"ليس من عاداته البقاء لوقت طويل في غرفته هكذا يا ترى هل من خطب حل به؟؟" هذا ماكان يجول في خاطر السيدة سيدرا ام الفتى فيكتور، كان ابنها اليوم غريب الأطوار و متلبد المشاعر و هذه ليست من طباعه، بل صار هكذا منذ امس بعد عودته من المدرسة.......
اكملت السيدة سيدرا غسل الأواني و على وجهها غاممة سوداء و فور انتهائها جففت يديها و صعدت على الدرج الخشبي الى الطابق الأول غرفة نحو فيكتور
**دق دق **....
« أنا أعلم أنك هنا، وكذلك أعلم أنك لست على ما يرام، هل تريد التحدث عن المشكلة»
لم تسمع سيدرا شيئا فأمسكت مقبض الباب و هي تهم بالدخول...
كانت الغرفة في حالة يرثى لها كما وان إعصارا ضرب المكان فكل الكتب و الأفرشة جميعها على الأرض ملقاة، ولم يكن فيكتور مباليا للدمار الذي حوله بل ظل مستلقيا في فراشه و يبدو عليه الحزن و العبوس....سيدرا:« مالي أراك في هذه الحالة المزرية، ولكن كم من مرة طلبت منك تنظيف غرفتك!!»
فيكتور:« لا ولن أنظفها للأبد» قالها ولم يحرك ساكنا اخذت الأم نفسا عميقا وقالت لابنها بنبرة حازمة كما لو ان كلامها حتمي لا نقاش فيه :« هيي اسمع، نظف هذه الزريبة و إلا..... »
فيكتور:« لا أبدا» و فجأة قفز من مكانه من شدة الألم فقد رمت سيدرا نعلها على مؤخرته
سيدرا:« هيا انهض بسرعة انا لا افهم مالذي حل بك»
فيكتور:« هذا كله بسببك انا اكرهك!!»
سيدرا:« فيكتور؟ على ماذا تتحدث؟؟ ماذا فعلت لك؟؟؟»
فكتور:« دائما ما تكذبين علي، لماذا دائما؟!»
سيدرا:« انا لا أفهم؟»
فيكتور:« دائما ما أخبرتيني أن أبي يعيش في العمل لكني اكتشفت البارحة اني لا أملك أبا! أنا مختلف لدي ام وحسب و لا أملك أملك ابا لماذا أخفيتي عني الحقيقة!!؟»
ظلت في مكانها تنظر باستغراب في عيون فيكتور و لم تجد ماتقوله حتى انفجرت ضحكا!!
سيدرا:« هاهاه، من غير المعقول ان تولد من دون أب هذا مستحيل! ياترى من أخبرك بهذا؟ أظن أنه جاك، سوف أتحدث مع والدته عن هذا»
فيكتور:« لكن.... ولو ان لدي والد حقا، فأين هو؟»
سيدرا:« أبوك؟ سوف أخبرك مادمت مصرا! إنه يعمل مستكشف غابات»
فيكتور وقد لمعت عيناه:« هل هذه المهنة حقيقية؟»
سيدرا:« بالتأكيد! انه يعمل لصالح البحث العلمي و حماية البيئة، أمور من هذا القبيل.....»
فكتور:« كم هذا رائع! و انا أيضا أريد أن أصبح مثل أبي مستكشفا!! لكن....»
سيدرا:« لكن ماذا؟»
فيكتور:« امي؟»
سيدرا:«مرحبا؟»
فيكتور:«ماذا كان اسم ابي؟»
سيدرا:« أيعقل أني لم أخبرك من قبل؟ اسمه إدوارد»
وقف فيكتور على فراشه وهو يربط البطانية كالوشاح ويقول:« أعلن اليوم أنا فيكتور ابن ادوارد أني سأصبح مستكشفا على خطى والدي و سألحق به!!!»