Part 21

101 6 1
                                    



بعد ثلاثة ايام :

وقفت لمى امام باب الغرفة تطالع امير  الذي كان يرتدي ملابسه  ، نظرت الى امير  الى عيناه التي يبدوا عليها الانكسار حقاً ، لم يكن لديه حتى القوه ليغلق ازرار قميصه اقتربت  منه لأبعد يداه واكمل اغلاقهم انا بدلاً عنه  رفعت نظري إلية لاجده شارد الذهن فقط صامت  ، لم يتحدث  منذ تلك ليله لم يفعل شيء سوى حبس نفسه في المكتب  طوال اليوم   ، اخذت ربطة عنقه لاضعها له ونظري عليه لاتوجد اي ردة فعل منه  ، انزلت نظري عنه وتنهدت بتعب  ، اكملت ربطة عنقه  لأسحب سترته ،    توقفت يداي عندما شعرت بيداه تحيطان خصري  و يغطي وجهه في عنقي وهو يزفر بتعب ،شعرت بتوتر لأتكلم
-امير
- خليني هيج شويه
لم اتكلم او اعترض   تركته كما يشاء  ، انفاسه الساخنه تلفح عنقي ويداه التي تشد في عناقه اكثر ،  قضمت شفتي  سفلية بتوتر و رفعت يدي بتردد  لأربت على ظهرة بهدوء اخبره سيكون كل شيئ بخير  . ابتعد عني ليأخذ السترة ويرتديها دون نطق بكلمة واحده تحركَ متوجهاً للاسفل ليخرج كعادته الى العمل ثم يعود ويحبس نفسه في المكتب ، تحركت لمى الى الحمام لتغتسل وتبدل ملابسها فهي اليوم عليها العوده الى عملها  ، بدلت ملابسها الى فستان شتوي اسود لون فوقة معطف اسود لون كذالك ، تركت شعرها منسدلاً كما هو  ، اخذت حقيبتها للتحرك الى الاسفل متوجهه الى عملها .

...مكان اخر

- أمير انتَ متأكد
جاء صوت دانيال مخاطباً أمير الذي كان يجلس خلف مكتبة يعمل على بعض الاوراق ترك ما بيده ورفع رأسة الى دانيال ليعود بظهره مسترخياً على الكرسي تكلم بهدوء مجيباً دانيال
- نعم متأكد
- لكن ما نعرف الموضوع شكد يطول ممكن اسبوع اسبوعين او اكثر حتى
- ماكو مشكله  بس هذا الاسبوع ارتب كلشي وراها نتحرك
تكلم دانيال متردداً خوفاً من غضب امير
- ولمى
نهض امير من مكانه متوجهاً الى النافذة يطالع معالم المدينه بنظرات لا احد يفهمها غيره رد على دانيال بهدوء
- اخبرتك سوف ارتب كل شيء قريباً
تنهد دانيال لا احد يفهم هذا رجل حقاً غير نفسه لا يعرف ماذا سوف يفعل والى اين يريد الوصول ولمى ماذا يفعل معها هل سوف يتركها تذهب فعلاً فهو لاحظ نظرات الاعجاب بعين امير لها ، تحرك خارج من المكتب تاركاً امير مع افكاره

...في المستشفى...

طالعت لمى جدولها لليوم والعمل الذي تراكم عليها زفرت بتعب يبدو انها سوف تتأخر اليوم كثيراً ، تحركت لمى لتبدأ عملها ، توجهت الى المصعد متوجهه الى طابق الثالث  لزيارة اياد اولاً فهي لم تراه منذ مدة طويلة ، توقفت عند المصعد تنتظره ثواني حتى سمعت شخص ينادي ب اسمها ألتفتت لترى من الذي ينادي عليها عقدت حاجبها بأستغراب  كان شاباً اشقر ذو عينان زرقاء يرتدي الصدرية الطبيه  يبدو انه طبيب هنا لكنه لم تراه من قبل ولا تعرفة وقف امامها بأبتسامه ليتكلم وهو ماداً يده لها وهو يعرف عن نفسه لها
- انا الدكتور الجديد  مارت المعالج النفسي
هزت لمى رأسها له وهي تمسك يده مجيبه
- اهلاً بك  لكن كيف تعرف اسمي
توسعت ابتسامه مارت ليقدم لها الملف الذي كان بيده ، اخذته لمى منه لترى مابه كان يحتوي على معلومات تخص اياد وما حدث معه عقدت حاجبيها هل قامت المستشفى بوضع طبيب نفسي له سمعته يتحدث
- لقد اخبروني هنا انك مقربة جداً من اياد هل لديك قليلا متسع من الوقت لنتحدث بها
اعادت لمى له الملف لتنظر له بهدوء متحدثه
- كلا اعذرني لدي عمل كثير الان ربما في وقت لاحق
دخلت لمى الى المصعد لتغلقه وهي تطالع هذا الطبيب الذي امامها بنظرات غريبه انه كثير الابتسام توجهت الى غرفة اياد لكنه كان غير موجود سألت عنه لمى ليخبروها انه في غرفة العلاج النفسي الان لديه جلسة مع الطبيب تركت لمى الامر وقررت زيارته لاحقاً متوجهه لاكمال اعمالها لليوم ، بدأت اعمالها لتمر ساعات وهي تعمل من مريض لأخر تعمل بالها شارد تفكر ب امير الذي يبدوا عليه انه ليس بخير ، حسنا هي تشعر به وتتفهم مشاعره الان فقد مرت بها وتعرف ماذا يعني فقدان شخص عزيز عليك ، توقفت بتعب فقد بدأت استراحه الغذاء نزلت الى الاسفل حيث المقهى هناك لتأخذ قهوه ومعها شطيره جلست على طاوله تتناول طعامها شارداً الذهن فهناك الكثير الذي يشغل بالها ، عادت الى الواقع على صوت شخص يتكلم معها رفعت رأسها لترى انه الطبيب الجديد
-  هل يمكنني الجلوس معك ِ
شعرت لمى بالضيق فهي لم ترتح له ، هزت رأسها موافقه له ليجلس مع ابتسامته التي بدأت تضايقها ، تجاهلت وجوده لتكمل قهوتها بهدوء لكن يبدوا ان لا هدوء معه جاء صوته مره اخرى يسألها بشأن اياد تركت القهوه من يدها لتوجه نظرها إليه
- لا اعرف الكثير بشأنه ما الذي تريد معرفته بالضبط
- قرأت ملفه لايوجد فيه الكثير يساعد في علاجه
- لا استطيع مساعدتك فهو ايضاً لا يخبرني بشىء ، اياد كتوم جداً لا احد يستطيع فهم ما الذي يفكر به
صمتت لمى بعدها تطالع الطبيب الذي امامها كان شارداً يفكر في شيء ما
- إليست وظيفتك جعلة يتكلم
- صحيح لكن من لايريد ان يتكلم لا يمكن ارغامه على الكلام
- هل تقول ان اياد لا يخبرك بشيء
- اجل حتى لم يقبل بأكمال الجلسه معي
صمتت لمى وهي تفكر بالفعل هي لاتعرف الكثير بشأن اياد فهو قليل الكلام ودائماً ماكان يصدها في بداية علاقتهما حتى استطاعت بعد محاولات كثيرة الاقتراب قليلاً منه
- طفل ك اياد كثير هذا عليه لما عليه ان يعاني هكذا في الوقت الذي عليه يفكر كيف يقوم بحل واجب رياضيات
- هكذا هو الحزن يداهمك في وقت لاتعلم به لكن القوي الذي يكمل حياته دون الالتفات إليه
نظر الطبيب مارت الى كوب قهوته وتكلم بسخريه
- صدقيني حاولت كثيراً الهروبَ ، من الحزن ، ولكنِ انتهي عائداً إليه .
اغمضت عيناها تتأمل كلامه بالفعل مهما قام الشخص لايمكنه تجاوز حزنه او تجاهله ابداً فهو سيعود إليك في لحضه ما او موقف او شعور يجعلك تتذكر كل شيء
-ارجوكِ أنسة لمى اذا كنُتِ تعرفين شيء اتمنى ان تقومي بأخباري فانا حقاً اريد مساعدة اياد
-اعدك سأحاول مساعدتك
نهضت لمى مودعه الطبيب لتقوم بأكمال عملها ومحاولة انهائه قبل منتصف ليل تحركت لمى هنا وهناك طوال اليوم حتى اصبحت الساعه الحادية عشر والنصف جلست على الكرسي تنتظر الحافله بأرهاق وتعب حتى لاحضت سيارة سوداء وقفت امامها لترى رجل كبير العمر يترجل منها
-سيدتي لقد ارسلني استاذ امير لتوصيلك فلقد تأخر الوقت
هزت لمى رأسها له وشكرته حسنا هي ليس لديها القوه لانتظار الحافله ثم المشي من المحطه الى المنزل تحركت لتصعد السياره معه ، نظرت الى السائق لتوجه سؤالها إليه
-اخبرني هل امير بالمنزل
-كلا سيدتي فهو سوف يتأخر اليوم
-اذاً لن يأتي اليوم ايضاً
ترجلت من السياره مودعه السائق لأدخل الى المنزل الهادئ فلا صوت به توجهت للغرفه لأبدل ملابسي اولاً وانزل للمطبخ فأنا حقاً جائعة لم اتناول شيئاً منذ الظهيرة نظرت الى مكونات الثلاجه لاقرر ان اعد ساندويج صغير مع كوب عصير سيكون كافياً ،  سمعت صوتٌ خلفي  نظرت لأرى امير واقف عند الباب يضع يداه بجيوبه بنطاله الكحلي وقميص ابيض داخله مع فتح  اول ثلاث ازرار وشعر مبعثر وملامح متعبه جائني صوته يعيدني من تأملي له
- هل يمكنني مشاركتك
هززت رأسي موافقه دون كلام لأترك  العصير على طاوله واخرج المكونات لأصنع ساندويج اخر له ، صنعته وتوجهت الى الطاوله لاجلس عليها رفعت نظري إليه لقد شعرت بنظراته المتفحصه لي منذ دخوله تحدثت
- اكو شي
هز رأسه نافياً لينزل رأسه ويبدأ بتناول طعامه ، اكملت بتناول طعامي ايضاً  بصمت افكر يبدو امير غريباً منذ دخوله هل حدث شيء ام ماذا رفعت رأسه له لتراه شارد الذهن التفت لي لتلقي نظراته الشارده بعيناي القلقه تكلمت معه
- امير صاير وياك شي
-لا بس
قطع كلامه ولم يكمله استغربت من حالته وتوتره ايضاً يبدو انه قد حدث شيء فعلاً تكلمت محاوله حثه على اخباري بما يجول في خاطره
- بس شنو اسمعك
نظر إلي بنظرات قلقه قليلاً ليتحدث
-لمى ..تنتظريني
عقدت حاجبي بأستغراب  وعدم فهم
- ما فهمت
- عندي سفر باجر بليل بس ما اعرف شكد طول يمكن اسبوع شهر او اكثر
استغربت اكثر وتسرب القلق لداخلي فنبرته ليست بخير وطريقتة  تجعلك تقلق وايضاً ماذا يقصد بانتظره
- شنو تقصد بأنتظرك وشنو هذا من سفر هكلد يطول
- علمود شغل اذا نجحت راح نخلص كلنا وينتهي كلشي
لم اجيب بقيت اتأمله احاول فهم ما يقول لكن لا افهم ، شعرت بيده وهي تسحب يدي وتمسكها ليتكلم بصوت اسمعه لأول مره منه
- لمى جاوبيني راح تنتظريني الى ان ارجع
اخذ نفس عميق واكمل وهو يطالع يدي ويشد عليها اكثر
- اذا رجعت راح نبدي كلشي من جديد
تنهدت فعقلي لم يعد يستوعب ويفهم ما يقوله امسكت يده بقوه وخوف يبدو ان هناك شيء مخيف قادم اغمضت عيناي وتحدثت بصوت مرتبك
- انتظرك راح انتظرك امير بس لا تخذلني ولاتتأخر عليه لان قلبي تعب من الانتظار طول حياته
- وعد مراح اتأخر اخلص كلشي وارجعلج بأسرع وقت
هززت رأسي له لينهض ونهضت معه متوجهه الى غرفة النوم فتح الباب ليدلف الى الغرفة وانا خلفه دخل الغرفه ليقف امام السرير شعرت بترتر فماذا يفكر به الان التفت لينظر إليه بنظراته الحنونه والحزينه التي اراها اول امره ليتحدث
- ممكن انام بحضنج هاي ليله
طالعته بذهول ولم اعرف ماذا اقول له او اجيب ما الذي يحدث ومن هذا اين امير البارد ثواني من الصمت فقط ننظر لبعضنا البعض ، لم استطيع الرفض بسبب نظراته وقلبي يخبرني ان اوافق وعدم رفض ابعدته لأجلس على السرير واثني ركبتي ليضع رأسه عليها ، رفعت يدي لابدأ بتمسيد على شعر بخفه بقيت على هذه الحال لمدة حتى شعرت بشيء رطب فتحت عيناي بتوسع لاتحدث بخوف
-امير هل تبكي
لكنه لم يجيب ما الذي يحدث معه بدأت اخاف كثيراً اين يريد الذهاب هكذا قلبي لا يشعر بالاطمئنان مسحت على رأسه محاولة تخفيف عنه لابدأ ايضاً نطق كلمات كانت والدتي دائماً تقولها عندما يأتي والدي متعب او حزين
- بسم الله على قلبك حتى يهدأ
بسم الله على قلبك حتى يجبر .. حتى يطمئن
بسم الله على قلبك حتى يعود و ينبض .. حتى ينتشي فيه السعد مجدداً .. حتى يرحل خوفه

مضى الوقت هكذا حتى وقعت بنوم عميق لم استيقظ الا في اليوم الثاني على صوت المنبهه نهضت لأرى ان المكان بجانبي فارغ وامير غير موجود ، نهضت بفزع لم اعلم لما شعرت بخوف شديد خرجت مسرعه من الغرفه لانزل الى الاسفل حيث وجدت خادمه واقفه عند الباب سألتها فوراً
-اين امير
- صباح الخير سيدتي السيد لقد سافر اليوم واخبرني ان اقول لك انه لن يتأخر
نظرت لها بذهول سافر اليوم الم يخبرني انه عند ليل سفره لما كذب حتى لم يجعلني اودعه نظرت للمنزل الذي اصبح فارغاً وهادئاً بشكل مخيف واقفه وحدي في الممر حتى تولين ايضاً سافرت عند زوجها اذاً هل بقيت انا والخدم في هذا المنزل الكبير !!...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 23 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أحببت ممرضتي ♡ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن