-
طارت عيونه يركض لها ، سحب جوالها يقرأ الكلام بصدمة ، لحظات وتبدلت ملامحه للجدية ينطق : سمو منجدك ؟
مسحت دموعها تنطق بحسرة : كله عشاني ضايقته بالسؤال عنها آخ أكرهني
هزّها مع كتفها ينطق بحدة : يا سمو العمر صلي على النبي ملكة شجاع ولد عم نسيبكم !
عضّت شفايفها تمسح دموعها وتنطق بصوت خافت : جد ؟
ضحك بعلّو صوته يسحبها لحضّنه ، أبتسمت له تنطق بهدوء نبرتها : جد مو عزيز ؟
نيّار : بالله عليك يعني بيروح عزيز يخطب بدون ما يأخذ رأينا
زفرت بضيق تنطق : وليه لا شخص أمه وأبوه لاهين عنه ولا يأخذون أخباره وكبر بين يدين جده وجدته ومع خالته تتوقع يرجع لنا ولا يأخذ برأينا ؟
تنحنح يعدّل جلسته وينطق : أذكري الله
سمو : أنا غلطت وأعترف لكن سبب تشتتنا هو أنت !
زفر بضيق لأنه كان يدري وين بتوصل له وإنها بنهاية الحديث بتلقي به في دائرة مليانه تهم ، عضّ شفايفه يمسح وجهه وكفوفه وينطق : أذكري الله
مسحت دموعها ترفع رأسها وتنطق : ضيعنا طفولته بسببنا وايه نعم نستحق اللي يحصل فينا بعد الطلاق هجرته في بيت أهلي وهربت مثل الجبانه لأبعد نقطه فالأرض ليش ؟ عشانك وعشان الرياض وحواريها اللي تذكرني بك ، عشان كل زاوية وكل مقهى وكل مكان يرجعني لأيامك هجرت السعودية وهجرت عزيزي اللي أشوفك فيه هربت من ولدنا عشانه يذكرني فيك وبملامحك !
مسك كتوفها يهديها وينطق بهدوء نبرته : وأنا ما قصرت تركته وهو أقرب لي من رمش عيني تركته لأني ما كنت شجاع بما فيه الكفاية لدرجة تسمح لي أطلع بوجه أبوك وشايبك وأخذ ولدي من بين يديهم تركت بِكري عشاني أشوفه يعيش حياة سعيدة بدوني ولا تتوقعين ما كنت أشتاق ؟ سمو أنا أنام الليالي قدام بابكم عشان أصحى وأشوفه رايح لدوامه أنا حضرت حفل تخرجه وشفتك معه وعرفت بلحظتها إني مجرد زيادة عدد ووجودي وعدمي واحد في حياته لكن ما رجعت أفتح الموضوع ولا رجعت أفك له باب صح إننا أخطينا لكن تُبنا من خطانا ورجعنا نكون بيتنا..
قاطعته من نطقت بسخرية وسط دموعها : ايه وبدون ولدنا !
مسح على رأسه يرجع شعره للخلف وينطق بجدية : سمو بتغيرين الماضي ؟ الماضي وراح وشو له تنكدين علينا !
هزّت رأسها بخفه تنطق : صادق
غمضت عيونها وانحنى نيّار لها ، أنسحبت تثبت رأسها على صدره وتكتفي بصوت الهدوء ، تتعمق بتفكيرها وتصرخ داخلها لأنها ما تبي تتعبه أكثر وبرأيه هو كان ميت من شدة حزنها ، لطالما كان الألم صعب على قلبه ما يدري شلون يحصل بداخلها الان كان الألم بنظره يكفي لقلب ماله داعي يتعب قلبين وخصوصًا قلبها الحنيّن ، قبّل جبينها من باب المواساة لعله يأخذ من حزنها الجزء البسيط أو ينتشله كله ..
« بيت هزاع آل جراح »
أبتسم يشيل الكتاب ويركض تجاه الباب ، أبتسمت أسيل من شافت مسعود يركض والكتاب بين يدينه ، ألتفتت على الحريم تنطق : جاوا جاوا !
زفرت نجد بتوتر ترفع عيونها على أمها ، أبتسمت لأجل تهدي من ربكة بنتها الواضحه تنطق : قومي يا نجد !
رفعت نفسها توقف بثبات رغم تعبها ، تتمنى لو توقع وترجع لسريرها لكنها متشفقه لشوفته وملهوفه ، مثل ما هو واضح عليه بين الرجال ، يسبق السلام والترحيب ويأخره ، عقله وقلبه حاضرٍ معها ومع القلم اللي بيدها ، جسده بس المتواجد بين الحشود ، يتمنى لو يلمح مسعود راجع بالكتاب لأجل يستأذن ويختلي بها ، الليلة تحققت أحلام عمره الطويل أمنيات ظن إن ماله درب فيها ومستحيل تكون ، نجد العذيّه توسدت صدر الشجاع وانحنت بإبتسامة عذبه توقع عند أسمها وسرعان ما تعالت الأصوات عند الحريم وخرج من كان شجاع ينتظره ، يركض وشماغه أصبح على كتفه ، بخده طبعة روج مجهوله الهوية ، رفع الكتاب وصرخوا العيال اللي شهدوا على هالحُب شهور طويلة ، رمى مسعود شماغه من على كتفه بفرحة كبيرة تشابه إقبال العيد ، سلم الكتاب وأبتسم الشيخ يخبط على كتفه وينطق : جمع الله بينكما على خير وألف ألف مبروك !
ألتفت على نجم اللي تقدم له يبتسم بهدوء ، ضحك نجم من إبتسامة شجاع الغريبه يهمس بالقرب من أذنه : ألف مبروك يا الرأس الطيّب تستاهل كل خير ونعم الرجال يا شجاع والله الله في نجد لا تزعلها وتكدر خاطرها حرمت عليك !
حاوط نجم يحتضّنه بشدة وكأنه يصرخ بأعلى صوته ويقولهم إنه رجال قول وفعل ، ضحك نجم يحاوطه ويبادله الحضّن ، رفع عيونه على وجه هويدي اللي أصبح أسود من الغضب وزفر يكبح جماح نفسه لا يتجه له ويغير ملامح وجهه ، زفر يبتعد عن نجم اللي خبط صدره ينطق : أنطلق يا شجاع اللهفة بتذبحك وأنا ولد عمك !!
نزع بشته يثبته على ذراعه وينطلق ، ضحك أحمد ينطق بصوت عالي : وأنا يا كلب ما بتسلم علي بعد كل المجازفات اللي سويتها عشانك !
ضحك بعلّو صوته ينطق : جايك يا حميد جايك
ركض بكل سرعته لباب الحريم يوقف ، زفر يعدّل من شكله وينظم صوت أنفاسه ، رفع عينه على زوّل أمه من ورا الباب ينطق : يا ولد أجيكم ؟
ألتفتوا الحريم على صوته وضحكت ريمان تنطق : تعال يا عريس !
كان بيدخل لولا خروج أم هويدي وخواته المفاجئ ، أبتعد بسرعة يصدّ عنهم وينطق بسخرية : الله يبارك فيكم وعقبال هويدي باللي تناسبه
زفرت أم هويدي تعجل بخطواتها وتبتعد عن البيت ، ضحك بخفه يفتح الباب ويدخل ، أهله موجودين وباقي المعازيم سروا بسبب تأخر الوقت ، أبتسم من تقدمت أمه تسلم عليه ولفّ ذراعه يحاوط ظهرها ينطق : أستجاب الله لي ولك الدعاء يا يمه وصارت نجد زوجتي وحلالي
أنهمرت دموعها بدون سابق إنذار بعد كلام ولدها ورجفة صوته ، عضّت أسيل شفايفها تصدّ عنهم وتبكي ، أبتعد عن أمه يسلم على جدته العوده ويرد على مباركاتها ، ألتفت على ريمان اللي نطقت : أدري مالك فينا وإنك تدورها لذلك بسمح لك تهرب قبل تضطر تسلم علينا كلنا
أبتسم ينطق بلهفه : أنشهد بالله وينها ؟
ضحكت ريمان تأشر على المجلس المقابل تنطق : قفل الباب بينكم وبيننا
تقدم يعطيهم ظهره للباب ويرفع كفه ينطق بصوت عالي : الله يبارك فيكم جميع وعقبالكم !
ضحكوا البنات والحريم وأبتسم يفتح الباب ، غمض عيونه يأخذ نفس ويدخل ، فتح عيونه ووقفت نجد له ، جمدت يده على الباب يوقف عاجز عند مقامها ، شعرها الطويل يبرز جمالها ، شيلتها أصبحت تحتضّن كتوفها ، وقفتها وثباتها ، نظراتها الحادة وملامح وجهها الرقيقة ، رجفة يدينها ولخبطة أنفاسها المسموعة على الرغم من المسافة بينهم ، قفل الباب يرخي يدينه يترك بشته يهوي على الأرض ، أقبل بخطاويه لها يفتح يدينه ، عبّست بملامحها تتقدم له تحتضّنه ، حاوط خصرها يشدّها له ، يلفّ رأسه يدفن وجهه بعنقها الناعم ، غمضت عيونها بربكة من شّدة قربه ، شهقت بخفه من طبع ثغره على نحرها ، يضرب بأنفاسه على عروقها ينهي قُبلته الطويله ويهمس بدون ما يبتعد عنها : ما كذب أبو نوره يوم قال أحلى من العقد لبّاسه
أبتسمت بخجل تنحني على كتفه تثبت جبينها عليه ، رفع رأسه يقبّل رأسها يستنشق عبير شعرها ، ميت وهي تحييّ فؤاده ، ملهوف عليها وظامي وهي له بحرٍ عذّب يرتوي منها ويذبح الشوق والبعد دامها بيدينه ، أبتعد يثبت كفه على دقنها يرفع رأسها ويقابل حُسن وجهها ، عضّت شفايفها بخجل شديد تشعر إنها تتوهج إحمرار قدامه ، أبتسم ينطق بهدوء نبرته :

أنت تقرأ
يانجمٍ وهج في حلّة سهيل
Acciónروايتي الرابعة مُكتمله كُتبت بواسطة : الجُّود بِنت آل مطّلق 🤎