« ٤٣ »

56.7K 1.6K 276
                                        

-
مسك صدره بصدمة ينطق : والله ما أستبعد تجيني بخبر وهج على هالخرجات !
ضحك أمير يرفع كفوفه وينطق : يارب ماني والله كارهه من خبر
زفر مترك يعدّل نظارته يكمل شغله ، أبتسم أمير يخرج من عنده يقفل الباب خلفه ، دخل الصاله يجلس قبّال هنادي اللي نطقت بفرحة : وهج أرسلت بالقروب
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : أرسلت شنو ؟
رفعت هنادي عيونها له تنطق : شوف بنفسك
سحب جواله من جيبه يفتحه ، دخل الواتس وعلى قروبهم ضغط ، أبتسم بوسع ثغره من قرأ دعوة زواج آخر عناقيد بناته وأغلاهم ، رفع عيونه على هنادي اللي كانت واقفه مغطيه بيدها ثغرها وعيونها تتلألأ بدموعها ، تقدم لها يحتضّنها يغمض عيونه ، أنهارت هنادي تبكي لكن هالمره كانت دموع فرحة عظيمه تسكُن أعماقها ، حاوطت ظهره وأبتسم يغمض عيونه يقبّل كتفها ينطق : الحمدلله اللي بلغنا ما نحُب في من نحُب ، الحمدلله
هزّت رأسها تمسح دموعها ، زفرت تبعد عنه تنفض يدينها وتنطق بجدية : الزواج بعد أسبوع من الان بتصل عليها عشان  أخلص أغراضها معها أكيد إنها ضايعه والوقت قصير
أبتسم يسحبها لحضّنه يقبّل جبينها ينطق : نسيتي إنك خلصتي كل شيء معها بالوقت اللي كانت تنتظر فيه خبر من نجم إذا خلص الحلّة ولا أنا غلطان ؟
دفعته عنها تنطق بسخرية : بس التجهيزات اللي أقصدها تختلف عن تجهيزاتها كعروس
رفع حاجبة بدهشة ينطق : بالله ؟ أجل أنسحب وعساكم على القوه
مسكت جوالها تتصل على وهج وعيونها على أمير اللي خرج من عندها لخارج القصر ..
« حلّة سهيل ، بعد الظهر »
رفعت الصينيه تشيلها وتخرج من المجلس ، زفرت من الهدوء اللي يعتري المكان تتوجه لداخل البيت ، توجهت للمطبخ تنزل الصينيه فيه وتتقدم للمغسله ، شغلت الماء وبدأت تغسل صحون الفطور كامله ومن أنتهت نشرتها على منشفه نظيفه ، مسحت أطراف الرخام من الماء ومسحت يدينها تخرج من المطبخ ، أبتسمت من شافته عند باب المدخل وسرعان ما نزلت نظراتها على إتصال ليلى ، زفرت ترفع جوالها ترد على المكالمة ، فزّت ليلى تنطق بصوت عالي : ما بغيتي !
توسعت عيونها من إنفعال صديقتها تنطق : شدعوه الحين دقيتي
صرخت ليلى فيها تنطق : الحين ؟؟ لي ساعه أدق وينك بسرعه ؟
وهج : أجل المكان مافيه إرسال ، ببيت أهل زوجي ليه ؟
ألتفت لها علطول من نطقت بمسمى كان ينتظرها تقوله للعلن ، تنحنح يبتسم على جنب يصدّ عنها ، زفرت تجلس على الكنبه الموجودة قدامها تنطق : شفيك معصبه صاير شيء ؟
ليلى : ايوه يا حبيبتي بعد شوي بيجيني خطّاب وأبغاك معي مثل كنت أنا معك
ميّلت شفايفها لثواني تنطق : من وين طلعوا هالخطّاب ؟
زفرت ليلى تنطق بحدة : وأنا وش عرفني تعالي وبس
وهج : أنا بعيده عن الرياض متى بيوصلون ؟
ليلى : يعني على العصر يمكن
وقفت تنفض لبسها من الغبار تنطق : أوف ليلو دايم أوقاتك غلط وتعلميني بأشياء مهمة بالوقت بدل ضايع
أبتسمت ليلى بقلق تنطق : بتجين ؟
وهج : طبعًا قفلي بسرعه وجهزي لي لبس من عندك ما يمديني أروح لبيتنا
آشرت على عيونها تدعّي إن وهج تشوفها تنطق بفرحة : من عيوني أجهز لك أحلى فستان يا شيخه !
ضحكت تبعد جوالها من قفلت ليلى ، فزّت من لامست يدها هيئة شخص خلفها ، أبتسم ينطق بتساؤل : لمن الضحكات ذي كلها ؟
زفرت تبعد شعرها عن وجهها وتنطق بغضّب : بتتسبب بآفتي يوم من الأيام أبغى أعرف ما تقدر تطلع صوت وأنت جاي ؟!
تقدم بخطوات ثابتة ، مشيه تدربّ عليها معظم حياته كعسكري ، وقف ينحني لها يقبّل وجنتها ينطق بهدوء نبرته : أنا أسف وجعل الموت يا عذب الطباع لا من نواك ينساق لي
زفرت تحاوط رقبته تنطق بصوت خافت : عمرك طويل
حاوط خصرها يقبّل عنقها وينطق بالقرب منها : بجانبك اللهم امين
أبتسمت بخجل تشّد على أكتافه العريضه ، أبعد عنها ينطق : أنا طالع وين تبين أنزلك ؟
وهج : تقدر تنزلني على طريقك عند صاحبتي اليوم خطبتها
رفع حاجبة ينطق بفضول : من هي صاحبتك ؟
وهج : صاحبة الروح والعمر
تقدمت له تدفع بكوعها تنطق بنبرة غاضّبه : وما يخصك
ركضت تبعد عنه وأبتسم ينطق : أنا في موتري عجلي وبنتفاهم على موضوع صاحبتك
خرج من بيت أهله يتوجه للمزرعه حيث ما وقفت وهج موتره سابقًا ، فتح الباب يركب موتره ينتظرها فيه ..
« بأحد شوارع الرياض ، الرابعه عصرًا »
خرج من المغسله يحمل الثياب على كتفه ، زفر من شدة الحرّ يفتح باب الراكب ينطق بغضّب : متأكد إنها إرشادات الدكتور ولا أنت قاعد تستغلني ؟
ألتفت نمر على عُدي ينطق : افا أنا أستغلك ؟ أعوذ بالله
ميّل رأسه بشّك ينطق : نقول ان شاءالله ، أمسك ثوبك
مدّ نمر ذراعه يأخذ ثوبه ويفتح الباب ، نزل يلبسه ويحطّ شماغه على كتفه ، زفر ينطق بربكة : تتوقع نجم يسحب علينا ؟
ألتفت من لاحظ صمت عُدي وسرعان ما فزّ من رماه بالعقال ، رجع بخطواته ينطق بصدمة : لعنبو غيرك وش جاك !
قفل عُدي الباب بقوة يتوجه له ، ركض نمر خلف موتره يعاكس إتجاه عُدي ، انحنى يأخذ عقاله من الأرض ورفع عينه على نمر اللي يوزي عمره على خلفية موتره ، وقف يصرخ فيه ينطق بغضّب : أجل الدكتور يقولك لا تطلع فالشمس ؟؟
ضحك نمر ينطق بسخرية : المصيبه إنك صدقتني وأنا أسوق بك في ذي الشموس
زفر ينظف عقاله وينطق بحدة : الشرهه علي جاي معك
تقدم نمر له يقبّل خشمه وينطق : عاد لا تصير زعول أنا متهاوش مع العامل حق المغسله عشان كذا نزلتك بدالي
لبس عقاله ينطق بجدية : لا تحسبني بصدقك خلاص الثقه تزعزعت يا مصاص الدماء
وقف نمر بمحله يفكر بمعنى الكلمه اللي قالها عُدي ، ضحك بسخرية يتوجه لباب الراكب وينطق : أجل ممنوع تطلع فالشموس يخرب بيتك والكذبه ويخرب بيت مخي اللي صدقها
أنفجر نمر يضحك من أستوعب كلمة عُدي ينطق : يخرب بيتك صدق وش مصاص دماءه كيف جبتها ذي !
ضحك عُدي يركب الموتر وتقدم نمر يركب بمحله ، قفلوا الأبواب وشغل الموتر يتوجه لبيت صالح ..
« بمنتصف الطريق ، موتر نجم »
ألتفت عليها من شافها مشغوله على جوالها ، سمع صوت دفع البطاقه أكثر من مره ولا زال يسمع الصوت يتكرر ، زفرت وهج اللي تصبّ كامل تركيزها على إنتقائها للهدايا ، تردد بأصدق الدعوات لصاحبتها وإن هالخطبّه تتم على خير ، رفعت عيونها من ثبت كفه على فخذها ينطق : ما عهدت بذا الهدوء ، وش مشغلك عني ؟
أبتسمت تثبت كفها فوق كفه تنطق : جالسه أطلب هدايا لها عيب أدخل عليها ويديني فاضيه
نجم : حلو يعني واثقه إني بوديك لها ؟
رفعت حاجبها تنطق بجدية : هالموضوع مفروض خالصين منه
نجم : حاضر وتحت آمرك
أبتسمت تترك كفه ترفع جوالها ، تكمل ما كانت منشغله فيه ، ألتفت على جواله يترك فخذها ، يرفعه له وزفر من شافها مرسله اللوكيشن له ، ألتفتت عليه وسرعان ما ضحكت من شافت تعابير وجهه تنطق : هيا لا تأخرني
آشر على خشمه بدون ما ينبس ببنت شفه ، شغل اللوكيشن يمشي عليه بدون ما يعرفون إنهم متوجهين لنفس الوجهه ، بحكم إن الخطبّة ببيت أبو ليلى ما ميّزه نجم وبالنسبه لوهج ما كانت تدري وين وجهة نجم ..
« بيت هزاع آل جراح ، السطح »
رفعت طرف قميصها تطلع الدرج وسرعان ما وقفت من شافت غرور ، جالسه بنفس مكانها اللي أعتادت عليه ، تبكي بصمت تتأمل البرّ اللي يحفّهم برماله من كل جانب ، الشمس على وشك الغروب ، شعرها يلاعبّه الهبوب ودموعها تصبّ بدون توقف ، داست بقدمها على غصن جاف وزفرت تغمض عيونها ، رفعت غرور رأسها لشمايل الواقفه عند الدرج تمسح دموعها بعجلة وتنطق : هلا شوشو ؟
زفرت بغضّب تشتم نفسها من فكرت تطلع السطح وتشتم الغصن اللي فضح وجودها ، عطّتها ظهرها بدون أي صوت تنطق بتوتر : أنا بنزل وأحسن لك ما تطولين تعرفين وقت المغرب ماهو بزيّن
أبتسمت من لاحظت توتر شمايل تنطق : تعالي نسولف شوي ، إذا ودك طبعًا
شّدت على قميصها تنطق : أكيد
مشت لها تجلس بجانبها ، ضحكت غرور بخفه تمسح دمعه تمردّت عليها تنطق : كل يوم أجي هنا وأتذكر كيف خسرت أمي بنفس المكان ونفس الوقت وأتحسف على كل شيء وتنزل دموع الحسره بدون شعور
زفرت تنطق بجدية : ترحمي عليها يا غرور البكاء ما بيفيدك ولا بيفيدها
غرور : الله يرحمها ويغفرلها ويسكنها الفردوس الأعلى
شمايل : اللهم امين
زفرت غرور تمسح دموعها وتنطق بفضول : إلا بسألك وش تسوين هنا ؟
ألتفتت شمايل عليها تنطق : أنشغل تفكيري بسالفه أحمد
أبتسمت غرور تنطق : العريـ..
