« المصحه »
أتسعت أبتسامتها بفرح من سمعت دق على الباب فتحت الباب وهي ناويه ترحب بـ رماد اللي أعتادت تواجدها كُل صباح ، جمدت ملامحها برعب من بانت لها ملامح وضاح المبتسم من أبتسامتها .
تراجعت للخلف وهي تجلس على السرير وترفع رجولها لصدرها وعيونها تتأمله بصمت مريب .
تقدم لها وضاح وهو يتنهد بهّم خوفه يتكلم معها وما تطلع هي نفسها اللي بباله ، أوراقها مجهوله ومالها أسم بـ أي ملف من ملفات المستشفى وكل اللي عرفه من صاحبه ان فاعلين خير جابوها بعد مالقوها بترمي نفسها على السيارات ، جلس مقابل لها وعيونه تتأمل ربكتها وتشتت نظراتها بـ أنحاء الغرفه نطق بصوته الهادي : تعرفين أسمك ؟
ناظرته لثواني بصمت ومن ثمّ حركت راسها بنفي لأجابته وأعتلى وجهه ملامح اليأس وفقدان الأمل وخوفه أنه يتبع سراب ماله وجود بالحياه أصلا ، وجوده بين أحضان الأرض وليس عليها ... رفع عينه للسماء وهو يزفر بكُل حيله وألم على فقد محبوبته: يالله !
وكأنها أتتّ بساعه أستجابه ودخول أمل جّديد لقلبه من دخلت رماد الغرفه بسرعه وهي تنطق بعجله : أسفه غرور طولت اليوم بس كان عندي مريض وما قدرت أتركه .
أبتسمت بورطه من لمحت وضاح يتأملها بصمت وعدم أستيعاب للأسم : غرور ؟ أسمها غرور ؟
هزت راسها وهي تتأمل ملامح غرور المصدومة من كشف كذبها عليه وبسرعه لعنت نفسها بداخلها ولعنت تصرف رماد الكارثي .
سرعان ما أبتسمت ببراءه من لف عليها بلهفه وهو يحاول يصدق أنها نفسها بنت خالته ، مو مجرد تشابه أسماء ونفس الملامح ... تنفس بعمق وهو مغمض عيونه يخاف يفتحها وما تكون قباله ، يخاف يفتحها ويطلع مجرد صدف .
فتح عينه برجاء وهو يتمنى ماتخيّب ظنه وتطلع هي غرور اللي يبيها ، غرور بنت خالته ، وحب طفولته وشبابه .
نطق بلهفه طغت على صوته الهادي : غرور ؟ نور وضاح ؟
رفعت يدها لعيونها وهي تغطيها بـ ألم وبكى : لا وضاح لا تقولها تكفى ، مو غرور أنا مو غرور! شتت عيونه بأنحاء الغرفه الصغيره من أعتلى صوت شهقاتها وبكاها ، رفع يده وهو يحوس شعره فيها ما يدري كيف يتصرف ووش المفروض أنه يقوله ويواسيها فيه عرفها ما كانت هالبنت الا غرور ! وغرور اللي كانت موجوده معه بالماضي بنت خالته واللي أختفت من سنين بعذر انها ماتت ! حتى بدون ما يسون لها عزا ولا لجثتها إي وجود ، مرت طيف أبتسامه حزينه على شفته من الحاله اللي وصل لها واللي غرور وصلته لها كمان بسبب خالته ! في اللحظه ذي ترك كل الكلام والعتاب واللون وهو يحوطها بذراعه ويشدها لصدره بكُل حزن لحالها وفرح من تواجدها بقربه .
مرر يده اليسار وهو يحركها بلطف وحنان على راسها وبيده الأخرى يشد عليها كُل ما اعتلى نحيبها وصوت بكاها ... الود وده يشق صدره ويخبيها بين ضلوعه بدون ما يوصل لها أحد أو ياخذها منه ، رفع عيونه بخوف لـ رماد اللي كانت تتأملهم ودمعه منسابه من عيونها بحزن على غرور ، تقدمت بتردد وهي تضرب غرور أبره عشان تهدى وتنام الحاله اللي وصلت لها ممكن تسبب لها انهيار عصبي او صدمه من تواجد وضاح عندها .
-
فتحت باب السياره تركب وعينها على كِسار الجالس بصمت بمكانه وسرعان ما حرك من قفلت الباب لفت راسها وهي تتأمل الشارع بصمت ، ميلت راسها بهدوء وهي تناظر له بتساؤل : راجعين الرياض ؟
رفعت يدها وهي تدق كتفه بخفه : أكلمك انا ؟ بنرجع الرياض ؟ مو قلت بنقعد هناك كم يوم ليه رجعنا على طول ؟