« ٤٩ »

53.4K 1.4K 147
                                        

-
ألتفتت بصدمة على سهيل تنطق ببكاء : يا جد سهيل أنا مابقى لك من نجلاء لا تفرطّ فيني تكفى يا جدي !
وقف سهيل بمكانه من قدرت تحرك شعوره وتجيه من اليد اللي توجعه ، وقفوا خوالها وزفر سهيل ينطق : خلوها ترتاح في بيت المزرعه !
زفر رماح يلتفّت لها ينطق : عبدالكريم ودّها لبيت المزرعه
أبتسمت بخفه تمشي مع خالها لبيت المزرعه ، بيت بناه نجم مؤخرًا وبعيد كل البعد عن الحلّة ، كان سبب سهيل واضح لمن أختاره لها ، لأجل ما تشوفها عينه ولا يسمع صوتها ، وبالفعل أرتاحت هناك ورجع عبدالكريم للمجلس ، دخل ورفع عيونه على أبوه من نطق : وديتها ؟
هزّ رأسه بالإيجاب وزفر سهيل ينطق : وبنت آل زابن ما منها رجاء !
عدّل رماح جلسته ينطق بجدية : يا والدي والله مالك شغل فيهم هي حفيدتها مثل ما هي حفيدتك ومستحيل شاهرة توجع حفيدتها الوحيده بس بنت جابر شافتنا أقرب وجات وأنت ما قصرت ضيفتها ناقص تقوم بواجبها وتذبح لها !
سهيل : وش تبيني أسوي
رماح : كنت ماشي صح ليتك صملت شوي
ضحك مسلط ينطق : والله ما ظنيت يغير رأيه بعد الكلام اللي قاله لها
ألتفت رماح ينطق بسخرية : إنها جنية لوّت ذراعه بإسم نجلاء
زفر سهيل يغمض عيونه يستمع لأحاديث أولاده ، نطق بدون ما يفتح : باسل وش سالفة ولدك ؟
تنحنح باسل ينطق بضيق : أنسجن
رماح : ما أنسجن يا رجال صح إنه متعاون بس ظنتي ما كان عنده علم إن حازم يبغى ينتقم ويقتل
ألتفت باسل بنظرة أمل ينطق : يعني بيطلع ؟
هزّ رماح رأسه بالإيجاب ينطق : مغير يستجوبونه وأول ما يهّل السبحة ويعرفون إن ماله ذنب باللي صار بيتركونه علطول لكن إن أتضح لهم شيء ثاني أقل مدة بيقعدها ست أشهر !
زفر سهيل ينطق بغضّب : الله يسوّد وجهه
سكتوا جميعهم ووقف باسل يخرج من المجلس ، وقف نايف يتبعه لأجل ما يتركه لحاله في لحظة غضّب ..
« موريشيوس ، السابعة مساءً »
خرجت من الغرفه تتوجه للصاله ، رفعت رأسها تشوفه فالشرفه يكلم وتقدمت له تسمعه ينطق بغضّب : ليتك علمتني قبل أسافر الله يهديك !
ميّلت رأسها بعدم فهم وكمل نجم ينطق : الله يوفقك ويبني بيتك وأبشر بالمعونه تاصلك ليّن باب بيتك يا أبو سعود
شهقت تغطي ثغرها وألتفت نجم عليها ، تقدم يقفل باب الشرفه بينه وبينها وأبتسمت بخفه له ، أبتسم لها يعطيها ظهره ويكمل مكالمته وزفرت تركض لجوالها ، فتحته تجلس على الكنبه وتضغط على إسم ليلى تتصل عليها ، حطّت الجوال على أذنها وسرعان ما نطقت بحدة : يا قليلة الأدب !
ضحكت ليلى تنطق : وصلك الخبر أشوف ؟
عبّست بملامحها تنطق : مالي دخل ما فيه ما تتزوجين وأنا مو جنبك !
أبتسمت ليلى بعبوس تنطق : بابا عطاه الرد البارح واليوم جاء ومعه الشيخ وبعد ساعة بنملّك ما بيديني حيلة يا جوجو !
أخذت وهج نفس تزفره وتنطق : طيب طمنيني بتسوين زواج ؟
ضحكت ليلى تنطق : تعرفين أهلنا كلهم في الغربيه وأشغال ومافي وقت أساسًا بنسوي زواج عائلي الليلة وخلصنا
شّدت على ركبتها تنطق بحسرة : أسفه يا ليلو ما كنت موجوده معك وما حضرت أهم ليلة بعمرك وأوعدك أعوضك
ليلى : يا حبيبة روحي والله مالها داعي الإعتذار وأنا عارفه بأسبابك وغير كذا حرام هو يتيم وسالفة أمه أوجعتني مره وصعب أسوي زواج كبير ويطلعون كلام عليه خليه صغير وملموم يستر علي وأستر عليه والحمدلله راضيه أتمّ الرضى فيه
أبتسمت وهج بتفهم تنطق : الله يوفقكم ويسعدكم ويجمع مابينكم على خير وأعذروني أنا ونجم عن الحضور وبإذن الله توصلك هديتك لباب البيت
أبتسمت ليلى تنطق : ما تقصرون ومعذورين يا عرسان وصلي سلامنا للجنتل اللي عندك تمام ؟
ضحكت ترفع عيونها على نجم اللي دخل تنطق : تمام يوصل ودعتكم الله زورونا
ضحكت ليلى تنطق : عاد موريشيوس هالسنه ما تتفوّت ، باي حبيبتي
قفلت وهج جوالها تنطق : لسى ما بدلت ؟
زفر يجلس بجانبها ينطق : توني فتحت عيوني
ضحكت تنطق بسخرية : وتقولي مو تعبان
نجم : أبد من اللي قاله ؟
ضحكت تغطي وجهها وأبتسم يقبّل كتفها ، رفعت عيونها عليه تنطق : يسلمون عليك
أبتسم بخفه ينطق : الله يسلمهم من كل شر
وهج : والله مره تضايقت تخيل لو أجلنا سفرتنا يوم كان بيمدينا نحضر ونوقف معهم
أحتضّن خصرها بذراعه يقربّها له ينطق : خيره بإذن الله تعالى ، الله يوفقهم ويتمم لهم على خير
ميّلت رأسها تثبته على صدره ورفع هو بدوره رأسه يثبت دقنه على رأسها ينطق بضيق : ولاني بعيد عنك أنا مثلك متضايق أنا وقفت مع أبو سعود حياته كلها في دراسته وتدريبه وأيام الكلية العسكرية ويوم خذينا القبول وباشرنا في دواماتنا كنت واقف معه بجميع لحظات حياته الحزينة قبل السعيدة وبأهم لحظة من عمره ما قدرت أكمل جميلي وأوقف بجانبه وأقدمه لنسيبه بأفضل صورة وأعلم أنسابه إن وراه رفيق يسند ظهره عليه وبديل عن أهله كلهم !
قبّلت عنقه بهدوء تنطق : خيره وأنا متأكده إنه ما راح يشيل بخاطره عليك وما تدري يمكن كان هذا قراره وإنه ما يبغى أحد يروح معه ؟
شّد عليها يغمض عيونه وينطق : أتمنى
أبتسمت تمسح على ظهره وتراجعت تبتعد عنه ، وقفت تنطق بسخرية : تعال أشوف لك حل أنت و هالسروال والفنيله اللي لابسها !
ضحك يوقف معها يمشي للغرفه ، فتحت الدولاب تطلع اللبس اللي قررته له بأول يوم تمدّه له ، ميّل رأسه من شاف شورت جينز ينطق : أخو نجد تبيني ألبس ذا ؟
توسعت عيونها بدهشة تنطق : بليز أترك شخصيتك هذي بالرياض
جلس على السرير ينطق بعدم إقتناع : ما تحسين برّد ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق بسخرية : نجم درجة الحرارة برا أربعة وثلاثين العالم مصيفين
زفر يمسك المعلاق والملابس عليه ينطق بقلة حيله : الله المستعان حدتنا الظروف
تكتفت تنطق بسخرية : أي ظروف حضرة العقيد ؟
نجم : أنا تحت شموس الرياض وبعزّ القيض ما لبست هالخلاقين فلا تقنعيني بها
دفعته لباب الحمام تنطق بجدية : بدّل وأطلع أنتظرك
خرجت من الغرفه وزفر يدخل للحمام ، أخذ دش سريع وتقدم للمرايه يحلقّ دقنه اللي بدأ يظهر له ، بقى بالشنب وأبتسم يجفف شعره ، أنتهى يتقدم لملابسه يلبسها وزفر يخرج من الحمام ، جلس يلبس جزمته البيضاء ويعدّل ياقة التيشيرت خاصته ، وقف يخرج من الغرفه وألتفتت عليه نطق بإبتسامه : خيال !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : تمدحيني ولا تمدحين إختيارك يا دكتوره ؟
ضحكت تدخل ذراعها بذراعه وتنطق : كلها صراحه
أبتسم يتقدم معها من وجهته للمرايه ، ترفع جوالها تصور تذكار لهم بأول يوم ، ضحك من أنتهت تناظر بعيونه يقبّل جبينها يخرج معها من الفندق متوجهين للمطعم اللي حاجزين فيه ..
« الريـاض ، بـيت صـالح »
أضافت آخر لمساتها على مكياجها توقف ، مسكت عطرها المفضل تبخ منه وأبتسمت تعدّل فستانها ، لبست أبيض كونها عروس لكنه ناعم جدًا وماسك على جسدها يبرز تفاصيلها ، تزيّنت بعقد لؤلؤ وحلقات كذلك من الؤلؤ ، سدلت شعرها تتركه براحته وصففت أطرافه بجهاز الويفي ، خرجت من غرفتها وأبتسمت من تقدمت مروج لها تنطق بفرحة : بسم الله عليك تأخذين العقل !
ضحكت لها بخفه تنطق : أمشي يا بنتي لا توتريني أكثر
ضحكت مروج تساعد أختها مع الدرج ، رفعت رسيل عيونها على خواتها وأبتسمت تنزّل بنتها على الأرض ، تقدمت لهم تساعدهم بحكم طول فستان ليلى ، وصلوا لآخر درجة ومسكت رسيل المسكة تمدّها لليلى اللي أخذتها تبتسم بتوتر ، رفعت عيونها على أبوها المتواجد أمام باب المجلس ينتظرها ومن شافها أبتسم ينطق بفرحة شعور : بسم الله تبارك الرحمن عليك يا بنتي ، تعالي يا أجمل عروسه
أبتسمت بوسع ثغرها تمشي بخطوات ثابتة لأبوها ، تقدم لها يسلم عليها وأبتسمت تقبّل جبينه ، ضحكت من طبعّ روجها على غترة أبوها البيضاء ينطق : فداكي يا بابا ، نمشي ؟
رفعت جمانه حاجبها تنطق : كذا بدون ما تسلم على أمها ؟
أبتسمت تنطق بصوت خافت : لا والله ما أرضى على بنت نجد الزعل !
ضحكت جمانه تسلم على بنتها وتنطق : بسم الله عليك يا عيون أمك حصنتك بالله وأستودعك إياه
نطق صالح بسخرية : والان ترجعين للحجازي قال إيش قال بنت نجد
غمزت ليلى لأمها تنطق : تشوفين يغار منك ؟
ضحكت جمانه تنطق : خليه والله ما مايهذري المهذري إلا من حر السخونة
ضحكوا البنات وأبتسم صالح يدخل ببنته للمجلس ، زفرت تجلس وأبتسمت بخجل من لمحت الكتاب قدامها ، جلس بجانبها ينطق : وقعي يا بابا
سمّت بالله تمدّ كفها للقلم تمسكه بين أصابعها ، وقعّت عند إسمها وأبتسمت توقف تحتضّن أبوها ، لفّ للباب ينطق بإبتسامه : تعال يا نمر !
شّدت على غترة أبوها من أنفتح الباب ، ظهر من خلفه نمر وأبتسم يرفع عيونه عليها ، أبتسمت بخجل شديد تصدّ عنه تناظر بمكان رجولها ، أبتعد صالح عن بنته ينطق : أجيب لكم عصير ؟
رفعت عيونها على نمر اللي نطق : لا الله يرحم والديك يا عم ماني ناقص يجيني حرقان !
ضحكت تغطي وجهها وألتفت عليها من سمع صوت ضحكتها ، مسك قلبه يبتسم ويتقدم لها ، عطاهم صالح ظهره يخرج وهو يضحك يقفل الباب خلفه ، حاوط ظهرها بيده يقبّل جبينها ينطق : أنا رجالٍ عند أقواله يوقف وأعيد وأكرر ماهو كل رجالٍ تسمى نمر ، جابتني الأيام وهذاني واقف بمجلس شايبك وأنتي بين يديني يا ليلى !
زفرت بخجل تنطق : والله ونعم يا نمر بن سعود !
أبتسم يحتضّنها وضحكت بخفه تحاوط ظهره ، قبّل كتفها ينطق : ألف مبروك زواجنا يا بنت صالح والله يتمم لنا على خير وأبشري باللي تتمنينه واللي يجي بخاطرك أشري عليه ومالك إلا آمرك وتم
أبعد عنها وأبتسمت تنطق : وجودك يكفيني وعسى الله يرزقنا بالحظ الصالح ويبعد عننا شر من فيه شر
نمر : أغراضك جاهزه ؟
ضحكت بخفه تنطق : مستعجل يا عريس باقي العشاء ولا تبيني أعتذر عنك ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق بدهشة : ما قالوا لي به عشاء وعيّب بحق الشيبه نسري بدون عشاء
أبتسمت تنطق بهدوء نبرتها : طيب قبل ما أنسى تعال نلبس الدبّل
أبتسم يمشي خلفها ووقفت عند الطاوله ، أخذ دبلتها وبالمثل سوّت ليلى ، مدّت يدها له وأبتسم يلبّسها دبلتها يرفع كفها له يقبّله ، أبتسمت بوسع ثغرها تصّد عنه ، يشع النور من وجنتيها أثر خجلها الشديد ، مسكت كفه ولاحظ رجفتها وهي تحاول تدخل دبلته بإصبعه ينطق بسخرية : بشويش يا ليلى
رفعت عيونها عليه وزفرت تدخل الدبلة تنطق : الحمدلله قضينا !
ضحك يحاوطها بذراعيه يقبّل جبينها ، غمضت عيونه تتمسك ببشته ، أبعد عنها وأبتسمت تنطق : كلمت نجم ؟
هزّ رأسه بالإيجاب يضحك وينطق : بغى يذبحني وأنا مابيدي شيء
ضحكت بسخرية تنطق : مثلك أكلتني وهج وتراهم يسلمون عليك ويعتذرون منك
نمر : وصل الله يطول عمارهم ومعذورين
أبتسمت تجلس على الكنبه تنطق : قالت بتجيب لي هدية بس مدري متى بتوصل
ألتفت نمر عليها ينطق : أنا جيت بحلف عليه بس حلف قبلي الله يستر والله ما ودّي إنه يتكلف على نفسه
ضحكت ليلى تنطق : لا صراحه مستحيل أحلف عليها أعشق الهدايا اللي تجيني منها !
توسعت عيونه بدهشة ينطق : لازم أخذ جلسات عندها تعلمني وش سرّ الهدايا ومحبتك لها
مسكت كفه تضحك وتنطق : بيذبحك نجم قبل تفكر !
ضحك بعلّو صوته إنها تعرف أطباع خويّه ، الأكيد إنها قريبة من وهج لدرجة إنها أدركت نجم وشخصيته الحادة ، حطّ كفه أعلى كفها ينطق : دامك عارفه واضح إنكم مكثرين جلسات حشّ فينا مانقول إلا الله يغفر ذنبكم
توسعت عيونها من أستوعبت تغطي ثغرها تصدّ عنه ، ضحك يحاوط أكتافها ينطق بسخرية : تعالي تعالي !
ضحكت بفشله تنطق بإرتباك : نمر عاد لا تسوي المثالي أكيد تسولفون عننا مثل ما نسولف عنكم
أبتسم نمر ينطق بهدوء نبرته : نجم عنده أدفنه حيّ ولا يسولف عن مرته وأنا والله ماني بعيد عنه
ليلى : بس مجالس الرجال ما تخلى من طاري الحريم ولا ؟
نمر : الرجاجيل هم اللي ما يجيبون طاري الحريم في مجالسهم أما اللي تقصدينهم هذول ما حولهم رجوله
أبتسمت تمسك صحن الحلى وتنطق : مايهم تبغى أنا مسويته ترا
أبتسم ينزل بشته ينطق : ما أردّك لو إني على حدّ السلاح
ألتفتت له تغظي ثغرها وتنطق بفرط شعور : الله وش هذي بعد ؟
ضحك من ردة فعلها وضحكت تنطق بينها وبين نفسها : صار عندي جنتل أحلى من اللي عند وهج واللي كان بخيالي آخ الله يخليه لي
المعروف عن ليلى إنها خفيفة الأطباع وأي كلمة تودّيها وتجيبها ، عضّت شفايفها تمدّ له صحن الحلى ، أخذ منه قطعة يأكلها وأبتسمت تنطق بخجل : بالعافيه
أبتسم نمر ينطق : الله يعافيك ويسلم يمناك
ألتفتت عليه وصدّت بخجل شديد من كلامه المعسول ، اللي يعتبر طبيعي بالنسبة له ، ضحك ينطق بسخرية : والله أتوب بس لا تصدّين بوجهك عني
غطت وجهها وضحك نمر يرفع عيونه على صالح اللي دخل ينطق بإبتسامه : أقلط يا نمر للعشاء
وقف يعدّل شماغه ووقفت بجانبه ، ثبت كفه خلف ظهرها يمشي فيها للعشاء ، دخلوا لغرفة المعيشه وأبتسم يسحب كرسيه يجلس وتقدمت ليلى تجلس قبّاله مافيه غيرهم بالمكان ، زفر يلتفّت على صالح اللي تقدم ومعه جمانه ينطق : هذي أم ليلى يا نمر
فزّ واقف لها ينطق : أرحبي
أبتسمت جمانه تنطق : أصيل يا بن سعود ، البقى
صافح كفها وتقدم يقبّل جبينها وأبتسمت تنطق : تحبّ الكعبه يا ولدي
أبعد عنها يفرك كفوفه بربكة ، له زمان طويل ما سمع كلمة ولدي من أنثى كبيرة بالسن تعدّه ولدها ، تنحنح يعدّل من نبرة صوته ينطق : وش حالك يا عمتي ؟
جمانه : بخير الله يسلمك وأنت عساك بخير
نمر : بخير نحمد الله
أبتسمت جمانه تنطق : الحمدلله ، سمّ بالله
تقدمت تجلس بجانب بنتها وجلس صالح بجانبه ، أثرت فيه الأجواء وجدًا ، حفاوة ترحيبهم فيه ودعوتهم له على طاولة عشاءهم وجلوسهم بجانبه ، لحظات شاعرية كان فاقدها عمره الطويل والآن صار يعيشها ، أمامه مرته وأهلها صاروا أهله يسألونه عن أمور حياته وخططه المستقبليه ، قضى العشاء بحُب يحكي عن كل شيء يطرّي على باله ، يفرغ كلام سنين مضت لهم وهو مطمئن وراضي ، قضوا ليلتهم بهالحال وبجانب بعضهم ومن أنتهوا من العشاء سلم عليهم يودعهم ويخرج معها ، كفها بكفه الأيمن ويمسك مسكتها بكفه الأيسر ، يساعدها تركب موتره وأبتسم يركب بجانبها ينطق بهدوء نبرته : توّها زانت السياره بك يا بعد أهلي
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : الله يسلمك ويخليك يا نمر
مسك كفها يدري بها خجولة لكنه متيقن إنها مستحيل تحرمه شعورها وبتعوضه هالسنين كلها والعمر اللي طاف ، شّدت على كفه وكأنها تأكد له أصواته الداخلية يبتسم ويمشي بها لبيته ..
« موريشيوس ، الـمطعم »
مسحت ثغرها تعلن انتهاءها من طبقها ، تقدم النادل ينزّل أطباق التحلية اللي طلبوها من نصف ساعه ، أبتسمت تلتفّت من سمعت عزف على غيتار ورفع نجم عينه من جواله للأشخاص اللي وقفوا من طاولات عشوائيه يراقصون نساءهم ، فتّل شاربه يبتسم بسخرية يرجع عينه على جواله ، حطّت دقنها على كفها تتأمل المشهد الرومانسي قدام عيونها وهي تأكل ترافل المانجو ، رفعت عينها من حجبّ نجم الرؤية عنها وشهقت تنطق بصدمة : بتدعيني للرقص ؟
دفع جانب خده من الداخل بلسانه ينطق بسخرية : يعقبون ما يلمحون تمايّل خصرك ، نمشي يا دكتوره ؟
زفرت تدفعه عنها تنطق بعبوس : لسى ما خلصت الترافل يا نذل !
أنحنى لها يمسح بجانب ثغرها ينطق : أكلي زيّن يا بنتي
قبّل وجنتها يبتعد عن كرسيها ، رفعت عيونها من شافته معطيها ظهره يمشي ، تداخل بين الحشود يختفي عن أنظارها وزفرت تكمل أكلها تشوف رقص ثنائي بحماس وشغف على أنغام الطبول ، ضحكت من قبّل آنسته تصّد عنهم وتنزل عيونها لبطنها ، مسحت عليه تنطق : كنت برقص وأفضل من أداءها بعد بس خايفه عليك يا ماما
ضحكت ترفع نظرها تدوّر له بعيونها ، زفرت توقف وتقدم لها النادل ينطق بالإنجليزية : Finish , Ms ?
*أنتهى ، يا آنسه ؟*
هزّت رأسها له بالإيجاب تمشي ، مسك كُتيب السعر وأبتسم من شاف الحساب يبدأ بتنظيف الطاولة ، خرجت من الباب تنزل مع الدرج تدوّر له يمين ويسار لكن دون جدوى ، أخذت نفس عميق ترفع جوالها وتتصل عليه ، أعطاها مشغول وبدأت ترتبك وأختلف حالها ، عضّت شفايفها تعاود الإتصال به مره ومرتين لكن ما وصلها صوته ، ألتفتت من وصلت بمنتصف الشارع وأختلطت بين الحشود ، شهقت من داس أحدهم على قدمها تشتمه بغضّب ، تقدمت للرصيف توصله بصعوبة من الإزدحام حولها ، جلست على أحد المقاعد تتصل عليه وزفرت بربكة تنطق : أوف !
رفعت الجوال على أذنها وسكنت بمكانها من مسك الإتصال ، وصلها صوته المرتعب وهو يقول : وينك ؟!
رفعت حاجبها بغضّب تنطق : أنت اللي وينك !
خرج من المطعم ينزل مع الدرج ، رفعت يدها من شافته وزفر يقفل جواله يحطه بجيبه ، تقدم لها يحتضّنها وزفرت تنطق : ليه عطيتيني مشغول ؟
أبتعد نجم عنها ينطق بحدة : الله حسيبك طيّرتي عقلي أدق عليك وتدقين علي وعيّا يمسك !
ضربت صدره بخفه تنطق : تستاهل عشان ما تخليني على الطاوله وتمشي
أبتسم يقبّل جبينها يمسك كفها بكفه ، مشى معها للفندق ينطق : كنت أكلم راعي الموتر أستفسر منه
ميّلت رأسها بعدم فهم تنطق : أي موتر ؟
نجم : شريت موتر لأبو سعود
توسعت عيونها بدهشة تنطق : ماشاءالله ونعم الخوي يا أبو نهار
ضحك يرفع كفها يقبّله وينطق : لباك يانظر عين أبو نهار
وهج : طيب وش صار وصل له ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : ايه أبشرك
ضحكت وهج تنطق بسخرية : فرق كبير بين هديتي وهديتك
ألتفت عليها ينطق : وش جبتي لها ؟
وهج : بوكس كانت تبيه من زمان
نجم : وشو ذا بوكس ؟
ضحكت تحتضّن ذراعه وأبتسم ينطق : أهرجي عربي يا عذبة الأطباع ماني بأفهم من كلامك شيء
وهج : البوكس يعني صندوق بس اللي أخذته لها كبير مره يجي فيه ثلاث طبقات مختلفه ، أول طبقه فيها عطور من ست ماركات والثاني نظارات شمسية تجنن مره وآخر طبقه فيها طقم عناية كاملة !