أنقطع صوتها من سمعت صوته ، صدى بداخل صدرها وسرعان ما فزّت توقف تبغى تأكد إنها فعلاً سمعت صوته ، ماهو خيال ولا هي حالة جنون ، وقف العالم فيها من شافته مقبل صوب خوالها ويدينه محملّه بمعونة الإنتظار والإختفاء اللي حصل له ، أبوها بشحمه ولحمه واقف قدام عيونها ، متغير عليها لكنها تميزه عن مليون مخلوق ، الشيّب يملأ لحيته اللي أصبحت شبه طويله عن آخر عهدها به ، رفعت طرف ثوبها تركض مع الدرج تنزل له ، ما عاد حسبت حساب لفكرة وجود عيال خوالها فاللحظه ذي ما بيوقفها عن إنها توصله إلا الموت وحده ، طارت شيلتها من ضرب الهواء وجهها وصرخت تعتزي بإسمه : تكفى يا جابر !
ألتفت على صوتها مصدوم ، هو ما أنتهى من الموضوع اللي يتكلم فيه مع رجال سهيل وسهيل برأسه ، كان يعتذر ويطلب منهم السماح والمعذره ، كانت وجيههم ما تبشره بشيء لكن خروجها من العدم أنقذه ، بنته ووحيدته تسكن بينهم والواجب عليهم يتركونه يتصرف فيها باللي يبغاه ولا يحرمونه منها ، وهذا اللي حصل بعد ما آشر سهيل لأولاده يبعدون عن طريقه ، وبالفعل رجعوا مسلط وعبدالكريم من وجه جابر اللي ترك الأغراض من يدينه يمدّها لغرور اللي أرتمت بأحضانه ، تستنشق ريحته وتزيد من لهيب صدرها ، تبكي حسره على فعايله تجاهها بعد وفاة أمها وتنهار شوق له ولصوته وحكاويه ، فالنهاية هو أبوها وآخر بقايا أهلها ، همس بأذنها ينطق بهدوء نبرته : لبيه ياعزوة جابر ورأس ماله وغناته عن الدنيا وما فيها
شّدت عليه تنطق بحسرة وصوتها اللي تلاشى من كثرة البكاء والنوح : تكفى يا جابر خليتني عقب الجماعة وحيدة !
عضّ شفايفه متحسف لكن ما كان بيدينه حيله ، هو هرب من عوض وجماعته بصعوبه ، خرج من الشمال مع باص مقيمين ووصل الرياض من أسبوعين ، سأل عن آل جراح لأنه ما توقع إن الحلّة بتقوم بعد الحريق المهيب اللي صابها ، قضى نهاره وليله وهو يحاول بشتى الطرق يوصلها ، وده يعلمها باللي حصل وإنه ما تركها متعمد ، أنجبر جابر على أشياء وكان على بعد شعره من إنه يتهم بحرق الحلّة ووقتها إما يلاقي حتفه بالسجون أو من رجال سهيل بن هزاع ، زفر يمسح على ظهرها وأستنكر هدوءها المفاجئ ، أبعد وسرعان ما صابته الدهشة من شافها نايمه بحضّنه ، دليل إنها مشتاقه بالحيل لنومه بحضّنه وبنفس الوضعيه اللي عودها عليها حياتها كلها ، رفع عيونه على خوال بنته ، رؤيته أصبحت ضبابية من كثره الدموع ، رفع رماح طرف ثوبه ينطق بحدة : ما فينا خير كان بعدناها عن أبوها بعد اللي شفناه ولو إن فعايله تسود الوجه بس غرور مالها ذنب وأنا خالها !
ألتفت على سهيل اللي نطق بهدوء نبرته وهو يشّد على عصاته : مروان خذوا الأغراض من الرجال دخلوها المطبخ وأنت يا جابر خلك مع بنتك ولا منها شبعت منك أنا فالمجلس أنتظرك يا أبوك
شّد بقبضة أصابعه على التراب من سمع كلمة سهيل الأخيرة ، زاحت حملٍ ثقيل على صدره ، أبتسم يدفن وجهه بشعر بنته اللي أرتخت يدينها وأنتظم نفسها ، حاوطها زين يرفعها وسرعان ما تقدم مروان يقبّل رأس عمه وينطق : عنك يا عمي
أبتسم جابر ينطق : الله يرضى عليك يا ولدي
رفعها مروان بين يدينه ينطق : بتجي أحطها بمجلس الحريم ؟
هزّ جابر رأسه بالنفي ينطق : حطها في فراشها أنا بجيها الليله بروح لجدك أتعالم أنا وياه
مشى مروان يحملها لفراشها وزفر جابر ينفض ملابسه من التراب ، رفع رأسه على أحمد اللي تقدم من عند السيارات البيت ، بيدينه أغراض للبيت وسرعان ما أبتسم بصدمة ينطق : حيو أبو سرحان وين الناس !
أبتسم بخفه ينطق : هلابك يا أبو سهيل
تقدم أحمد يسلم عليه وأبتعد ينطق : وينك فيه يا رجال لا حس ولا خبر حتى عزاء..
قاطعه جابر من نطق : تعال المجلس وأعلمكم وين كنت ووش حصل فيني
أحمد : طيب أسبقني
مشى جابر وزفر أحمد ينطق بتساؤل : أنا جبت طماط معي ؟
رفع أكتافه يكمل خطواته للبيت على خروج مروان ، لفّ مروان يمين وقابله أحمد ورجع للشمال وتبعه أحمد ، زفر  ينطق بحدة : حميد وخر
رفع حاجبة ينطق بحدة : أشوف ما طرى لك تقول عنك يا عمي ولا المخفه ذي كلها عشان جابر أبو مرتك !
ضحك ينطق بسخرية : أقول وخر
مشى يتخطى أحمد اللي نطق بصدمة : وجع يوجعك !
زفر يدخل للبيت ينزل الأغراض عند الباب وينطق : يا ولد دخلوا الأغراض
تقدمت أسيل وزفرت تدخل للغرفة ، مسك شماغه ينزله على كتفه وينطق بحسرة : وصمخ ماتسمعين ؟
زفر يخرج من البيت ينطق بقهر : يا ربي وش ذول وليه أنا عمهم !
رفع عينه على شجاع اللي رفع يدينه يأذن المغرب ، لفّ يغير وجهته للمغاسل لأجل يلحق الصلاه وبالفعل خرجوا الرجال كلهم يأدون صلاة المغرب جماعة ..
« قدام باب بيت صالح »
وقف نجم موتره وزفرت وهج تنزل بعجلة ، ألتفتت عليه من نطق قبل تقفل الباب : أنتبهي لنفسك إذا خلصتي دقي علي
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : تمام باي حبيبي
قفلت الباب وركضت تدخل البيت ، بلع ريقه يرفع عينه عن الباب من أختفت تدخل للداخل ، رفع كفه يفكّ أول أزرار ثوبه ينطق بهدوء نبرته : هي قالت حبيبي ؟
فزّ مفجوع وضرب بيده البوري يطرق فالشارع ، ضحك عُدي اللي ضرب شباك نجم بيده ينطق : بسم الله عليك يا طويل العمر !
مسك صدره يحلفّ إن قلبه بينفجر من شدة الخوف اللي شعر به بهاللحظه ، ألتفت وفزّ عُدي من لاحظ لون وجه نجم اللي تغير وأصبح شاحب مُصفر ، فتح الباب ينطق بصدمة : أعوذ بالله من الشيطان ، نجم أنت طيّب ؟!
دفعه بكل قوته عنه ينطق : وخر مني الله لا يبارك فيك وخر !
ركض نمر اللي كان مشغول يلبس بشته لهم ينطق بتساؤل : وش السالفه ؟
ألتفت على نجم اللي نطق : عطني شيء حالي عجل !
نمر : أصبر معي حلويات جبتها معي بجيب لك وحده
ركض راجع لموتره وزفر عُدي ينطق : والله ما ظنيت إنك تهوجس حسبتك مركز معي أعتذر منك يا طويل العمر
لفّ بجسده يطفي موتر وينزل منه ، مدّ نمر قطعة الشوكولاته لنجم اللي خذاها يمضغها ، ألتفت على عُدي ينطق : وش مسوي له يا ملحوس ؟
عُدي : ضربت شباكه ولعلي فجعته وما قصر طير عقلي معه
تخصر نمر ينطق بضيق : ياليل يعني أعطيك حلاو بعد يا عيال فشله أدخل والتوزيعات ناقصه أنا باليالله غطيت حقت أبو رماح
ضحك نجم يصدّ عنهم وأبتسم عُدي ينطق : أنا أحبك يا أبو سعود تدري ولا ما تدري ؟
رفع نمر حاجبة يحتضّن التوزيعات ينطق : والله ما تشمها
أنفجر نجم يضحك وضحك عُدي ينطق : ما أبغاها يا أخوي مقصدي عشانك ضحكته
ألتفت نمر على نجم ينطق : دوم يا رفيقي دخلنا ؟
مسح ثغره من بقايا الحلى ينطق : وين ندخل إلا ما علمتوني وش تسوون هنا ؟
آشر نمر على البيت ينطق : هذا البيت علامك ؟
ألتفت على البيت يبتسم على جنب ينطق : بالله ؟
نمر : الله الله دخلنا ؟
عدّل وقفته وثوبه ينطق بصوته العالي : اي بالله دخلنا
مشى قبلهم مبسوط يباهي بخبر وجودها معه بنفس المكان ، رفع جواله يكتب لها رسالة يقول فيها : ما يحتاج تدقين يا قلب حبيبك
أبتسم يرسلها ويقفل جواله من وقف قدام الباب ، ألتفت على نمر ينطق : من بعدك يا عريس
زفر نمر ينطق بسخرية : أشوى قلتها حسبتك بتقبل عليهم قبلي من الفرحة وش جاك ؟
أبتسم عُدي يكبح ضحكته وينطق بسخرية : الله يسامحني ما سويت فيه خير بالفجعه اللي قبل شوي
ضحك نمر ينطق : ووقت مغرب تعال نقرأ عليه تعال
رفع حاجبة بدهشة ينطق : زوجتي هنا توني وصلتها على أساس خطبة صاحبتها
طارت عيون نمر ينطق بصدمة : سألتك بالله !!
ميّل عُدي رأسه بعدم فهم ينطق : لحظة يعني ماخذين خويات وأنتم أخوياء هلابي يا جوكم !
ضحك نجم ينطق : صدفه ذلحين دريت
نمر : يا لبيه يا أبو رماح الله يتمم بس ونسافر شهر العسل سوا
زفر نجم يدق الباب وينطق : لا الله لا يقوله فكنا يا أخوي
ضحك عُدي وزفر نمر يلتفت على الشايب اللي فتح الباب ، بس ما هو مثل الشيبان اللي تعودوا ثلاثتهم عليهم ، شايب شعره يوصل أسفل شحمة أذنه ، مثبته بجل شعر ومشمّر أكمامه ، لابس ساعة وإسواره بيدينه ، أبتسم لهم ينطق : أهلاً وسهلاً
تنحنح نجم ينطق بصوت خافت : أنا أشوف نهوّن
ضحك عُدي من خلفهم ينطق : بتناسب ذا يا النمر ؟
زفر نمر ينطق بإبتسامة مكلفه : هلا وسهلا يا عم
أبتسم صالح ينطق : تفضلوا
دخل يسبقهم وألتفت نمر على أخوياه ينطق : لا أسمع نفس خاطري فالبنت مابتزوج أبوها !
ضحك نجم بسخرية ينطق : أجل زهبّ عمرك بتسمع أهلاً وسهلاً حياتك كلها ولا تنسى صوت إسوارته وريحة البلاء اللي في رأسه
أنفجر عُدي يضحك وزفر نمر اللي كان هو بذاته مصدوم ، توجهوا للمجلس ودخلوا ، أبتسم لهم ينطق : وين العريس فيكم ماشاءالله كلكم عرسان
ألتفت له نجم وسرعان ما طارت عيونه من شاف صالح يبتسم له ، ضربّ ظهر نمر ينطق : هذا العريس !
كحّ نمر بصدمة ينطق بهمس : وجع !
نجم : نظرات نسيبك ما تطمن
ضحك عُدي يصدّ عنهم وأبتسم نمر ينطق : أنا يا أبو—
سكت لثواني وأبتسم صالح ينطق : أبو رسيل يقولوا لي ، أنت نمر ؟
هزّ نمر رأسه بالإيجاب ينطق : ماهو بواضح من النمر فيّنا ؟
ضحك صالح ينطق : كلكم ماشاءالله مين جايب معاك عرفني عليهم يا ولدي
نمر : هذول طال عمرك أخواني اللي ما جابتهم أمي ، نجم بن رماح وعُدي بن ناجي
صالح : أهلاً وسهلاً تشرفت فيكم
بلل شفايفه يفتّل شاربه وينطق : نسيبك ما يعرف يقول ونعم ؟
ألتفت نمر على نجم ينطق بهمس : يازينك ساكت
رفع كفوفه ينطق بسخرية : ما قلنا شيء
صالح : تشربوا حاجه ؟
نمر : الله يكثر خيرك
أبتسم صالح ينطق : وخيرك يا ولدي بس أي حاجه ماء شاهي أخضر عصير ؟
ألتفت عُدي بصدمة على نجم اللي صادّ بوجهه ويتأمل الحوش ، وبلحظة أدرك فيها نجم اللي سمعته أذانيه ألتفت بصدمة على عُدي ، مسح نمر وجهه ينطق : يعطيك العافيه ما ودنا نطول عليك لكن بقول كم شغله قبل أمشي
صالح : تفضل
نمر : أنا نمر بن سعود الصميل ضابط في القوات المسلحة ، عايش لحالي أبوي متوفي الله يرحمه وأمي تسكن مع أهل رجلها ، جيت أطلب بنتك ليلى على شرع الله وسنة رسوله عرفتها فالمستشفى يوم كنت مصاب بعد مهمة وأنا يا عمي مشى العمر فيني وأنا وحيد بين جدران بيتي وما جيتك ودقيت بابك إلا عشاني أبغاها وشاريها
أبتسم صالح ينطق : الله يرحمه وعطني وقت يا ولدي ونرد لك خبر ان شاءالله ، بس بسألك
نمر : سمّ ؟
صالح : ما تبغى تشوفها ؟
تنحنح نمر ينطق بهدوء نبرته : سلومنا يا أبو رسيل ما نشوف البنت إلا بيوم الزواج لكن إن كان ودك فعزّ الله مانيب كاره
أبتسم صالح بربكة ينطق : ما فهمت تبغى ولا لا ؟
ضحكوا نمر وعُدي وأبتسم نجم ينطق : يبغى ومتشفق بعد
صالح : أجل تعال معاي
وقف نمر وألتفت عليهم قبل يخرج ، زفر يهمس لهم : أشكركم والصمله
نجم : والله عشان خاطرك يا أبو سعود ولا الودّ ودّي أفتك رقبته ذا الناعم
ضحك ينطق بسخرية : حدّك على نسيبي
زفر نجم يرفع عقاله وأبتسم نمر ينطق بجدية : أتوب
خرج من عندهم وألتفت على عُدي اللي نطق : قسم بالله مصدوم لأبعد حد حتى قهوة وشاهي ماهو بمجهزها لضيفانه !
نجم : أبو ناجي صاحي أنت لا تنتظر الكرم وسلوم الرجال من غير الرجال ووالله عشان أبو سعود وخاطره فالبنت ولا كان تليته مع أذنه وزوجته من بناتنا إما أنت أبشر بالعشاء ذا الليل عند الشايب
عُدي : الله يصلحه ويتمم له ويبني بيته على طاعته
نجم : امين
رفع عينه على حوش البيت الواسع ، هو من فتره طويله صار يتأمل البيوت بمختلف أشكالها وطريقة بناء أحواشها ، ناوي يشتري بيت بالرياض قبل زواجه ويترك الأثاث على وهج لأنه ما يثق بذوقه إذا يناسب ذوقها أو لا ، ألتفت على عُدي يكمل سوالف معه بالفتره اللي ينتظرون فيها نمر يرجع عشان يمشون ..
« بيت هزاع آل جراح ، المجلس »
تقدم جابر يجلس بجانب عبدالكريم يرفع عينه على سهيل اللي نطق : وين كنت غاطس يا جابر ؟
زفر بضيق ينطق : عوض اللي أحرق مزرعتك هو واحد من جماعتنا وأعرفه وأعرف أهله ، عرف إني مناسبكم وخذاني عشان أعترف إن مترك الساير هو اللي أحرق مكانكم
أبتسم رماح ينطق : ماشاءالله تقولي كيف تصرفت مع ذا كله ؟ لأن اللي قاله عوض فالتحقيق يختلف عن كلامك ولا تحسبني غافل عنك
شّد جابر على كفوفه ينطق بجدية : كان يبيني أتلبس التهمة عنه وأقول للشرطة أنا اللي أحرقت المزرعة وفالفتره ذيك ما كانت علاقتي معكم مثل أول وكنت ليل نهار متمشكل مع نجلاء عشان كذا سافرت للشمال وصار ذا كله
رماح : كمل يا جابر كمل
زفر ينطق بحدة : وأنا على خبري إن علاقتكم مع الساير ماهي بزيّنه والمشاكل والقضايا واجد بينكم وأول أسم طرى علي هو مترك عشان كذا عطيته عوض لأجل يتركني !
زفر سهيل يضربّ عصاه على الأرض ، رفع عينه على جابر ينطق بحدة : وأنت وش لزومك في اللي بيننا وبين ولد مقرن ولعلمك مترك أقرب لي بالدم منك !
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : شلون ؟
تقدم رماح يهدي من عصبية سهيل اللي أشتعلت فجأة ، ألتفت على عبدالكريم اللي نطق : مترك ولد عمة أبوي اللي يصير ولد خاله
توسعت عيونه بصدمة ينطق : ووش سالفة الزعل والعتاب ورفع القضايا دامه قريب له كذا !
عبدالكريم : مصّر يعني توه يقولك وش لزومك ؟
زفر يصدّ عن عبدالكريم يوقف بطوله وينطق : أنا جيت عشان بنتي قبل أجي عشانكم ما عاد بيننا قُرب ولا كلمة نسايب حتى لو ما أعتذرت وجبت معي معونه وأغراض ما بينقص مني شيء لكني قدرت العشرة والعيش اللي بيننا وجيتكم أعتذر عن كل سلوك غير مقبول مني وأبيكم تسامحوني وتعذروني لأني ما تقصدت ولا شيء من اللي حصل كلها جات مع حسايف الزمن وأنا سايرتها ، بأخذ بنتي وأمشي ودعناكم الله
ضحك باسل ينطق بسخرية : على وين تأخذها البنت بنتنا ومرت ولدنا ولا عادها على ذمتك إذا نسيت !
جابر : ما يخالف يطلقها ولدكم أنا ما بطلع من ذا المحل إلا وبنتي معي
تنحنح مروان يوقف على رجوله ينطق بصدمة : تعوذ من إبليس يا عم !
زفر جابر ينطق بجدية : متعوذ منه قبل أشوفكم بنتي تطلقها بالطيّب قبل تشرق شمس بكره ولا بالغصب أجرك للمحاكم
دارت الدنيا بمروان يبلع ريقه من حسّ إن رأسه يحترق ، وقفوا رجال سهيل بعد ما وقف هو ينطق بحدة : تهدد من يا ولد سرحان ؟
رفع أكتافه بعدم إهتمام ينطق : ما هددت أقول وأطول
ضحك سهيل بسخرية يبعد رماح عن طريقه يتقدم لجابر ، أبتعد مروان عن طريق جده يخرج من عندهم ، وقف شجاع يتبعه لأن رجعت به ذاكرته ليوم كانت نجد بتطير من يده وشعر إنه واجب عليه يواسي مروان ويوقف معه ، شّد سهيل على عصاته ينطق بحدة : تقول وتطول أجل ؟
جابر : لو تبي روح اسأل بنتي وشوف إذا بتختار عيشة مع ولدكم وبينكم ولا معي وتعرف وقتها إني أقول وأطول
ألتفت سهيل على أحمد اللي فزّ بدوره من فهم نظرات أبوه وخرج من المجلس يتوجه للبيت لأجل يسأل غرور ، رجع نظراته على جابر وقال : طلعوا النذل ذا من مجلسي
تقدم مسلط ونايف لجابر اللي رفع كفوفه ينطق : ما يحتاج أدل طريقي
خرج من عندهم وزفر سهيل ينطق بحدة : الله يقصّر عمره قليل المروءه أسود الوجه !
رجع يجلس بمحله يمدّ رجوله وتقدموا عياله يجلسون حوله ، ما عدا رماح اللي خرج يشوف وش الوضع ، تقدم بخطواته من شاف مروان جالس على الدكه وبجانبه شجاع ، رفع عينه على عمه ينطق : أستريح يا عمي ما بيصير إلا اللي كاتبه ربي
زفر رماح يرفع ثوبه وينطق : شجاع أدخل المجلس
وقف شجاع ينطق : أبشر أنا عند نجد إذا بغيتوني أدعوني
تقدم يفتح طرف باب البيت وينطق بصوت عالي : يا ولد
ألتفتت الجوهرة على صوت شجاع تنطق : تعال يا شجاع
زفر يفتح الباب كامل ويدخل ، قفله وراه وتقدم يقبّل جبين جدته ينطق : وين حميد ؟
آشرت على مجلس الحريم تنطق : عند غرور وش السالفة ؟
جلس شجاع بجانبها ينطق : جابر ذا رجع وحاسنا
الجوهرة : وش يبغى ؟
رفع شجاع عينه على نجد وأبتسم ينطق : يبغى بنته وأنا أبغى المودمي اللي يطّل علينا
ألتفتت الجوهرة وضحكت تضربّ كتفه وتنطق : بنت وزّي عمرك خلي الرجال يعلمني باللي حاصل
ضحكت نجد تدخل للغرفه وألتفت شجاع على جدته ينطق : ذلحين حرمتيني من بنيتي عشان سالفة جابر وبنته ؟
الجوهرة : يا رجال أخلص علي
زفر شجاع ينطق بقلة حيله : يبغى بنته وقال لمروان طلقها
شهقت الجوهرة بصدمة تنطق : أعوذ بالله من بعض الرياجيل منجدك أنت !؟
شجاع : الله الله ذا اللي حاصل يا أم رماح
مسكت ركبتها تنطق بصدمة : هذا حميد جاء خلني اسأله
رفع شجاع رأسه على أحمد يلاحظ وجهه المجهم والمصفّر دليل ما يبشر بالخير ولا يطمن قلبٍ يغلي على معشوقته بالخارج ، وقف يمسك كتف أحمد ينطق بجدية : وش قالت ؟
زفر أحمد يبلع ريقه وينطق : تبكي وتقول أبغى أبوي مدري وش جاها أنقلبت !
غطى شجاع ثغره وزفر يغطي كامل وجهه ، أستغفر وتقدم يفتح الباب يخرج من عندهم ، ألتفت على مروان الجالس بوحده ينطق : مروان أدخل شوفها
وقف ورجوله ما تشيله ، يحسّ بثقل الجبال كاسرٍ صدره ومعلقٍ بأكتافه ، زفر يشابك يدينه يرفع عيونه على شجاع اللي مسك كتفه ينطق : ترا والله أعلم إحتمال يكون قايلها شيء قبل يجيها لأن أحمد يقول إنها أنقلبت فجأة
هزّ رأسه بهدوء وكمل شجاع ينطق : شّد عمرك لا تروح مرتك وولدك وما يبقى لك من الدنيا إلا الحسايف !
مشى يتخطى شجاع يدخل للبيت ، الدنيا تلفّ فيه وهو بمحله ، يخاف يدخل هالغرفه المظلمه ويطلع مكسور ، هو يعشقها وهو اللي أقدم وخذاها وهي ما تبيه ، هو المظلوم بنهاية الحرب وهو المغدور ، حبّها بكل ما فيها من عيوب قبل محاسن وبحزنها قبل فرحها ، عبّر لها عن حُبه ووصَلها وينتظر منها طفل يحمّل إسمه وكنيته ويحمّل ملامحها وصفاتها ، خطواته أصحبت أكثر صعوبة عن ذي قبل ، دقات قلبه أصبحت مسموعة وتنفسه صار أثقل ، ما يتحمل فكرة عيشها بعيدة عنه بعد كل الأحلام اللي بناها معها ، صعب عليه يتقبل الحياه بدونها بعد ما كان يسعى يغطي جميع ثغرات الحياة لأجلها ، صار لها الأب والأم والأهل قبل يصير زوجها ، فتح الباب ودخل يقفله خلفه ، رفع عينه ينطق بصعوبة : غرور يا أبوي !
شّدت على بطانيتها تبكي من سمعت صوته ، زاد صوت أنينها من لامست يده أكتافها ينطق : ناظري فيني يا كل أهلي
هزّت رأسها بالنفي تنطق بصوت مبحوح من شّدة البكاء : ما أبيك أبغى أبوي وين أبوي وليه ما يجيني وش سويتوا له !
عضّ شفايفه من بدأت أسوء كوابيسه تتحقق وتصبح جزء من واقعه ، شّد على أكتافها ينطق : افا يا رأس مالي ما تبيني ؟
دفنت وجهها ببطانيتها تبكي تسمح لشهقات عميقة بالفرار من عمق صدرها ، لكنها خايفه على أبوها خايفه تخسره مثل ما أضطرت على خسارة أمها وجدتها وخسارة أغلى ما كانت تملكه سكينة بيتهم وهدوء حياتها فيه ، كانت تسعى بس للفوز بحُب نجم اللي بدال ما تكبر وتبني أحلام للمستقبل مثلها مثل أي طفلة هي كبرت على حُب نجم ، بعد ما أستوعبت الكذبة الكبيره اللي كانت تعيشها وبعد ما أنهدم حُبها الكبير له وتساوى بالأرض ما صارت ترجي من الدنيا شيء ، لكنها خاضت مصاعب أقوى من خسارة حبيب ، هي من كانت بحضّن أبوها شعرت بنفس الهدوء والطمأنينه اللي أعتادت عليها ، ما كانت ناويه تبعد لأنها تخاف تخسر هالحنيّه كلها وما زاد خوفها إلا كلام أبوها لها وهي بحضّنه ..
« سابقًا ، قبل أذان المغرب »
توسدت حضّنه تبكي بينما كان يواسيها ويمسح على ظهرها ، أنحنى لها يهمس بحذر شديد وينطق : غرور يا بابا أسمعي كل كلمة بقولها وحطيها حلق بأذنك !
توسعت عيونها توقف بكاء وتستمع لكل حرف يخرج من ثغره وقت كان يقولها : أنا الان طايح بمشكله كبيره وإحتمال خروجي منها سالم وحيّ ضئيل جدًا خروجك قدامي ووجودك بوسط حضّني زاد من نسبة الأمل بداخلي أنتي الوحيده اللي قادره تنقذيني من شر أهل أمك ، أدري داخلك عشرين مليون سؤال لكني ما أملك الوقت يا غروري لأجل أشرح لك أدق التفاصيل أبيك تنامين الحين أو تمثلين إنك نايمه وتنتظريني إذا طولت عليك هذا جوالي أتصلي على الشرطه ولا تثقين فيهم حتى زوجك يعتبر مصدر تهديد لك ولي ومختصر السالفه هي حقيقة وفاة أمك اللي لعبوها خوالك صح وسدوا جميع الثغرات لأجل يوضحون لك مصداقية حزنهم الزائف ولا من يسوى عرس لولده بعد وفاة بنته بأسبوع !
أنتفض قلبها وتزعزع داخلها وتفككت جميع خيوط الثقة بينها وبين زوجها وأهل أمها ، همس يكرر لها وينطق : نامي !
وسرعان ما تمثلت لكلامه وغاصت بنوم زائف لكنها أتقنت دورها ، كانت تسمع صوت همسات مروان لها وقت شالها من حضّن أبوها وهو يسميّ عليها من وقت المغرب ويتعوذ من الشيطان ويقرأ عليها وبكل مره يسميّ كان تحسّ بشيء داخلها ينكسر ..
« الحاضر ، غرفة الحريم »
ألتفتت عليه من نداها بحدة لأنها ما كانت تستجيب له ورافضه تمامًا إنها تردّ عليه ، تلاقت عيونها بخاصته تلاحظ رجفة مقلتيه والتردد والخوف الواضح لها من عيونه ، حاوط كفوفها ينطق بصوت شبه مسموع : إن كنتي ناويه ترحلين فمان الله أمشي على درب السنين العوج ولكن طالبك لا أقفيتي عني لا تخليني !
عضّت شفايفها تحاول تجمع شتات نفسها ، تمسك دموعها وأنهياراتها ، تواجه صعوبة بالغة في تحديد هوية مشاعرها ، مصيرها المجهول بين مروان واللي يسكُن أعماق جوفها من مروان وبين أبوها ورغبته بإنها تكون جنبه ، زفرت تمسح دموعها وتنطق بصوت ثابت : ودعتك الله وسامحني على القصور هذا النصيب وكل شخص منا بيروح فطريقه
هزّ رأسه بالنفي ما يبغى يصدّق اللي سمعه أزهقت روحه بعد كل كلمة خرجت منها ، كان ودّه تطمنه وتقوله إنها معه بالشدايد قبل الرخى وبالضيق قبل الفرج وبالحزن قبل الفرح ، كان يتمنى لو كذبت وقالت أنا معك ولا لي سكة في دروب الحياة بخطيها بدونك ، وشلون أرحل وأقفي وأخليك وراي ، رفع عيونه الراجفة على رحيلها من الغرفة وأغراضها معها ، وقف بصعوبة وقطرت دموعه على الأرض يوقف ويتبعها ، خرج يركض مثل بلا روح فهي بكم كلمة خذت روحه ومشت بها ، وقف يشوفها واقفه خلف أبوها كفها بكفه ، رفعت عيونها عليه ولمح حكاوي ليلٍ طويل بداخلها ، تقدم لهم يشوف صدمة أهله وأخصهم جده وفرحة جابر بالجهة المقابلة ، تنفس حرارة صدره ينفث النيران من صدّت تعطيه ظهرها ينطق بحرقة قلب : ‏بحفظ الله وين ما حلّت خطاويك وودعتك الله وأنتي أغلى وداعه ، لكن اللي تبيه يا جابر ما بيحصل ولا تحدّني على الردى !
وقفت بمكانها من لاحظت تغيير بنبرة صوته ، وألتفتت على أبوها اللي ضحك ينطق : أشوفك أخترت الخيار الثاني بالتوفيق ولنا لقاء بالمحاكم يا ولد باسل
مشى يسحبها خلفه يفتح لها باب موتره ، ألتفت عليها ينطق : أركبي يا بابا
رفعت رجلها وقبل تركب لفّت لأجل تشوفه لكن جابر وقف قدامها يحجب عنها الرؤية ينطق : لا تسمحين لهم يضعفونك ترا ما خذيتك منهم بالساهل !
بلعت ريقها تركب وزفر جابر يقفل الباب ، توجه لباب الراكب يفتحه ويركب موتره ويحرك من المكان ، ثبتت رأسها على الشباك تتأمل الطريق وسرعان ما زفرت من هربت دمعة تحرق ناعم خدها ، تمشي الطريق المجهول لحياة مجهولة المصير برفقة أبوها وهذا الشيء الوحيد اللي مطمئنها ..
« الرياض ، أمام باب مجلس صالح »
عدّلت روجها تلتفت على وهج اللي تقدمت تنطق : هاك أشربي عصير صحصحي شوي
هزّت رأسها بالنفي تنطق : حامض مره بشربه بعد الشوفه أفضل
زفرت وهج تنطق : عبيطه أمشي طيب
فتحت الباب لها وتقدمت ليلى تدخل ، سحبت الباب تقفله وألتفتت على إنعكاسها بالمراية ، تتأمل فستانها الأسود الماسك صاحب الأكمام البيضاء المنفوشة ، تزيّن عنقها الطويل بعِقد لؤلؤ أبيض وروجها الأحمر القاتم اللي زادها فوق الزيّن زيّن ، زفرت ترفع جوالها وسرعان ما ميّلت شفايفها بعدم فهم من قرأت رسالة نجم ، قفلت جوالها بدون أي رد تمشي للصالة ، رفعت عيونها على مروج اللي نطقت بتساؤل : وأنتي يا حلوه متى ناويه تسوين عرسك ؟
أبتسمت بدهشة تنطق : لا تشيلين هم كروت الدعوة بتوصل بيتكم باليومين الجايه
أبتسمت مروج تنطق : ايوه يا شيخه هذي الأخبار ولا بلاش !
...
انتهى البارت ادعموني بنجمة وكومنت عشان اتحفز اكملكم 🤎
« يا واحشيييييييني ، عودًا حميدًا وألف مبروك لكل الناجحين وإحازة سعيدة للجميع 🥹 »

يانجمٍ وهج في حلّة سهيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن