« ٢٣ »

39.8K 1.3K 121
                                    

-
زفرت نجد تنطق بزعل : شجاع لا تصارخ علي !
ألتفت بصدمة على عمه ينطق : حميد أذبحني أنا طالبك
مسح أحمد وجهه بقرف ينطق : مثلوا مسرحية صح لسانك أحسن ؟ وش لا تصارخ علي تكفون لا أنا هاج من غرور ونجم تصيرون مثلهم !
ضحكت نجد تنطق : تشبهني في غرور ؟
أحمد : لا تنتظرين مني تفرقة كلكم بعيني واحد
زفر شجاع ينطق : بس كويس دقيتي وما وصل الخبر لنجم
نجد : لو تدري إن كل هالشو عشان يرجع نجم
ضحك أحمد بصدمة ينطق : كل ذا حب فيه ؟!
زفرت نجد تنطق بغضّب : يخسى محد يحبه إلا أمي ذا المقرود
ضحكوا أثنينهم ونطقت نجد بحدة : بطلع من القسم ونتقابل عند الاستقبال
شجاع : إذا شفتي مروان أبعدي عنه
ألتفت أحمد ينطق بأستغراب : شدعوة ولد عمها !
شجاع : فكنا
ضحك أحمد ينطق : تستهبل تراه متملك ولا نسيت إنه خذا غرور !؟
شجاع : والمتملك يقدر يعرس مرتين ولا ؟
ضحكت نجد تنطق بسخرية : كذا كثير يا شجاع هذا وأبوي معطيك الضوء الأخضر وموافق عليك !
قفلت الجوال بدون ما تسمع رد ثاني منهم ، ألتفت أحمد عليه بصدمة ينطق : كلمت رماح مره ثانية ؟
هزّ شجاع رأسه بالإيجاب ينطق : ايه بس مانيب متطمن كيف بتكون ردة الفعل من نجم
أحمد : أخطبها قبل يرجع طيب !
زفر شجاع ينطق بهدوء نبرته : أعقب
أحمد : ترا بيبلشك وقول عمي حميد ما قال
ضحك شجاع بسخرية ينطق : دام فيها عمي حميد ما بقولها وخله يبلشني فدا لأبو رماح لبى كبده
زفر أحمد يصدّ بنظراته للطريق وينطق : قسم بالله إنكم ما تعشمون
أبتسم شجاع ينطق : محد قال لك تصير أصغر مننا كلنا
أحمد : ما دريت ولا كان قلت لأمي جيبيني قبلهم !
ضحك شجاع يحتضّن كتف أحمد اللي أبتسم بخفه له ، أبعد ذراعه وكمل طريقه للمستشفى ..
« قصر مترك »
دخلت بالسيارة وزفرت بتوتر تنطق : رجعوا صح ؟
ضحكت وهج تنطق : شكله والله شوفي سيارة بابا
وقفت هنادي السيارة ونزلت وركض عيسى يركبها ، مشت تضبط عبايتها وتقدمت لوهج تدخل ذراعها بذراع بنتها ، مشوا مع بعض لحّد باب القصر ووقفوا من فتحه أمير ينطق بحدة : ماشاءالله تبارك الرحمن وينكم من ليل ؟!
تقدمت هنادي تدخل ونطقت بهمس : أوف أمير لا تصحي عمي الحين ونبلش به كنا في بيت نيار نزور سمو في بيتها !
دخلت وهج تنطق : أنا بنام تبون شيء قبل أرقى ؟
هزّت هنادي رأسها بالنفي تنطق : سلامتك يا بنتي
ألتفت أمير ينطق : وهج
وقفت تلفّ عليه وتنطق : لبيه ؟
تقدم أمير يحتضّن أكتافها تحت ذراعه وينطق : لقيتي الورقة
هزّت رأسها بالنفي تنطق بسخرية : من كثر زياراتي لمكان سهيل ؟
أمير : والله يا وهجي إني مانيب متطمن من المكان ومن الناس نفسهم اللي فيه وخايف عليك وخايف من إنهم يأذونك
أبتسمت وهج تنطق : بابا معليك محد يقدر يمسّني بضرر أساسًا لأني زوجة ولدهم ولو إن بعضهم كارهه وجودي بينهم لكن ما يقدرون يأذوني
رفع أمير حاجبة ينطق : من اللي كارهه وجودك
ضحكت وهج تنطق : إحساس ما أدري إذا صدق ولا لا وأنت لا تأخذ إحساسي على محمل الجد !
سحبت نفسها من ذراع أبوها تطلع لغرفتها ، زفرت بربكة تنزل شنطتها وعبايتها على الكنبة وتسكر الباب وراها ، مشت للسرير تجلس وترفع جوالها ، فتحت الواتس على رسالة نجد بالرقم الموجود قدامها ، أبتسمت تضغط عليه وتكبس على خيار - الإتصال بهذا الرقم - ، رفعت الجوال على أذنها وزفرت بتوتر تنطق : ان شاءالله يرد بس
مضى بها الوقت حتى أنقطع الإتصال بينهم ، زفرت بضيق تنطق : أجرب مره ثانية ولا بصير بثرة !؟
عضّت شفايفها تتأمل الرقم قدامها وأخذت نفس ترجع تتصل فيه ، رفعت الجوال ونطقت بحزم : آخر مره إن رد كان بها ما رد..
قاطع صوتها من نطق بثقل نبرته أثر صحوته من نومه : مرحبا ؟
رمت الجوال على المفرش قدامها وزفرت تنطق : خلاص اهدأي اللي تبينه حصل ليه كل هالتوتر !
مدّت يدها لأجل تأخذ جوالها ولاحظت رجفتها من غير سبب مقنع ، زفرت تنطق بربكة : الو ؟
فزّ من مكانه ينطق بصدمة : أرحبي وألف لبيه ، لبيه ياصوتك وحسّك وطاريك !
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : الله يبقيك ويسلم قلبك من كل شر ، شلونك ؟
مسح وجهه لأجل يصحصح ونطق بهدوء نبرته : قبل السؤال ولا بعده يا عذبة الأطباع ؟
عضّت شفايفها بهدوء تنطق : لا واضح إنك بخير حمدلله
أبتسم بخفه ينطق : بخير جعلك بخير !
وهج : صوتك متغير علي لا يكون صحيتك من نومك ؟
ارتخى على الكنب يثبت ذراعه اليمين خلف رأسه وينطق : الله الله
توسعت عيونها بصدمة تنطق : أعتذر منك بس ما توقعت قلت تنام في نص المكالمة مو قبلها !
ضحك بسخرية ينطق : أعتبره عتاب ؟
ضحك بخفه تنطق بربكة : لا العتاب اللي ينتظرك بيكون أقوى صدقني !
نجم : خفايف منك ما تضريني يا بنت أمير
أبتسمت تنطق بحدة : أقول لا تثق فيني كثير ترا إحتمال أغدر بك
رفع حاجبة من حسّ بشعور غريب ، ما يحب طاري الغدر ولو إنه جاء من باب المزح ، زفر ينطق بحدة : يغدر بي الوقت وأصحابه إلاك ‏لا تجيبين طاري الغدر ، أنتي ما كنتي شيء عادي أنا شفت فيك الآمان أنتي عكاز أسند عمري عليه دربي الطويل ولا أخشى إنه يغدر بي يوم ويميل !
رفعت شعرها عن عيونها تحسّ بحرارة داخل بلعومها ، عيونها أصحبت بالفعل تحرقها أثر حبس الدموع ، كلامه كان مثل الجمر اللي يحرقها من كل إتجاه ، هي في موقع غير عن موقعه ، هي تدري إن الغدر حاصل له منها ولا تقدر تفصح وتعطيه تحذير ، بعد كلامه أصبحت المهمة أصعب بكثير عن ما مضى ، أصبح كل شيء مستحيل قدامها بعد حروفه العَذبه ، وبالفعل وقعت في بحور حُبه قبل تلاقي الورقة وتدّل دربها ، أبتسمت تمسح دموعها من سمعت نداءه لها تنطق : معك ما رحت
أبتسم ينطق بسخرية : ظنيت إنك نمتي كنا بنتعادل لكن للأسف حرمتني لذة الانتصار والواضح إن العتاب صار متمسك فيني !
وهج : أوف منك نسيتني السبب الأساسي في إتصالي بك !
نجم : ما هو عتاب ؟
هزّت رأسها بالنفي تدّعي إن نجم يشوفها ونطقت : لا ، محتاره بحاجة وأبيك تساعدني فيها
عدّل جلسته ونطق بحدة : شّدي حزامك فيني وقولي
ضحكت وهج بصدمة تنطق : لا ما أحنا داخل حرب عشان أشد حزامي فيك بالهداوة يا ضابط !
بلل شفايفه ينطق بهدوء نبرته : تحت آمرك يا دكتورة !
وهج : طيب ركز معي الموضوع يخص نجد
رفع حاجبة بدهشة ينطق : بنت رماح ؟
توسعت عيونها بصدمة وزفرت بغضّب تنطق : أختك !
أستنكر نبرتها الغاضبة ونطق بإستنكار : بشويش لا يرتفع صوتك ، وش وقعها نجد فيها شيء ؟
وهج : لا كويسه بس تدري بتخرجها صح وإنه بعد أسبوعين
هزّ رأسه بالإيجاب يدّعي إن وهج تشوفه ونطق : الله الله
وهج : طيب وش أهديها ؟
عمّ الصمت بعد سؤالها وفزّت تنطق بربكة : ولا أحسن نهديها سوا دامك بتحضر ؟
فتّل شاربه من طال صمته وأصبح تفكيره أعمق ، زفر ينطق بهدوء نبرته : ما أدري وش تحب
توسعت عيونها بصدمة تنطق : شلون يعني ما تدري وش أختك تحب ؟
زفر نجم ينطق بغضّب : أسمعي يا الدكتورة أنا دخلت العسكرية ونجد أم العشر سنين يعني آخر علمي باللي تحب هي العرايس وألعاب البنيّات الصغار !
ضحكت بسخرية تنطق : ما هو عذر يا الضابط نجد بخير وما توفت بعيد الشر ، يعني البنت قضت حياتها بجانبك ما فكرت تسألها وش تحب ؟
استصعب عليه يرد وفضل الصمت ، زفرت وهج تنطق : أترك السؤال نجم أنت ما فكرت تهدي أختك ووحيدتك في السنين اللي مضت ؟! آخر علمك بالهدايا وهي بعُمر العشر سنين !؟
مسح وجهه وشنبه ينطق بغضّب : أنا مشيت في درب ما أودّه مشيت تحت أوامر سهيل وما رديت عليه بحرف واحد وقبلت مصيري وراضي عن وضعي الحالي ، ليه تنبشين الماضي يا بنت أمير !
توسعت عيونها بصدمة تنطق : العسكرية ما كان قرارك !
هزّ رأسه بالإيجاب يدّعي إن وهج تشوفه وزفر ينطق : ايه
شهقت بصدمة تنطق : مستحيل أنت ضيعت عمرك عشان خاطر سهيل ؟!
زفر نجم ينطق بسخرية من حاله :
الواقع محطم والأحلام فليّن ‏
والنفس تبكي ما سمعتوا نحبّها !
-
ميّلت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت : أسمح لي اسألك وش كانت طموحك وأحلامك ؟
أبتسم من تذكر الماضي ونجد بين أحضانه ، وقت كان في التاسعة عشر من عمره ، صبّي محب للحياة نشيط ضحوك بشوش الوجه ..
« قبل قرابة الأربعة عشر عام »
تحت النخيل في مزرعة سهيل ، سحب نجد الصغيرة بحضّنه وأبتسم يآشر للسماء وينطق : تشوفين الطيارة يا نجد ؟
رفعت عيونها للمكان اللي يآشر أخوها عليه وهزّت رأسها بالنفي تنطق : لا وينها ؟
ضحك يرفعها بين كتوفه ويركض بعيد عن المزرعة ، كانت تصرخ وتضحك من عجلة أخوها ، ألتفت على صوت أبوه اللي ينطق بحدة : نجم لا تطيح أختك !
نزلها بين ذراعينه ينطق : ما تطيح وهي مع نجم
نزل نظراته عليها وهي تضحك وتآشر على السماء تنطق : طيارة يا نجم شوف طيارة !!
ضحك يرفع عيونه معها وينطق : ان شاءالله تشوفيني طيار وأسفرك معي بكل بلدان العالم
ألتفتت عليه تنطق : تبي تصير طيار ؟
هزّ رأسه لها بالإيجاب ونطق بهمس : بس خليه سر بيننا !
