في اليوم الذي تلاه ، استمر فيكتور و باربرا التقدم أكثر و التغلغل الى قلب الغابة حتى بدأت معالم حديقة الظلال تتوضح. كان مجرى النهر يصبح ضيقا شيئا فشيئا ، ولون الأشجار الأخضر بدأ يتحول للوردي، حينها علما أنهما وصلا لحديقة الظلال العاشقة......
المكان كان زاهيا يبعث الطمأنينة للنفس ، وقف فيكتور برهة ليتأمل جمال المكان ، كان اللون الوردي يطغى على النباتات و الحشرات بكافة درجاته ، و الرائحة كانت هادئة و زكية جدا بالرغم من قلة الأزهار، لكن الأمر الغريب هو انعدام الحيوانات ، لم يكن يوجد أي طير أو غزال و عوضه كثرت النمل الأبيض و ضفادع وردية لديها بقع سوداء.....
باربرا بصوت ممزوج بالتعب:« فيكتور...... هلا نتحرك رجاءا ؟»
فيكتور:« باربرا! ماالذي أصابك ،لا تبدين بخير ؟»
باربرا:« هذه الرائحة مقززة ، أشعر بالدوار.....»
فيكتور:« لا بالعكس تماما! ، انها جميلة جدا ، لكن يمكنكي البقاء في الحقيبة مادمت متبعة »
باربرا:« شكرا »
أخذ فيكتور يتقدم بحذر ويتذكر ما قاله الزعيم بأنه عندما يهزم ظلال الشياطين سيقودونه لمكان الحجر
"حسنا ، علي أن أعثر على......اه؟"
وقف مستغربا يحاول إستيعاب الأمر و سأل باربرا
فيكتور:« معذرة باربرا..... لكن كيف تبدو هذه المخلوقات المسمات ظلال الشياطين ؟ أهم فعلا شياطين ؟!»
باربرا:« لم يعش أحد ليخبرنا القصة »
فيكتور وهو لا يبالي:« حسن! أنا من سيسرد القصة و سأكتشف كيف تبدو ظلال الشياطين!!»«اه ستكتشف هذا الآن»
إلتفت فيكتور ليرى صاحب الصوت لكنه لم يجده ، كان صوت رجولي عميق وهادىء لكن صاحبه لم يكن في مرآ فيكتور حتى....
«ها هنا ، أنظر تحت »
لم ينظر فيكتور ابدا و طعن العشب الزهري وهو مغمض العيون......
«انظر في عيني و أخبرني لما انت هنا! »
فتح عيناه وراى نصل سيفه المغروس في الأرض على ظل ليس له صاحب ... ظل طويل لا ترى تفاصيله جيدا سوى راسه الدائري و عيون دائرية لم يغطها الظل و قرون ظبي على الرأس ، ظل يحدق فيكتور بتعجب في الظل و نسي ان يخرج سيفه من الأرض....
الظل بصوت صارم:« إنزع عني سيفك واجبني!.... مالذي جاء بك إلى هنا ؟!»
عاد لوعيه فيكتور و أجاب الظل وهو يتعال عليه:« لن أنزع سيفي عنك أيها الظل الخبيث!!!» وضرب جسد الظل مرة أخرى بسيفه لكنه غرسه بقوة واحكام أكثر و ياليته لم يفعل....
فيكتور:« الآن أخبرني أين هو ذاك الحجر اللعين!»
الظل:« يال قلة أدبك ، الم يحسن والدك تربيتك؟!»
فيكتور:« وما أدراك عن والدي ؟ انا ابن إدوارد!!»
الظل بسخرية « ماكنت لأصدقك لولا سيفك الجميل.... لكنك تحتاج لبعض التأديب.....»
مد الظل يده الرفيعة و الطويلة خلف فيكتور
فيكتور:« ماذا ؟!»
صعد فيكتور بسرعة للأعلى و سقطت امتعته وظل يتدل من قدمه عند ارتفاع معين ، حاول رؤية الظل من جديد فاكتشف أن من فعل هذا بحيث امسك بظل فيكتور من قدمه و رفعه لأعلى....
الظل:« ماذا تفعل هنا يا إنسيّ؟! »
فيكتور وهو يتدل من قدمه:« أنا مبعوث لأحصل على بعض من الماء المقدس!..... نحن نحتاجه لصناعة الدواء!!»
الظل:«وما أدراني أنك لست مبعوثا من قبل العفاريت العوامة ؟»
استفز الظل فيكتور لذا قال بغضب وهو يلوح بيديه في الهواء:« لماذا تتهمني بما هو باطل ؟! أقسم أنني لم أر في حياتي عفريتا قط!! أريد فقط مساعدة الجميع هيا أنزلني!!!»
الظل:«انزع سيفك عني وكفاك ألاعيبا!! هيا قل الحقيقية!»
فيكتور:« يا حسرتاه لولم تكن مجرد ظل وضيع لغرست سيفي بين أوردة قلب...اه؟ هه!» ابتسم بسخرية وهو مقلوب رأسا على عقب ينظر في الظل
الظل:« قذيع الكلام وتضحك أيضا ؟ ماذا دهاك ؟!»
فيكتور:« أنت تريد أن أنزع سيفي عنك لأنه يثبتك في مكانك! لقد اكتشفت هذا »
لم يستطع الظل تحمل المزيد واحمرت عيناه واستشاط من الغضب قائلا وكل كلمة تهز الأرض زلازل قوية:« لقد طفح الكيل!!! لقد طفح الكيل!!»
وترك فيكتور يسقط في داخله هو وسيفه وحقيبته التي توجد بداخلها باربرا....