في منتصف الليل عند غرفة فيكتور الذي كان يغط في نوم عميق، كانت هنالك بعض الحركة و الهمسات التي عكرت صفو نومه، فاستيقظ ونظر الى باطن كفه الأيمن فتعجب و استفاق
"ماهذا الشيء اللزج، ولما هو براق لهذه الدرجة حتى في الظلام الدامس؟"
نظر من حوله يمينا و يسارا وهو متفاجئ من كمية المادة البراقة المحيطة به، على السرير و على المكتب و الخزانة و حتى على السقف، و لاحظ كذلك انها ترسم طريقا الى خارج الغرفة....
نهض فيكتور من فراشه و هو يتتبع البريق بحذر عبر الرواق المعتم، نازلا رويدا رويدا نحو المطبخ....
"اه؟ هذا الضوء من الثلاجة؟ علي توخي الحذر لابد ان هذا اللص يحب سرقة بقايا الطعام!"
حمل المكنسة بكل هدوء و هو يقترب، ثم هجم على سارق الطعم و أطاح به أرضا!
فكتور:« هيا اعترف ماذا كنت تفعل! ماذا؟ فتاة!»
الفتاة:«نعم فتاة! وهل لديك مشكلة؟ هيا افلتني»
نهض من فوقها و تركها تعدل جلستها و فيكتور يحدق بها باستغراب حتى صدم بهول ما رٱه، اخرجت الفتاة الصغيرة اجنحة فراشة من ظهرها و رفرفت قليلا مما جعل بعض البريق اللزج يتطاير في الانحاء
فيكتور:« رويدا، نظفت امي المطبخ بعد عناء»
الفتاة:« لديكم طعام لذيذ، هل انت فكتور؟»
فيكتور:« نعم، لكن ماذا تكونين؟»
الفتاة:« أنا جنية اسمي باربرا و لدي أمنية واحدة لك»
فيكتور:« هل أنت جادة؟ اذن اتمنى ان تنظفي البيت من قذارتك»
باربرا:« بل انا جادة، لا تبذر امنيتك و رحلتك لم تبدأ حتى»
فيكتور:« اي أمنية و أي رحلة؟»
باربرا:« انت مغفل حقا...»
و ما ان انتهت من لفظ اخر حرف من جملتها هاته حتى طقطقت بأصابعها ووجد فيكتور نفسه في منتصف الظهيرة داخل قلب غابة مطيرة، يلتفت يمينا و يسارا ولا يجد سوى اللون الأخضر و كذلك وجد ان ملابسه تغيرت و صارت بنية كملابس المستكشفين مع حقيبة و حزام أسود عريض، شعر باضطراب شديد و دخل في حالة هيستيريا "ماذا افعل؟ ماذا حدث؟ اين انا؟ ماذا حل بي؟ ياتراه ماهذا المكان؟"«أيقظيني يا أمي!!!»
صرخة فيكتور هذه هزت ارجاء الغابة من المشرق للمغرب و عقبها صمت مخيف، لم يدر فيكتور ماذا يفعل ليستيقظ من حلمه هذا...
يفرك يداه و يفكر ما الحل و يحاول استيعاب مالذي يحدث هنا حتى يسمع صرخة مدوية ليست من حيوان او انسان صرخة مرعبة مصدرها السماء، جعلته يتحجر في مكانه رفع رأسه ببطئ للأعلى وهو يحاول معرفة صاحب الصياح، هنالك شيء ما يحوم في قلب السماء، انه فوق فيكتور مباشرة...
" لحظة واحدة هل هذا تنين!!! " رمى نفسه بدون تفكير داخل أجمة ليختبئ وظل يراقب هذا الوحش كان تنينا ابيض عظيم الحجم يحلق في السماء و لاحظ فيكتور توهج عينيه الزرقاوتين
ماهذه إلا ثوان قليلة و يغادر التنين، لكن فيكتور شعر بثقلها و كأنها قرون....