البقاء بين الحشائش و حشرات ماقبل التاريخ لم يكن الخيار المثالي بالنسبة لفيكتور، خاصة أن ذلك المخلوق الضخم قد غادر المنطقة، لذا قرر بينه و بين نفسه ان عليه التحرك و العثور على باربرا تلك في أقرب أجل مسمى......
بدأ بالمشي نحو المجهول، إلى الأمام بدون الإلتفات للوراء قط، ومع كل خطوة يخطوها ينغمس مع تلك المناظر الخيالية، التي تفننت في خلق كائنات جميلة بشكل مرعب وقاتل، أشجار شامخة تذهب في السماء، وتلتف جول جذوعها أزهار بيضاء و صفراء بكميات مهولة، وما إن يحط النحل ليأخذ رحيقها فتنقض بتلاتها و تحكم الإغلاق على النحل حتى يتحلل وتمتصه، و كذلك رأى عن مقربة أشكال النمل العجيبة، نملات حمر لديها على رأسها مايشبه الخوذ الحربية باللون الاخضر ولاحظ كيفية تواصلها الغريبة التي تشبه تواصل الإنس وكأنهم يتحاورون فيما بينهم للإيقاع بالفريسة، يلتفون حولها و يأكلونها في ثوان حتى لوكانت أكبر منهم، يسير و يتأمل هذه الكائنات العجيبة، فواكه وثمار مألوفة الشكل ولكن غريبة و كبيرة الحجم و لها وجوه عبوسة و سعيدة، و فجأة بدأ فيكتور يسمع صوت مجرى مائي، قد كان شلالا....
أكمل مسيره نحو مصدر الصوت حتى وصل و كان حلقه قد جف تماما، فانحنى نحو تلك المياه ليشرب ولما روى ضمأه تفحص المكان ورأى مالم يكن في الحسبان، ففي الضفة الثانية كانت هناك فتاة غريبة الشكل تحدق بفيكتور، بشرتها فضية تعكس أشعة الشمس لديها عيون صفراء جذابة و شعرها أزرق سماوي طويل يصل حتى جذعها الذي كان من الصعب ملاحظته لأنه كان تحت الماء، ظلت تحدق فيه و يبدو عليها التوتر، وقف فيكتور محاولا التواصل معها بكل حذر و لوح لها و هذا ما جعل تعابيرها تغيرت و ابتسمت و لوحت له بالمثل ، " إنها غريبة، شكلها غريب فعلا، لعلي لا أراها جيدا بسبب رذاذ الماء " و سقطت الفتاة الغريبة في مياه الشلال بلا سابق انذار! صدم فيكتور ولم يدر ما العمل و هل عليه انقاذها، فنزل على ركبتيه وهو ينظر للماء برعب، ولما أمعن النظر جيدا رأى أن هنالك شيء قادم نحوه ولم يسعفه الوقت للهرب، وقد كان ذلك الفتاة الرمادية و أمسكت به من أكتافه و هي تضع فمها على فمه و ضخت الهواء داخل فيكتور حتى كادت تنفجر رئتاه و سحبته معها تحت الماء
حاول مقاومتها، لكنه لم يفلح و قد كانت تسبح به بسرعة فائقة لذا قرر الخضوع لها
"لوكانت حتما تريد أذيتي لكانت تركتني أغرق و حسب"
![](https://img.wattpad.com/cover/366295236-288-k510332.jpg)