6

277 4 0
                                    

حرك السياره بعد ما صعدت سمّار بجواره وعيونه تتأمل الشوارع الوسيعه بصمت وبعد صمت أستمر لدقائق أسترق النظر لها بسرعه وهو ينطق : ودك نروح للدمام ؟ عندي أجازه لثلاث ايام منها نمر للبحر ونغير جو دام الأجواء زاينه هناك
ميلت شفتها بتردد : ينفع نقعد هنا ؟ ولا نروح الدمام بدون ما نمر البحر ؟
لف راسه بتعجب من حكيها : ليه ما ودك نروح البحر ؟ تخافين ؟
هزت راسها بنفي وبتصنع الثقه نطقت : بنت متعب ما يخوفها شيء ! هقوك مويه بتشلع قلبها ؟
أبتسم بخفوت من عرف أنها تحاول تبين عكس شعورها وبتأكيد لها : متأكده ؟ لان بنروح الشاليه حقتي .
ناظرته بتحدي وأبتسامه مزينه ثغرها : متأكده يا حضرة الضابط !
عض شفته بهدوء وبتصحيح لها : لواء
ميلت راسها بتفكير وعيونها على أسمه الموجود على المرايه : كلها واحد ما تفرق ، وبعد تردد نطقت بخجل : كِسار ؟
ناظرها بهدوء : هلا ؟
عدلت جلستها بحماس وهي تحاول تكسر حاجز الخجل سندت ظهرها على الباب وعيونها تتأمل نصف وجهه الواضح لها : تدري دوبني أعرف أسمك ! حلو وغريب بنفس الوقت ، من سماك ؟
ابتسم بسخريه من سؤالها وبمسايره لها وهو ما وده تتذكر أهلها وتبكي عنده مايحب أحد يبكي .. نقطه ضعفه الدموع : أبوي ، مد يده لجواله وهو يشغل أغنيه ويرفع الصوت للوسط ، أبتسم من بدت موسيقى الأغنيه تردد بـ أنحاء السياره يليها صوت فنان العرب مزدوج بدندنته الخفيه واللي ما يقدر يتمالك نفسه وما يغني مع فنانه :
ذا صوابه عقب ماهو طعني
ذا صوابه لو نسيته يذكّرني صوابه
في سحابه على متن التمني
شفت عمري خيال في سحابه
رفع عينه لها وهو يراقب تسللها لجواله وتغير الأغنيه بسرعه وهي ما ودها يشوفها نطق بحده : نعم ؟ على كيفك تغيرين ؟
رفعت حاجبها بتعجب وأستنكار : أغير أيش ؟ هو تغير بعد ما خلصت !
ضحك بذهول من كذبتها مع ذلك سايرها بكيفه : بالله ؟ بس الأغنيه عادها في بدايتها
سمّار بتفكير : يمكن لانه مايحب هالفنان وتغيرت أسمع ذي حلوه احلا من اللي قبل
حرك راسه وهو يهمس : منتي بصاحيه تقارنين صوت ذا الماعز في محمد ؟
رفعت يدها بتهديد له : سمعتك سمعتك عاد الا ذا ما اسمح لك تسبه ! ومن زين صوت هالشايب ! رفع حاجبه بعدم أعجاب لسبها وتهديدها له سحب أصبعها السبابه وهو يلفه بخفه : تبين سلامتك لا أشوف إيدك ولا صوتك يرتفعون بوجودي !
فلت أصبعها من قبضته وهو يمسك قهوته ويرتشف فيها بصمت وروقان ، رفع حاجبه وهو يناظرها بحده من رجعت تطفي المسجل من جديد .
بينما سمّار اللي رفعت كتوفها ببراءه : ما أحب صوته طيب ؟
مسح على وجهه بخفه ورجع عيونه على الخط وهو يركز فيه وبين فتره وفتره يلف لها ويتأمل صمتها الغريب واللي أستمر لمده ساعه ونص وبعده غفت وهي تتأمل الشوارع بشغف .
ندم أنه خلاها كُل المده ذي محبوسه في البيت بدون ما تطلع بمكان وبدون شيء يسليها .
رغم أنه لين الحين مو متقبل زواجه منها إلا انها جات بوقتها وبتكون من أحد الخيوط ضد سياف .
-
« الدمام »
الساعه 10:30 .
صعد خيله ومد جواله لها وبخفه مسك يدها وهو يجرها معه على الخيل ، حطها قدامه وهو يثبتها بيده.
شدت على يده اللي محاوطه خصرها بخوف وبترجي : لا كِسار تكفى نزلتي !
سند فكه على كتفها وهو مبتسم من داهمته ريحه عطرها الأنثوي وبخبث : بنت متعب ما يخوفها شيء ؟
لفت راسها له وبترجي : نزلني من فوقه ونتفاهم
أخاف منه والله ، صرخت بعنف من تحرك الخيل بـ أتجاه البحر وبحركه لا أراديه لفت جسدها كله عليه وضّمته ببكى : بطيح وقفه والله بموت
شد عليها بعد ما وقف " الخذام" وهو يضحك من عضته عشان ينزلها ... نط من على الخيل وهي بحضنه باقي ، حنى جسده لين ما لامست أطراف أصابعها البحر وبخفه : ما ودش تعتقين رقبتي ؟ ولا عجبك الوضع وما ودش تفارقين حضني ؟
دفته عنها بسرعه ومن حست بالموج يضرب برجولها رجعت له وهو تشد على يده وبرجاء : كِسار ! بلا نذاله طلعني !
تخطاها وهو يدخل داخل البحر أكثر ومن سمع حلطمتها لف راسه ناحيتها : تدلين الدرب اذا تبين ترجعين جوه
زمت شفتها بعنف وهي تحاول تتصنع القوه وما تضعف وتبكي : انت طلعني ما أقدر انا
هز راسه بنفي وعيونه تتأمل شعرها المنساب على ظهرها بحريه وخصلات منه تداعب وجهها بشغب : لو جيتك باخذ عندي ما بطلعك . « شقه صقر »
رمت الريموت على الكنبه بملل وخوف من أختفاء صقر اللي وصلها للشقه وراح وتركها لين الحين رفعت عينها بفرح من سمعت دقات متفاوته على الباب تقدمت لناحيته وهي مستغربه ليه ما يفتح بمفتاحه الخاص .
ناظرت من خلال العدسه الموجوده على الباب بحذر ويدها على مفتاح الشقه .
بلعت ريقها بهلع وهي ترجع بخطواتها للخلف ، دخلت لغرفتها وهي واضعه يدينها على أذونها من أعتلى الدق على الباب ، يليه صوت غليظ بـ " أفتحي الباب لي " شدت شعرها بعنف وهي تحاول تتمالك أعصابها بذي الطريقه شهقت برعب من سمعت ضرب قوي على الباب وقفت وهي تركض بالغرفه بخوف منهم ... أتجهت لناحيه الباب وهي تقفله قفلتين ثمّ دخلت الحمام وهي تقفل على نفسها فيه وصوت شهقاتها على برعب من الموقف اللي لأول مره تمر فيه ، تمنت أنها ما اصرت على ابوها يطلعون للبر ولا تلاعب الناقه اللي كانت مسببه بشك أبوها فيها ولا تزوجت صقر الكاره لها رغم أنه ما يبين ويحاول يداريها بس بلحظات ينقلب حاله ويطلع من عندها بعد ما يصرخ في وجهها بكُل كُره .
سندت جسدها على المغاسل من ماعاد لها القدره أنها توقف أكثر ، رفعت عينها للمرايه وهي تتأمل عيونها اللي تلونت بلون الدم وأنفها الأحمر ، تنقلت نظارتها من وجهها لأنحاء الحمام وأخيراً أستقرت على الباب اللي يدق عليها .
جلست على الأرض وهي تراقب الباب بصمت وجمود أعتلى وجهها ، سلمت حالها للموقف ولكُل شيء سيء ممكن يصيبها ما عاد لها قُدره على تحمل إي شيء بيصير .
غمضت عيونها من أنفتح الباب بقوه ... فتحتها بعد ما أستنكرت الهدوء اللي عمّ المكان بعد الفوضاء اللي كانت موجوده ، ومن جات عينها بعين صقر الخايف طاحت مغشي عليها ، ركض لها صقر بخوف ورفعها عن الأرض قبل ما يطيح راسها طلع من الحمام وهو يوضعها على السرير ويرش وجهها بماء .
وكله ندم أنه تركها بدون ما تتواصل معه وبمكان ما اعرفه وبين ناس ما تخاف الله .
أبتسم من لمحها تفتحها ومن شافته رجعت تغمضها بهدوء ، دخل معها في السرير وهو يرفعها لصدره ويده شاده على يدها بحنيه ، غمض عيونه وهو مايبغى يفكر فيها أو يتأملها . « بيت الجد قايد »
كانت جالسه كالعاده بجلستها الخارجيه وبجوارها الرادي الصغير وبراد شاهي ، رفعت راسها من وصل لمسامعها صوت وضاح العالي : يا أخُت وضاح ؟
ميلت راسها بعذوبه ، وأبتسامه مزينه ثغرها الصغير : هنيا يا أخو جود !
حنى جسده لها وهي يُقبلها على راسها ، جلست بجوارها وأبتسامه وسيعه على ثغره من لمح ملامحها المعفوسه بعدم أعجاب : الحمدلله عرفتي أنك أختي مو أخت ذاك اللي مايتسمى !
رفعت عينها له بحده ممزوجه ببرود : ذاك على قولك مابتصير زيهه
شهق وضاح بتمثيل وهو يرفع يدينه لقلبه بـ ألم : واشق قلبي شقاه ، ضرب راسها بقوه وهو ينطق بخفه : ذا وانا جاي أبشرش اني باخذش عنده ! شكلي بهون وانتي اقعدي عند خالش بادي
ضمت راسه وهي تبوس خده بقوه وحماس : لا لا أمزح معك ، بس صدق بتوديني له ؟
هز راسه بـ أيه وهو يلعب بشعرها الطويل : فزي جهزي أغراضك نحتريك إنا والجارح في السياره .
-
لمت أغراضها بسرعه بعد ما أرسلت لوضوح أنها مابتجي عندها اليوم وبتطلع مع وضاح ، ركبت السياره وهي شايله هم وضوح وملكتها من غريب اليوم .
ميلت راسها بـ أبتسامه من لمحت الفرحه على وجهه وضاح وبتسأول : عسى الفرح ما تفارق وجهك
شد على يد أخته بخفه : وعسى الله ما يحرمني من زولك
ناظرها بخفه وهي تلعب مع الجّارح بحماس : بنمر شقتي كِسار مو موجود بالرياض حالياً .
رفعت عيونها له بـ أحباط : ليه ؟ كان خاطري اروح عنده الحين
وضاح : بتشبعين منه بس ارتاحي الحين من وجهه
رفعت الجّارح بيدينها وهي توضع جبينها بجبينه وبهمس خافت : وحشتني جيجي!
زمت شفتها بقهر من أعتلت صوت ضحكه وضاح بالسياره وهو ينطق بعد ما حاول يمسكها : كل هالرزانه ونهايتها جيجي ؟
طيرت عيونها لفوق وهي تنطق ببرود : حقي ولا حقك ؟ لا تدخل مره ثانيه !. ‏« 11:23pm وضوح »
طلعت من غرفتها بعد ما نومت ميان والهم كاسي ملامحها تأملت حوش بيتهم والفرشات اللي ماليته والمتاكي مرميه بكُل مكان ، أبتسمت بـ ألم وهي تمشي لخلف البيت وتجلس بهدوء عكس ما بداخلها .
ضمت يدينها لصدرها وهي تشد عليها بكُل حيلها ويدها الثانيه تلعب بشعرها بدون هدف ، رفعت عيونها للسماء من حرقتها دموعها المتجمعة ، تخاف من الحاضر المخبى لها ... تخاف أنها تفقد بنتها لو أكتشفو اللي هي خايفه منه ... السر المدفون مع أبو بنتها .
شهقت بقوه بعد ما انقادت لخوفها ورهبتها من غريب الحاد الطباع كيف بتعيش معه وهي هدمت حياه شخص عشان تبني حياتها هي وبنتها ؟
فزت بسرعه وهي تمسح دموعها من سمعت صوت أبوها قريب منها ، كتمت أنفاسها وهي تترقب تواجده عندها بخوف منه .
تنهدت بفرح من صوته أختفى وعرفت أنه طالع مثل كل مره يتضايق من أمها دخلت للبيت وهي تبتسم بـ ألم لضي السادحه على الأرض وعيونها معلقه في السقف تقدمت لها بخفه وهي تحرك يدها عشان تنتبه ضي لها : وين رحتي ؟
عدلت جلستها ضي وهي تتنهد بضيق : قريب ما بعدت عن حياتي
جلست على ركبها وضوح وهي تضمها بحُب : أبوي سوا لك شيء ؟
هزت راسها بنفي : هاوش أمي عشان قالت تبي تروح لـ كِسار
قبلت خدها بسرعه وهي تنطق بحزن : متخيله اني برجع أطلع من البيت مره ثانيه وما بشوف وجهك ؟
دفتها ضي وبخبث : إيي وبتنسينا بعد من هذا حب طفولتك !
جمد الدم بعروق وضوح من أستوعب كلام ضي وبنفي : لا وش حبه صاحيه أنتي ؟
ضي : بكامل قواي العقليه ! مو هذا اللي كنتي تسهرين عشان تشوفينه وتتأملين زوله وهو رايح للمسجد ؟
طلعت وضوح لغرفتها وهي تتهرب من مواجهه ضي واللي فتحت مواضيع تناستها ، رمت نفسها بجوار بنتها وهي تتنهد بهم : يالله ! « الصباح ، شقه صقر »
فزت من نومها بهّلع من راودتها أحداث الليل بالحلم ودق العامل الباب ومحاولته للدخول عندها ، بكت برعب من حست في صقر يشدها بحضنه وهو يحاول يهديها ويوعيها انه معاها ومحد بيقدر يلمسها او يتعرض لها .
بعدته عنها من أستوعبت أنها بحضنه وتبكي على صدره ويدينه محاوطتها نطقت ببحه صوتها من البكى : لا تقرب لي عقب ما بغيت تنزع قلبي من مكانه
وقفت وهي تمسح أنفها المُحمر من البكي وعيونها المغموره بالدموع ، غسلت وجهها بعنف وهي تحاول تتمالك نفسها ولا تنهار قدامه من جديد.
طلعت من الحمام بعد ما هدت شوي وهي تمسح وجهها المبلل متجاهله نظراته اللي تتأمل تفاصيل وجهها وملابسها المبلله واللي بينت معالم جسدها الرقيق
سحبت لها ملابس ودخلت الحمام من جديد وهي تبدل بجامتها بفستان باللون الأسود بدون أكمام ويوصل لنص ساقها ، ماسك على جسدها ويتسع من بعد خصرها بكسرات خفيفه .
رفعت عيونها بحده خفيفه وهي تتأمل أنعكاسه بالمرايه : شيل عينك عني !
سند راسه على ذراعه وهو يبتسم برود : ماجات عليك عشان أشيلها ؟
إبتسمت بـ أنكسار من جرح أنوثتها بكلمته رغم درايتها بشعوره تجاهها بس ماله أحقيه أنه يجرحها ويذكرها بوضعهم كل شوي ورميه أبوها عليه بلحظه غضب اللي بمجرد ماتشوف وجهه تراودها نفس المشاعر ونفس الشعور ، أنسدحت على السرير من أنتبهت لعدم تواجده عندها وكانه عرف مابداخلها وخرج ملبي لرغبتها.
أبتسمت بخيبه من تذكرت اليوم المشئوم بعد ما تركها أبوها معه وطلعو المدينه وبقلبها غصه ألم وخيبه من تصديق أبوها لأوهام أخترقها عقله ولباها بدون ما يتأكد من شعوره ، وبراسها تتردد جمله صقر اللي جرحتها زود على جرح أبوها لها من نطق بكُل هدوء " رايحين نملك بالمحكمه وعقبها نشوف حل لـ هالبلوه اللي جابها أبوك لي وبلاني فيها ، كلها كم يوم او أشهر بسيطه وبترجعين لبيتك أهلك معززه مكرمه " .

جيتك وانا الشجاع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن