مهمة أم زيارة؟

201 24 48
                                    

وقف الزوجان أمام البيغ مام منتظرَين لمعرفة سبب استدعائها لهما، وبالذات ديميتر. "ماما. أخبرتنا برولي أنكِ تريدين رؤيتي أنا بالذات. هل لنا في معرفة سبب هذا الاستدعاء؟"، تحدث ذو الشعر اللافندري بثقة في حين ظل كاتاكوري صامتاً فردّت ذات الشعر الوردي بضحكتها المعتادة قائلة: "ماما ماما! تعجبني صراحتكَ يا ديميتر، ولذلك سأكون صريحة ومباشرة معك. أريدكَ أن تذهب إلى فيردانتيا برفقة أوفين، وقبل أن يعترض أي منكما فأنا أعلم تماماً معنى الكلام الذي قلتَه في حفلة الشاي الأخيرة، ولكنني أريد أن أخبركَ بأمر مهم للغاية. قد تكون تبرأتَ من العائلة الحاكمة لتلك المملكة، ولكنكَ في نظر شعبها لا تزال أميرهم وتقع على عاتقكَ مسؤولية إبقائهم مطمئنين كي لا ينقلبوا ضدي، أهذا واضح؟"
عبس كاتاكوري وشد على قبضتيه لاعناً ضعفه وعجزه عن الوقوف في وجه والدته. صحيح أنه تحمل معاملتها له ولإخوته كأدوات لتنفيذ مصالحها، لكن أن تعامل ديميتر بهذه الطريقة... "واضح وضوح الشمس، ماما. لا تقلقي، أنا وأوفين سنقوم بعملنا على أحسن وجه."، صُدم ذو الشعر القرمزي من رد زوجه ونظر إليه فرآه يتصنع الابتسامة، ورغم ذلك ظل صامتاً في حين ابتسمت البيغ مام برضا وأمرت ذا الشعر اللافندري بالتجهز للرحيل على الفور.

أطاع ديميتر الأمر وخرج من عندها وخلفه كاتاكوري الذي استوقفه ما إن وصلا إلى ردهة بعيدة عن غرفة لينلين، ونظر في عينيه بقلق قائلاً: "ديميتر، هل أنتَ واثق من هذا؟ أنتَ بالكاد تستطيع السير، بالإضافة إلى أن العائلة الحاكمة في فيردانتيا–"
"شش. لا داعي لتقلق علي يا دب الموتشي. سأكون على ما يرام. لا تنسَ أن أوفين سيكون معي."، قال ذو الشعر اللافندري مقاطعاً زوجه بابتسامة صادقة فتنهد الأخير مستسلماً لرغبته وشدّد عليه بأخذ الحذر عند وصوله إلى هناك، فأومأ ديميتر متفهماً ثم ذهب إلى الميناء وصعد السفينة بمساعدة أوفين الذي حذّره كاتاكوري -أو بمعنى أصح هدّده- بأن يحافظ على ديميتر ويحميه بحياته إذا ما تطلب الأمر، وعندما بدأ ذو الشعر البرتقالي بالمزاح حول قلقه وأنه مبالغ فيه أعطاه نظرة قاتلة مؤكداً على أنه لا يمزح بشأن سلامة زوجه الجميل وقال: "أوفين. إذا أصابه حتى خدش واحد وهو أمام ناظريك، فسأذيقكَ الويلات، هل كلامي واضح؟"

"وضوح الشمس..."، بدأ الابن الرابع لعائلة شارلوت بشكل طبيعي ثم اقترب من أخيه الأكبر وهمس له بابتسامة خبيثة ليغيظه: "يا دب الموتشي~"، بعدها ركب السفينة وعجّل بالإبحار هرباً من غضب جنرال الحلوى الذي وقف هناك ووجهه أحمر بمزيج من الغضب والإحراج، وعرف تماماً على مَن سيصب غضبه؛ إذ أنها على الأغلب هي التي أخبرت أوفين باللقب الذي أعطاه له ديميتر. "برولي!!!!!!!"، وصل صراخ ذي الشعر القرمزي إلى غابة الإغراء فخافت برولي واختبأت في عالم المرايا هرباً من بطش أخيها؛ لأنها كانت تعلم بأنها ستكون في ورطة إذا ما ظهرت أمامه.

على متن سفينة أوفين المتجهة إلى جزيرة جينيسيس، كان ديميتر ناظراً إلى الأفق وهو جالس عند السارية ويفكر بكيف سيستقبله سكان المملكة، فهو يعلم تماماً أن أولئك الثلاثة الأوغاد الذين لا يريد أن يسميهم عائلته سيكون رد فعلهم لرؤيته إما النظر إليه بحقد أو محاولة اغتياله، لكن ذلك لا يهم طالما أوفين إلى جانبه. "ديميتر، هل أنتَ بخير؟"، سأل أوفين بقلق وجلس بجانب صهره الذي تنهد وأجاب قائلاً: "أنا لن أذهب إلى القصر وأنتَ تعرف السبب جيداً. أفكر في البقاء مع سكان المملكة بينما تنتهي من نقل البارود إلى السفينة، فهذا سيكون أفضل للجميع. لا تفهم الأمر خطأً. لستُ خائفاً من أولئك الثلاثة، بل أريد فقط تجنب وجع الرأس."
"أفهم ذلك جيداً، فأنتَ قوي ولا يمكنهم العبث معكَ الآن. خاصة ذلك المغفل غولا، لا شك وأنه يموت غيظاً في كل لحظة منذ أن هزمتَه في حفل الشاي!"، قال ذو الشعر البرتقالي ثم انفجر ضاحكاً وانضم إليه ديميتر بضحكة رقيقة بعد ذلك أعاد نظره إلى الأفق متأملاً أن تمر هذه المهمة بسلام ولا يضطر إلى التعامل مع غولا أو أستريا.

زوجي جنرال الحلوى | My Husband The Sweet Generalحيث تعيش القصص. اكتشف الآن