كان قد حل العصر ، لكنهما لم يصلا بعد لأي بحيرة وقد خارت قواهما ولم يقدرا على المواصلة أكثر فجلسا تحت شجرة ليستريحا......
فيكتور:« أنا متعب جدا! ياترى كم تبق حتى نصل »
باربرا:« حتى أنا لا أعلم ، لكن من الطبيعي أن نتعب في هذه الرحلة! يكفينا حظا أن نظل أحياء حتى لو فشلنا..»
فيكتور:« أنا أعتقد ذلك ، لكن لم أكن مفيدا جدا لكي ، فانت من تول زمام الأمور و أنقذتنا »
باربرا:« ماذا ؟»
فيكتور:« عندما ابتلعنا الظل! انت من هزم الوحش »
باربرا:« لا أبدا!!! بل ظللت أبكي و انت من طعن الوحش في عيونه ، هل تأذ رأسك يا ترى ؟»
فيكتور:« كلا بل انت من......... هممم» طأطأ فيكتور رأسه وهو يفكر بعمق وباربرا تحدق فيه ثم أردفت
باربرا:« نعم ؟»
فيكتور:« نعم تذكرت بصعوبة! انا من قضى على الوحش وفك أغلال الكرة العجيبة! و الآن هيا بنا لنسر نحو الأمام لا وقت لنا لنضيعه »
وقف فيكتور وسار مسرعا مع مجرى النهر .....
وصلا بعد لحظات لبحيرة نتنة محاطة بالحجارة وتربتها طينية يتطاير البعوض فوقهاباربرا وهي تسد أنفها بيدها « هل حقا سنغطس هنا! المكان مقزز و كريه!!»
فيكتور:« لا أمانع أبدا.... الا ترين أنكي تبالغين ؟»
باربرا :« ليس الوقت مناسبا للدعابات.....»
فيكتور:« بل أنا جاد! لا أمانع ، فيما يتعلق بالرائحة فأنفي مسدود سلفا ، و اما الماء العكر فقد سبحت فيما هو أكثر قرفا منه ، يمكنكي الإختباء في الحقيبة ريثما أصل للمغارة »
ضربت باربرا رأس فيكتور بقوة حتى صرخ في وجهها :« تبا ماذا دهاكي يا ذبابة!!!»
باربرا:« لست ذبابة ، وانني قد خلصتك من بعوضة يجب أن تشكرني»
انزل فيكتور حقيبته أرضا وفتحها:« خلصيني من عذابي وادخلي الحقيبة ، أريد أن انته بسرعة »
دخلت باربرا إلى حقيبة فيكتور و أحكم إغلاقها بالسحاب ومن ثم أخذ نفسا عميقا جدا جدا ، وألقى بنفسه في الماء، استطاع أن يفتح عينيه بصعوبة بين الاتربة و الطحالب ومن شدة قرف الماء كان لونه أخضر داكنا يميل للبني ، لكن فيكتور لم يأبه البتتة لهذا وكان همه الوحيد هو الوصول إلى المغارة وبالفعل وجد ما هو أشبه بالكهف دخله وسبح مسرعا لسطحه ليستطيع التنفس مجددا.......
وضع الحقيبة و السيف على الأرضية الحجرية و خرج من الماء ليستعيد أنفاسه وكان المكان مظلما جدا
باربرا:« فيكتور! هل انت بخير ؟ أخرجني هناك شيء يضيء هنا!!»
استغرب فيكتور من كلامها و فتح الحقيبة ونظر
فيكتور:« لا شيء يلمع غير بريق أجنحتكي!»
باربرا:« بالله عليك أنظر ماهذا الضوء الأحمر!؟»
خرجت باربرا من الحقيبة وعادت لحجمها الأصلي و بدأت تفتش حتى عثرت على مصدر الضوء و اخرجته
باربرا:« هل هذا......؟»
فيكتور:« إنه الغصن الذي أعطاهوني ظل الشيطان !!
لكن هل ذكر أنه يتوهج ؟»
باربرا بهمس وتوتر:« ما أدراني ؟ مايهم أن تتذكر نصيحته ، طالما سمعت أن العفاريت مخلوقات لئيمة و قبيحة خاصة العوامة!»
فيكتور:« خاصة العوامة ؟؟»
باربرا:« أجل هناك العديد من الأنواع.....!!!!»
مالبثت أن تنه كلامها حتى انقض أحدهم عليها من جوف الظلام و سحبها من شعرها ، انصدم فيكتور ولم يدري ما عليه فعله بين صرخات باربرا وهو لم يستطع رؤية اي شيء غير لمعان أجنحتها وهي تتخابط وتتلوى في صراع مع ذاك الكيان المجهول ولم يقدر على فعل شيء حتى سمعها تصرخ " اتركني ايها العفريت البغيض!!!" فأسرع حينها و سحب الغصن الأحمر من حديقة الظلال العاشقة و قد كان نوره قد ازداد اكثر و أكثر من قبل ودخل بينهما لينقذ باربرا لكن قبل أن يتقدم لخطوة أخرى للأمام أفلت العفريت باربرا وبدأ يصرخ من شدة الألم و تنبعث منه رائحة حريق......
العفريت:« ااااااع.... اتركني و شأني! ارم ذاك الغصن و قاتلني كالرجال!!»
فيكتور:« ما أنت ولماذا هاجمتنا في الظلام هكذا ؟!»
العفريت و هو يإن من الألم:« أنت لا تعرف شيئا البته»
طقطق العفريت باصبعيه لتضيء المشاعل اللامتناهية على جدران المغارة فيتضح للجميع ماكان يخفيه الظلام الدامس .....
كانت المشاعل تكشف رسومات و نقوش لا تعد ولا تحصى من ضمنها رسمات الظلال العاشقة تقاتل مخلوقات قصيرة و همجية لكن أعدادها مهولة،
أخذ سحر المكان أبصار فيكتور و باربرا لوهلة حتى صاح فيهما العفريت:« مالذي أتا بكما إلى مغارة تحت الماء!!! هيا اذهبا من هنا بلا رجعة!!»
اختبأت باربرا خلف فيكتور وهي ترمق ذاك العفريت بنظرة من الحقد و الاشمئزاز ، كان العفريت قصير القامة أصلعا و نحيلا عيونه زرقاء كبيرة لا يلبس شيئا غير قطعة بالية من جلد الحيوانات و يبدو على بدنه علامات حرق جديدة من الغصن الأحمر
العفريت:«لا تنظرا فيَّ هكذا هيا غادرا الآن!!!»
فيكتور بنبرة هادئة و حازمة:« لما قد أنصاع لأمثالك يا هذا ، أين هم بقيتكم ؟»
استفزت هذه الكلامات الجادة العفريت فبدأ يضرب الأرض بكلتا قدميه ويصرخ بصوت عال و حاد:« كيف تجرؤ يا هذا على إهانتي! إهانتي أنا درن أنا آخر أبناء جنسي من العفاريت العوامة!!!» و أطلق صرخة حادة زلزلت المغارة و لم يتحملها أي من فيكتور و باربرا , فسارع فيكتور في إخراج الغصن الأحمر و مهاجمة درن به حتى يصمت و بدأ في التلوي أرضا و انكمش من شدة ألم الحريق
فيكتور:« أتريد أن تلق حتفك اليوم يادرن!!! أرني أين هو العفن الأسود لكي أعفو عنك!!»