بارت03: أخلاق كاتلين

299 21 2
                                    


أغلق الهاتف و قد جلس مكانه ولا تزال ابتسامة تظهر على شفتيه، من حديثه و طريقة جلوسه فهمت كاتلين ما يجري و كيف أن له علاقة بالانفجار.

دخل أدولف المنزل بهدوء و نادى أرلو ليلحق به و هو يعلم ما ينتظره، ليس ثناء على عمله أو تقدير و دعم بل توبيخا كأنه لا يزال مراهقا.

لحقه إلى مكتبه، دخل و أغلق الباب خلفه، جلس مقابل والده على كرسي وضع رأسه على حافته شبك أصابعه و هو مستعد للنكد.

" تأخر وصول الشحنات ساعتين عن الزبائن، هل تستغرق كل هذا الوقت لاستعادة السلع من ذلك الوغد و تفجير مصنع ...... "

هو لم يصمت عند هذا، بل واصل كلاما كثيرا لمدة طويلة حتى أرلو لا يعلم ماهو فكل ما كان ينتظره هو انتهاءه ليخرج أخيرا، كأنه سجين اشتاق إلى العالم جتى أثارت انتباهه جملة تغيّرت فيها نبرة أدولف.

" هناك أمر مهم آخر يجب التحدث به "

اعتدل أرلو في جلسته و رفع إليه عينيه ليعيره كل انتباهه

فتح أدولف الدرج و استخرج منه صورا ووثائق لحادث أخيه وزوجته.... في تلك الأثناء سمع طرقة على الباب أذِن لطابها بالدخول كانت كاتلين أتت إليه كما أخبرها لمناقشة أمور دراستها و تسجيلات الجامعة.

نظرت إلى الأوراق التي في يده فتغيّرت ملامحها.

" الحادث مُدبّر أليس كذلك "

" هذا ما أعتقده و لن أترك هذا الأمر يمر هكذا "
عندما تنظر إلى الصور ترى حادثا عاديا، سيارة محترقة انحرفت عن الطريق فوقعت في منحدر و احترقت، و جثتان محترقتان تماما.

انه حادث مأساوي في نظر شخص عادي و ربما لن يستطيع أن يطيل النظر إليه، لكن بالنسبة إلى مافيا فهذه طريقة مبتذلة لاخفاء جريمة قتل لا يريدونها أن تنكشف.

نظر إليه أرلو نظرة أخيرة قبل أن يغادر و قد فهم سبب انتقالها لألمانيا و تركها الأمان في تركيا ... فليس من أجل الدراسة و العملِ فقط .. بالنسبة إليه قد وُضِعت الكلمات على الأسطر.

خرج أرلو وبقيت هي مع عمها يناقش أمور دراستها و تسجيلها في جامعة هنا، نفس الجامعة التي درس فيها أرلو و كيرا و تيلور و موري لذلك عائلة ياريا معروفة في تلك الجامعة و سيرافقها غدا كي لا يحص أي خطأ.

في الغد رافقها بالفعل، كان معه في السيارة أرلو الذي كان سيذهب معه إلى الشركة لحضور صفقة مهمة بعد إيصال كاتلين إلى الجامعة و أخبر أرلو أن يمر عليها ليأخذها بعد انتهاء محاضراتها.

ابتسمت بحزن و ألم و هي تنظر للطريق بعد أن تذكّرت كلام والدتها عندما كانت طفلة و هي توصيها بأن تبقى فتاة لطيفة و مهذّبة، بينما كانت متمرِّدة تنتمي إلى عائلة ياريا بالفطرة رغم أنها لم تكن تعرفهم.

حرب كبرياء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن