ألم وأمل

206 25 30
                                    

كانت الرحلة إلى فيردانتيا هادئة ولكن تحمل في طياتها الشك والتوجس مما ينتظر ديميتر في القصر الملكي. رست السفينة على مرفأ جزيرة جينيسيس ونزل منها ديميتر بخطى ثابتة لوجود كاتاكوري وبرولي إلى جانبه. سار الثلاثة في الطرقات متوجهين نحو القصر، ولاحظت برولي أن الناس كانوا ينظرون إلى ديميتر بإشفاق وقلق، فالتفتت إلى كاتاكوري وهمست قائلة: "كان ظن كراكر في محله. لا بد وأن هذه المأدبة فخ لاستدراج ديميتر."
أومأ ذو الشعر القرمزي متلفتاً بحذر وواضعاً يده على خصر ديميتر كي يبقيه بالقرب منه، مما جعل ذي الشعر اللافندري يحمر خجلاً لبرهة ثم تمالك نفسه وبقي نظره متوجهاً نحو القصر حيث سيواجه ماضيه وأسرته الفاسدة للمرة الأخيرة.

لحظة وصولهم إلى البوابة، دخل ديميتر وكاتاكوري القصر بينما اعترض الحراس برولي ولم يسمحوا لها بالدخول. عبس ذو الشعر اللافندري لرؤية ذلك التصرف وأمرهم أن يدعوها تدخل ولكن أحد الحراس رد عليه قائلاً: "آسف، سموك. ولكنها أوامر ولي العهد. يُسمح الدخول لكَ أنتَ وزوجكَ فقط."
"حسناً، هل يمكنني على الأقل قول شيء لها قبل أن ترحل؟"، سأل ديميتر بهدوء وفهم كاتاكوري ما ينوي فعله لذا ظل صامتاً. اقترب ذو الشعر اللافندري من صديقته وهمس لها بحيث لا يسمعه الحراس قائلاً: "اعثري على مرآة وادخلي القصر من غرفة أستريا. مرآتها مبهرجة بشكل مبالغ فيه لذا لن تضيعيها."

رمشت ذات الشعر الأرجواني ونظرت إلى صهرها، فوجدت في عينيه إصراراً وخوفاً من أن أخاه يدبر لأمر ما. أخذت نفساً عميقاً ثم أومأت موافقة وابتعدت عن القصر في حين دخل الزوجان إليه متجهَين إلى قاعة الاحتفالات حيث كان روديوس جالساً مع غولا وأستريا بانتظارهما، طبعاً مع ابتسامات زائفة استطاع كلاهما الرؤية عبرها، فهما يعلمان تماماً مدى فساد هؤلاء الثلاثة. جلس الجميع في أماكنهم وحلّ صمت رهيب في القاعة حتى قرر ديميتر البوح بما في ذهنه، "غولا، لماذا أمرتَ الحراس ألّا يدخلوا أحداً غيري أنا وكاتاكوري؟"، سأل ذو الشعر اللافندري موجهاً نظره نحو ولي عهد مملكة فيردانتيا الذي لم يكلف نفسه حتى النظر في عينيه وردّ بنبرة لامبالية: "لا أعرف عما تتحدث."

"أختي برولي جاءت ضيفة معنا، ولكن الحراس منعوها من الدخول بأوامر منك! ما سبب ذلك؟! تكلم!"، هذه الكلمات جعلت أستريا تستشيط غيظاً وتضغط على أعصابها كي لا تورط نفسها مع جنرال الحلوى الشرس الجالس بجانب ديميتر. 'هكذا إذاً. استبدلني بتلك الساحرة؟! سترى يا ديميتر! أرجو أن تنجح خطة غولا وترى أنتَ وزوجكَ الويل!'، فكرت في نفسها ثم أشاحت نظرها عن الزوجين في حين رفع غولا رأسه عن الطبق الذي أمامه ونظر إلى ديميتر ببرود قائلاً: "أعتذر عن ذلك. هل تريدني أن آمر الحراس بإدخالها؟"
"لا داعي. فقد أمرتُها بالعودة إلى السفينة."، أجاب كاتاكوري بنبرة صارمة وقرمزيتاه الحادتان تحدقان في الأمير البكر لفيردانتيا وكأنما تنظران إلى أعماق روحه. أحس غولا ببعض التوتر ولكنه دفع تلك الأفكار بعيداً، فهو ما زال مصمماً على تنفيذ ما يصبو إليه ويجب عليه استغلال هذه الفرصة.

زوجي جنرال الحلوى | My Husband The Sweet Generalحيث تعيش القصص. اكتشف الآن