٠٣

333 13 36
                                    

-



" أخرج من هنا "
صُفع الباب بقوة و أصوات الصراخ كانت مزعجةً للغاية
الجارة العجوز كانت تحدق نحو باب المنزل الصاخب ثمّ دخلت منزلها ، من الواضح أنّه شجار إعتاد عليه الجميع

" أخرج من هنا رجاءً ، يكفي ما تفعله "
تحدث الشاب بعد أن إستطاع أخيرًا التملص من بين يدي الرجل أمامه
لكن سرعان ما تلقى لكمة أخرى و وُضع أرضًا
كان بوسع الرجل التحديق في تلك الجروح بوضوح ، بقع الدم على الأرض ، قميص الشاب المبعثر ، و قوارير الزجاج المكسورة

نحن لا نختار عوائلنا
نحن نختار أنفسنا و حسب و بالكاد نفعل ذلك غالبية الوقت
جمع الرجل لعابه و بصقه أمام الشاب ثمّ توجه نحو الحمام و الآخر يعلم تمامًا ما هو التالي لذا زحف و وقف يستند بأيٍ كان أمامه
و بصعوبة وصل إلى الباب و إستطاع الخروج دون إصدار صوت

أن يعود والدك ثملًا ليس جيدًا و ربما هو أكثر شيءٌ لا ترغب به لكنّ الأسوء من ذلك أن يتم تعنيفك أو حتى تخوفيك أو ربما الإعتداء الجنسي عليك من طرف الشخص الذّي من المفترض أن يعتبر أمانك و بقعتك المحمية - شخصك الحامي.!!

تحرك الشاب و وصل إلى باب المبنى أخيرًا
جلس هناك لبضع ثوانٍ ثمّ سمع صراخ والده مجددًا لذا وقف و حاول الإبتعاد عن المكان
قواه العقلية و الجسدية تكاد تنهار و هو على حافة الجنون
إستطاع التحرك بضع خطوات أخرى حتى وصل إلى متجرٍ قريب و هناك إستند على الدرج و جلس أرضًا
" كوان .!! "

صوت أنثى تعوّد عليه أوقفه عن التفكير في ما حدث و يحدث و سيحدث
سرعان ما شهقت حين إرتأت ملامحه لها
و إنسحبت ببطء نحو الداخل تسحب شابًا أسود الشعر بالقوة نحو الخارج
" كوان هل أنت على ما يرام .؟ "
تحدثت الفتاة مجددًا و هي تتفحص الشاب بعيناها

في حين حدق الشاب الآخر نحو المصاب و تنهد
" هو مرة أخرى .؟ "
حصل على إيماءة و فور ذلك هو تحدث بنبرة سخط
" أخبرتك أن تبلغ الشرطة ، يمكنني مساعدتك أنظر حتى يورين تستطيع المساعدة شقيقها رجل شرطة .!! "
هز الآخر رأسه و قبل أن ينطق تحدثت يورين مرة أخرى
" سونغكوان صدقني يمكننا المساعدة و هكذا أنت لن تتعرض للضرب مجددًا أو أيًا كان "

سحبت هاتفها و بحثت عن الرقم المطلوب و سرعان ما رن الهاتف
لم تتأخر في تشغيل وضع مكبر الصوت
خلال ثوانٍ تم قبول المكالمة من الطرف الآخر و هي تحدثت
" سوكميناه عزيزي اللطيف الرائع هل تعلم أين مينغيو.؟ هو لا يرد على إتصالاتي و أنا أحتاجه "

سمعت سوكمين يتنهد ثمّ يرد
" يورين إذا ما إفتعلتِ مصيبة أخرى أنا لن أساعد و مينغيو نائم في مكتبه بعد يومٍ طويل من الركض في الأرجاء "
همهمت هي ثمّ ضحكت بصخب و لكنها إستعادت رباطة جأشها و تحدثت مجددًا
" هذه المرة الأمر يتعلق بصديق يتعرض للعنف .. بشكل قاسٍ ربما .؟؟"
حدقت نحو سونغكوان مع نظراتٍ غريبة يتخللها الحزن على حاله الدائم و حاولت وصف ما تراه بعد أن طلب منها سوكمين ذلك و هو قدم لها رقم جيسو ليتم فحص الشاب المعتدى عليه

بَانُورَاما.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن