بارت 01: أول لقاء

1.1K 36 10
                                    


نزلت كاتلين ياريا من الطائرة تجر حقيبة سفر صفراء ترتدي فستانا بنيا قصيرا و نظارات شمسية موضوعة فوق شعرها.. استقبلها عمها أدولف شخصيا لأخذها من المطار فهي ستنتقل للعيش في ألمانيا بعد وفاة والديها و اتمام دراستها هنا.

" أهلا بك في ألمانيا يا ابنتي.. أتمنى أن تتأقلمي بسرعة مع الأجواء هنا "

ابتسمت بعفوية " أحببت الجو هنا " .

ركبت معه في السيارة و قد تذكر أخاه أدريان و مرّت الذكريات الجيّدة و السيئة أمام عينيه.

أشفق عليها فقد كانت تبدو فتاة لطيفة لا يمكن أن تنغمس في عالمهم .. و كان أدريان لفّها بالحرير و كان ذاك الحرير هو الطيبة و اللطافة، فلم يكن يريد أن تكون ابنته مجرمة.
كاتلين لا تبدو فتاة ألمانية فهي ليست شقراء كوالدها، لها شعر بني داكن يكاد يظهر أسودا في الاضاءة الاصطناعية و بنيا كالشوكولا عندما تنعكس عليه أشعة الشمس كلون عينيها تماما.. لكن تفاصيل وجهها تشبه أدريان حرفيا، فك حاد، عظام رقبتها بارزة، تفاصيل وجهها محددة، أنف صغير و فم صغير.. من يعرف أدريان سيعرف أنها ابنته.

وصلت السيارة المنزل و استقبلتها السيدة نيفا زوجة عمها أدولف و ابنتها مينيريا التي كانت فتاة شقراء تشبه أدولف لكن أرلو لم يكن موجودا.

و عندنا نتحدث عن أرلو ياريا فستمتلأ الصفحات و ينفذ حبر الأقلام.

أرلو ياريا شاب في الرابع و العشرين من عمره يشتغل في شركة والده و يتولى أعمال ما خلف الكواليس و هو يؤديها على أكمل وجه، فصنع له اسما و سمعة منذ أن كان صغيرا و كان مضطرا لذلك و إلا سيجابه غضب أدولف فهو دائما ما يوبخه لثغرة ما أو أي شيء تافه ليصنع منه ضجة.
و رغم أن أرلو كان جدّيا إلا أنه طائش في بعض الأحيان يحب التسكع و الحفلات الصاخبة و السباقات القانونية و الغير قانونية و عندما يدخل سباقا فإنه يفوز.
كما يحب التصويب بين العينين و لعب كرة السلة و افراغ غضبه في الملاكمة..
يغضب بسرعة، لا يحب أن تُلمس أشياءه.

صحيح أن جميع الشبان في ألمانيا جذّابين إلا أن وسامته بارزة.. هو شاب طويل، أبيض البشرة يملك شعرا أسودا و أعينا خضراء داكنة و لامعة أنف رفيع، عظام وجهه محددة.
............................................................

Flash bac :

كان جاندر مجتمعا بكل أبناءه : أدولف، أدريان، روين، كاسترلند لمناقشة مسألة مهمة يراها تمردا من ابنه الأصغر :

" أخبرتك أنك لن تتزوج تلك المرأة التركية و لن تلتقي بها مجددا .. انها ليست من نمطنا و لا عاداتها كعاداتنا و لا يمكنها أن تعيش معنا "

في العادة جاندر رجل هادئ لكنه عندما يغضب يصبح عنيفا و قاسيا و لن يبالي لمشاعر أحد فهو يرى أن هذا الأمر سخيف و عندما يكون غاضبا فأبناءه يصمتون و لم يتجرأ أحد مطلقا أن ردّ في وجهه لكن أدريا فاجأه هذه المرة :

حرب كبرياء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن