سحبت جسدها الهزيل ببطى سانده نفسها على باب السياره ، ضمت رجُولها بعنف لصدرها وصوت شهقاتها بدت بالتحرر لكبت دام لدقائق عديده ، شهقت برعب من تقدم " سياف " ناحيتها وهو يدعس يدها بكُل قساوه وحّقد مالي قلبه الأسود وبـ أبتسامه تحمل كل معاني الخبث : امسحي دموع التماسيح اللي ماليه وجهك ، مافي شيء نافعك خذي شنطتك ووصليها للأستراحه قبل ما تنكشف وتروحين بداهيه ، حنى جسده الى الأسفل مقرب راسه لراسها : الوقت مو بصالحك كل ما تأخرتي رحتي فيها ، ضحك بـ انتصار عليها من شافت دموعها ماليه وجهها وشهقاتها اللي تطلع غصب عنها .
راح وترك أنسانه خلفه تصارع الخذلان و الألام من أقرب الناس لها مكسوره من سياف وما في شيء يجبر كسرها في أخوها اللي مايهمه الا نفسه و أشباع شهواته.
وقفت بألم وهي تجر خيباتها وألامها نحو الهلاك ، المكان اللي كل ما تروحه ما تطلع منه سليمه واليوم أنتصف الليل وهي ما ودت البضاعه لهم ولو عدت هالليله على خير فهذي معجزه عظيمه .
شدت لثام وجهها من بدت لها الأستراحه بالوضوح الى أن أستقرت أمام البوابه الضخمه بلونها الأسود الداكن ، وكأنها تعبر عن سواد ما بداخلها ... رفعت عيونها للسماء وهي تطالب بشيء يبعدها اليوم عن الأستراحه وتسليم البضاعه لهم .
شدت على يدها بعنف من داهمتها ريحه عطر رجاليه تلتها قبضته القويه شاده على عضدها وساحبها لمكان سيارته القريبه من الأستراحه ، تحركت بعنف وهي تحاول تحرر نفسها من بين يدينه القاسيه بعد ما داهمتها كل الأفكار السوداويه وش يبي فيها ؟ وليه يجرها بالطريقه هذي .
أمتنعت عن المقاومه من حست السلاح احتك بخصرها وهو يضربها بالسلاح بخفه ، نطق بصوته الرجولي العاكس عن ريحه عطره القويه : انتهيت يا سياف مافي داعي انك تقاوم
تنفست بعمق من عرفت أنه أحد رجال الأمن ومستحيل يضرها بشيء لو طلبت مساعدته ، والغريب انه يفكرها سياف ووش عرفه هو بسياف أساساً .
مسكت يده اليمين وهي تحاول تسحب السلاح منه عشان تقدر تكلمه غافله أنها ضغطت زر ممكن يضيع حياتها وينهيها بصوره بشعه رفعها كِسار بسرعه من حس بالدم بدا يعبي يده فتح باب السياره وهو يثبته برجوله ويحني جسده داخل السياره يسويها بعد ما فقدت الوعي ، شغل سيارته وانطلق فيها بكل سرعته لقصره .. رفع جواله وبحده : رسيل افتحي لي البدروم ودقي على الدكتور صالح يجي حالا عندي
قفل جواله ورماه ورا عندها وهو مستغرب ان على طول فقد وعيه من أستقرت الرصاصه بخصره ونحاله جسده مقارنه بـ أخر مره قابله فيها .
نزل من سيارته بعد ما أشر للحارس يدخل اللي داخل السياره البدروم ويوقف سيارته بمكانها وهو ما ألتفت للي معه ورا ولا شاف انها لابسه عبايه بالأساس .
قرر انه يخلي سياف ضيف عنده كم يوم يبرد خاطره على سواياه القذره فيه وبيسلمه بعدها .
رمى سلاحه على سريره الكبير ودخل للحمام وهو قرفان من نفسه وانه أنقذ حياه أقذر وأخبث أنسان عرفه .
طلع من جناحه بعد ما لبس بنطلون أسود وبلوفر اسود وكاب على شعره المببلل وقف مقابل لـ رسيل " رئيسه الخدم " : جاء صالح ؟
هزت راسها بـ ايوه : جاء وكشف عليها والحين راح يجيب ادويه لها حالتها مره صعبه بسبب بنيتها الصغيره
هز راسه بفهم وما أنتبه لنبرتها وكلامها أساسا ، رفع حاجبه بذهول من أعترضت طريقه رسيل مره ثانيه وهي تفرك يدينها بقوه : وش تصير لك البنت ؟
ناظرها بحده وبصوته الحاد : اي بنت ؟
رسيل وهي تأشر بيدينها : اللي جايبها معك !
تخطاها كِسار بدون ما يشبع فضولها ويطفي لهيبها ، دخل بخطواته الواثقه للبدروم وهو مستغرب اي بنت تتكلم عنها وجايبها معه ، وهو له أكثر من شهر ما جاء لبيته والحين جاء وجايب معه سياف
فتح باب الغرفه بقوه وعيونه تركزت على الجسد الهزيل مستلقى على الارض دون فراش ولا شيء يحمي ظهرها من بروده الارض الخاليه من الفرش حتى تقدم ناحيتها وهو يتأمل وجهها بجمود ، صد عنها من أنتبه لملابسها المشققه من كل جهه ومكان الرصاص ملفوفه بشاش ابيض يغطي كامل بطنها النحيف ، أخذ بدله قديمه له كانت مرميه ورا الباب بـ أهمال وراح لها وهو محتار ما يدري كيف بيلبسها وهي على الارض وبدون لا يشوف وجهها وجسمها المعلم من الضرب !
تنفس بعمق وصد بعيونه للجدار وهو يلبسها بصعوبه وبدون ما يناظر لها ، شالها بين يدينه وطلع من البدروم رايح للقصر وهي بين يدينه ، تخطى رسيل الواقفه بصدمه عند البوابه .. صعد الدرج بسرعه وهو يبي ينزلها بـ اي مكان قبل ما تخونه عيونه ويشوفها مره ثانيه
فتح باب الغرفه المقابله لغرفته بكوعه وحطها على السرير ببطى عشان ما يأذيها وتتضرر أصابتها طلع من عندها بعد ما شغل نور خفيف والمكيف على بروده منخفضه.
أبتسم بهدوء من وصله أشعار بجواله من " حّارث " يعلمه ان تمّت العمليه بنجاح بس كالعاده سياف يدبر نفسه ويطلع من كل مصيبه يسويها ، أبتسم بسخريه من أبتلى بوحده ما يدري من هي ووش تبي رايحه لأستراحه مشبوه ، والجواب الوحيد اللي جاء براسه انها بنت شوارع الا وش بيطلعها أخر الليل وبمكان مقطوع ؟ وما معها أحد رمى نفسه على السرير بهدوء وعيونه على سقف الغرفه الملون باللون الاسود عاكسه عن شخصيته الغامضه والصعبه غمض عيونه بخفوت وهو يتمنى ينام نومه عميقه بدون ما تزوره كوابيس ، له أكثر من يومين مو نايم زين ولاهو ذاق الراحه بذا الشهر ! . « الصبح »
ديّار الصارم طلع أبو بادي من بيته وخلفه عياله وأحفاده كلهم رايحين لبيت بادي اللي الجمعه عنده اليوم وعازم كل أهل الحاره دخل أبو بادي " قايد " وبصوته العال : صبحكم الله بالخير ياوجيه الخير !
فز بادي يسند أبوه ويجلسه بوسط مجلسه : صبحك الله بالنور يا حياه هالمجلس
هز راسه قايد وهو ياخذ القهوه من وضاح اللي مدها له وبخفوت مايسمعه الا بادي : الا ولدك هالهايت ماتدري وين دياره ؟
قطب حاجبه بادي بقرف من سيره ولده " كِسار " اللي نزل راسه قدام العرب بتمرده ودخوله العسكريه رغم عنه وعن القبيله بـ أكملها : بحريقه ما ابي اسمع له طاري !
هز راسه قايد بجمود وهو براسه فكره وان حط شيء بباله يسويه ولا يلتفت لأحد .
وقف بادي وهو يقلط ضيفانه للمقلط بعد ما حطو الفطور على السفره .
—
« بيت قايد »
مجتمعين كلهم على سفره الفطور من قوانين بيت قايد وقت الوجبه ملزومين كلهم يجتمعون عليها .
نطقت الجده بحنيه من شافت العبوس على ملامح حفيداتها : كلمت جدكم وقال بنطلع يمّ مزرعتهم على الأسبوع الجاي
نطت ضي من على السفره وهي ترقص بحماس : في ذمتي آنك اطلق جده
سحبتها جود جنبها وهي تهمس بخفوت : اعقلي لا الحين تروح الحيه وتعلم جدي عن سواتك وعقبها شوفي من بيفكك!
عضت شفتها ضي بخوف لو وصل الكلام لابوها وجدها رغم انه شيء عادي بس عندهم البنت لا يعلى صوتها مهما كان ! .رفعت راسها لوضاح وبيدها اليسار شايله الجّارح والثانيه على ظهره : ابروح معك أشتقت له
رفع حاجبه بغيره : اشوفك من قبل شوي طايحه فيه مدح ؟
ضحكت بصدمه من غيره وضاح عليها : ذا اخوي الكبير بلا دلع وضاح !
رفع يده وضاح لأيسر صدره وبوله كاذب : اخخ متى تجي زوجتي وتقطعني من المدح
رمته جود بالقلم الطايح عندها وبحده : عن الدلع وخذ الجّارح قبل ما يجي خالي ويسوي لنا مصيبه بالذات لو درا انه كان عند ذنب الصّارم .
—
« سمّار »
فزت برعب من داهمه كابوسها المعتاد رمت البطانيه بعنف عن جسدها وهي تمسح وجهها بعنف تبي تبعد تفاصيل الكابوس المرعب عن تفكيرها ، رفعت شعرها عن وجهها وعيونها الفاحمه تتأمل تفاصيل الغرفه بـ استغراب وقفت بسرعه وسرعان ما رجعت بمكانها من داهمها الألم بمكان أصابتها رفعت يدها واضعتها على خصرها وملامحها شاحبه من كثر ما نزفت امس ، عقدت حاجبها بصدمه من شافت البدله العسكريه اللي لابستها مين غير لها ملابسها ؟ ، وهي وينها بالأساس ؟
وقفت بصعوبه ودخلت الحمام تتوضى عشان تصلي الصلوات اللي فاتتها وهي تستغفر ما عمرها تأخرت عن فرض والحين مفوته أكثر من فرض ، نزلت دموعها بقهر على حالها من ما قدرت تتوضى لما أشتد عليها الم خصرها .
طلعت من الحمام ويدها اليسار على الجرح بينما اليمين حاطتها على جبينها من داهمتها دوخه تمسكت بالجدار من حست أن جسمها معد يساعدها على الوقوف من شده تعبها ، رفعت عيونها الحمراء من سمعت صوت صرخه خفيفه عند الباب تنادي بكلام مكسر : بابا تهال في هنا موت زدار طايح
دفها كِسار عن طريقه وتقدم بخطوات خافته ناحيه الغرفه اللي فيها " سمّار " ناظرها على السريع وتقدم ناحيتها من شافها فاقده الوعي وسانده جسمها على الجدار ... حملها بين يدينه وسدحها على السرير .
رفع السماعه وطلب من رسيل تطلع له صندوق الأسعافات للغرفه ... فتح اخر ثلاث ازرار بحيث يبان له بطنها عشان يعقم جرحها النازف ، بلع ريقه الناشف بصعوبه وهو لاول مره بحياته يتعامل مع أنثى غير أخته جود .
-