هزّت رأسها له وشهقت من سحبها يدور فيها تحت ضحكاتها اللي تملأ أرجاء المكان ..
« الحاضر »
بين خيام المعسكر أنتهى من الحكاية تحت صدمة وهج ، زفر ينطق بضيق : جيبي لها طيارة
أبتسمت بضيق تنطق : نجم !
نجم : والله أقوله وأنا صادق
فتحت اللابتوب قدامها وأبتسمت تنطق : طيب ندور على هديتها سوا ؟
نجم : عسى نلاقي شيء زين
بدأت تدخل كلمة المرور وتفتح جهازها ، أبتسمت تنطق : صار لي كم يوم مو فاتحة الإيميل عطني ثواني أشيك عليه
نجم : حقك
وهج : تبي طيارة بريموت كنترول ؟ ولا هيكل طيارة وهي تركبه
رفع حاجبة بدهشة ينطق : وش هيكل أشوف إن الأولى أزين
زفرت تنطق : طيب ما قلت شيء بس أعطيك أكثر من خيار للهدية
غمض عيونه ينطق بسخرية : وأنا ما قلت شيء
كان الهدوء سيد الموقف ، أناملها تبحث عن أهم الرسائل ، وبدوره يمرر أنامله على شعره ينتظرها تنتهي ، طال الموضوع وزفر ينطق : أنا بخمد وأنتي ما بعد خلصتي هديتك
ضحكت بسخرية تنطق : محد ينام الساعة..
سكتت بصدمة من شافت الوقت قدامها باللابتوب ، عضّت شفايفها تنطق : شدعوة الساعة ثلاثة الفجر !؟
ضحك نجم بعلّو صوته ينطق : حتى ما أمداني أرد عليك
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : ضحكتك حلوه
حكّ جبينه ينطق : سبيبها أحلى
زفرت بخجل تنطق لأجل تغير الجو : ما عطيتك إجابتي بسالفة الغدر
زفر بغضّب من أنقلبت ملامحه ينطق : لا حول ولا قوة إلا بالله
أبتسمت وهج تنطق بربكة : نجم أنا تخيرت قبل أوافق عليك
وقف يعدّل جلسته وينطق بإستغراب : شلون ؟
وهج : لمن جيت تخطب أنا ما كنت موجودة بالقصر وظليت تنتظر قرابة الأسبوع لأن محد جاء عندي وقالي إن جاك خطاب لكن خرجت مع جدي مره من المرات وقالي كل شيء لكن طلع الموضوع أكبر من إنه يكون موافقة وقرار وأكبـ..
أنقطع صوتها من هول الصدمة ومن ضغطت على أحد الإيميلات وظهر قدامها ..
« حلّة سهيل ، بيت مسلط »
وبين جدران غرفة أسيل ، كانت نجد تركض بين الملخصات لإختبارها النهائي غدًا ، زفرت بغضّب تنطق : عجزت أفهم القاعدة ذي !
رفعت عيونها على أسيل اللي ساهية عنها وتقلب صفحات الكتاب بهدوء ، فرقعت إصبعها قدام وجه أسيل وسرعان ما فزّت تنطق بربكة : بسم الله شفيك !
رفعت نجد حاجبها تنطق بسخرية : أنتي اللي شفيك وين وصلتي !؟
بللت شفايفها تعدّل جلستها وتنطق : موجودة وش تبين ؟
مسكت رأسها بتعب تنطق : أنفجر رأسي والله والمصيبة ولا معلومة رسخت
أسيل : بالعكس مادة بكره تافهه صح كلامها كثير بس والله مويه
تكتفت نجد تنطق بحدة : دامها مويه أشرحي لي
زفرت أسيل ترفع شعرها وتشمر أكمامها ، قربت من الكتاب تنطق : بعطيك الزبدة
تقدمت نجد لها تنطق : ايه من أول الله يرضى لي عليك عطيني الزبدة والكبسة لو تبين
ضحكت أسيل تنطق : تافهه
بدأت تشرح لها كل جزئية ووش ممكن يجي منها ، متجاهلين وجود شجاع خلف الباب يسند ظهره عليه ويسمع حكي أخته مع حبيبة قلبه ، فزّ برعب من نطق مسعود بحدة : وش تسوي ياللي ما تنتخي !؟
وبالغلط ضغط على المقبض وأنفتح الباب وطاح شجاع على أرضية الغرفة ، رفعت رأسها بصدمة تسحب لحافها وترميه على نجد اللي شهقت بصدمة ، دخل مسعود للغرفة ونطق بحدة : الكلب ذا مـ..
صرخ من ضرب شجاع ساقه المصابة ينطق : أنطم جعلك المرض !
رفع عيونه على أسيل المصدومة ونطق : جيت أوصل لك كلام عمتي أم نجم
ميّلت رأسها بعدم فهم ونطقت : وش ؟
وقف شجاع ينفض ثوبه ويسحب مسعود اللي يبكي معه ، مشى يخرج ونطق قبل يقفل الباب : نسيت أربشني مسعود
قفله وراه وضحكت نجد بعلّو صوتها ، ألتفتت أسيل عليها ونطقت بحدة : أوف أكره أخواني يفشلون !
مسحت نجد دموعها تنطق : يا شيخه أحمدي ربك إن شجاع ومسعود أخوانك قسم بالله أقوى ميكس
ضحكت أسيل تنطق : مو مهم تعالي نكمل
غطّت نجد جسدها باللحاف تنطق : تحسبًا يعني
ضحكت أسيل تكمل شرح لها تحت إنصات نجد التام وتركيزها الشديد مع كل كلمة وحرف تنطق به أسيل ..
« الصالة »
رمى مسعود على الكنب وجلس بجانبه ، ألتفت عليه بصدمة ينطق : أنت ملعون ؟
زفر مسعود يمسح خشمه وينطق : إلا أنت وش تسوي عند البنات فوق وغرفنا تحت !!
زفر شجاع يمسح وجهه وينطق : أي بنات ؟ تقصد أختي وخطيبتي ؟!
طارت عيونه بصدمة ينطق : إيش !!
شجاع : وش إيش أنت لو تسمع علوم الرياجيل كان دريت وش أقصد
عدّل مسعود جلسته ينطق : أمانه خطبت أخت نجم !
شجاع : الله الله بس لا يطلع الحكى
رفع حاجبة بدهشة ينطق : ليه ؟
زفر شجاع ينطق : لأني خطبتها كلام بس والكلام دار بيني وبين عمي رماح يعني محد يعلم
مسعود : اها بس حتى ولو نجد ما تدري وأنت فازع لها الله يفشلك
رفع حاجبة بدهشة ينطق : مسعود أكسر رجلك تسمع ؟؟
رفع أياديه بمعنى الاستسلام ينطق : أتوب والله
زفر بغضّب يوقف ويتوجه لغرفته وهو يستغفر ، دخلها ونطق بغضّب قبل يقفل الباب : أنا ورا ما سويت سوات نجم وبنيت لي بيت وأفتكيت منكم !
ضرب الباب بغضّب وخرجت سهام بصدمة تنطق : هذا شجاع ؟!
هزّ مسعود رأسه بالإيجاب ينطق : الله يخلف عليك يمه أجل ذي آخرتها يبني بيت ويفتك مننا ؟
جلست بجانب صغيرها تمسح على شعره وتنطق : أعترف وش مسوي لأخوك ؟
رفع عيون البراءة بوجه أمه ينطق : أنا ؟ ما سويت شيء !
ميّلت شفايفها تنطق بسخرية : سعّودي ؟
ضحك بسخرية ينطق : بس نرفزته شوي وهو الله وكيلك نار معاد يبغى أحد يمزح معه !
ضحكت سهام تنطق : ولو يا ولدي يبقى كبيركم وشايفه تعاملك أنت وأسيل معه الله يصلحكم
مسعود : يا شيخه ينقلع
توسعت عيونها بصدمة تنطق : أنا شيخه ؟
فزّ مسعود ينطق بصدمة : شيخة الشيخات لبى وجهك !
عضّ شفايفه من حسّ بألم ورجع يجلس بهدوء ، ضحكت تضرب كتفه وتوقف راجعة لغرفتها ..
« الشمال ، قصر السيّاف »
نزل نظراته على شاشة جواله وزفر ينطق : يعني ؟
زفر عوض بغضّب ينطق : ما ظنتي تقدر عليها
ضحك حازم بسخرية ينطق : لأنك حمار يا ولد عُبود حمار لعبت عليك البنت وسويت لها كل اللي تبيه !
عضّ شفايفه بغضّب ينطق : بحاسبها على كل شيء والله لا لحاسبها !
حازم : ورني شلون بتأخذ حقك يا عوض عُبود حازم السيّاف !
نطق بإسمه كامل يذكره من يكون ، شّد على قبضته ينطق بحدة : قلت لها العواقب وخيمة وما صدقتني وأول العواقب روحها !!
وقف يغادر وقبل يخرج أستوقفه صوت جده اللي نطق بحدة وعيونه عليه : لا تنسى تسلم على الضابط نجم وتعلمه كيف نتعامل مع اللي يتعدون على حدودنا
هزً رأسه بالإيجاب ينطق : أبشر
خرج من عنده وزفر حازم يوقف وينطق : عُبود !
وقف عُبود لأبوه ينطق : سمّ
حازم : وصل سلامي لجابر ولد سرحان وقوله أحسن الله عزاه في مرته !
بلع عُبود ريقه ينطق بربكة : بس يا أبوي سرحان من جماعتنا..
قاطعه حازم من ضرب عصاته بالأرض ينطق بغضّب : خير ان شاءالله حاسبني أحسن !!
عُبود : ما قصدي يا أبوي بس لو يطلع طرف علم إن لنا يد باللي حصل بيقومون آل حمد جميع ضدك !
ضحك حازم ساخر ينطق : بيقومون علي وأنا شيخهم
عُبود : اللي ودك يا أبوي
مشى يغادر المكان ومشى حازم يجلس بمكانه ..
« المعسكر ، الحدود الشمالية »
وقف من سمع أصوات بالخارج ولاحظ صمت وهج المفاجىء ، زفر يرفع عيونه للباب وينطق : بنت أمير ؟
ضحكت بصدمة تقرأ المكتوب بالصور المرفقة لها والرسالة الموجودة قدامها « لا مهمة ولا خرابيط هذا هو تزوجني وتركك وأزيدك من الشعر بيت أنا حامل ، وننتظر مولودنا بإذن الله - غرور - » ، حسّت بحرارة دمها وهو يجري بعروقها ، عضّت شفايفها تفتح الصور وتكبر على إبتسامة غرور ، سحبت الصورة تثبتها على نجم والورد بيده ، كان يناديها لكن دون فايدة ، كانت عيونها تحترق قدام منظرهم مع بعضهم ، وكل ما تتذكر رسالة غرور تحترق زيادة ، من كثر ما هي تحس بالقهر باللحظة ذي تبخرت كل مشاعرها اللي تكنها له ، هي كانت بتفصح له بكل شيء وتتنازل عن الورقة بحكم إنها حبته وتبي تعيش معه حياة عادية سعيدة بسيطة ، وتبعد كل البعد عن الحقوق وأخذ الثأر لكن باللحظة هذي صارت ما تشوف غير الورقة قدامها ، وألزمت إنها بتنهي كل شيء مثل ما أنهى نجم مشاعرها له وبهالشكل القاسي ، قفلت اللابتوب وشّدت على فراشها تنطق : أتمنى ما تذوق السعادة بحياتك معها وعسى ربي يعوضني خير منك
توسعت عيونه بصدمة ينطق بحدة : عسى ماشر يا الدكتورة من اللي نكد عليك !
ضحكت بسخرية تنطق : تصدق وش كنت بعاتبك عنه
رفع سلاحه من بدأ يحسّ بالعدو يحاوطه ونطق بحذر : قولي وعاتبي لين يطيب خاطرك والله إننا حاضرين بس لا تقفلين وأنتي ضايقه
عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت بحدة : كنت بعاتبك لإنك ما مدحت الأحمر بملكتنا لكن الحين عرفت ليه كنت مستعجل بهذيك الليلة ذوقتني المُر وأوعدك لا تتجرع من نفس الكأس اللي ذوقتني
رفع حاجبة بدهشة ينطق : الضابط اللي ماسك مهمتي هو اللي عجلني بذيك الليلة ، وما نسيت أحمر جابني من اقصاي تبيني أنسى الأحمر اللي لبستيه بملكتنا ؟
أبتسم بخفه من تذكر الأبيات اللي كتبها لها وكان ينتظرها تسأل لأجل ينشدها لها بكل شعور لكن ما وصله صوتها وزفر ينطق : فيه أحد يحاوط خيمتي واللاسلكي بعيد مني تبين تسمعين الإشتباك بشكل مباشر ولا تقفلين لسلامة قلبك !
كانت ملقيه الجوال بعيد عنها وتجهش بالبكاء ، حزينة للمدى اللي آلت اليه الأمور وأنتهى كل شيء قبل يبدأ ، والأسوء من هذا كله هو النهاية القاسية لها ، خذلها وخانها وغدر فيها قبل تتجرأ تأخذ خطوة وحدة بدرب خذلانه ، شّدت على شعرها من غبائها وثقتها العمياء فيه ، كذبت أهلها وحمته خلف ظهرها من قسوة كلامهم والحين ذاقت مرارة أفعالها ، ما تدري بأي وجه تطلع لأهلها بعد اللي حصل وبعد ما أنتصرت غرور عليها شر هزيمة ، زفرت تمسح دموعها وتتذكر وعودها لنجد ، رفعت الجوال ونطقت بإبتسامة مكسورة : أوعدني آخر الوعود وآخر الحكي وقبل الختامية أوعدني تحضر تخرج أختك ولا تكسر قلبها بإنتظارك مثل ما سويت لي أوعدني تكون قد كلامك وتفرحها بشوفتك
ما كان عنده أي أدنى فكرة باللي قاعد يصير ولا هو بالموقف المناسب لأجل يفكك أحجية كلامها المبهم بالنسبة له ، زفر بقلة حيلة ينطق : وعدتها وقلت لها على خشمي أكون أول الحاضرين وأنا عند كلامي ووعودي ، الحين قولي لي وش بخاطرك يا عذبة الأطباع ؟
مسحت طرف خشمها تنطق بحسرة : ما بخاطري شيء طابت النفس وطاب الخاطر وطاح من عيني نجم ، كنت أراهن على نوره.
أغلقت المكالمة تحت صدمته وسرعان ما ألتفت بصدمة على الرجل الملثم واللي يكسيه السواد من رأسه لأخمص قدميه ، سحب سلاحه لكنه تأخر وسرعان ما أردي على الأرض مصاب ، تقدم الرجل نفسه ورفع السلاح على رأس نجم ينطق : آخر كلام ؟
شّد على إصابة كتفه وزفر ينطق بحدة : من أنت !
سحب اللثام من وجهه وأبتسم ينطق : كابوسك
توسعت عيونه على مصرعيها من لمح وجه عوض وسرعان ما فقد وعيه بسبب ضربة السلاح بوجهه ..
« غرفة وهج »
رمت جوالها بغضّب ووقفت تتوجه للشرفة ، فتحت الستار وخرجت من غرفتها ، ضربت سور الشرفة بغضّب وأطلقت العنان لصرخاتها المقهورة ، رفعت عيونها على الحوش تتذكر وقت شافها بالروب وهو ينزل الهدايا من سيارته ، قطرت دموع الحسرة على وجنتيها تحرقها حرق ، زفرت بتعب من أرهقت روحها بالتفكير فيه ، بالرغم من غضبّها ما زال آخر كلامه شاغل بالها ، إنه محاصر واللاسلكي وأي كان ما قال مو قريب منه ، شّدت على قبضتها تنطق بحدة : تمنى الموت قبل تضطر تواجهني وورقة أملاك جدك كاملة اللي يعود أصلها لجدي بيدي !
زفرت حرارة أنفاسها تسمح للأكسجين يجدد روحها ، بهالليلة ولدت إنسانه مختلفة تمامًا ، إنسانه تتوهج نيرانها وبدورها تحرق كل من يواجهها ، تتنفس للإنتقام وتتجه اليه فورًا ، توجهت للداخل وتركت شرفتها مفتوحة ، ارتمت بأحضان فراشها تستسلم للنوم وتتهرب من واقعها المُر وما عاشته من قساوة في دنيا أحلامها ..
