بارت02: المداهمة

439 27 0
                                    


     أحضرت الحليب و جلسا في الشرفة، كانت الشرفة عند نهاية البهو و هي كبيرة تحتوي مقعدا و طاولة تقابل زاوية ممتازة من الحديقة تنتشر بها أنواع مختلفة من الورود.

كانت كاتلين تنظر شاردة إلى السماء التي كانت تنذر بحدوث عاصفة.
كانت ليلة بلا نجوم و الغيوم تغطي القمر .... فقط سماء حالكة الظلام كقلوب البشر و بدأت قطرات المطر تتساقط لتصعد رائحة التراب المبلل.

" أنتِ مولعة بالنظر إلى السماء .."

ابتسمت و هي لا تزال شاردة إلى الأعلى تفكر في أمور كثيرة، و لعل أكثر ما فكرت به هو وفاة والديها.. قيل أنه حادث، لكن هي لا تراه هكذا فحسب.. صوت داخلها يخبرها أنَّ هذا مدبر .. و أنها التالية ..

بدأت الأمطار تصبح غزيرة و الرياح تشتد و الهواء كان منعشا.. صوت صفير الرياح كان المسيطر و السائد الوحيد في الجو،
كان الطقس باردا و هي ترتدي قميصا قصيرا أبيض و تنورة لا تصل إلى ركبتها بلون أصفر، شعرت بالبرد عندما لفحتها نسمة من الهواء البارد فحركت كفّيها على ذراعيها العاريين، لكنها لا تريد الصعود إلى غرفتها و تفويت هذا الجو الجميل.

كان هناك سؤال يدور في رأس أرلو منذ وصولها، ليس لأنه فضولي أو يحب الأسئلة الكثيرة لكنها كان سريع البديهة يدقق بتفاصيل لا ينتبه لها أحد، حتى كسر الصمت بينهما

" والدك طالما كان يريد الابتعاد عنا و يبعدك عنه فكيف تدخلين إليه بكامل إرادتك ؟"

كانت قد فهمت قصده و ما يلمح إليه تماما فقد كان يشير  أن لديها هدفا لمجيئها إلى ألمانيا غير الدراسة التي يعتقد الجميع أنها هنا لأجلها ، لكنها تجاهلت سؤاله.

من دون مبالغة هي ملكة التجاهل بلا منازع، خصوصا عندما يتعلق الأمر بأسئلة عميقة كهذه، لم تبرر لأحد طوال حياتها.

لكن المشكلة أنها أكثر فتاة باردة الأسلوب و هو أكثر رجل عصبي، و لم يجرأ أحد على تجاهله، و من يخطئ معه يدفع الثمن حتى لو لم يكن ذلك في تلك اللحظة و لو مضت عقود من الزمن، سيدفع الثمن غاليا.. و هي ستدفع الثمن..

بعد ثوان من سؤاله قالت بحماس و هي تنظر إلى ملعب كرة السلة و كأنما لم تسمع سؤاله

" هل نلعب كرة السلة ؟"

نظر إلى الملعب الذي كانت أرضيته مبتلة و الرياح تأخذ شباك السلة و تعيدها

" لن نجد أجمل من هذا الجو للعب "

" اذن سأرتدي شيئا و نلتقي هناك "

ارتدت سترة يصل طولها إلى نهاية التنورة باهمال نازلة على كتفيها.

بدآ باللعب في ذاك الجو، تبلل شعرها و نزل على وجهها فرفعته في شكل كعكة و بقيت بعض الخصلات مجعدة تتطاير و كذلك خصلات أرلو الأمامية الطويلة نزلت على جبهته.
لعبا على عشرة أهداف و عندما كان ينقص كلاهما هدف للفوز، رمت عليه سترتها و سجلت الهدف الأخير.

حرب كبرياء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن