حكاية نشرتها إمرأة أمريكية في إحدى المواقع زاعمة بأنّها حقيقية، أقل ما يمكن أن يقال عن هذه القصة أنّها عجيبة. فالمرأة التي تعيش مع زوجها في إحدى ضواحي المدن الكبرى مرّت بموقف صادم لا يمكن تصديقه.. وهذه القصة التي روتها – بتصرف مني :
أنا وزوجي نعيش في مكان معزول نوعاً ما في ضواحي مدينتنا ، على الرغم من أننا في الخمسين من عمرنا، إلا أننا من أصغر سكان الحي وأقل عمراً بثلاثين أو أربعين سنة من أيّ جار لنا ، أغلبهم يملكون أحفاداً يزورونهم بانتظام ويعتنون بهم ، لكن ليس بالنسبة للرجل الذي دائماً ما كنت أناديه "بروفسور".
و بروفسور رجل أرمل توفيت زوجته ايلينا منذ 12 سنة وتركته يعيش وحيداً ، حيث لم يكن لهما أبناء.. لم أعرف ايلينا إلا بإيجاز، لكن ما أعرفه هو أنّها كانت تشكل مع البروفسور ثنائياً محباً للحياة بأتم معنى الكلمة.. لقد كانا مثقفين وواسعي المعرفة، بارعين في الحياة ويحافظان على شعلة الحب بينهما ، بكل بساطة أحببت قضاء الوقت معهما، لكن موت ايلينا كان صعباً جدا على زوجها. منذ سنة بدأ البروفسور يحارب مرض السرطان، ونظراً لضعف الخدمات العامة في المكان القروي الذي نعيش فيه، كنت أنا التي آخذه للأطباء ، أحيانا كان البروفسور يتصل بي في أوقات غير مناسبة وكانت تبدو عليه من خلال صوته علامات ذعر، فلم يكن قادراً إلا على لفظ اسمي مع نوبات من اللهاث والشهيق، مع أنّ البروفسور لديه لكنة خاصة به ينطق بها اسمي. كنت لا أبخل بمساعدته بكل الطرق منها أخذه لمستشفى المدينة، لكنه كان عنيدا جداً بخصوص بقائه في المنزل.. ربما كان مدركا أنّ النهاية قريبة لذلك فضّل ملازمة فراشه.
في أوائل شهر أكتوبر ومع الساعة الرابعة فجراً أيقظني من النوم رنين هاتفي الخلوي الذي كشف على رقم البروفسور، و ما إن أجبت حتى سمعت صوتاً غريباً يلفظ اسمي بنفس الطريقة التي اعتاد البروفسور على لفظه بها.. أجبت :
– " نعم.. بروفسور ؟ "
– " لا !" أجابني الصوت مقهقهاً .. " هذه ماريا، سآخذه الليلة."
حينها استيقظت.. نظرت حولي، أنا على السرير ! الهاتف في يدي، زوجي والكلب كانا نائمين بهدوء. إذن الهاتف لم يرن !
ترى هل رن ؟ بعد تفكير قصير رفعت الهاتف لأتصل بالبروفسور لكنني تراجعت، ماذا لو كان نائماً ؟ ينبغي أن يتمتع بالراحة ولا يجب إزعاجه. نهضت من السرير وارتديت ملابسي بهدوء، ثم خرجت إلى فناء المنزل الخلفي بصحبة كلبي حتى أتمكن من رؤية منزل البروفسور من هناك.. أمعنت النظر فلم أجد شيئاً ، الأضواء مطفأة ولا دليل على وجود أيّة حركة.. بكل بساطة، كان الهدوء التام مسيطراً على المنزل.
وعلى الرغم من هذا لم أشعر بالراحة، فرفعت الهاتف واتصلت بالبروفسور ، 25 رنّة ولا إجابة.. عدت لغرفتي وأيقظت زوجي الذي نهض ورافقني إلى منزل البروفسور وطرقنا الباب لكن لم نتلقَّ أيّ إستجابة !
إتصلنا بالشرطة التي حضرت واقتحمت المكان لتجد البروفسور أسلم روحه بهدوء وسلام في فراشه ، وبسبب عزلة موقع سكننا، تكفّل الجيران بالقيام بالكثير من الإجراءات بأنفسهم. ومن ضمن هذه الإجراءات هي البحث في أوراق البروفسور الشخصية من أجل الحصول على أيّ دليل يقودهم إلى أقاربه وطبعاً هذه من لوازم إتمام عملية الدفن.
وأثناء البحث، كنت أنظر إلى الوثائق التي على منضدة البروفسور، ولم أجد معلومات متعلقة بأقاربه الذين أعرفهم أو حدثني هو عنهم سابقاً ، لكنني وجدت مجموعة من الصور للبروفسور وزوجته ايلينا، وكذلك ابنتهم التي لم يتكلموا عنها أبدا.. ماريا ، المتوفيّة في أواكساكا بتاريخ 1971 !!

أنت تقرأ
كوكتيل رعب
Hororأنت لا تخشى أن تكون وحيداً في الظلام أنت تخشى أنّ لا تكون وحيداً في الظلام . ☟ . . 🥇 حاصل على المركز الأول في #اشباح 🥇 حاصل على المركز الأول في #الجن 🥇 حاصل على المركز الأول في #أرواح 🥇 حاصل على المركز الأول في #خوارق 🥇 حاصل على المركز الأول ف...