"أنا مستعد لألتحم بالمخاطر، لأكون بقربكِ عن كثب، حتى لو كنتِ الخطر نفسه."
تترنح فلورنتيا على حافة الغياب، وسط خيوط متشابكة من الشكوك والأسرار المظلمة. بالرغم من أن يديها نظيفة قانونيًا من دم سيلفيا غريس، إلا أن الشك يعلو سطحها كظل طويل، يُلبسها ثوب...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
- لا تنسوا التعليق و التصويت بنجمة -
╴╴╴╴╴⊹ꮺ˚ ╴╴╴╴╴⊹˚ ╴╴╴╴˚ೃ ╴╴
أمامي يمتد الظلام اللامتناهي، يتناثر المطر بحريّة مبللة أرصفة شارع مدريد الفخم، غران فيا. الساعة تقترب من منتصف الليل، وأنا أسير في هذا الشارع الذي يبدو خاليًا، رغم أن أضواء المصابيح تنير طريقي بشكل مبهج. لكنها لا تزال تغمر الجو بالظلام، مزيج من السواد والأضواء يشبه سماء الليل المكتظة بالنجوم. لا أدري إلى أين تتجه بي خطواتي، ولكنني استمريت في المشي، متأملتاً الغموض الذي يحيط بي
أنا هنا، أتجول بلا هدف وسط هذا الصمت المخيف. ما الذي دفعني للتواجد في هذا المكان؟ هل كانت إرادتي أم قدر ما تسيرني؟ وفجأة، توقفت أمام محل القهوة "ستيفاني للقهوة"، المحل الذي كانت تحبه والدتي. لماذا أنا هنا؟ ما هو السر وراء هذا الاختيار؟
نظرت إلى انعكاسي في زجاج المحل، شعري البني القصير مبتل بقطرات المطر، وملابسي مبللة أيضًا. الماسكرا السوداء تنسكب على وجهي، ممزوجة بدموعي. وفي تلك اللحظة، أدركت أنني رأيت هذا المشهد من قبل...
"أمي!!" تلك كلمة الصدمة، فهل هي أمي؟ لا يمكن، أمي ماتت أجتاحتني مشاعر من الارتباك والدهشة. لم أكن أدري ما الذي يحدث، فقد كانت أمي قد رحلت عن عالمنا، كيف يمكن أن تكون هنا؟ "إيلي؟ لماذا أنت هنا في هذا الوقت المتأخر عزيزتي؟"، صوتها كان يعلو في الهواء، لكنني لا زلت متجمدة كالصخرة، أنظر إليها والمطر يتساقط بلا هوادة، ممزوج بدموعي.
تساءلت هل كانت مجرد خيالاً؟ لكن عندما رأيتها، لم يكن هناك مجال للشك، فكانت هي، أمي، مع كل ما في ذلك من تناقض محزن ومفرح في الوقت نفسه.
كانت ابتسامتها تشع بدفء، وعيناها العسليتان تنظران إلي بحب، رغم أني كنت مذهولة ومرتبكة للغاية. بدت وكأنها عادت من العالم الآخر لتعانقني، ولم أكن أدري كيف أستوعب هذا المشهد الذي يبدو كالحلم.