ضرب صدره بعنف وبحرقه تحرق ما بداخله ألتهبت جروحه من جديد بعد ما تناساها : قلبي حاس فيها عايشه وربي عايشه غرور ما ماتت !
ضمته جود وهي تبكي بقهر على حاله : ما ماتت حتى انا احس انها عايشه ولو ماتت كان شفنا جثتها ، أنت اهدا الحين وتعوذ من الشيطان
رفع وضاح وجهها عن صدره وهو يمسح دموعها بيدينه : يلوموني بحبك ، انتي أمي اللي بدونها اضيع
أبتسمت بحياء وغطت وجهها من أرتفع صدا ضحكته بالمكان : عمى لا تضحك علي !
رفع كتوفه وهو يحاول يتماسك عشان ما تزعل عليه : وانتي منجدك تستحين ؟
رفعت حاجبها بحده وبصوتها الأنثوي : شايفني واحد من الشباب مافي وجهي حياء ؟
هز راسه بنفي وهو يطبع عده قبُل على راسها ، دفعته جود خارج غرفتها وهي تلوي شفتها بطفولية : مضيع غرفه جدتي شكلك ! أنا جود مو عجوز عندك
قفلت باب غرفتها وهي مبتسمه بفرح من سمعت صوت وضاح يضحك عليها عند باب غرفتها ، رمت نفسها على السرير وهي حاسه أن اللي في وضاح شيء أكبر من ذكرى بنت خالتهم .
-
« كِسار ، سمّار »
رفع حاجبه بغيض من تمتمت رسيل بربكه : أسفه كِسار ما كان قصدي اطردك !
رمى سهام كلماته بقلب رسيل وهو مو مهتم لها ولا لصدمه سمّار من حكيه الكاذب : تطردين زوجتي عادي يعني ؟ وبعدين أنا سيدك بها القصر كِسار لا أسمعها منك وزي ما جبتك أقدر أردك للمكان اللي كنتي فيه !
سحب سمّار المتصلبة بصدمه من مكانها وهو يدخلها تحت ذراعه بهدوء وعيونه تتأمل ملامح رسيل الباكيه .
حرر سمّار من قبضته ودخل لغرفته تاركها بحيرتها خلفه ولا حتى أعتذر عن الكلام اللي تفوه فيه عند رسيل .
دخلت لغرفتها وهي ما تشوف من كثر غضبها من نفسها وكيف انها سكتت له وخلته يتمادى معها . « الديره ، حارث »
قاعد بوسط بيتهم وعيونه تتأمل مكان تجمع عائلته سابقاً وعلى شفته أبتسامه حزينه ، وقعت أنظاره على عصى باللون الأسود لوالده واللي حافره أثارها بوسط جسمه أبتسم بخيبه من راودت لمخيلته أصوات خواته بينما أبوه طايح فيه ضرب .
« قبل سنوات »
تقُدم سالم لجلسه حارث وخواته وهو يجر حارث بين يدينه العريضه بقوه ويدفعه بكُل حيلته على الخزان وبصوته الصارم : تبي تسود وجهي قدام العربان يالنعومي هاه ؟ ، شفت هالعصى اللي بين يديني هي اللي بتخليك تغدي رجال سنع وانت مو فالح لي الا بالبكاء و الدشره مع ذنب الصّارم ، رفع عصاته الثقيله وهو يرخيها على جسد حارث الصغير غير مبالي لصرخاته وترجيه له عشان يفكه من لسعات العصى واللي أثارها ما تنمحي ولو أنمحت من جسده بيضل مكانها داخل قلبه الصغير رفع يدينه وهو يضم نفسه ببكى وصوت شهقاته واصله لاهله داخل البيت واللي كانو يتأملونه بشفقه لحاله ولا يتجرأون
يطلعون عند سالم وهو في أقسى حاله
صرخ بعنف من دفعه كِسار وخلاه بعيد عن حارث اللي حالته يرثى لها ورغم صغر سنه الا انه كان جامح وله رهبه بقلوبهم من صغره : تشوف أن ضربته بتخليه يصير على هواك وتسد حلوق هالناس ؟ بس تذنب بولدك وتسمع هرجهم اللي كله حسد وغيره !
سحب جسد حارث وهو يرفعه على كتوفه العريضه كانت بنيه جسده تختلف جذرياً عن بنيه حارث النحيله
طلع فيه لنهايه الديره تحديداً لبيت صغير أنهجر بعد ما رحلت راعيه العجوز واللي كانت تهتم فيهم وترعاهم داخل بيتها سدحه على الفرشه الموجوده على الارض وطلع رايح لبيتهم يجيب شيء يقدر يسعف فيه حارث
أخذ قطعه القماش اللي كانت تلعب فيها جود وتحطها على عيونها ومن شافته طالع ركض لحقته وهي تصيح تبي قماشتها اللي أخذها ، مد لها كِسار بـ حلاو وهو يسكتها فيها من دخلو داخل البيت ، تقدم عنده بعد ما بل القماش وبدا يمسح على جروحه بخفه ، ميلت راسها جود وعيونها بعيون حارث المتألم من قوه الضرب اللي خذاه هزت راسها بطفوليه عشان قرونها تتحرك : لا تبكي ثير ذيي قوي ثويت ثعري وما بكيت " لاتبكي صير زيي قوي سويت شعري وما بكيت "
شد شعرها وأبتسامه طفيفه على ثغره من مواساتها له رفع راسه بتعجب من لمح كِسار شايلها بين يدينه وهي ترفسه برجولها وتنادي حارث تبي يساعدها : أرثوث حارث ثاعدتي من الوحث " أرجوك حارث ساعدني من الوحش "
وقف بصعوبه وهو يتقدم ناحيه كِسار وسحب جود منه وعلى ثغره أبتسامه طفيفه من فرحتها بـ أنتصارها على كِسار اللي يمثل بتعابير وجهه للزعل : أحثن ثفتني قوي " أحسن شفتني قوي "
عطاها ظهره كِسار بهدوء وهو طالع تاركها خلفه عند حارث ، بينما جود نزلت من حضن حارث وطلعت ورا أخوها بعد ما ودعت حارث بقبله على يدينه .
مدت كفها الصغير وهي تدخله بين كفَوف كِسار الضخمه مقارنه بصغر يَدها ... رفعت راسها وهي تبتسم له : أحبك أنا .
« وقتنا الحاضر »
ميل شفته بشك من سمع أصوات قريبه من شباك الغرفه اللي هو جالس عندها ، سند ظهره جنب الدولاب من صدع صوت مسكه الباب تنفتح ودخلت ضي بضحكه : سبقتكم أنا ويا ويلكم لو ما تعشوني بكره !
دفعتها جود عن طريقهم وهي تهز راسها بتسليك لضي : أيي تبشرين أنتي ، ولو ودك بعيوني بعد ما تغلى عليك
نطقت ضي بعبط : ما بقول لا من يقدر يرد عيون المها ؟ بطلعها بالسكين وباخذها منك !
ضربتها وضوح على راسها وبحده أنثويه : قولي ماشاءالله لا تصكين البنيه عين
رفعت حاجبها بعدم أعجاب ضي : وش شايفتني وضوح مغير تعطي الخلق عين ؟
تأففت بملل من ضي اللي الكلام ضايع معها هي بصوب والجديه بصوب ثاني رفعت الكشاف بوجهه جود وهي تنطق : ليه جايبتنا هنا ؟
هزت راسها بنفي جود : مب أنا ذي الخبله تقول معها مغامره لنا ، شافت أمس جني على قولها وطفشتني الا تجي تشوفه
وضوح بعدم أعجاب لتدخل أختها المعتاد : نمشي ورا هالخبله وبنروح بدواهي أنا طالعه للبيت مالي دخل فيكم لو درا أبوي وجدي رحنا فيها .هزت راسها جود وهي تأييد وضوح بكلامها : بتصير عشاء ثلاث ليالي ببيتنا
تأففت ضي بملل : بنات تكفون بس خمس دقايق وطالعين والله ، طلعت وضوح من عندهم بدون ما تلتفت لضي اللي ناشبت جود وخلتها تقعد معها تلفتت جود بهدوء : وش تبين نسوي
ميلت راسها بعبط ضي : نشغل الرادي ونرقص
أبتسمت جود وسرعان ما ضحكت : وذي مغامرتك بالله ؟ لو طلع الجني لنا على قولك وش تسوين
ضي وهي تبعد الغبار من على الرادي وبجديه : بقول له خذ جود جمال ودلال وأنوثه وانا بطلع لبيتنا وش يبي فيني
رفعت يدها جود وهي تنزع طرحتها من على راسها : أفف اللي يروح معك يصير بدون عقل والله ، المكان حار أخلصي علينا قبل ما أحد يكشف أننا مو بالبيت
دفت ضي من طلع صوت مزعج وهي تعدل على الصوت وتغير المحطه على أغنيه من الأشرطه الموجوده هزت راسها بهدوء من بدت الأغنيه وهي تلف على ضي وهي تصرخ بحماس : أعرف الأغنيه والله
ميلت شفتها ضي بعدم أعجاب : لا تقولين لي أنه الشايب ؟
جود هزت راسها وهي تضحك بفرح وتغني مع الأغنيه وشوي توقف وهي تتمايل بهدوء ، رفعت نظرها بسرعه من حست بحركه خلفها : ضي ! تسمعين ؟
هزت راسها ضي بموافقه وعيونها توسعت بذهول من الصوت وضح لهم وقريب ما يفصل بينهم شيء رمت طرحتها على راسها وطلعت من البيت بسرعه تاركه جود متصنمه بمكانها مهي قادره تخطي خطوه لقدام ونبضات قلبها سريعه تنفست بسرعه من حست بـ أنفاس تضرب فيها بلعت ريقها بصعوبه من لفها بسرعه ناحيته ووجهها مقابل لوجهه ما تفصل بينهم الا شوي وبخوف : أنِت ؟
رفع يده وهو يسحبها له ويده حاطها على فمها والثانيه بخصرها : أشش في أحد يمشي من عند الشباك .حررها من قبضته من حس أن الظل راح ، تقدم بخطواته لناحيه الشباك وهو يفتحه وعيونه تدور حول المكان بضياع قفل الشباك وهو يعدل وقفته بصمت وعيونه على ملامح جود المرتبكة ، رفعت راسها جود بعد ما حاولت تطلع صوتها بصعوبه : اءءء دخلنا هنا نشوف بس !
كبت أبتسامته من سرعتها بالكلام وبهدوء ممزوج بحده : وعلى أي أساس تشوفون ؟
رفعت كتوفها بحيره : أسال ضي هي قالت نشوف الجني اللي جاء أمس لبيتكم
أبتسمت من أستوعبت مقصد ضي بالجني ودام حارث موجود حالياً ببيتهم فهو اللي كانت تقصده : هو أنتِ الجني ؟
هز راسه بنفي وعيونه على شعرها الطويل : شعرك طال عن أول ، كنتي تحبين القصير وش تغير ؟
لفت وجهها بذهول من أستوعبت وقفها أمامه وبدون شي يسر وجهها وشعرها سحبت الطرحه من خصرها وهي تحطها على راسها بـ أهمال وقبل تطلع من الغرف لفت عليه وبضحكه أنثويه : محد يدوم على أول يا حارث شوف انت من يقول ان المعصقل بيصير جسمه ضخم الحين ؟ طلعت بسرعه من الغرفه أو من البيت بكبره وهي تدعي على ضي الغبيه اللي تركتها تواجهه حارث لحالها .
فتحت باب البيت وعلى شفتها أبتسامه طفيفه وحارث ذكرها بـ كِسار زمت شفتها بعصبيه من لمحت ضي قاعده على الكنب تحتريها تعدتها وهي رايحه لغرفتها وبجمود : أرجعي بيتكم ما أبي أشوفك اليوم تمام ؟
ركب سيارته حارث وعيونه على بيت قايد وهو يتمنى تطلع له ويشوفها من جديد ما أروى ضمى شوقه وشوفتها بعد خلوته زادت الطين بله ، بلع ريقه بصعوبه ورجع نظره للخط وهو يسمي بالله وراجع لدوامه وللمكان اللي صار ينتمي له حالياً بينما قلبه تاركه من ١٨ سنه بين يدين جود الصغيره والحين صار مع الكبير .« قصر كِسار »زفر أنفاسه بتعب وغضب شديد من سياف وفوقه الصداع اللي ناهش راسه نهش ، نزل بخطوات بطيئه للأسفل وهو يدعي أنه ما يقابل أحد ويفرغ غضبه بالشخص الخطا سحب قزازه الماء الموجوده على الطاوله وفتح دولاب المطبخ العلوي يبي باخذ بندول منه وكاس يشرب فيها سحب الكاس وأنحنى بهدوء من سقطت ورقه من الدرج ، رفع حاجبه بحده من قرا محتوى الورقه وكانت عن أخر خطه مقررين ينفذونها رفع الورقه لمكانها وطلع بخطواته بسرعه لغرفته وهو يرفع جواله على وصول رساله من حارث ومضمونها يخبره ان الجاسوس اللي ارسلوه عند سياف توفى الصبح بحريق في سيارته رمى جواله بعصبيه وهو يشد راسه بعجز وغضب شديد ممتلكه شد على يده بقوه إلى أن برزت عروقها بشكل واضح وفاجع سحب بدلته من الكبت وهو يلبسها بسرعه ، سحب سلاحه من السرير وطلع من غرفته وهو يدعي أنه ما يصادف أحد وخصوصاً رسيل ما يبيها تشك بالوضع عشان يعرف يتصرف معها بروقان .
عض شفته بقهر من حس بمويه بارده تنكب عليه بقوه فتح عيونه بتوسعه وبصوت غاضب حاد : أبي أفهم انتي وش تسوين الحين ؟
رفعت كتوفها برعب من ملامحه الغاضبه وعروقه البارزه بشكُل مرعب وبصوتها الناعم : أغسل !
سحبها له وهو شاد على يدها بقوه وهمس بفحيح وأنفاسه الحارقه تضرب ببشرتها الناعمه بقوه : ورسيل ؟ والخدم الكثار وش فايدتهم ؟
زمت شفتها وهي تحاول تحرر يدها من بين قبضته القاسيه عليها تأوهت بألم من شد على قبضته أكثر : توجعني ترا ، ورسيل هي قالت لي أنك تبيني أنظف زيهم !
شد على يدها بقوه وعيونه تتأمل ملامحها المتألمة بـ أنتصار دفعها عنه بقوه وهو يأشر على غرفتها : أطلعي لفوق حرم كِسار ما تسوي شيء !
سمّار وهي محاوطه يدها وتطبطب عليها بهدوء رفعت عيونها بحده لعيونه : من قال اني حرمك هاه ؟ دخلتني بيتك وبتذلني ؟
أتسعت أبتسامته بروقان من شاف نظرات التحدي بعيونها تقدم خطوه لها والجمود محتلي ملامحه البارده سحبها له وهو يقربها منه ويده تضغط على خصرها تحديداً مكان أصابتها : الحلوه زعلانه ؟
مفروض أنا أزعل لاني تبللت كلي وانا رايح للدوام هذا وداع بنظرك !
-
![](https://img.wattpad.com/cover/364644363-288-k988719.jpg)