بارت 12: طعم الانتقام

141 11 3
                                    


" في مثل هذا اليوم رحل والداي و سأرحل أنا "
...

كانت أول كلمات قالتها كاتلين و هي تنظر للسقف بأعين ميتة، نهضت و أنزلت ستار النوافذ لتغرق الغرفة في ظلام كما تغرق هي في أفكارها.

جمعت شعرها للأعلى و هي تنظر لنفسها في المرآة بمرارة.

في منزل فيناردز استيقظ لورنالد بثقل و هو يشعر باكتئاب، انه نفس اليوم الذي قتل فيه والدي كاتلين لكن ليست المشكلة هنا فهو يقتل كل يوم أشخاص ذوي عائلات، يُيَتِّم أطفالا و يُرَمِّل نِساء لكن ستكون كاتلين حزينة و بسببه، لم يكن يستطيع رؤيتها حزينة لذلك بدأ يفكر  في مخططات ليخرجها من حزنها.

اتصلت به بينما كان يفكر فيها فابتسم بألم.

" صباح الخير سماءي الصافية "

" أنا أسفل منزلك هل يمكن أن تنزل لنذهب لمكان ما بعيد عن كل العالم نكون فيه فقط بمفردنا ؟"

" أنا لا أرى العالم بوجودك .. اصعدي "

صعدت درجات المنزل الرخامية و فتحت لها خادمة مبتسمة بوجه مشرق رفعت نظرها إلى الأمام فالتقت أعينها بوالد لورنالد بنظرات مخيفة جعلته يشعر بالخطر.

طرقت الباب و دخلت غرفة لورنالد الذي استغرب من صلابتها في مثل هذا اليوم، لم يستشعر منها الحزن بل استشعر برودا جمّد قلبها..  لكنه لم يأبه.

خرج الاثنان ..

" أردتِ أن نذهب لمكان بعيد عن كل العالم أين تريدين أن نذهب ؟"

" الجسر المعلق... أنا أحب ذاك المكان و أريد أن نتحدث في كثير من الأمور "

وتَّرته نبرة كلامها و نظراتها إلا أنه حافظ على مرحه.
تلقى اتصالا من والده لم يجب عليه و أعاد الاتصال عندما نزلا من السيارة عندما كانت كاتلين بعيدة عنه تنظر إلى السماء.

" تلك الفتاة أصبحت خطيرة .. اقتُلها "

" لا أعتقد انها حزينة فقط "
   أجاب بنبرة حزينة يتخللها ندم

" لم أرى أنها حزينة، رأيت أنها متعطشة للانتقام .. اقتلها قبل أن تقتلك .."

أغلق الاتصال و ترك لورنالد يفكر و هو ينظر إليها و أدرك أنه محق.

اقترب منها و وقف خلفها.

" الحزن لن يعيدهما "

" و الانتقام كذلك .. لكنه سيهدئ العاصفة الثائرة بداخلي "

لورنالد و هو يبتعد عنها بتوتر

" عما تتحدثين ؟"

" أنت أكثر من يعرف عما أتحدث يا لورنالد "

أشاح بوجهه عنها دون أن يقول شيء، كأنما الكلمات عجزت عن الخروج منه.

" هل كنت أبدو غبية لهذه الدرجة ؟"

حرب كبرياء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن