بَانُورَاما.

٣٣

_

" إذا ما أصاب جيسو أي مكروه سأقتلك "
تحدث سوكمين يحدق في تشان الواقف أمام باب غرفة العمليات
يضم يداه نحو صدره و يبكي ، نظراته نحو سوكمين إستفزت الأكبر الذّي وقف و دفع جسد تشان ضد الجدار
إحدى يداه مثبتة على ياقة قميص تشان بينما الأخرى معلقة في الهواء بعد أن أراد تسديد لكمة للأصغر
" توقف ، إهدأ "
صوت يعرفه سوكمين جيدًا ، يشد على رسغه و يسحب تشان ببطء نحوه

" سآخذه معي ، إبقى هنا و إهدأ "
تمتم دونغيول و راقب تشان يحدق نحوه و يهز رأسه
ينكمش حول نفسه و يعود لضم يداه نحو صدره بينما لا يكف عن البكاء
" خذه قبل أن أقتله "
كلمات سوكمين لم تزد تشان سوى حزنًا ، ليس هذا ما أراد سماعه
لطالما علق آمال على إخوته و ما حصل عليه هو الخذلان
علاقته بجيهون كانت على ما يرام على الأقل في حين علاقته بسوكمين أصبحت أسوء من قبل

" سنذهب الآن و نعود لاحقًا "
أفلت دونغيول يد سوكمين و سحب تشان معاه
حرك يده على طول ظهر تشان عندما وقف كلاهما خارج المشفى
قاده نحو المقاعد الخشبية الفارغة في الحديقة
تشان إستمر في البكاء و لم ينطق أي حرف سوى أنّه ضمّ نفسه أكثر
" من الجيد أنّك إتصلت ، أنت بخير إهدأ "
دونغيول حاول مواساته ، لاتزال يده تتحرك على طول ظهر الأصغر
يراقب جسده يرتجف و يهتز مع كل شهقة
لوهلة رأى دونغيول تشان من منظور آخر ، كان يبدو لطيفًا للغاية و ظريفًا و صغيرًا يحتاج للحماية

ليس كآخر مرة رآه فيها
كان يبدو تشان وقتها قويّا و صعبًا للغاية و ليس من السهل التعامل معه
أدرك دونغيول أنّ هذا الشخص يعني الكثير بالنسبة لهي يونغ وقتها
و بما أنّه يعني الكثير بالنسبة لها فهو سيعني الكثير بالنسبة له أيضّا ، خصوصًا بعد أن قطع وعدًا بشأن حمايته
بعد أن علم كل ما يتعلق بتشان من هي يونغ هو أدرك أنّ حمايته واجب
عيون كيم لا تزال عليه و عدم إتخاذه لخطوة إتجاهه يعني أنّه يفكر في أمر ما ، ليس مجرد أمر بسيط

دونغيول أيقنَ أنّ التعامل مع كيم صعب
ليس و هو رجل يملك ما يكفي من السلطة لينهي حياة الكثيرين بمجرد أمر واحد
" تشان ، أتود القدوم لمنزلي .؟ "
إقترح دونغيول و راقب تشان يرفع نظره نحوه ، العيون اللامعة إثر البكاء تحولت لعيون لامعة إثر شيء آخر
ربما السعادة .؟ أو ربما هو شعور الإمتنان الذّي غاص به تشان في هذه اللحظة فور سماع دونغيول يسترسل
" والدتي ستحب وجودك ، صحيح أنّ عائلتي مزعجة لكن ستكون بخير وسطهم و لن يؤذيك شيء "
كلمات دونغيول جعلت دموع تشان تعود لتنهمر ، العائلة
الشيء الوحيد الذّي تمنى تشان الحصول عليه بمعنى الكلمة و ليس بشكلٍ سطحي عابر

" ماذا عن جيسو .. هيونغ .؟ "
تمتم تشان و راقب دونغيول يقف ثمّ يعدل معطفه
" حسنًا ، سيكون بخير أعتقد أنّ وضعه مستقر الآن أليس هذا ما قاله الطبيب .؟ إعذر كيوم إنّه شعور الندم فقط "
دونغيول أمسك يد تشان و أجبره على الوقوف ثمّ جره بشكلٍ هزلي يحاول تحسين مزاجه
ليس من السهل أن تتعرض لهذه المعاملة بعد أن كنت غارقًا في الحزن
دونغيول لازال حزينًا لكن ما يحزنه أكثر هو كيف أنّ حياة تشان هي الحياة الوحيدة التّي كانت على عاتق هي يونغ حقًا