« على أطراف المعسكر ، الحدود الشمالية فجرًا »
فتح عيونه بصعوبة بالغة وسرعان ما أقشعر بدنه أثر الماء البارد اللي أنسكب عليه ، كح يخرج الدماء من بلعومه ويرفع عيونه بحدة على اللي يتواجد أمامه ، أبتسم عوض ينطق بسخرية : صح النوم حضرة الضابط
ميّل رأسه بسخرية ينطق : لو إنك بعدتني عن المعسكر وأخذت راحتك
ضحك عوض بصدمة ينطق : وش أفهم من كلامك !
بصق أمام عوض ونطق ساخر : لا تلعب دور البطل بمكاني
أطلق صافراته وضحك عوض ينطق : وش تخبي يا ضابط ؟
أبتسم بخفه ينطق : عليك به يا ولدي
ألتفت عوض على جراح اللي يركض إتجاهه ، هجم على وجهه وأطلق نجم صافرته الثانية وسرعان ما خرجوا القناصين وركضوا العساكر من المعسكر يتجهون لجهة الصافرة ، توسعت عيون عُدي بصدمة يركض تجاه نجم ، سحب السكين يفك عقدة الحبل من يدين ورجول نجم اللي وقف ينفض بدلته وينثر شعره من الماء ، عضّ شفايفه من ألم كتفه وأبتسم بخفه يضرب تحية لعُدي اللي بدوره فزّ يرفع تحيته لقائده ، توجه نمر للمكان خلف المعسكر وسرعان ما صرخ من شاف الليزر على رأس نجم ، ألتفت نجم عليه بصدمة وركض نمر يرمي نفسه على نجم وبالفعل إخترقت الرصاصة جسده ، توجهت جميع الأسلحة للمكان اللي أنطلقت منه الرصاصة وسرعان ما ألتفت نجم على جهة عوض اللي بدوره أختفى تمامًا ، شّد على إصابته بغضّب ينطق : إنسحاب آمر للجميع ، إنسحاب !
رجعوا جميع العساكر وزفر ينحني لنمر وينطق : وش جنيت على نفسك يا أبو سعود !
أبتسم نمر بألم ينطق بهدوء نبرته : والله ما يمسونك يا أبو رماح ورأسي حيّ !
رفع عيونه للعسكر بقهر وضيق ينطق بحدة : أطلبوا إسعاف وبلغوهم بإصابة العقيد نمر بن سعود الصميل !
ركض عُدي للخيمة ورفع اللاسلكي يبلغ جميع الوحدات الموجودة ، مسك نجم ذراع نمر ينطق : تحمل وأنا أخوك
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : أنا طيب..
أنقطع صوته من فزّ يكح دم ، صرخ نجم ينطق : يا الجارح !!
ركض عُدي له ينطق : بلغت يا سيدي والوحدات بطريقها لنا والإسعاف معهم !
زفر يثبت يده على مكان إصابة نمر ويضغط على الجرح لأجل يمنع النزيف ، رفع عيونه بصدمة على الليزر اللي تثبت على صدره وألتفت على عُدي اللي ركض ، ترك جسد نمر ورفع قدمه يرفس عُدي ويبعده ، أنطلقت الرصاصة وأخترقت ساقه ، طار بعيد عن جسد نمر وانضرب رأسه بأحد الصخور المدفونه تحت الرمال ، غمض عيونه وفتحها على بزوغ الفجر وإشراقة الشمس ، وفقدان النجوم لتوهجها مثل فقدانه لوعيه بعد ثواني معدودة ..
« قصر مترك ، صباحًا »
نزلت تخطي خطواتها مع الدرج وهي تعدل اللابكوت حقها وتلبسه ، زفرت تنطق بهدوء نبرتها : صباح الخير
ألتفتوا جميعهم من على الطاولة للي تعطيهم ظهرها وتتوجه للمطبخ ، ميّلت هنادي رأسها تنطق : صباح النور وهج ؟
دخلت المطبخ وسحبت أكياس الشاهي الأخضر ، سخنتها بمويه وثبتتها على عيونها ، تحسّ بدفء الأكياس على عيونها وهي ماهي بحاجة الدفء أبدًا ، هي تشتعل ولا يمكن تخمد نيرانها إلا بحالة وحدة واللي تكون إنتصارها على نجم ورؤيتها لملامحه الذابله
...
انتهى البارت ادعموني بنجمة وكومنت عشان اتحفز اكملكم 🤎

يانجمٍ وهج في حلّة سهيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن