صفحة جديدة

297 26 35
                                    

"دانغو! بيرسيفوني! أين أنتما؟!"، دوى صوت ديميتر في أرجاء المنزل بينما كان يبحث عن التوأم ذوي الأعوام السبعة مع ابنه الأكبر. من بين الثلاثي، كان هيليوس الأكثر رزانة وهدوءاً، لذلك كان دائماً ما يساعد أمه في البحث عن شقيقيه المشاغبَين. "جدياً، في كل مرة يذهب فيها كاتا خارج الجزيرة."، تمتم ذو الشعر اللافندري لنفسه وهو يبحث في الأرجاء، فردّ هيليوس قائلاً: "إنهما حقاً يحبان إثارة المتاعب."

أثناء بحثهما، سمعا أصوات ضحكات قادمة من المطبخ فاتجها نحوها ووجدا التوأمين جالسين أمام الفرن تحت أنظار الطباخين والابتسامة تعلو وجهيهما. "كنتما هنا إذاً. ماذا كنتما تفعلان؟"، التفتت أنظار الجميع نحو ذي الشعر اللافندري الذي كتف ذراعيه متظاهراً بالانزعاج، فنظر التوأمان إلى بعضهما ثم إلى ديميتر وهما مترددان بين إخباره أو إبقاء ما فعلاه مفاجأة. "كنا نصنع مفاجأة لبابا كاتا!"، صاح دانغو فجأة وقد احمر وجهه من شدة الخجل بينما صفعت بيرسيفوني جبينها قائلة: "جدياً. اتفقنا على إبقائها مفاجأة!"

ضحك ديميتر على لطافة الموقف ثم انحنى لمستوى التوأمين وربّت على رأسيهما، "حقاً، لقد ورثتم أنتم الثلاثة جميع صفاتي وصفات كاتاكوري معاً. هيليوس صارم وجاد مثل كاتاكوري، دانغو لطيف وصادق مع الجميع مثلي تماماً، وبيرسيفوني تحاول التقلب بين الجانبين ولكنها تميل إلى جهتي أيضاً."، قال ذلك بنبرة حنونة ونظر إلى الفرن متسائلاً عما كانا يحاولان صنعه، كان دانغو على وشك إجابته لكن بيرسيفوني غطت فمه وأصرت على أن تبقى مفاجأة إلى حين عودة كاتاكوري، فتنهد باستسلام وطلب من الطباخين الانتباه للتوأمين بينما يذهب للتنزه فوعدوه أنهما بأيد أمينة، وخرج مع هيليوس إلى الشاطئ بعيداً عن صخب الميناء ليتأمل البحر ويفكر في حياته التي أصبحت هادئة ومسالمة بعد ولادة أطفاله الثلاثة.

نظر الصغير ذو الشعر القرمزي إلى أمه وقد رقّت عيناه وفي باله سؤال كرره كثيراً في الآونة الأخيرة، "ماما، كيف كانت حياتك؟ أعني قبل أن تنضم لقراصنة البيغ مام."، سأل هيليوس بفضول فتنهد ديميتر مرة أخرى ونظر إلى ابنه بحزن قائلاً: "يبدو أنه لا مفر من الحديث عن الأمر معك. حسناً، سأخبرك. لقد كنتُ أميراً لمملكة فيردانتيا قبل أن أتزوج بأبيك، ولكن حياتي كانت أشبه بالجحيم خاصة بعد موت والدتي. والدي كان يمقت حتى النظر إلي على الرغم من حب الشعب لي، وإخوتي تنمروا علي وأذاقوني المر بشتى الوسائل، خاصة غولا... لقد كان مهووساً بي إلى حد الجنون، لدرجة أنه حاول قتلكَ أنتَ وإخوتكَ قبل أن تولدوا. لا أستطيع مسامحتهم مهما حدث. أما هنا في توتولاند، فقد عاملني الكل بحب واحترام. وأشدهم حباً واحتراماً لي كان والدك. لم يرضَ أن أكون حزيناً أو أشعر بالضعف أوالإهانة، حتى أنه كان يهدد أشقاءه بأقسى أنواع العقاب إذا ما أصابني سوء. لهذا السبب تبرأتُ من أسرتي البيولوجية في فيردانتيا وأعلنتُ انتمائي لعائلة الشارلوت."
أومأ هيليوس بتفهم ثم نظر إلى البحر وهو يكاد لا يصدق مدى بشاعة ما مر به أمه في حياته قبل أن يلتقي بأبيه، وفكر في أنه لو كان في مكانه ما كان ليسامح أولئك الذين آذوه حتى نهاية حياته. "ولهذا السبب أنا أحبك."، شهق ديميتر وهيليوس متفاجئين من الصوت المألوف الذي جاء من خلفهما واستدارا للخلف ليجدا كاتاكوري واقفاً هناك وحاملاً دانغو وبيرسيفوني على ذراعيه. كان الصغيران يذرفان الدموع، مما جعل ديميتر يعبس مستنتجاً أن زوجه كان واقفاً هناك بما يكفي من الوقت ليسمعوا كل شيء.

زوجي جنرال الحلوى | My Husband The Sweet Generalحيث تعيش القصص. اكتشف الآن