القمر الدموي

100 10 4
                                    

كنا نجلس على مائدة العشاء ، عندما اخبرنا والدي انه قام بتسجيلي أنا وأخي بالمخيم الصيفي الذي يبدأ يومه الأول بعد غد ، أحسست بضيق مما سمعت فانا فتى غير اجتماعي ، على عكسي تماماً كان أخي فتى وسيم الوجه ، طويل القامة ، ذا شعر كستنائي وعينان شهلاء وبشرة برونزيه كان قد اكتسبها من نادي تعليم السباحة ، ولم يواجه يوماً صعوبة بتكوين صداقات ، كانت تلك هوايته على ما اعتقد ، فانا لا استطيع حصر عدد أصدقائه ولن استطيع يوماً .

أما أنا فكنت بدين الجسد متوسط الطول ألبس نظاره طبية بعرض سنتيمتر والنصف تقريباً ـ ويغطي وجهي الأبيض النمش وشعري الأشعث يحتل مساحة لا باس بها فوق راسي ، كانت أكبر مشكلاتي الاختلاط مع الأطفال الآخرين ، فكنت أفضل أن أقضي ساعات مع حاسوبي على أن اقضي بضع دقائق مع وحش صغير الحجم .

توقفت الحافلة الصفراء أمام مدخل المنزل وفتح الباب ، صعد عمر على عجل يحي الفتية وصعدت أنا خلفه بتململ واضح ، ألقيت نظرة خاطفة على أكثر الأماكن عزلة لأجلس ، ليغلق بعدها باب الحافلة ونمضي بطريقنا للمخيم الصيفي ، كنت انظر مباشرة لعيني السائق المنعكسة بالمرأة عندما بدأتا بالتحول تدريجياً للون الأحمر ، نظرت بذعر حولي لأرى جميع من في الحافلة بدؤوا بالتحول لكائنات أشبه بالمسوخ ، حاولت الصراخ لكن صوتي خانني ولم أقوى على التفوه بأي كلمة ، حتى أخي عمر كان قد تحول إلى مسخ شديد البشاعة و القرف ، مد سائق الحافلة يده إلى المذياع و قال بصوت مرعب : أهلاً بكم إلى مخيم الرعب الصيفي .

كوكتيل رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن