الفصل العاشر

188 11 2
                                    

.
وصلت السيارة الى الشاطئ،فترجل منها ليفاي ثم توجه الى الرمال و القى بنفسه فوقها.ينظر الى النجوم الساطعة في السماء و يتأملها،يستمع إلى صوت ارتطام الأمواج ببعضها البعض و بالصخور.التواجد في الشاطئ كان دائما هو الحل الأمثل لليفاي لكي ينسى همومه مذ كان صغيرا،كان هذا الجو عادة يسحب كل الحزن الذي يعشش داخله،لكن هذه المرة الأمر مختلف،هذه المرة عجزت النجوم و البحر عن مساعدته،لقد فقد الأم،الأم التي هي أثمن شخص في الكون،لذا فالأمر ليس بالسهل عليه أبدا،و لاسيما أنه فقدها بعد مدة ليست بالطويلة على فقدان أبيه،يشعر فعلا أنه وحيد و أن لا أحد إلى جانبه.

طلبت هانجي الجالسة في السيارة من ميكاسا ان تساعدها في الوصول الى ليفاي،فهي تشعر انها تريد ان تكون الى جانبه و تخفف عنه و لو قليلا،و ذلك لأنها تعلم جيدا ما يشعر به ليفاي في هذه اللحظات.
ساعدها كل من ميكاسا و إيرين في الوصول الى مكان ليفاي و الاستلقاء بجانبه.استلقت بجانبه على الرمال و أخذت تتأمل السماء بدورها.شابكت يدها مع يده و شدت عليها بقوة.
ظلا صامتان للحظات حتى قطعت هانجي الصمت.

هانجي:هل أنت بخير يا ليفاي؟؟

ليفاي:و هل أبدو لك كذلك؟؟دعيني و شاني يا هانجي.

هانجي:لا،لن أفعل.أنا أيضا أقوم بواجبي تجاهك كزوجة لك.

ليفاي:أرجوك يا هانجي،أريد البقاء بمفردي.

هانجي:قلت لا،لن أتركك.أعلم الآن بأنك تشعر أنك وحيد لكنك لست كذلك.هنالك الكثير من الأشخاص في انتظارك،لا تفكر فيما فقدته،فكر فيما تبقى لك.

ليفاي:أنت لا تعلمين ما أشعر به لذا اصمتي رجاءً.

هانجي:بل أعلم يا ليفاي،أعلم جيدا.
شعر ليفاي برعشة في صوتها فأدار رأسه ناحيتها ليجدها تبكي.شعر في تلك اللحظة أنه ارتكب خطأ في حقها.

ليفاي:أ أنا لم أقص..

شدت هانجي على يد ليفاي بقوة أكبر و أردفت:أنا أكثر شخص يعلم ما تشعر به الآن يا ليفاي،أنا التي كانت أمي هي كل شيء بالنسبة لي لكنها تركتني و انتحرت أمام ناظري،أنا أيضا اعتقدت أنني وحيدة،فكرت عدة مرات في الاستسلام و التخلي عن الحياة،لكن كلماتها لي كانت تجعلني أتشبت بالحياة و بأمل ضئيل في أنني سأجد الطريق لحياةٍ سعيدة......و وأمك أيضا بالتأكيد لم تكن تريد أن تراك حزينا هكذا،هي بالتأكيد لا تريدك أن تفقد الأمل أو تعتقد بأنك وحيد،أنتَ لست وحيدا أبدا،لديك اصدقاء يحبونك و أشخاص يهتمون لأمرك،و و.....

ليفاي:و ماذا؟؟

هانجي:و لديك زوجة.
بعد سماع ليفاي كلام هانجي شعر نوعا ما بالاطمئنان،شد هو الآخر هلى يد هانجي،نظر الى السماء و ابتسم ابتسامة حزينة.

ليفاي(بنبرة حزينة):ر ربما أنتِ محقة.
مر يوم الجنازة و مرت بعده الأيام و الشهور التي بدأ معها ليفاي باسترجاع نمط حياته و اعادة المياه الى مجاريها شيئا فشيئا،فالحياة تستمر.
استيقظ بارد الملامح فحمي الشعر من النوم ليجد هانجي بجانبه تغط في نوم عميق،فمأخرا أصبح الزوجان ينامان معا.لم يرد ازعاجها او إيقاظها،فنهض ببطء،مارس طقوسه الصباحية بهدوء ثم غادر متوجها إلى عمله.
و بعد فترة تقارب الساعة استيقظت هانجي و توجهت الى فناء المنزل لتجد ميكاسا تنتظرها على طاولة الافطار،فتقدمت نحوها و القت تحية الصباح.

♡نبض القلب♡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن