عائلة شارلوت

341 37 35
                                    

أشرقت شمس اليوم التالي حاملة في أشعتها الذهبية لوناً من الحزن والأسى بينما كان ديميتر يودع شعب فيردانتيا. لم يكن يرغب في الرحيل ولكنه مضطر إلى ذلك. بعد انتهائه من وداع الناس، نظر ذو الشعر اللافندري إلى التل الذي يقبع فيه قبر أمه بوداع صامت، ثم نظر إلى إخوته الكبار وأبيه قائلاً: "أعلم أنكم الأسعد اليوم برحيلي، ولكن عندي رجاء لكم. كونوا رحماء وعطوفين على سكان مملكتنا. إن لم يكن من أجلي فمن أجل والدتي الراحلة."

لم يرد الثلاثة بشيء لعلمهم أن أمرهم سينتهي إذا ما قالوا كلاماً مهيناً لذي الشعر اللافندري. "ديميتر. هيا بنا."، أذعن الأمير الشاب لأوامر زوجه وركب معه السفينة ملقياً نظرة أخيرة على مسقط رأسه والحزن واضح في عينيه. فرد طاقم السفينة الأشرعة للريح ورفعوا المرساة، فأبحرت السفينة الضخمة نحو توتولاند، أرض نفوذ قراصنة البيغ مام. ظل ديميتر ينظر إلى جزيرة جينيسيس حتى تلاشت عن الأنظار وصارت ذكرى وراءه، تنهد ثم جال ببصره في السفينة حتى وقعت عيناه على كاتاكوري الجالس عند الصاري فاقترب منه على استحياء مطأطئ الرأس. وقبل أن ينبس بحرف واحد، فاجأه ذو الشعر القرمزي قائلاً: "لا تسئ الفهم. أنا لا أكنّ أي مشاعر تجاهك. أنتَ فقط مسؤوليتي، لذا سأحميكَ من أي خطر. هذا كل ما في الأمر."

رفع الأمير الشاب رأسه بسرعة ناظراً إلى القرصان الجالس أمامه، وتضاربت مشاعره، فهو لا يدري أيحترم هذا الرجل الذي بات الآن زوجاً له أم يخشاه. 'سأظل حذراً منه في الوقت الحالي. فأنا ما زلتُ غير متأكد بأنه جدير بالثقة بعد.'، فكر في نفسه ثم جلس بجانب كاتاكوري ناظراً إلى الأفق ومتوجساً مما ينتظره في توتولاند، خاصة من أشقاء وشقيقات زوجه. هل سيعاملونه بقسوة هم أيضاً؟ هل سيعتبرونه مسخاً أو حملاً ثقيلاً لا فائدة تُرجى منه؟ ظلت تلك الأسئلة تعبث برأسه إلى أن أرهقه التفكير وغط في نوم عميق. نظر كاتاكوري إليه متأملاً وجهه مرة أخرى، 'اللعنة. إنه ملاك. ملاك ذو حظ عاثر شاء له القدر أن يُجبر على الزواج بوحش مثلي.'، فكر في نفسه مستاءً من أنه لن يتمكن من تذوق شفاه الأصغر، ثم زفر بانزعاج متمتماً: "هذه حماقة. ليست لدي مشاعر تجاهه. وأيضاً، إذا رأى ما أخفيه تحت هذا الوشاح، فسأكون مضطراً لإنهاء حياته."

تنهد كاتاكوري وقرر أخذ غفوة إلى حين وصول السفينة إلى وجهتها. في اللحظة التي أغمض فيها عينيه، راوده حلم غريب: دب وحيد يتجول في الغابة تحت جنح الظلام إلى أن يصل إلى شجرة ضخمة، ويجد عند تلك الشجرة غزالاً يرعى العشب حولها ومن ثم ينظر إليه وكأن هنالك شيئاً ما يربط بينهما.

"كاتاكوري-ساما. لقد وصلنا."، فتح الابن الثاني لأسرة شارلوت عينيه ونظر إلى الجندي الذي أيقظه وهو ما زال يتساءل في قرارة نفسه عن ذلك الحلم. لماذا رآه الآن؟ هل هي صدفة؟ وماذا قد يعني؟ هز كاتاكوري رأسه ليوقف تلك الأفكار من التدفق، ثم نهض من مكانه ونظر إلى ديميتر الذي كان لا يزال غارقاً في عالم الأحلام. تأمل وجهه لعدة ثوانٍ وتنهد مقترباً منه ليهزه قليلاً، "استيقِظ. لقد وصلنا."، قال كاتاكوري بهدوء ليستيقظ ذو الشعر اللافندري على مهل ويفتح عينيه ببطء ليعتاد على الضوء ثم يقع نظره على الشاطئ. كان المنظر خلاباً على جزيرة الكعكة الكاملة والتي تُعد قلب توتولاند، كل شيء مصنوع من الكعك، وهناك غابة قريبة من المدينة وضع ديميتر نصب عينيه زيارتها لاحقاً.

زوجي جنرال الحلوى | My Husband The Sweet Generalحيث تعيش القصص. اكتشف الآن