيت وتخلي بيتك !
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق بجدية : وين المشكلة ؟ وبعدين أدري خاطرك في بيتي خذه يفداك
توسعت عيونه بصدمة ينطق : أسكن فيه لحالي !
أبتسم بخفه ينطق بسخرية : ايه معليك الموضوع ذا بنتناقش فيه زيّن يا الرأس الطيّب
ركب موتره وزفر شجاع بربكة يرجع للدكة مع العيال ، مشى وألتفت على منيف يفتح شباك موتره على منطوق منيف : تعال نسهر يا نجم بلوت وشاهي ؟
رفع كفه بداعي الاعتذار ينطق : المره الجايه ودعناكم الله
خرج من الحلّة ومسك الخط متوجه لقصر مترك ، يدري إنه متأخر وجدًا لكنه بيحاول يسابق عقارب ساعتها قبل يخيب ظنها وتفقد الأمل بجيته ..
« قصر مترك ، العاشرة مساءًا »
طلبّ نيار من عزيز يرافقهم لعشاء في أحد المطاعم ومضت ساعة على رحيلهم ، بينما قررت وهج تعطيه فرصة ذهبية وتنتظره ساعة أخرى ، لكن هالساعة قضت وأنتهت من دقايق ، زفرت بضيق تمشي بالحوش الضخم ، تحت النخيل والأشجار اللي يغطيها الندى ، قفلت البوابة وألتفتت تعود أدراجها للقصر ، شهقت تفزّ مرعوبة من صفّر نجم اللي متكي على أحد جذوع الشجر ، ميّلت رأسها بعدم تصديق تنطق : آخ نجم !
فتح ذراعه لها ينطق : يا عيون اللي عيونه ما شافت حلّا إلا حلّاك ولبيك يا عذب الأطباع وبنهاية الحكي أسمي على روحك من الآخ جعلها والله بأقصى ضلوعي ، أقربي وتعالي حبيّني
فلتت السكارف من يدها تركض له ، أحتضّنت رقبته بشّدة وغمض عيونه يحاوط خصرها ويثبت طرف خشمه على كتفها العاري ، يستنشق ربيعها ونداها ، رفع رأسه يطبع ثغره بهدوء على كتفها يقبّله بعمق ، غمضت عيونها
...
انتهى البارت ادعموني بنجمة وكومنت عشان اتحفز اكملكم 🤎
- وحشتوني جدًا .. -
تعالوا الإنستا تشرفوني " Jwuiri "
أنت تقرأ
يانجمٍ وهج في حلّة سهيل
Actionروايتي الرابعة مُكتمله كُتبت بواسطة : الجُّود بِنت آل مطّلق 🤎