قبّل رأسها ينطق بهدوء نبرته : ما قصرتي
ضحكت تضرب كتفه وتنطق : مقارنة بك قصرت وجدًا !
ضحك بخفه ينطق : ما عليك مني
دخلوا مع مدخل الفندق ومشوا للمصعد ، صعدوا وأبتسمت تنطق : وش السيارة ؟
رفع عيونه من جواله ينطق : اللي جبتها لنمر ؟
هزّت رأسها بالإيجاب وأبتسم ينطق : لكزس أي إس
رفعت حاجبها بدهشة تنطق : مالي بالسيارات صراحه بس دامها لكزس أكيد فخمه
نجم : الله يعطيهم خيرها ويكفيهم شرها
وهج : آمين يارب
نزلوا من وصل بهم المصعد للطابق حقهم ، تقدم يفتح الباب ويدخل ، دخلت من خلفه وزفرت تنزل بلوفرها الأسود تبقى بشيرتها المنقط وأنحنت تفكّ جزمتها ، رفعت نفسها وسرعان ما لفّت بصدمة من سحبها مع ذراعها يحاوط خصرها ، يمسك كفها وينحني برأسه على كتفها يراقصّها ، توسعت عيونها بصدمة من بدأت تتناغم معه تبتسم بخفه ، تميّل بخصرها تذبحه وتحيّيه بميلان جسدها على نغمة العود ، قبّل عنقها ينطق بهدوء نبرته وصوته العميق : تلاقت يديني فوق خصرك وعودّك مال أشهد إني مت وحيّت وضعت بالحسن الكثير !
أبتسمت بوسع ثغرها ترفع عيونها عليه ، أنحنى لها يقبّل ثغرها يبتعد من وقفت الأغنية أثر سوء الشبكة ، كانت فرصتها وأستغلتها تبعد عنه تركض تدفن وجهها بالوسادة الصغيرة على الكنب ، تحسّ بنيران تشتعل بمجرى شرايينها وتنفسها اللي أصبح ساخن ، من فرط خجلها وإنه ما تركها بخاطرها ورقص معها ، يأكد لها إنه بالفعل جاهز لأجل يلبّي كل طلباتها ولو يكلفه هالطلب عمره ، تكى على الجدار يتأملها يبتسم من حلاّتها وبراءتها حتى في خجلها بريئه ، تلاشت إبتسامته من وصله إتصال نمر يمشي للشرفه ، فتح بابها ونطق : أرحب !
قفله من وراه وأختفى صوته من الداخل ، غمضت عيونها وبدون شعور غفت على الكنبه ، بالخارج عنده تقدم يسحب الكرسي يجلس عليه وينطق : أسمعني جعلني فداك
زفر نمر ينطق يضيق : والله العظيم إنها واجده يا أبو رماح !
نجم : يا رجال جعلها أردى ما تركب
نمر : الله يسامحك يا نجم والله ما ودّي إنك تكلفت بها
أبتسم نجم يغير الأجواء الرسميه ينطق : تبي تمشي مرتك على القرنبع اللي عندك علمني ؟
ضحك بعلّو صوته ينطق : الله يكثر خيرك ولا يحرمني منك يا عيون أخوك وأبشر بالعوض نفدا خشمك نردها لك بالأفراح
ضحك نجم يغمز يدّعي إن نمر يشوفه ينطق : ها لا أوصيك هدية نهار ولدي عليك
ضحك نمر يأشر بإصبعه على خشمه ينطق بحدة : يبشر بالهدايا وأنا عمه !
نجم : ذلحين أنا أستأذنك روح أنبسط يا عريس والله ماهي بقدرك السيارة لكن هذا اللي قدرنا عليه وأبشر بالعوض
أبتسم نمر يتفحص مفتاح سيارته الجديدة بين يدينه وزفر ينطق : لا أخلا ولا عدم يا أبو نهار ، ودعناك ربي
نجم : في أمان الله
قفل وزفر يفتح الباب يدخل للصالون ، وقف بمحله من شافها نايمه بعمق على الكنبه ، تقدم لها ببطء وحذر شديد يجلس بجانبها ، أبعد خصلاتها عن وجهها وزفرت ترفع رأسها تثبته على فخذه ، أنحنى يقبّل رأسها يستنشق ندَى شعرها ورفع نفسه يبتعد ، سحب اللحاف الموجود على ذراع الكنبه يغطيها به ورجع لجواله يفتح قروب العايله ، يسمع رسايل سهيل الصوتيه وهواشه للعيال ، ضحك يقرأ ردودهم وأستوقفه رسالة من أبوه في القروب وهو كاتب : بنت جابر أحد عطاها زاد تأكله ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : وش السالفه ؟
زفر يتصل على شجاع ومدّ كفه يغطي أذن وهج ، وصله صوته وهو يقول : يا مراحب يا أبو رماح
نجم : البقى يا مرحب ، شجاع بنت جابر عوّدت عليكم ؟
هزّ شجاع رأسه بالإيجاب يدّعي إن نجم يشوفه ينطق : الله الله
زفر نجم ينطق : وش جابها وش صار ؟
شجاع : والله علمي علمك واجهتها عند البوابة وطلعت لبيت عجلان بس يقولون إن الشايب ضيفها في بيت المزرعه
ضحك نجم بسخرية ينطق : بعد !
شجاع : الله يكفينا شرها والله إن وجودها ما يطمن
نجم : ماعليه يا رجال أرجع وأتصرف
زفر شجاع ينطق : أقول أمسك أرضك ولا كأنك تعرفها هي ما تصدق إنك تتدخل بحاجه تخصّها !
ميّل نجم رأسه بعدم فهم ينطق : شلون ؟
شجاع : تحسب عشانها تزوجت وقدهي بتخلف إنها ناسيتك ؟
نجم : وش تقول يا أبو مسلط ؟
شجاع : البنت تحبك من وهي صغيره والقلب يا نجم ما ينسى ولا تحسبها بتنسى إنها كانت بتصير حليلتك بيوم من الأيام لكن ربي خارجك وأبعدك عنها
زفر بغضّب من تذكر خبث نجلاء وسيطرتها على سهيل ، يتذكر كل لحظة من ذيك الليالي وكيف كان عن بعد شعره من إنه يملّك على غرور ، صحى من شروده على صوت شجاع وهو ينطق : أبو رماح موجود ؟
نجم : معك معك
شجاع : أخذ نصيحتي يا أخوك ولا تدوس لها طرف ، إن رجعت بإذن الله لا تفتح موضوعها عند الشيبه ولا تبيّن له إنك مهتم
أبتسم نجم بسخرية ينطق : ماني بمهتم طيب
شجاع : إني داري بس أحذرك
نجم : زين زين ، أنا بقفل دايخ
شجاع : جعله نوم العافيه ودعناك ربي
قفل جواله وزفر يرفع رأسه يثبته على الكنب من خلفه ، رفع عينه عليها من حسّ بيدها على ركبته ، تقدم ينسدح يعدّل وضعيته يسحبها لحضّنه يغمض عيونه بجانبها ، أبتسم يقبّل خشمها ينطق بهدوء نبرته : ربّ ضارة نافعة سبحانه اللي ساقني لك بغرفة نجد بهذيك الليلة ، لولا الله ثم ليلة الجمعة وملّكتي على غرور ما كنتي بحضّني الآن وببطنك ولدنا !
فزّ من ضربته مرتعب ينطق : أخوك يا نجد !
فتحت عيونها وهي اللي كانت تسمع مكالمته كامله مع شجاع تنطق بغضّب : وش تلمح له أنت ووش جاب طاري غرور ؟؟
بلع ريقه يرفع حاجبة بدهشة ينطق : هذي غيره ؟
زفرت ترفع نفسها تعطيه ظهرها ، مسك أكتافها ينطق بإبتسامه عريضة : تغارين !
رفسته بكوعها وضحك يقبّل كتفها ينطق : ‏أنا دخيلك لا تغارين من الأوادم دامني قربك ، سمّي وأمري وأطلبي من بغيتي أبعده ؟
أبتسمت بالخفى تصدّ عنه وتنطق : ما غرّت يتهيأ لك !
أبتسم يثبت دقنه على كتفها ينطق بأبيات طرّت على باله يقول فيها :

يانجمٍ وهج في حلّة سهيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن