ضوء القمر

13 6 0
                                    

فيكتور:«يمكنكي الخروج يا باربرا ، لقد ابتعدنا عنهم بما فيه الكفاية!»
باربرا وقد أخرجت رأسها و تركت يدها تتدلى من على فتحة من الحقيبة:« أظنني سأبقى بحجمي الصغير هذا لمدة ما، هل يعجبك هذا ؟»
فيكتور:« بما انكي لستي ثقيلة فلا مانع لدي »
باربرا« على فكرة! ماهي وجهتنا ؟»
فيكتور:« مكان أشجاره وردية ، علي العثور على حجر ينفلق منه الماء!»
باربرا:« إنهم يحتاجون للماء المقدس إذن »
فيكتور:« هذا ما أظنه ، لكن بما ان ماء الحجر هو نفسه ماء الشلالات فلما لا نملىء الجرة من النهر و ننتهيه؟؟»
باربرا:«  لقد قيل لي أن العفاريت العوامة قامت بتلويث الماء منذ عقود ، صحيح أن الماء لم يمسسه ضرر ، لكن سمعت أنه كان أكثر صفاوة من هذا! ولما جاءت العفاريت قامت بتلويثه ، لكن ظلال الشياطين كانت لها بالمرصاد ولم تسمح لها بالعبث أكثر ووضعت لها حدا.....»
فيكتور:« ظلال شياطين ؟»
باربرا؛« كما سمعت ، يكونون حراس الحجر ذاك ، لقد أحاطوه بنوع من الأشجار الزهرية التي لا تستطيع العفاريت تحمل رائحتها ، و هي لا تسمح لأحد بالإقتراب من الحجر لهذا سميت منطقتها بحديقة الظلال العاشقة ، فهي لم تفرط يوما في حماية الماء المقدس »
بعد صمت و فهم قال فيكتور :«  فهمت...... أظن أنه علينا التوقف هنا»
باربرا:« لكن نحن لم نقترب حتى!!»
فيكتور:« الشمس توشك على المغيب ، ونحن نحتاج لمأوى ونار و طعام..... علاوة على ذلك أريد استخدام هذا السيف »
رمى فيكتور الحقيبة من ظهره وفيها باربرا ، وسارع في جمع قطع من الخشب الجاف و جمعها في محاولة منه لاشعال النار ، فقالت باربرا وهي لا تزال في الحقيبة محاولة السخرية منه.....
باربرا:« ماذا تحاول أن تفعل ؟ وما أدراك بفنون البقاء هل تتابع حصص تلفزيونية ؟؟»
فيكتور وهو يحاول إفتعال شرارة بالحجر ولم يلتفت لها:« بالطبع لا...... لكني عضو متمرس في الكشافة ، يمكن القول أنه لدي بعض المهارات.......أهاه! أنظري قلت لك لقد أشعلتها!!»
باربرا: وهي تخرج من الحقيبة :« مبارك ، والآن ماذا نأكل »
حاول فيكتور حماية الشعلة وجعلها تصير نارا بالنفخ عليها حتى نجح بعد ثوان...
فيكتور:«  أظنني سأصطاد طيرا أو سمكا، لكني لا أدري ماذا تأكل الجنيات ؟»
باربرا:« لا عليك فأنا أحب طعام البشر ، كيف لي أن أساعد ؟ »
فيكتور:« أنت تعرفين الغابة أكثر مني ، لذا يمكنكي قطف بعض الثمار الجيدة »
أومأت رأسها بالموافقة و ذهبت للبحث بين الأشجار
فيكتور:« إحرصي أن لا يصطادوكي!!! »
وفورما تأكد من ذهابها إرتسمت ابتسامة خبيثة على وجه فيكتور " والآن و قد ذهبت يمكنني الصيد بهذا السيف الجميل ...... حسنا من أين نبدأ "
رفع فيكتور أرجل بنطاله حتى ركبتيه وحمل سيف أبيه ثم اتجه إلى داخل النهر محاولا التربص بسمكة ما ، ظل يدقق النظر في الماء و يتلف حول نفسه لكنه لم يفلح قط حتى شعر باليأس ، لكن لم يستسلم فرأى سمكة مرت بسرعة فباغتها وضرب الماء بالسيف ظنا منه أنه غرس فيها، وما إن سحب السيف ليرى صيده رأى أن السمكة لم تطعن ولم تمت بل ظلت تعض على نصله بقوة وأبت أن تفلت ، فمد فيكتور يده محاولا فصلها عن السيف و قتلها لكنها هاجمته و عضت إصبعه ، فصرخ و عادت السمكة للماء.....
" أه يا رباه إني أنزف بقوة! أتمنى أن لا يتحول إلى إلتهاب ، علي أن أوقف النزيف حالا، سيف غبي!"
رمى السيف على اليابسة و أدخل يده في مياه النهر محاولا إيقاف النزيف ، وبينما كان يفعل ذلك لاحظ إنجذاب الأسماك للماء الممزوج بدمه و كانت هادئة وغير مزاجية ، لم يفكر فيكتور كثير و أخذ وشاحه ولف بضع سمكات بهدوء وحذر وأخذها......

غربت الشمس وعادت باربرا ومعها كمية من الثمار الحمراء المدورة ، وجلسا قرب بعضهما ينتظران أن ينضج السمك بينما تسعف باربرا إصبعي فيكتور
باربرا:« شر البلية ما يضحك ، لكنك إكتشفت طريقة جديدة للصيد، هل تعلمت هذا من الكشافة ؟»
فيكتور:« لا ذنب لي في غرابة عالمكم »
باربرا:« ليس أغرب من دنيا البشر تلك ، غابتنا قد تبدوا لك تعتمد على فلسة القوي يأكل الضعيف ، لكن كل شيء يسير بحكمة و حسب نظام دقيق قد لا تفهمه »
فيكتور:«  هل عالمي غريب ؟»
باربرا:« ما اسم ذاك الشيء الأبيض في بيتكم ؟ لقد أعجبني ، فيه العديد من الأطعمة لكنه كان باردا جدا!»
فيكتور:« اه ، انها تدعى الثلاجة ، ليست شيئا يستحق أن يسمى بالغريب »
باربرا:« هذه وجهة نظرك وحدك!! هل تخبرني بالمزيد عن عالمكم! إن كان طعامكم بهذه اللذة فماذا عن حياتكم ومعاملاتكم !»
أنهت باربرا تضميد إصبع فيكتور لكنها لم تتركه بل أمسكت يده بكلتا يديها و عيناها تلمع وهي تنظر إليه بشوق تنتظر أن يجيبها ، ظل صامتا ينظر لها وهي متحمسة ، لم يعلم ماذا يقول لها ورفع رأسه ليرى السماء السوداء الجملية المرصعة بالنجوم من بين الأشجار العالية ، كان الجو هادئا وجميلا ، لا يسمع صوت غير صوت اشتعال الحطب و حركة أوراق الأشجار.....
باربرا:« أجبني..... مابك ؟»
فيكتور وعيناه لم تغادر السماء :« لا أذكر آخر مرة رأيت فيها السماء.....إنها جميلة!...»
باربرا:« بل إنها عادية ، حتى أنتم لديكم جزء منها »
فيكتور:« إذن لقد أسأنا استخدام جزئنا ، وبهذا حرمنا من هذا الجمال....هل يمكنكي ترك يدي أريد أن آكل....»
باربرا:« آسفة لم أنتبه »

بين الخيال و الحقيقة حلم واحدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن