رواق الفوازير

10 0 0
                                    

صاح فيهما درن المنبطح أرضا  و جلده يبعث دخانا:« لاااا ، أستسلم حسن ،لكن ماذا تريد مني »
باربرا من وراء فيكتور:« نريد العفن الأسود يا قمامة هيا تحرك!!»
أعاد فيكتور الغصن الأحمر لجيبه فعاد العفريت طبيعيا و توقف الألم و شفي من الحروق بسرعة
درن:« اخرس و إلا أكلتك ، فالكلام لم يكن موجها لك, كنت أحدث ذاك الوغد »
فيكتور:« بئس أخلاقك ، أظنك ذكرت شيئا عن كونك آخر عفريت ؟»
صمت درن وظل يحدق بلؤم في عينيّ فيكتور و أبى أن يجيب....
فيكتور:« سأتعبر أن ما سمعته كان صحيحا ، و الآن هات لنا العفن الأسود »
درن:« لا أستطيع....»
صرخ فيكتور غاضبا:« كيف لاتستطيع!؟ ألاتدرك الموقف الذي أنت فيه ؟!!»
درن:« لا ترفع صوتك علي!!! فالعفن الأسود مخبىء عند نهاية متاهة ملؤها فخاخ انتحارية!! بل أفضل الموت محروقا على زيارتها.......ااااااع توقف»
سحب الغصن الأحمر و أجبر درن على الخضوع لأوامره
فيكتور:« بل سوف تنصاع لأوامري حتى لوكان الثمن حياتك البالية!!!! و الآن أرشدني حيث مبتغاي يا عفريت!!!»
درن وهو منكمش يحترق:« خبىء الغصن!!!!ااااع.....خبئه ولك ماتريد!!!»
دس فيكتور الغصن في جيبه ، وسارع درن في السير نحو الأمام و فيكتور يتبعه مع باربرا....
بالرغم من عدد المشاعل الكبير إلا أن امتداد المغارة و شساعتها لم يسمح لنورها أن يكشف كل شيء
كان المكان مهيبا و كأنهم ليسوا في مغارة بل في معبد ،الجدران مليئة بالنقوش و الرسومات العتيقة حتى السقف الذي يقطر ماءا باردا .........
كان البعض و الحقد يعلو ملاح درن  المجبر على قيادتهما إلى العفن الأسود ويتمتم بكلمات غير مفهومة ، أمسك فيكتور بكتف درن القصير و قرب رأسه لوجهه بينما بسيران و باربرا من الخلف تتفرج
:«مهلا مهلا ياعفريت ياعوام ، بماذا تتمتم ؟»
درن صارخا:« لقد فات الأوان!!!!»
ومن العدم سقط جدار من الحجر خلف باربرا بسرعة هائلة و كاد يقلع أجنحتها
باربرا:« ااااا أجنحتي أجنحتي لقد آلمني!!»
فيكتور:« لما انغلق المدخل  فجأة؟!!»
درن:«قلت لك يا بشري أن الأوان فات! ...... أنظر هناك »
أشار درن للأمام ونظرا إلى حيث يشير ، هذه هي العقبة الأولى......
خمسة أبواب حجرية تقابلهم بألوان مختلفة ، الباب الأول أزرق فوقه خط عمودي واحد قصير ، الباب الثاني أحمر فوقه سبع خطوط عمودية قصيرة ، الباب الثالث لونه أخضر فوقه ثلاث خطوط أفقية وطويلة ، الباب الرابع أصفر فوقه اثناعشر خطا أفقيا طويلا ، والباب الخامس و الأخير لونه بني فوقه خطان أفقيان قصيران......
أخذ فيكتور و باربرا مدة وهما يحدقان في الأبواب ليستوعبا مالذي عليهما فعله
باربرا:« ماهذا ؟ هل هذه خدعة ؟!»
فيكتور:« على الأرجح...... ماذا عنك يا درن ؟ أليس لديك ماتقوله ؟؟»
درن:« أقول لك...... عليك إختيار الباب المختلف فهو الذي يؤدي للطريق الصحيح »
باربرا:« مالذي تهدي به ؟! كلها مختلفة و متمايزة عن بعضها!!»
درن:« ولهذا اسمها فخ يا حشرة!!! يوجد باب مختلف علينا اكتشافه لكي لا نضيع أو نموت!!!»

باربرا:« لا ترفع صوتك علي وإن كنت ذكيا فأين هو الباب المختلف؟!!»

درن:« وما أدراني هذه هي أول مرة أبلغ فيها هذا الحد!!!!»
باربرا:« ماذا ؟! كيف تحرس شيئا و أنت لا تعلم مكانه!!!!»
فيكتور:« يمكنكي أن تهدئي يا باربرا...... يمكننا أن نحل اللغز بروية....»
درن:« اسمعي كلامه و دعيني لحالي »
انسحب درن غاضبا نحو جدار واتكأ عليه..... حدق فيكتور باستغراب نحو درن:« أنا أعلم أنه عفريت لئيم لكن هذا ليس سببا لإحدا.......ااه!! باربرا ماذا بك؟»
كانت وجنتاها قد احمرتا غضبا و عيونها اغرورقت في الدموع و هي تنظر لفيكيتور
باربرا:« لاشيء..... فقط أنت لا تعلم شيء...... العفاريت العوامة هي سبب كل شيء فقط حل اللغز لننته بسرعة » قالتها وهي تمسح دموعها
استعاد فيكتور رباطة جأشه ثم جلس وظل يمعن النظر في الأبواب الخمسة و خطوطها......

"علي أن أركز جيدا ، أين هو الباب الدخيل ؟، هل للأمر علاقة بالألوان ، أزرق ،أحمر، أخضر ، أصفر ، بني..... لكن هذا سيجعل الخطوط بلا فائدة ، سوف أبسط الأمور قدر الإمكان...... لدينا خطوط عمودية و أفقية ...... أه ؟ لما الأفقية طويلة و العمودية قصيرة ....... لالا خطوط الباب البني له خطان أفقيان قصيران ..... إلا إذا كان يرمز لشيء معين......
لكن ماهو ؟؟؟......."
فيكتور:« وجدتها!!!!»
باربرا:« ماذا وجدت ؟»
درن:« أبهذه السرعة تجد الإختلاف ؟»
فيكتور:« لم يكن الأمر صعبا! كل خط يرمز لمدة زمنية معينه ، و الباب الدخيل هو هذا!!!!...... الباب البني!!» قالها بثقة وعزم وهو يشير له
درن بسخرية:«اشرح لنا يا عبقري لسنا اذكياء مثلك»
فيكتور:«بالطبع فأنا أعلم هذا....... احم احم..... اولا الخطوط العمودية ترمز لقيم صغيرة لهذا هي قصيرة اما الأفقية فهي ترمز لقيم أكبر لهاذا هي طويلة وهذا يقودنا لاستنتاج معنى الأبواب..... الباب الأزرق له خط واحد قصير عمودي لعل هذا يرمز لمدة قصيرة تكون يوما   أما عن الباب الأحمر له سبع خطوط قصيرة أي أنها ترمز لأسبوع اما الباب الاخضر  له ثلاث خطوط طويلة و يبدو أن الخط الواحد يساوي عشرة أيام وبذلك لدينا شهر و منه فإن الباب الأصفر يرمز لسنة ويظل الباب البني هو الوحيد بدون معنى أي أنه هو الدخيل!!»
باربرا:« هذا منطقي لكن ماذا عن الألوان ؟»
فيكتور:« أء..... حسنا..... ااا ...لم أخذها في الحسبان»
وضعت باربرا كفها على جبينها و انفجر درن ضحكا مما أحرج فيكتور حتى احمر وجهه
درن:« هاهاااه...... هل يعقل أنك لم تنتبه للألوان ؟! .... هههاه.... أم ظننتنا استعملناها للزينة ؟»
فيكتور:« اه ولما لا قد تكون الألوان فخا!»
توقف درن عن الضحك واستغرب
باربرا:« وقد تكون شيئا خاصة بالعفاريت.....وعندما أفكر بالأمر هذا صحيح ، و البني يرمز إلى الفساد »
فيكتور:« ولما قد يكون الفساد ؟»
باربرا:« اشت...... هناك أمور كثيرة تتعلق بتاريخ الغابة لا يجب على دخيل مثلك معرفتها...... قد أخبرك بها فيما بعد »
درن:« اه الجنية الصغيرة تخالف القوانين ، افعليها و سأشي بك »
باربرا:« ومن سيصدقك ؟!»
تقدمت باربرا للباب البني بتوتر وهدوء ثم أمسكت بالمقبض الحجري الكبير وحاولت دفع الباب

باربرا:« انه ثقييل ساعداني!!»
تقدم فيكتور وحاول الدفع معها حتى نطق درن بعد بضع محاولات....
درن:« قد يكون ثقيلا لأنه الباب الخاطىء»
فيكتور:«و ربما لأنه من الحجر..... هيا ساعدنا »
درن:« لا تنسوا أننا تحت الماء.... ربما يخفى وراؤه كميات مرعبة من الماء.... قد نغرق »
باربرا:« لالا أنا واثقة أنه الباب الصحيح »
دفعا الباب بقوة أشد فشعر درن بالشفقة تجاههما
درن:« ابتعدا....»
ابتعدا و بركلة واحدة منه لم يُفتح الباب بل انقلع وظلا مدهوشين مما رأياه
درن:«لماذا تنظران إلي ؟ هيا ادخلا »

بين الخيال و الحقيقة حلم واحدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن